المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التهاون وعملية الغشّ  
  
1843   11:39 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص53-54
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

من الأمور المحرمة شرعاً وقانوناً ما يسمى بالغش المهني، أي إيهام المريض بمرضٍ خطير أو مزمن من أجل استمرار علاجه أو زيادة مراجعته للطبيب الأمر الذي يعود بالمنفعة على الطبيب.

وقد كثُر هذا الأمر في هذه الأيام التي قلّ فيها الضمير وحب الخير للناس، فما يفعله بعض الأطباء ـ هداهم الله الى طريق الصواب ـ من تشخيص عاجل او خطئ للمرض من أجل مال أو شيء من حطام الدنيا، محرّمٌ شرعاً، وما يؤخذ من مالٍ لقاء ذلك مال حرام وسحت.

فعلى الطبيب الحاذق إعمال عنايته في تشخيص المرض وتحكيم ضميره في الحكم على ظواهر الأمور أو بواطنها، وليكن شرح حال المريض بشكل دقيق وواقعي، ليعرف المريض أو وليّه حقيقة مرضه وخطورته أو سهولته، إلا في الأمراض التي تؤثر سلباً على نفسية المريض إذا عَلِم بوجودها عنده، فهنا ينبغي التمهل التأمل لدراسة حالة المريض، ففي إخباره مضرّة نفسية وفي عدم إخباره أيضاً مضرة بدنية، إذ عندما لا يعرف بحقيقة مرضه قد لا يتجاوب مع العلاج أو يهمل الالتزام بمواعيد الدواء او العلاج أو الجلسات المعينة والمحددة وعليه فلابد من عملية مقارنة بين الأمرين واختيار الأقل ضرراً على المريض، الأمر الذي يختلف من شخص لآخر، نعم عند اختيار الإخبار ينبغي طرحه بأسلوب هادئ ومتناسب مع كل مريض من ناحية الزمان والمكان.

ومن هذا القبيل تشخيص الأطباء للعمل الجراحي، فان بعض الأطباء لقاء مبلغٍ قليل يفرض على المريض إجراء عملية وهمية لا حاجة لها، الأمر الذي يعرّض حياة المريض للخطر أو الأذية والوجع من دون مبررٍ شرعي أو قانوني، ويعتبر ما يؤخذ من مال حرام وعلى الطبيب إرجاعه وطلب المسامحة من المريض.

والعجيب جرأة بعض الأطباء على هذا الأمر! ألا يخاف من حصول مضاعفات تؤدي الى تطور المرض أو حصول نزيف لدى المريض!

ألا يمكن أن لا يفيق هذا المريض من البنج فيذهب في غيبوبة أو يموت!.

فمن يتحمل هذا الدم؟ أو ليس هذا قتل عمدي لا مبرر له لقاء بعض الدراهم المعدودة الفانية التي ستصرف في بضع أيام، بل لن يشعر بها الطبيب لأنها سحت حرام لا بركة بها.

فليحذر الأطباء الأعزاء من هذا الأمر فلا يقدمون على أي عمل جراحي إلا بعد الاطمئنان بوجوبه وحرمة تركه، ولا أظن ان الأمر يحصل من دون مراجعة الزملاء الأطباء في ذلك لأخذ المشورة، حتى يكون براءة للذمة.

وليتذكر الطبيب القسم الذي أقسمه وأخذه على عاتقه، من علاج الناس بشرفٍ وضمير، وعدم استغلال الناس أو القانون أو الاستهتار بالفقراء وأصحاب الحاجات.. ومن ذلك استغلال مسألة الضمان لصرف أدوية تجارية على حساب الضمان، أو صرفها لغير المضمون مع عدم حاجته الضرورية لذلك.

ومن الأمور المطلوبة من الطبيب والتي لها أثر نفسي عند بعض المرضى هو ارتداء الطبيب ومساعده لباساً خاصاً بهما والأفضل أن يكون أبيض للدلالة على النظافة والوقار.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.