أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3519
التاريخ: 13-3-2019
2332
التاريخ: 9-4-2016
3704
التاريخ: 30-4-2022
2153
|
استقبلت قريش خلافة الإمام (عليه السلام) بكثير من الفزع والوجوم والاضطراب ؛ لأنّ الإمام (عليه السلام) قد وترهم في سبيل الدعوة الإسلامية وقضى على الكثيرين من أعيانهم ووجوههم فقد قتل من أعلام بني أميّة عتبة بن ربيعة جدّ معاوية والوليد ابن عتبة خال معاوية وحنظلة أخاه وغيرهم من أقطاب الشرك والالحاد فكانت نفوسهم مترعة بالحقد والعداء للإمام ومضافا لذلك فإنّ سياسة الإمام ومنهجه في الحكم يتصادم مع مصالحهم ومنافعهم فالإمام يحارب الأثرة والاستغلال ولا يقرّ بحال من الأحوال سياسة النهب التي سار عليها عثمان لذلك كرهت قريش حكومة الإمام وأعلنت عليه التمرّد والعصيان , وقد سارع الوليد ومعه بنو أميّة إلى الإمام ليبايعوه على الغضّ بما في أيديهم من الأموال التي استأثروا بها في أيام عثمان وقال الوليد للإمام : إنّك قد وترتنا جميعا أمّا أنا فقتلت أبي صبرا يوم بدر وأمّا سعيد فقتلت أباه يوم بدر وكان أبوه من نور قريش وأمّا مروان فشتمت أباه وعبت على عثمان حين ضمّه إليه فنبايع على أن تضع عنّا ما أصبنا وتعفو لنا عمّا في أيدينا وتقتل قتلة صاحبنا يعنى عثمان , فردّ عليه الإمام بمنطق الحقّ الذي لا تعيه قريش قائلا : أمّا ما ذكرت من وتري إيّاكم فالحقّ وتركم وأمّا وضعي عنكم عمّا في أيديكم فليس لي أن أضع حقّ الله عنكم ولا عن غيركم وأمّا إعفائي عمّا في أيديكم فما كان لله وللمسلمين فالعدل يسعكم وأمّا قتلي قتلة عثمان فلو لزمني قتالهم اليوم لزمني قتالهم غدا ولكن لكم أن أحملكم على كتاب الله وسنّة نبيّه فمن ضاق عليه الحقّ فالباطل عليه أضيق وإن شئتم فالحقوا بملاحقكم .
إنّ بني اميّة ومعها قريش تريد من الإمام أن يهبها الأموال التي اختلسوها في أيام عثمان وتريد منه الانحراف عن منهجه وإيثاره لمصالح المسلمين على كلّ شيء ولكن الإمام لم يحفل بهم وقد عاهد الله أن يسير بين المسلمين سياسة قوامها العدل الخالص وأن يقف بالمرصاد لكلّ ظالم وأن لا يخضع للأحداث مهما كانت قاسية وشديدة فلذا تنكّرت له القوى الباغية من قريش التي ما آمنت بالله طرفة عين وقد وصف ابن أبي الحديد حالهم حينما آلت الخلافة للإمام بقوله : كأنّها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمّه من إظهار ما في النفوس وهيجان ما في القلوب حتّى انّ الأخلاف من قريش والأحداث والفتيان الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم فعلوا ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله ؛ لقد امتحن الإمام امتحانا عسيرا بالأسر القرشيّة وراح يصعّد آلامه وزفراته منهم قائلا : ما لي ولقريش! والله! لقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنّهم مفتونين , والله! لأبقرنّ الباطل حتّى أخرج الحقّ من خاصرته! فقل لقريش : فلتضجّ ضجيجها .
إنّ قريشا حالت بين الإمام والخلافة منذ وفاة الرسول (صلى الله عليه واله) فصرفتها تارة لتيم وأخرى إلى عدي وثالثة إلى بني اميّة وهي جادّة في خلق الفتن والمشاكل حتى تجهز على حكومته .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|