أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-07
336
التاريخ: 17-10-2014
24021
التاريخ: 17-10-2014
10609
التاريخ: 17-10-2014
15068
|
الخبر هو جزء الجملة الذي تم به مع المبتدأ فائدة.
والاصل في الخبر ان يكون اسما مفردا، وقد يكون جملة، او شبه جملة، سواء اكانت الجملة فعلية ام اسمية ام شرطية. ولابد لجملة الخبر من ربط يربطها بالمبتدأ، أي ان تشتمل على ضمير المبتدأ ظاهرا او مقدرا، او على اسم اشارة عائد الى المبتدأ، او يعاد فيها المبتدأ بلفظه او معناه، او يكون فيها عموم يشمل المبتدأ، او تكون جملة الخبر عين المبتدأ في المعنى.
فهل يشترط في الجملة الواقعة خبرا عن المبتدأ ان تكون خبرية تحتمل الصدق والكذب باعتبار ذاتها؟
الذي عليه الجمهور انه لا فرق في جملة الخبر ان تكون خبرية او انشائية، فكما يصح ان تقول: زيد ابوه قائم، او قام ابوه، يصح ايضا ان تقول : زيد اكرمه، وزيد لا تهنه، وزيد هل سافر؟ وزيد ليته يفوز، وزيد ما اعجبه، وزيد والله لأكرمنه، ونحو ذلك. وهم يعنون ان الجملة الانشائية في هذه الامثلة هي نفسها عين الخبر، وليست مقولة لقول محذوف هو الخبر. ومع ذلك فلم يسوغ الجمهور الاخبار بجملة النداء، فلا يقال : زيد يا اخي، استثنوا اسلوب النداء من بين اساليب الانشاء، كما في الهمع.
والقول ما قال الجمهور، لما فيه من يسر وبعد التقدير.
ص35
وقد خالف ابن الانباري وبعض الكوفيين بمنع الاخبار بالجملة الانشائية الا على تقدير القول. وحجته ان الخبر ما يحتمل الصدق والكذب، والجملة الانشائية لا تحتمل ذلك. وهذا كما ترى اندفاع وراء التقسيمات المنطقية التي افسدت على النحاة بعض نحوهم.
وما احتج به ابن الانباري مردود :
1- بان الخبر الذي يحتمل الصدق والكذب ليس هو خبر المبتدأ بل هو ما يقابل الانشاء، وانت ترى ان المفرد يقع خبرا اجماعا مع كونه غير محتمل للصدق والكذب، لان احمال ذلك انما هو من خصائص الكلام لا الكلمة الواحدة. على ان من الممكن ان يكون (اكرمه) من قولك : زيد اكرمه مؤولا بما يحتمل الصدق والكذب، فكانك قلت : زيد مطلوب اكرامه، او مستحق لان يطلب اكرامه. وليست خبرية الجملة عن المبتدأ باعتبار نفس معناها الذي هو طلب الاكرام، لان هذا الطلب قائم بالطالب والمنشئ لا بالمبتدأ، بل الخبرية واردة باعتبار تعلق معناها بالمبتدأ، فكأنك قلت : المبتدأ مطلوب فيه كذا وكذا. ولا ريب ان هذا الاعتبار الثاني اعتبار اخباري لا انشائي.
2- اتفق النحويون جميعا على جواز الرفع في نحو : اما زيد فاضربه. فبرفع زيد في هذا المثال يتعين ان يكون مبتدأ والجملة بعده خبر، وهي انشائية طلبية.
3- كذلك ورد السماع كثيرا بالأخبار بالجملة الانشائية الطلبية.
من ذلك قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ (.) مَا الْحَاقَّةُ)، و(الْقَارِعَةُ (.) مَا الْقَارِعَةُ)، و(وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ) (1)، (بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ) (2)
ص36
اذ وقعت جمل الاستفهام والدعاء اخبارا.
ومن ذلك قوله :
قلب من عيل صبره كيف يسلو صلبا نار لوعة وغرام
حيث اخبر في هذا البيت عن المبتدأ بجملة استفهامية.
ومنع ثعلب الاخبار بالجملة القسمية.
ويمكن الردي عليه بما سبق بيانه في الباب السابق. وليست شعري ماذا يقول في مثل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) (3)، (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا) (4) ، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) (5). وقد جاءت الاخبار في جميع هذه الآيات جملا قسمية، وكذلك في قول الشاعر، انشده ابن هشام في المعنى:
* جشأت فقلت اللّذ خشيت ليا تبن (6)**
ومسالة اخرى تتعلق بخبر المبتدأ، اذا كان المبتدأ لفظا صريحا من الفاظ القسم، بمعنى انه لا يستعمل الا في القسم ويفهم منه القسم قبل ذكر المقسم عليه، نحو : لعمرك لأفعلن(7)، وايمن الله لأفعلن (8).
ص37
فهذا الضرب من المبتدأ في الجملة القسمية الانشائية نص النحاة على وجوب حذف خبره، لا ينطق به، اكتفى العرب فيه بسد جواب القسم مسده، فجملة (لافعلن) وهي جواب القسم سدت مسد الخبر، اما هو فمحذوف، قدروه بكلمة (قسمي) ، او (يميني)، او (ما اقسم به)، كما نص الرضي.
وهناك الفاظ تدل على القسم وليست صريحة فيه، بمعنى انهالا يتبادر الى الذهن انها خاصة بالقسم، بل هي للقسم وغيره، كقولك : عهد الله لافعلن ! وعهد الله علي لافعلن! فكلمة (عهد الله) ليست ملازمة للقسم، اذ يصبح ان يقال في غير هذا : (عهد الل يجب الوفاء به).
فهذا الضرب من القسم يجوز فيه حذف الخبر واثباته، وفي حالة الحذف يكون جواب القسم سادا مسد الخبر.
وزعم ابن عصفور انه يجوز في لعمرك لافعلن، ان يقدر المحذوف مبتدأ، أي ان يكون الكلام على حذف المبتدأ، والتقدير : لقسمي عمرك وتكون اللام داخلة على عمرك لفظا، وعلى المبتدأ المحذوف تقديرا.
وقد اعترض على ذلك باعتراضين :
1- بانه اذا دار الحذف بين ان يكون من الصدور والاوائل، او من الاعجاز والاواخر، فالحمل على الاواخر اولى، لأنها محل التغير غالبا.
2- وبان دخول اللام على شيء واحد لفظا وتقديرا اولى من جعلها داخلة في اللفظ على شيء، وفي التقدير على شيء اخر.
ص38
المراجع :
سيبويه 1 : 164، 278-279 ابن يعيش 1 : 88-92 الرضى 1 : 81-82 الشذور 213-218 ابن عقيل 1 : 169-233 التصريح 1 : 170-175 الاشموني والصبان 1 : 188-225 الهمع 1 : 96 الدسوقي علي المغني 2 : 61-63.
ص39
______________________
(1) الآية 27 من سورة الواقعة.
(2) الآية 60 من سورة ص.
(3) الآية 9 من سورة العنكبوت.
(4) الآية 58 من سورة العنكبوت.
(5) الآية 69 من سورة العنكبوت.
(6) جشات نفسه : ارتفعت وجاشت من حزن او فزع. وعجزه كما في شرح شواهد المغني السيوطي 281 :
** ولئن اتاك فلات حين مناص **
(7) اصله مصدر عمر بكسر الميم يعمر بفتحها، أي عاش زمنا طويلا، ثم استعمل في القسم. وقد التزموا فتح عين المصدر في القسم، وان صح في غيره الفتح والضم.
(8) ايمن : جمع يمن بالضم بمعنى البركة، او هو جمع يمين. قال الجوهري : (والفه الف وصل عند اكثر النحويين، ولم يجيء في الاسماء الف وصل مفتوحة غيرها).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|