أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017
2324
التاريخ: 29-6-2016
2888
التاريخ: 12-6-2022
2421
التاريخ: 2023-04-04
1255
|
لست ابالغ اذا قلت : إن الشعور بالدونية او ما يسمى احيانا بتدني اعتبار الذات واحيانا بضعف الثقة بالنفس، ان هذا الشعور يشكل واحدة من اهم المشكلات التي يعاني منها الاطفال في معظم الدول العربية والاسلامية، وله تأثير بالغ في نوعية الاتجاهات والدوافع التي تأخذ في التكون لدى الاطفال في مرحلة مبكرة من العمر. ان الطفل حين يولد يشبه من وجد نفسه في قاعة مظلمة جدا، وفيها الكثير من الاشياء التي ليس لديه أي فكرة عنها، ثم يجيء من يحاول مساعدته على تحسسها وتكوين صور ومفاهيم عنها، وهكذا هو شان الطفل تجاه فهمه لنفسه وقدراته وامكاناته وعيوبه...
إن الشعور بالدونية هو مجموعة الصور السلبية التي يختزنها الطفل في ذاكرته عن ذاته : شكله، ذكائه، انجازه، خلقه، لباقته، امكاناته، نقاط ضعفه، مكانته في اسرته ومدى تقبل محيطه له... هذه الصور ترتسم في خيال الطفل من خلال تجاربه ومحاولاته الكثيرة في التخلص من الضعف الذي ولد فيه، ومن خلال ما يقوله عنه اهله ومعلموه ورفاقه واقرباؤه؛ وهذا لان معرفة الانسان بذاته ـ مهما تقدمت به السن ـ تظل نسبية وغير مكتملة؛ فالواحد منا سيظل على مستوى من المستويات خاضعا لما يقوله الاخرون عنه، وهذا الخضوع لدى الصغار اكبر بكثير منه لدى الكبار.
ـ مظاهر الشعور بالدونية :
إن الطفل يشعر بالدونية والضعف حين يقيس نفسه على من هم في مثل سنه، ويجد ان نتيجة ذلك القياس ليست في مصلحته، وكثيرا ما تتجلى نتائج ذلك القياس بوضوح في الانشطة والالعاب الجماعية، وهناك اعداد لا تكاد تحصى من الاطفال الذين يشعرون بالخذلان والضعف الشديد بسبب رفض زملائهم ورفاقهم انضمامهم اليهم في لعب كرة الطائرة او القدم او شد الحبل ...، وذلك لما يعتقدون من ضعفهم وتدني مهاراتهم، وهناك ما لا يحصى من الاطفال الذين يشعرون بالخذلان نتيجة رسوبهم المتكرر في جميع المواد او بعضها، وان فهم هذا يساعد مساعدة كبيرة في العلاج كما سنشير اليه فيما بعد.
ـ ولعل من اهم مظاهر الشعور بالدونية الآتي :
1- الخوف مظهر اساسي من مظاهر الشعور بالدونية؛ حيث تجد ان الطفل يخاف من اشياء كثيرة لا يخاف منها غيره؛ هذا طفل يخاف من الخوض في الماء والخضوع لمدرب يعلمه السباحة، وهذا طفل يخاف من المشي في الظلام، وهذا طفل ثالث يخاف من ان يدافع عن نفسه في تهمة وجهت اليه، وهذا طفل رابع يخشى من الدخول في أي مسابقة ثقافية او رياضية.. والسبب وراء كل ذلك هو الشعور بنقص الكفاءة والقدرة على مواجهة ظروف لا عهد له بها، على حين ان الطفل الذي لا يعاني من هذه المشكلة يعتقد ان ما سيلاقيه لن يكون شيئا خطيراً، وحتى لو كان خطيرا، فانه يستطيع التعامل معه.
2- التشاؤم ورؤية الجانب المظلم من الاشياء؛ فالطفل الذي يشعر بالدونية يصعب عليه ان يرى الامكانات والفرص المتاحة، ويصعب عليه تفسير النجاحات التي يراها، واذا فسرها فانه يفسرها على انها نتائج لمواهب عظيمة هو لا يمتلكها، تقول احدى الامهات :
كان ابني يدرس في السنة الرابعة من المرحلة الابتدائية، وكان ضعيفاً في العديد من المواد، وكنت احاول رفع مستواه فيها، وبذلت في ذلك جهودا، ولم يحدث الا قليل من التقدم، وقد كان ابن اخي الكبير طبيبا نفسيا، فطلبت منه ان يجلس معه ربع ساعة ليرى اسباب ما هو فيه وعدم استجابته للتعليم وسألته بعد المقابلة عن رأيه في الاسباب، فقال: الولد ذكي جدا، لكن يشكو من ان بعض زملائه يعيرونه بقصر قامته؛ بل ان احد معلميه لما كان في الصف الثالث كان يقول له : من المؤكد انك تدرس منا بطريق الخطأ، ويجب أن تكون في الصف الأول، واكتشفت انه كان يحلم ان يصبح طيارا حربيا مثل عمه، لكن هذا الحلم انتهى حين عرف بان ما يعانيه من القصر الشديد في القامة لا يساعده في المستقبل على الذهاب إلى الكلية الجوية...
3- يحدث الطفل الذي يشعر بالدونية نفسه باحاديث تجعل المشكلة تتفاقم لديه، فهو في كل موقف في المدرسة وفي الملعب وفي الحياة الاجتماعية يردد العبارات المعبرة عن ضعف الثقة بالنفس؛ مثل : انا سيئ، انا غبي، انا غير محبوب، انا لا اصلح لشيء، انا غير محظوظ... هذه العبارات حين يرددها المرء بصورة مستمرة ترسخ قناعته وتزيد الصورة الذهنية لديه قتامة.
4- الطفل الذي يعشر بالدونية يفقد حماسته للعمل بسرعة، وينسحب عند اول عقبة يصادفها، وهذا يعود اساسا إلى شعوره بانه ضعيف الاهلية؛ ولهذا فالدخول في أي تحد بالنسبة اليه هو عبارة عن مغامرة، وعدم الاستمرار فيها اسلم، على حين ان الطفل الطبيعي يحاول ، ويحاول، ويتحمل المشاق والصعوبات.
ـ اسباب شعور الطفل بالدونية :
1- الوراثة والعاهات الجسدية :
جعل الله (تعالى) كل طفل من الاطفال متفردا في تركيبه العقلي والنفسي، كتلك الفرادة التي نراها في وجوه جميع البشر، وبالنسبة إلى الشعور بالنقص او الدونية، فأن من الاطفال من يرث من ابائه الاستعداد لحمل هذا الشعور، وبالتالي فان الظروف الصعبة التي يمر بها تجعله يعاني من هذه المشكلة، واحيانا يستطيع الطفل التغلب على عامل الوراثة، هذا من خلال ما يلقاه من دلال ورعاية لدى اسرته، ومن خلال ما يظفر به من تعليم على ايدي معلمين جيدين، والمشاهدات في هذا الشأن تفوق الحصر... ومن وجه آخر فان معاناة الطفل من نقص في الذكاء او من عاهة في جسمه او اصابة في حاسة من حواسه، ان كل ذلك ينعكس على ثقته بنفسه على نحو سلبي، والتغلب على ذلك دائما ممكن لكن من خلال العناية الفائقة والتدريب الجيد.
2- التوقعات المبالغ فيها :
قد يكون الاب ممن حقق نجاحات عالية في حياته، وقد يكون ممن يملكون الكثير من الطموحات والامنيات العظيمة، وبالتالي فانه يريد من ابنه انه يصبح علما من الاعلام، وبعض الاباء يعجزون عن تحقيق بعض الاحلام الكبيرة، ومن ثم فانهم يطلبون من ابنائهم الصغار العمل على تحقيقها : قد كنت يا بني اتمنى ان اصبح طبيبا لكن بسبب بعض الظروف لم اتمكن من ذلك، وعندي امل بان تصبح انت طبيباً... هذا كله يجعلهم يشعرون بنوع من العجز، واليقين بانهم لن يستطيعوا تحقيق ما يطلبه أهلهم منهم، ومن ثم فانهم يستسلمون بسرعة امام العقبات، وربما كفوا نهائيا عن المحاولة وتجريب اشياء جديدة.
3- المبالغة في الحماية :
يبالغ بعض الاباء في العناية بأبنائهم وفي تدليلهم وعدم تكليفهم بتقديم أي شيء للأسرة، وهم
يظنون انهم بذلك يحسنون اليهم؛ ولا ينتبهون إلى انهم يحرمونهم من الاستقلالية وخبرة التعامل مع المشكلات واكتساب الخبرات وامتلاك الحاسة التي تمكنهم من تقدير الأمور على نحو جيد.
4- القسوة والتسلط:
بعض الاباء حولوا بيوتهم إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، فهم يمارسون ما يشبه السحق لشخصيات ابنائهم من خلال الصرامة في التعامل والمحاسبة الشديدة على الاخطاء والنقد المستمر... ان الطفل حين لا يشعر بدفء العلاقة مع ابويه، ولا يشعر انه موضع عناية وتقدير، ينظر إلى نفسه نظرة مشحونة بالدونية وضعف الثقة، ومن الملاحظ في هذا السياق ان الاطفال يشعرون بهذا الشعور حين يكون احد الزوجين شديد النقد لصاحبه، او يستخدم معه لغة التهديد والوعيد.
5- تقليد الكبار :
الانسان كائن مقلد والطفل يتعلم القوة والضعف والكياسة والبذاءة من خلال تقليده للكبار من حوله، وحين يكون الاب ضعيف الثقة بنفسه فان هناك احتمالا لان يتأثر ابناؤه به، الطفل يعتقد ان اباه دائما على صواب، وانه اقوى واذكى منه، فاذا رآه كثير الشكوى والخوف والتردد، فانه يقلده، ويبدأ بترديد عين المقولات التي يرددها، ويقف عين الموقف التي يقفها.
ـ كيف نعالج الشعور بالدونية ؟
إن من الثابت ان العقل يكتشف حقائق الوجود بالتدريج، والطفل يتعرف على ذاته ايضاً بالتدريج، وفي هذا خبر سار جدا لكل المهتمين بمعالجة ابنائهم والارتقاء بهم؛ إذ إن هذا يعني ان الطفل اشبه بطبخة ما زالت قيد الانضاج، فهي تقبل الماء والملح والمنكهات... ومن هنا فان تغيير الظروف التي يعيش فيها الطفل، او تغيير الخطاب الذي نوجهه اليه سيساعد على اعادة اكتشاف ذاته وقدراته، وسيزيد من مقدار ثقته بنفسه، وهذه بعض الافكار والخبرات المهمة في مسالة تخليص الطفل من الشعور بالدونية :
1- التفكير المنطقي المتوازن :
إن الصورة التي يرسمها الطفل في مخيلته عن نفسه، تتكون من مجموعة من الافكار والمعتقدات، وهو يلتقط هذه الافكار والمعتقدات من ابويه واخوته الكبار ومعلميه، وكل اولئك الذين يختلط بهم بكثرة، وهنا تبرز اهمية كون التفكير المنطقي هو الشيء السائد في المنزل الذي يعيش فيه الصغار، ولعل من مكونات التفكير المنطقي الآتي :
أ- الاعتراف من الجميع بان النقص ملازم لبني البشر، وكم هو جميل ان يتحدث الاب عن المواد التي كان ضعيفاً فيها حين كان طالبا، وان تتحدث الام عن الامور التي اخفقت في تعلمها، ان مثل هذا الحديث الام عن الامور التي اخفقت في تعلمها، ان مثل هذا الحديث يخفف عن الطفل ما يشعر به من ضغوط بسبب شعوره باختلافه عن غيره وضالة امكاناته.
ب- لدى كل انسان نقاط قوة ونقاط ضعف؛ ومن ثم فان من المهم للأبوين ان يتحسسا نقاط الضعف والقوة لدى اولادهم، فاذا كانت الفتاة تشعر بالدونية بسبب ما لديها من قبح او قصر في القامة ـ مثلا- فلتركز لها الام على ما لديها من براعة في الرسم او في اللباقة في الحديث او سرعة البديهة... وقد قال احد الطلاب الجامعيين : كنت ايام دراستي في المرحلة الابتدائية ضعيف الحفظ، وكنت اعاني معاناة شديدة في حفظ أي شيء، ولو كان سورة من قصار السور أو قصيدة مكونة من اربعة ابيات؛ ولهذا فان والدي كان يرى انني لا اصلح لمتابعة الدراسة، وعزم على اخراجي من المدرسة اذا انتهيت من المرحلة الابتدائية حتى اساعده في تجارته الرائجة والكبيرة، وسمع بذلك المعلم الذي كان يعلمني الحساب، فانزعج لذلك انزعاجا شديداً، وذهب إلى بيتنا، وقال لابي : ابنك هذا افضل طالب عندي في الحساب، وانه سيكون في المستقبل مدرسا عظيما للرياضيات او مهندسا مشهورا، واما موضوع ضعفه في الحفظ، فاتركه عليَّ، فانا من سيعالجه. وقد اولاني الرجل من عنايته وتشجيعه ما رفع معنويات إلى الحد الاقصى، وانا اليوم طالب كلية الهندسة، ولله الحمد.
ت- ليس هناك شخص يثق بنفسه ثقة مطلقة في كل مجال وكل موقف وكل تجربة.. فالانسان يشعر تارة بالقوة وتارة بالضعف، وينجح في بعض الامور، ويخفق في بعضها الاخر، مناقشة هذه الحقيقة في اطار الاسرة، ترفع من معنويات الطفل الذي يعاني من الشعور بالدونية؛ حيث ينظر إلى بعض جوانب النقص في شخصيته وبعض المشاعر السلبية لديه على انها شيء طبيعي ، ما دام كل الناس يشعرون في بعض الاحيان بالإحباط، ويشعرون انهم غير متأكدين من تمتعهم بالجدارة.
ث- وضح للصغار ان النجاح الحقيقي لا يكمن دائما في تحقيق الاهداف وبلوغ الغايات، وانما يكمن في ان نبذل اقصى ما لدينا من جهد، وان نعمل بطريقة صحيحة، ثم نرضى بما قسمه الله ـ تعالى - لنا، فقد يكون الخير كل الخير في عدم حصولنا على بعض الاشياء التي نعتقد انها مهمة بالنسبة الينا. المحاولة المستمرة والمضي في الطريق الصحيح هما ركنا النجاح، اما النتائج فهي محكومة باعتبارات عديدة؛ ولهذا فقد نصل إلى ما نرغب فيه، وقد لا نصل.
2- اطفالنا يحتاجون إلى حماية معتدلة :
وذلك لان اهمالهم وعدم الوقوف إلى جانبهم يعادل في ضرره المبالغة في مساعدتهم، ان الطفل حتى يكتسب المزيد من الثقة بنفسه في حاجة إلى أن يجرب ويخاطر ويقاوم، وفي حاجة إلى أن يشعر بالتحدي، واذا قمنا بحل كل المشكلات التي يواجهها نكون قد قررنا ان نبقيه طفلا إلى اقصى وقت ممكن، وهذا هو الذي يجعله يشعر بنقص الكفاءة، اما اهماله فقد يؤدي به إلى ان يرتكب الاخطاء الفاحشة او يؤدي به إلى الشعور بالعجز عن تدبير اموره، الاسلوب الصحيح الذي ينبغي اتباعه في هذا الشأن هو : ترك الطفل يعالج مشكلاته بنفسه، ويستخدم كل الاساليب الممكنة في ذلك، واذا احتاج إلى مساعدة قدمناها له.
يقول احد الاباء : كان عندي طفلان، لا يكبر احدهما الاخر الا بسنة ونصف ، وقد كانت المشاجرات بينهما مستمرة، وقد اتبعت اسلوبا ناجحا في التعامل مع مشاجرتهما؛ فقد كنت حين اسمع صياحا او يأتيني احدهما شاكيا، اجمعهما، واطلب منهما الهدوء التام، ثم اقول ليرني كل منكما ابتسامة صادقة وحلوة، وبعد ذلك اقول : حَاوِلا العثور على حل للخلاف الذي بينكما واخبراني به، فاذا لم يتمكنا قلت لهما : ليأتيني كل منكما باقتراح للحل، وسأعطي جائزة لصاحب الحل الافضل، وقد كان الطفلان يقومان بهذا في معظم الاحيان؛ بل لاحظت شيئا جميلا، هو ان الواحد منهما صار يقترح حلا يحابي به اخاه من اجل الحصول على الجائزة، وبعد سنتين من هذا التدريب، صارت المشاجرات بينهما خفيفة جدا وقليلة، والان وبعد ان اصبحا رجلين يقولان لي : قد خدعتنا (لعبت علينا) خدعة ذكية سوف نطبقها مع ابنائنا !
3- اشعار الطفل بتقبل الاسرة له :
أسرة الطفل هي المرآة التي يرى فيها نفسه؛ ولهذا فان من المهم جدا ان يشعر بانه طفل طبيعي ومحبوب وجدير بالاحترام والنجاح؛ ولهذا تفصيلات قليلة اوجزها في الاتي :
أ- ارسال رسائل مختلفة للطفل بان ابويه سعيدان بوجوده معهما وشاكران لله ـ تعالى- على ان
رزقهما اياه، وهذه الرسائل يمكن ان تكون بالكلمات ويمكن ان تكون بالثناء على الله –تعالى- على ما وهب، ويمكن ان تكون بالتقبيل والاحتضان والترحيب مرات عديدة في اليوم.
ب- حين يُخفق الطفل في اختبار او مسابقة او اي محاولة، فينبغي ان نتعاطف معه، ونقف إلى جانبه، وهذا هو المعنى العميق للحب غير المشروط... قل للطفل : هذه المرة أخفقت، وكثيرون اولئك الذين اخفقوا، ثم عرضوا عن اخفاقهم بنجاحات عظيمة، وانت ستكون ـ بإذن الله - واحدا منهم.
ت- حين نكثر من نقد الاخرين (اشخاص محددين) او نقد عرق او ابناء جنسية محددة او مهنة من المهن او مذهب من المذاهب ... فإننا ننمي في الحقيقة مشاعر سلبية لدى الطفل، ونعمق لديه النظرة الدونية لنفسه، تحدث دائما بتفاؤل، واذكر امامه قصص النجاح، واظهر فضائل الناس عوضا عن عيوبهم، فهذا من صميم هذا الدين، ومن تجنب الغيبة، وهو مع ذلك يفتح وعي الطفل على رؤية الايجابيات لديه.
ث- على الابوين السعي إلى أن يكون الجو العام للأسرة مفعماً بالدفء والسعادة والسرور، ولا مانع على هذا الصعيد من أن يتحدثا عن ميزات الاسرة ونجاحاتها وحب اعضائها لبعضهم، ومن المهم ان يتواصى الزوجان بذلك؛ فقد يكون الزوج، وقد تكون الزوجة من الميالين إلى الجدية الزائدة، او من اصحاب المزاج السوداوي، مما يضفي على لقاءات الاسرة الكآبة، ويزيد في الشعور بالنقص لدى الاطفال الذين يعانون منه.
4- الطفل الذي يشعر بالدونية يحدث نفسه باستمرار باحاديث تعبر عن شعوره، وتزيد في ذلك الشعور ـ كما اشرت قبل قليل - وحتى نغير في ذلك الحديث فان علينا ان نساعد الطفل على صعيدين :
أ- ان نعلمه ترديد عبارات تحمل معاني الثقة بالنفس والقدرة على الانجاز ومقاومة الضغوط؛ وذلك مثل : (انا في خير من الله واشعر بالسعادة)، (لدي العديد من المواهب، ويجب ان اتعلم كيف استفيد منها)،(لن يستطيع احد ان يمنعني من الوصول إلى حقي)، (قد اخفق في محاولة، ولكن في النهاية سأصل إلى هدفي(...
ان هذه العبارات واشباهها تترك اثارا كبيرة في نفسية الطفل، ولا سيما اذا طلب منه اهله ان يشرح ما الذي يعنيه بها، وينبغي ان يساعدوه على سوق الامثلة المناسبة اذا عجز عن التمثيل.
ب- حتى يصبح للعبارات الدالة على الثقة معنى وواقع ملموس، فان علينا ان نزج بالطفل في خضم الكثير من الانشطة التي تساعده على اكتشاف قدراته، ونزوده بالكثير من المهارات؛ فالطفل من خلال العمل والمشاركة يكتشف نفسه ويكتشف الواقع، وتصبح لديه خبرة بمشاق الحياة وعقباتها، وهذا كله يحسن مستوى ثقته بنفسه.
في داخل المدارس جمعيات ثقافية وفرق كشفية وانشطة رياضية، وهناك حلقات لتحفيظ القرآن الكريم موجودة ـ بحمد الله - اليوم في كل مدينة وقرية، وان انخراط الطفل فيها مهم لتحقيق ما ذكرناه، كما ان من المهم كذلك تكليف الطفل ـ بما يناسب سنه - بتحمل بعض المسؤوليات داخل المنزل، مع الاصرار على النجاح في كل ما ذكرناه.
ضعف الثقة بالنفس وباء يجتاح كثيرا من الاطفال، وينبغي ان نعرف كيف نحصن اطفالنا منه، وكيف نعالجهم حين يصابون به.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|