المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
حكم الغنائم في البلاد المفتوحة
2024-11-24
احكام الاسارى
2024-11-24
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24

entailment (n.)
2023-08-23
مؤشر الشبع Satiety Index
1-1-2020
عدم لزوم المعجزة
23-04-2015
الرابطة التناسقية في البوليمرات Co – ordination Bonds
11-10-2017
The autonomy of CamE phonology and the concept of Trilateral Process
2024-05-17
ماذا تعني المصطلحات LD50 و الـ LC50؟
2023-10-13


الحاجات العاطفية للطفل  
  
8576   01:00 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص112-116
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017 2038
التاريخ: 12-4-2017 2144
التاريخ: 26-1-2016 3219
التاريخ: 10-7-2019 1794

ـ عاطفية الإنسان :                                                                       

الإنسان كائن عاطفي، تؤثر فيه العواطف من قبيل المحبة اكثر من المنطق والاستدلال، وبناء على ذلك، فإننا نعتبر بأن دور العاطفة في ثباته الاخلاقي والاجتماعي امر في غاية الاهمية، فالأطفال ذووا الوضع الاجتماعي الافضل يتمتعون في الحقيقة بثبات عاطفي اكبر.

وعلى هذا الاساس فإن العاطفة وإقامة الروابط والعلاقات والودية هي من الحاجات المهمة والاساسية للأطفال، وهي على درجة كبيرة من الاهمية، بحيث تدفع الطفل الى اعتبار فقدان ذلك او نقصه صدمة وصفعة مؤلمة له، وهذا ما يجعله مستعد للقيام بأي شيء لجبران ذلك، وبذلك نستطيع ادراك الكثير من حالات التمرد والغضب والحنق واختلاق الاعذار والانسياق وراء الانحرافات من خلال هذا الاعتقاد عند الطفل.

احياناً ترون اطفالكم وقد شرعوا بالثرثرة والتفاخر في بعض المجالس، او قاموا بالانتقاد والمشاركة، ويجهدون انفسهم في ذلك احياناً، وهذا دليل على حاجتهم للعواطف والتقرب من الآخرين المحبة، ويلحظ ذلك بشكل اكبر في السنوات الاولى من عمر الطفل.

ـ مجال هذه الحاجة :

إن مجال حاجة الطفل للعواطف الحارة والودية واسع وشامل، وتتنوع هذه الرغبات وتظهر بأشكال مختلفة، وسنعرض هنا نماذج متعددة من هذه الحاجة، والتي تتجلى في اشكال مختلفة:

1ـ الحاجة للقبول والحماية: الطفل بحاجة لأن يقبل كما هو، كما هو في حاجة للتأييد والحماية، هذان الامران سيمنحانه حرية في العمل والحركة، فلو ان وجوده كان مهماً في الاسرة، وباعثاً على سعادتها وسرورها وحبها له، فسيتمكن من الرشد والنمو وسيجد الجرأة اللازمة للسير والتقديم باتجاه النضج.

الطفل في امس الحاجة للصفاء والصداقة والمودة، فيرغب بأنه يقبله الجميع وان يأنسوا به وبوجوده، وهذا أمر مؤثر في الالتزام والشعور بالصلة والمتبادلة والرضوخ للأوامر والنواهي عند الطفل، وسيعمل على تقوية قدرته على التعايش والتوافق مع الآخرين، وسيترفع الطفل للاهتمام بحياته واسرته في ظل هذا القبول، وطبعاً سيخطو في سبيل منفعة المجتمع وصلاحه.

اما رفض الآخرين له فسيبعث على الشعور بانعدام وتفاهة قيمة الذات، وتكوّن العقد واحتقار النفس، وسيؤدي الى مشاكل واضطرابات في التعايش مع الآخرين، وسيدفعه هذا الامر للانسياق في مسير ما لو شعر بقبول الآخرين له في هذا المسير ويتوجه نحوهم، وهذا بحد ذاته ما يعتبر سبباً مباشراً في نشوء الكثير من الانحرافات.

2ـ المحبة والحنان: يحب الطفل ويتمنى ان يكون محبوباً، وهي من أهم الحاجات العاطفية على صعيد الاسرة، وحتى المجتمع والتي ترافق الافراد دائماً وابداً، فمن ذا الذي لا يريد ان يكون محبوباً؟ أو من ذا الذي يريد ان ينظر اليه نظرة احتقار واهمال في الحياة؟

يتبع الشعور بالمحبة عند الاطفال وحتى عند الكبار ايضاً الشعور بالأمان، واما من كان غير محبوب، فانه سيظن بان خطرا ما سيداهمه وان الاخطار ستهاجمه من كل حدب وصوب، وهكذا فإن احتضان الطفل وتقبيله وملاعبته سيدخل الطمأنينة الى قلبه، ويخلصه من المخاوف، وسيؤدي الى انجذابه اليكم، والاهتمام بكم، وطرد الحزن والاسى بعيداً عن نفسه، وكذلك النظر بتفاؤل ورضى الى الحياة والرغبة فيها.

ولا شك في انه علينا السعي الى عدم الخلط بين بعض العوامل المسيئة للتربية، وبين عملية اظهار المحبة، وعلينا الامتناع عن المحبة المفرطة كي لا نعمل على تدميره وإفساده بدلا من بنائه وتكوين شخصيته بشكل سوي، لأن الإفراط في محبة الطفل امر مضر له، ويعرضه الى رياح قوية ومزعجة، ويؤثر في شخصيته كل التأثير.

3ـ الملاطفة والمواساة: الطفل بحاجة الى من يسأل عن احزان قلبه ومآسيها، والى من يواسيه في المصائب والبلايا، وهذا الامر لا يقتصر على الاطفال فقط، بل ان هذه الحاجة تشمل الكبار، وحتى الكبار في السن ايضاً؛ وهذا الامر يكون على نطاق اوسع عند الاطفال الذين فقدوا آباءهم حديثاً، او عند المرضى منهم.

والام قادرة على ان تكون مواسياً ومرافقاً ممتازاً للطفل، فعليها ومن خلال تأييد آرائه والسؤال عن سبب حزنه وقلقه ان تعمل على تشجيعه وغرس الجرأة في قلبه والمحافظة عليه بعيداً عن الشعور بالعذاب والألم، عليها بذل جهدها في التودد اليه على أنها مرافقة له، وأن تفهمه بأنها معه وبجواره، ومسؤولة عن حمايته و.. الخ. وفي الوقت نفسه علينا الانتباه الى ان لا يستغل الطفل هذه الملاطفات الفياضة بشكل خاطئ، كي لا يتحول الى فرد مدلل وخيالي الرغبات والامنيات، وكي لا يظن ان الآخرين مدينون له.

ومن خلال سعيكم الى محو الذكريات الاليمة من كنهه وفكره وإبعادها بلطافة عن نفسه، افهموه بأن هذا الامر قد تم فقط لمساندته وتقديم العون له، وإدخال الطمأنينة والسكون الى قلبه.

4ـ الحاجة الى الاحترام: الطفل موجود عزير لأنه مخلوق الله وعبد من عبيده، وأمانة بأيدي الوالدين، وهو الآن امانة بين يديك أيتها الام، واحترامه حق له، وعلى الام مراعاة ذلك، واعتبار ان شخصيته عزيزة وذات اهمية، ولا تكون عزته واحترامه بتركه وحيداً وطليقاً، ولعل افضل اوجه الاحترام للطفل هو الاهتمام بتربيته والاعتناء به، وحمايته من الاخطار والانحرافات.

وكذلك فإن الطفل بحاجة للاهتمام الحقيقي، فيحب ان تهتم به امه وتعتني به، وللوصول الى هذا الهدف تجدونه احياناً يتمسك بيدي الام ورجليها ملتمساً منها حاجته بدلال وتمارض، ويسعى الى إظهار نفسه أمام الآخرين، وهذا الامر يظهر بشكل واضح بعد موت او شهادة الاب، لأنه في الحقيقة قد فقد ركناً من اركان المحبة والعناية به، وطبعاً على الامهات ان يتصرفن بطريقة لا تضطر الطفل لرؤية نفسه بهذا الوضع.

5ـ الحاجة للبكاء والحزن: ان البكاء والحزن ابسط طريق للوصول الى السكون والطمأنينة عند الطفل الذي فقد والده، او ألم به الفشل والحرمان، وعلينا التسليم امام بكائه والقبول بذلك، والابتعاد عن الاصرار على عدم البكاء والحزن، ولا ينبغي ان نسعى لإسكاته لأن الأحزان والمآسي تظهر بشكل اعراض ومشاكل نفسية، وحالة من اللامبالاة تجاه الآخرين، وكل ذلك يعد مقدمة للوصول الى حالة من اليأس، ومن جهة اخرى لا يجوز ان تسمح له بالبكاء المطول، لأنه قد يسبب له آثاراً سيئة كالصداع، والارهاق، وفقدان الشهية، وقد يؤدي الى عادات غير صحيحة.

6ـ الحاجة للمرح والنشاط: يقضي الحزن والغم على صاحبه إن استمر اكثر من اللازم، ويسلب منه رغبته في مواصلة الحياة واستمرارها. إن الحزن والبكاء أمران جيدان ما داما قادرين على حل العقد وتفكيكها، وإيجاد امل ورغبة جديدة بالحياة. اما لو تجاوز الامر ذلك، فلا فائدة لهما، بل ينعكس الامر.

إن إعداد الظروف المناسبة لمرح الطفل وسعادته بعد الأيام الاولى لوفاة والده امر ضروري، وللوصول الى ذلك الهدف يمكننا دفع الطفل للخروج الى مكان مناسب لاستنشاق الهواء الطلق وممارسة انواع الرياضة المختلفة، والتنزه، والتجول، والاستماع الى قصة او انشودة، والنوم الكافي. ويمكننا ايضاً من خلال النصائح والارشادات والايحاءات، واستمرار الام بأسلوب حياتها الطبيعي والعادي، واستمرارها الطبيعي بالعمل، والمطالبة بإنجاز الوظيفة والواجب وإبقاء الطفل في الجمع الذي يخلو من البكاء المستمر، بأن يكون في جميع افراد ينشغلون بالبحث وإبداء الرأي وسرد القصص وتبادل اطراف الأحاديث المختلفة و.. الخ.

7ـ الحاجة للهدوء والسكون: على الامهات السعي للحفاظ على المحيط العائلي هادئاً وآمناً وبمعزل عن الاضطراب والفوضى، وذلك بعد شهادة الاب والايام الاولى لوفاته حيث يكون الألم والحزن في ذروته فيجب على الامهات السعي لإبقاء محيط جو الاسرة هادئاً او آمناً. وبعيداً عن اجواء الاضطراب والهيجان سيسببان صدمة للطفل وسيعرضانه لأخطار كبيرة وسيؤديان به للمرض.

حافظوا على الجو المنزلي بعيداً عن البكاء وإثارة الاحزان، ولا تسمحوا للآخرين بالتردد والذهاب والاياب الزائد عن حده، والصراخ والنحيب في حضور الطفل، فلا تجرحوا قلبه اكثر من ذلك، فأنتم قادرون وبالاستعانة بالمنطق والعقل على تهدئته ومواساته. خذوه الى حيث يشاهد المناظر الجميلة، واعتنوا بنومه واستراحته، وتعاملوا مع مطالبه بشكل متوازن ومتعادل، واحرصوا على ان يتولد فيه الشعور بالثقة والاهمية.

وإن لم تنجحوا بجهودكم، فاسعوا للبحث عن الاسباب والعلل الاخرى، لأنه قد تجتمع عدة عوامل معاً وتسبب شعور الطفل بالخطر والقلق، فظاهرياً الامر هو موت الاب، ولكن هناك امور اخرى خفية لها دور هنا.

8ـ الحاجات الاخرى: هناك حاجات عاطفية اخرى عند الطفل، وهي ليست إلا مجموعة من المساعي والمحاولات المستميتة للوصول الى حالة من التوازن والاعتدال والسكون، ولسدّ النقص، وجبران الحرمان، والتسلط على النفس؛ وعلى الام قبول بعض منها، التي ليست غريبة بشكل كبير، كتظاهر الطفل واختلاقه للأعذار، وفضح عيوب الاخ الأصغر منه، واحياناً الدلال والسخرية..

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.