x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

خبر المبتدأ

المؤلف:  ابن السراج النحوي

المصدر:  الأصول في النّحو

الجزء والصفحة:  ج1، ص:63-72

2023-05-18

1111

خبر المبتدأ

الاسم (1) الذي هو خبر المبتدأ هو (2) الذي يستفيده السامع ويصير به المبتدأ كلاماً، وبالخبر يقع التصديق والتكذيب الا ترى أنك إذا قلت: عبد الله جالس فإنما الصدق والكذب وقع في جلوس عبد الله لا في عبد الله ، لأن الفائدة هي في جلوس (3) عبد الله، وإنما ذكرت عبد الله لتسند إليه «جالساً»، فإذا كان خبر المبتدأ اسماً مفرداً فهو رفع نحو قولك: عبد الله أخوك، وزيد قائم، وخبر المبتدأ ينقسم على قسمين إما أن يكون هو الأول في المعنى غير ظاهر فيه ضميره نحو زيد أخوك وعبد الله ،منطلق، فالخبر هو الأول في المعنى، إلا أنه لو قيل لك من أخوك هذا الذي ذكرته؟ لقلت: زيد، أو قيل لك: من المنطلق؟ لقلت عبد الله، أو يكون غير الأول ويظهر فيه ضميره نحو قولك: عمرو ضربته وزيد رأيت أباه، فإن لم يكن على أحد هذين فالكلام محال وخبر المبتدأ الذي هو / 36/ الأول في المعنى على ضربين، فضرب يظهر فيه الاسم الذي هو ا الخبر نحو ما ذكرنا من قولك: زيد أخوك

 

63

وزيد قائم وضرب يحذف منه الخبر، ويقوم مقامه ظرف له وذلك الظرف على ضربين إما أن يكون من ظروف المكان وإما أن يكون من ظروف الزمان. أما الظروف من المكان فنحو قولك : زيد خلفك، وعمرو في الدار. والمحذوف معنى الاستقرار والحلول وما أشبههما كأنك قلت: زيد مستقر خلفك، وعمرو مستقر في الدار، ولكن هذا المحذوف لا يظهر لدلالة الظرف عليه واستغنائهم به في الاستعمال وأما الظرف من الزمان فنحو قولك: القتال

يوم الجمعة، والشخوص يوم الخميس، كأنك قلت: القتال مستقر يوم الجمعة أو وقع في يوم الجمعة، والشخوص واقع في يوم الخميس فتحذف الخبر وتقيم الظرف مقام المحذوف، فإن لم ترد هذا المعنى. فالكلام محال، لأن زيداً الذي هو المبتدأ ليس من قولك: «خلفك ولا في الدار شيء، لأن في الدار ليس بحديث وكذلك خلفك وإنما هو موضع الخبر. واعلم /37: أنه لا يجوز أن تقول: زيد يوم الخميس ولا عمرو في شهر كذا، لأن ظروف الزمان لا تتضمن الجثث وإنما يجوز ذلك في الأحداث، نحو الضرب والحمد، وما أشبه ذلك، وعلة ذلك أنك لو قلت زيد اليوم، لم تكن فيه فائدة، لأنه لا يخلو أحد من أهل عصرك (4) من اليوم، إذ كان الزمان لا يتضمن واحداً دون الآخر، والأماكن ينتقل عنها فيجوز أن تكون خبراً عن الجثث وغيرها كذلك. والظرف من الأماكن تكون إخباراً عن المعاني التي ليست بجثث - يعني المصادر - نحو قولك : البيع في النهار، والضرب عندك، فإن قال قائل فأنت قد تقول : الليلة الهلال والهلال جثة، فمن أين جاز هذا ؟ فالجواب في ذلك (5) : أنك إنما أردت الليلة حدوث الهلال، لأنك إنما تقول ذلك عند توقع طلوعه ألا ترى أنك لا تقول: الشمس اليوم، ولا القمر الليلة لأنه غير متوقع وكذلك إن قلت اليوم زيد، وأنت تريد هذا

64

الملك، ويوم المعنى جاز، وتقول: أكل (6) يوم لك عهد، لأن فيه معنى الجمعة عليك ثوب، إنما (7) جاز ذلك لاستقرار الثوب عليك (8) فيه / 38 وأما القسم الثاني من خبر المبتدأ : وهو الذي يكون غير الأول ويظهر فيه ضميره فلا يخلو من أن يكون الخبر فعلا فيه ضمير المبتدأ نحو: زيد يقوم، والزيدان يقومان، فهذا الضمير وإن كان لا يظهر في فعل الواحد لدلالة المبتدأ عليه يظهر في التثنية والجمع وذلك ضرورة خوف اللبس، ومضمره كظاهره، وأنت إذا قلت: زيد قائم، فالضمير لا يظهر في واحده ولا في تثنيته ولا في جمعه، فإن قال قائل : فإنك قد تقول الزيدان ،قائمان والزيدون قائمون قيل له : ليست الألف ولا الواو فيهما ضميرين (9) ، إنما الألف تثنية الاسم، والواو جمع الاسم وأنت إذا قلت الزيدون قائمون، فأنت بعد محتاج إلى أن يكون في نيتك ما يرجع إلى الزيدين، ولو كانت الواو ضميراً والألف ضميراً لما جاز أن تقول : القائمان الزيدان ولا القائمون الزيدون أو يكون جملة فيها ضميره، والجمل المفيدة على ضربين إما فعل وفاعل وإما مبتدأ وخبر، أما الجملة التي هي مركبة من فعل وفاعل / 39 فنحو قولك : زيد ضربته، وعمرو لقيت أخاه، وبكر قام أبوه وأما الجملة التي هي مركبة من ابتداء وخبر فقولك: زيد أبوه منطلق، وكل جملة تأتي بعد المبتدأ فحكمها في إعرابها كحكمها إذا لم یكن قبلها مبتدأ، ألا ترى أن إعراب «أبوه منطلق بعد قولك: بكر، كإعرابه لو لم يكن بكر ،قبله فأبوه مرتفع بالابتداء ومنطلق» خبره، فبكر مبتدأ أول وأبوه متبدأ ثانٍ ومنطلق خبر الأب والأب «منطلق»، خبر بكر،

65

وموضع قولك: «أبوه منطلق» رفع ومعنى قولنا: الموضح، أي لو وقع موقع الجملة اسم مفرد لكان مرفوعاً، وقد يجوز أن يأتي مبتدأ بعد متبدأ [بعد مبتدأ ] (10) وأخبار كثيرة بعد مبتدأ وهذه المبتدات إذا كثروها فإنما شيء قاسه النحويون ليتدرب به المتعلمون (11) ، ولا أعرف له في كلام العرب نظيراً، فمن ذلك قولهم : زيد هند العمران منطلقان إليهما من أجله، فزيد مبتدأ أول وهند مبتدأ ،ثان والعمران مبتدأ ،ثالث وهند وما بعدها خبر لها، والعمران وما بعدهما خبر لهما، وجميع ذلك خبر / 40 عن زيد، والراجع الهاء في قولك من أجله، والراجع إلى هند الهاء» في قولك: إليها والمنطلقان هما العمران، وهما الخبر عنها. وفيهما ،ضميرهما فكلما سئلت عنه من هذا؟ فهذا أصله فإذا طال الحديث عن المبتدأ كل الطول وكان فيه ما . يرجع ذكره إليه جاز نحو قولك : عبد الله قام رجل كان يتحدث مع زيد في داره، صار هذا خبراً عن عبد الله من أجل هذه الهاء التي رجعت إليه بقولك: في داره وموضع هذا الجملة كلها رفع من أجل أنك لو وضعت موضعها منطلقاً» وما أشبهه ما كان إلا رفعاً، فقد بان من جميع ما ذكرنا أنه قد يقع في خبر المبتدأ أحد أربعة أشياء الاسم أو الفعل أو الظرف أو الجملة. واعلم أن المبتدأ أو الخبر من جهة معرفتهما أو نكرتهما أربعة :

الأول: أن يكون المبتدأ معرفة والخبر نكرة نحو: عمرو منطلق، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه (12) الكلام (13) .

الثاني: أن يكون المبتدأ معرفة والخبر معرفة نحو زيد أخوك، وأنت

77

تريد أنه أخوه / 41 من النسب، وهذا ونحوه إنما يجوز إذا كان المخاطب يعرف زيداً على انفراده ولا يعلم أنه أخوه لفرقة كانت بينهما أو لسبب آخر ويعلم أن له أخاً ولا يدري أنه زيد هذا فتقول له: أنت(14) زيد أخوك، أي زيد هذا الذي عرفته هو أخوك الذي كنت علمته، فتكون الفائدة في اجتماعهما وذلك هو الذي استفاده ،المخاطب، فمتى كان الخبر عن المعرفة معرفة فإنما الفائدة في مجموعهما، فأما أن يكون يعرفهما مجتمعين وإن هذا هذا فذا (15)

كلام لا فائدة فيه، فإن قال قائل : فأنت (16) تقول: الله ربنا ومحمد نبينا، وهذا معلوم ،معروف قيل له : هذا إنما هو معروف عندنا وعند المؤمنين . وإنما نقوله رداً على الكفار (17) وعلى من لا يقول به ولو لم يكن لنا مخالف على هذا القول لما قيل إلا في التعظيم والتحميد (18) لطلب الثواب به، فإن المسبح يسبح وليس يريد أن يفيد أحداً شيئاً وإنما يريد أن يتبرر (19) ويتقرب (20) إلى الله بقول الحق، وبذلك أمرنا وتعبدنا وأصل ذلك الاعتراف بمن الله عليه (21) بان عرفه نفسه وفضله / 42 على من لا يعرف ذلك، وأصل الكلام موضوع للفائدة وإن اتسعت المذاهب فيه ولكن لو قال قائل : النار حارة والثلج بارد لكان هذا كلاماً لا فائدة فيه و إن كان الخبر فيهما نكرة .

الثالث: أن يكون المبتدأ نكرة والخبر نكرة وقد بينا أن الجائز من ذلك ما كانت فيه فائدة فأما الكلام إذا كان منفياً فإن النكرة فيه حسنة لأن الفائدة فيه واقعة نحو قولك ما أحد في الدار، وما فيها رجل.

 

 (22)

67

الرابع: أن يكون المبتدأ نكرة والخبر ،معرفة، وهذا قلب ما وضع عليه الكلام(22) وإنما جاء مع الأشياء التي تدخل على المبتدأ والخبر فتعمل لضرورة الشاعر، نحو قوله :

كان سلافةٌ مِنْ بَيْتِ رَأْسِ     يكون مزاجَهَا عَسَلُ وَمَاءُ (23)

فجعل اسم «كان» عسل وهو نكرة وجعل مزاجها الخبر وهو معرفة بالإضافة إلى الضمير ومع ذلك فإنما حسن هذا عند قائله أن عسلا وماء نوعان وليسا كسائر النكرات التي تنفصل بالخلقة والعدد نحو تمرة وجوزة والضمير الذي في 43 مزاجها» راجع إلى نكرة وهو قوله: سلافة، فهو مثل قولك: خمرة ممزوجة بماء.

وقد يعرض الحذف في المبتدأ وفي الخبر أيضاً لعلم المخاطب بما حذف والمحذوف على ثلاث جهات :

الأولى: حذف المبتدأ وإضماره إذا تقدم من ذكره ما يعلمه السامع فمن ذلك أن ترى جماعة يتوقعون الهلال فيقول القائل: الهلال والله ، أي : هذا الهلال فيحذف هذا، وكذلك لو كنت منتظراً رجلاً فقيل: عمرو، جاز على ما وصفت لك، ومن ذلك مررت برجل ،زيد، لأنك لما قلت: مررت (24) برجل، أردت أن تبين من هو فكأنك قلت هو زيد وعلى هذا قوله تعالى: ﴿ بِشَرِّ من ذلكُم النّارُ ) (25) .

الجهة الثانية: أن تحذف الخبر لعلم السامع، فمن ذلك أن يقول القائل : ما بقي لكم أحد، فتقول: زيد أو عمرو أي : زيد لنا، ومنه لولا عبد الله لكان كذا وكذا فعبد الله مرتفع بالابتداء والخبر محذوف وهو في مكان كذا وكذا، فكأنه قال لولا عبد الله بذلك المكان، ولولا القتال كان في زمان كذا وكذا، ولكن حذف حين كثر استعمالهم إياه وعرف المعنى / 44 فأما قوله : لكان كذا وكذا فحديث متعلق بحديث «لولا»، وليس من المبتدأ في شيء، ومن ذلك: هل من طعام فموضع من طعام» رفع، كأنك (26) قلت: هل طعام، والمعنى : هل طعام في زمان أو مكان، و «من» تزاد توكيداً مع حرف النفي وحرف الاستفهام إذا وليهما نكرة وسنذكرها في موضعها إن شاء الله. وقد أدخلوها على الفاعل والمفعول أيضاً كما أدخلوها على المبتدأ فقالوا : ما أتاني من رجل في موضع ما أتاني رجل. وما وجدنا لأكثرهم من عهد» (27) و «هل تحس منهم من أحد» (28). وكذلك قولك : هل من طعام، إنما هو: هل طعام (29) ، فموضع من طعام رفع بالابتداء.

74

الجهة الثالثة : أنهم ربما حذفوا شيئاً من الخبر في الجمل وذلك المحذوف على ضربين إما أن يكون فيه الضمير الراجع إلى المبتدأ نحو قولهم: السمن منوان بدرهم، يريد منه وإلا كان كلاماً غير جائز، لأنه ليس فيه ما يرجع إلى الأول. وإما أن يكون المحذوف شيئاً ليس فيه راجع ولكنه متصل بالكلام نحو قولك: الكر(30) بستين درهماً، فأمسكت عن ذكر الدرهم بعد ذكر الستين لعلم / 45 المخاطب. وتعتبر خبراً لمبتدأ بأنك متى سألت عن الخبر جاز أن يجاب بالمبتدأ، لأنه إلى أنه هو هو في المعنى. ألا ترى أن القائل (31) إذا يرجع قال عمرو منطلق، فقلت (32) من المنطلق ؟ قال : عمرو، وكذلك إذا قال (33) : عبد الله أخوك فقلت من أخوك؟ قال : عبد الله، وكذلك لو قال : عبد الله قامت جاريته في دار أخيه فقلت من الذي قامت جاريته (34) في دار أخيه ؟ لقال عبد الله، وخبر المبتدأ يكون جواب «ما» (35) وأي، وكيف، وكم، وأين ومتى يقول القائل : الدينار ما هو؟ فتقول: حجر، فتجيبه بالجنس، ويقول (36) الدينار (37) أي الحجارة هو؟ فتقول: ذهب، فتجيبه بنوع (38) من ذلك الجنس، وهذا إنما (39) يسأل عنه من سمع بالدينار ولم يعرفه ويقول : الدينار كيف هو ؟ فتقول مدور أصفر حسن منقوش ويقول: الدينار كم قيراطاً هو؟ فتقول : الدينار عشرون قيراطاً، فيقول: أين

70

هو؟ فتقول: في بيت المال والكيس ونحو ذلك، ولا يجوز أن تقول: الدينار متى هو، وقد بينا أن ظروف / 46 الزمان لا تتضمن الجثث إلا على شرط الفائدة، والتأول ولكن تقول : القتال متى هو؟ فتقول: كذا وكذا، فأما يوم إذا كان الخبر معرفة أو معهوداً فإنما يقع في جواب «من وأي نحو قوله: زيد من هو؟ والمعنى: أي الناس هو؟ وأي القوم هو ؟ فتقول: أخوك المعروف(40) أو أبو عمرو، أي الذي من أمره ،كذا وتقول هذا الحمار، أي الحمير هو؟ فتقول: الأسود المعروف بكذا وما أشبهه واعلم أن خبر المبتدأ إذا كان اسماً من أسماء الفاعلين وكان المبتدأ هو الفاعل في المعنى وكان جارياً عليه إلى جنبه أضمر فيه ما يرجع إليه وانستر (41) الضمير نحو قولك: عمرو قائم وأنت منطلق، فأنت وعمرو الفاعلان في المعنى، لأن عمراً هو الذي قام، وقائم جار على (عمرو) وموضوع إلى جانبه لم يحل بينه وبينه حائل، فمتى كان الخبر بهذه الصفة لم يحتج إلى أن يظهر الضمير إلا مؤكداً، فإن أردت التأكيد، قلت: زيد قائم هو، وإن لم ترد التأكيد فأنت / 47 مستغن عن ذلك وإنما احتمل «ضارب وقائم» وما أشبههما من أسماء الفاعلين ضمير الفاعل ورفع الأسماء التي تبنى عليه لمضارعته الفعل فأضمروا فيه كما أضمروا في الفعل إلا أن المشبه بالشيء [ليس](42) هو ذلك الشيء بعينه فضمنوه الضمير متى كان جارياً على الاسم الذي قبله وإنما يكون كذلك في ثلاثة مواضع: إما أن يكون خبراً لمبتدأ نحو قولك : عمرو منطلق كما ذكرنا أو يكون صفة نحو: مررت برجل قائم، أو حالاً نحو: رأيت زيداً قائماً، ففي اسم الفاعل ضمير في جميع هذه المواضع، فإن وقع بعدها اسم ظاهر ارتفع ارتفاع الفاعل بفعله، ومتى جرى اسم الفاعل على غير من هو له فليس يحتمل أن يكون فيه ضمير الفاعل، كما يكون في الفعل، لأن انستار ضمير الفاعل إنما هو للفعل،

71

ولذلك بنيت لام «فعل» مع ضمير الفاعل المخاطب في «فعلت»، والمخاطب والمخاطبة أيضاً في «فعلت / 48 وفعلت كما بينا فيما مضى. فإن قلت: هند زید ضاربته لم يكن بد من أن تقول هي من أجل أن قولك: «ضاربته» ليس لزيد في الفعل نصيب وإنما الضرب كان من هند ولم يعد عليها شيء من ذكرها والفعل لها فإنما «ضاربته خبر عن زيد وفاعله هند في المعنى، ولم يجز إلا إظهار الضمير فقلت حينئذ هي مرتفعة بضاربته» كما ترتفع هند إذا قلت: زید ضاربته ،هند فالمكنى (43) ها هنا بمنزلة الظاهر، ولا يجوز أن تتضمن «ضاربته» ضمير الفاعل، فإن أردت أن تثني قلت: الهندان الزيدان ضاربتهما هما لأن «ضاربه» ليس فيه ضمير الهندين إنما هو فعل فاعله المضمر، هذا على قول من قال : أقائم أخواك (44)، فأما من قال: أكلوني البراغيث (45) فيجعل في الفعل علامة التثنية والجمع ولم يرد الضمير ليدل على أن فاعله مثنى أو مجموع كما كانت التاء في «فعلت هند» فرقاً بين فعل المذكر والمؤنث، فإنه يقول : الهندان الزيدان ضاربتاهما هما فإذا قلت : هند زيد ضاربته / 49 هي فهند مرتفعة بالابتداء، «وزيد» مبتدأ ثان، وضاربته خبر زید، وهي هذه اللفظة مرتفعة بأنها ،فاعلة والفعل «ضاربته» والهاء ترجع إلى زيد وهي ترجع إلى هند والجملة خبر عنها، فإن جعلت موضع فاعل، يفعل فقلت زيد هند ،تضربه أضمرت الفاعل ولم تظهره، فهذا مما خالفت فيه الأسماء الأفعال ألا ترى أنك تقول: زيد أضربه وزيد تضربه. فإن كان في موضع الفعل اسم الفاعل لم تقل إلا زيد ضاربه أنا أو أنت(46) لأن في تصاريف الفعل ما يدل على المضمر ما هو (47)، كما قد ذكرنا فيها قد تقدم، وليس ذلك في الأسماء وحكم اسم المفعول حكم اسم الفاعل (48)، تقول: زيد مضروب، فتكون خبراً لزيد كما تكون ضارب) ويكون فيه ضميره كما يكون في الفاعل، فتقول : عمرو الجبة مكسوته إذ كان في مكسوته»، ضمير الجبة مستتراً، فإن كان فيه ضمير «عمرو» لم يجز حتى تقول: عمرو الجبة مكسوها هو، فحكم المفعول / 50 حكم الفاعل، كما أن فُعِلَ كَفَعَلَ» في عمله، وحق المبتدأ إذا كان جملة أن يكون خبراً كاسمه يجوز (49) فيـه التصديق والتكذيب، ولا يكون استفهاماً ولا أمراً ولا نهياً وما أشبه ذلك مما لا يقال فيه صدقت ولا كذبت ولكن العرب قد (50) اتسعت في كلامها فقالت: زيد كم مرة رأيته، فاستجازوا (51) هذا لما كان زيد في المعنى والحقيقة داخلا في جملة ما استفهم عنه، لأن الهاء هي زيد، وكذلك كل ما اتسعوا فيه من هذا الضرب .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في (ب) والاسم.

(2) في (ب) وهو.

(3) في (ب) جلوسه.

(4) في (ب) عصره.

 (5) ذلك : ساقط في «ب».

(6) الهمزة في «أكل زيادة من «ب».

(7) في (ب) وإنما .

 (8) في (ب) عليه .

(9) في سيبويه جـ 4/1 واعلم أنك إذا ثنيت الواحد لحقته زيادتان: الأولى منهما حرف المد واللين وهو حرف الإعراب غير متحرك ولا ،منون وتكون في الرفع ألفا ولم تكن

واواً ليفصل بين التثنية والجمع الذي على حد التثنية . .

(10) بعد مبتدأ: ساقط من «ب».

(11) انظر المقتضب : 59/4 ، ويظن أن ابن السرّاج قد قلد شيخه في هذا الباب.

(12) في «ب» يكون الكلام عليه .

 (13) لأن الأصل في الخبر أن يكون نكرة مشتقة، والمراد بالمشتقة ما فيها معنى الوصف نحو «عمرو منطلق» وهو يتحمل ضميراً يعود إلى المبتدأ إلا إذا رفع الظاهر، فلا يتحمله نحو: عمر منطلق أخواه.

(14) في «ب» أنت له .

(15) في «ب» فهذا .

(16) في دب، فإنك.

(17) في (ب) على الكافرين.

(18) في (ب) التحميد قبل التعظيم.

(19) يتبرر ساقطة في (ب).

(20) في الأصل (من) والذي أثبت من «ب».

(21) عليه: ساقطة في «ب».

(22) في «ب» له بدلاً من عليه.

(23) من شواهد سيبويه 23/1 على وقوع اسم يكون نكرة محضة وخبرها معرفة للضرورة، وجعله ابن السراج من القلب محضة وخبرها معرفة للضرورة، وجعله ابن السراج من القلب الذي يشجع عليه أمن الالتباس. ويروي البيت برفع مزاجها» وكان سبيئة .. وكذلك يروي : كان خبيثة والسلافة : الخمر، وقيل: خلاصة الخمر وبيت رأس في معجم البلدان: اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم ينسب إليها الخمر إحداهما بالبيت المقدس، وقيل: بيت كورة بالأردن والأخرى من نواحي حلب. وقال البغدادي: بيت: موضع الخمر ورأس اسم للخمار وقصد إلى بيت هذا الخمار لأن خمره أطيب وقيل : الرأس هنا بمعنى: الرئيس. أي من بيت ،رئيس لأن الرؤساء إنما تشرب الخمر ممزوجة والبيت لحسان این ثابت

وانظر المقتضب ،92/4 ، والكامل / 72 ومعجم البلدان 520/1، وشرح السيرافي 312/1 والمحتسب 279/1. والمفصل للزمخشري / 157 . وابن يعيش 93/7،

والديوان / 9 .

(24) في الأصل ممرت) .

(25) الحج : 72 .

 (26) زيادة من «ب».

(27) الأعراف: 102 .

(28) مریم 98

(29) الجملة مكررة في السطر الثاني قبل الأخير ص/ 75 .

(30) الكر: مكيال لأهل العراق، وهو عندهم ستون قفيزاً.

(31) أن القائل: ساقط في «ب».

(32) في (ب) قلت .

(33) إذا قال: ساقط في «ب».

(34) في «ب» جارته .

(35) في (ب) الما) .

(36) في «ب» فيقول .

(37) الدينار ساقط في «ب».

(38) في «ب» بالنوع.

(39) زيادة من «ب».

(40) زيادة من (ب).

(41) المشهور استتر

(42) أضفت كلمة «ليس لأن المعنى يتطلبها.

(43) المكني أو الكناية اصطلاح كوفي ومعناه الضمير عند البصريين، واصطلاح الضمير أدق من اصطلاح المكنى لأن الكناية تشمل كل ما يكنى به من إشارة أو موصول أو عدد بخلاف الضمير فإنه لا يدخل شيء من ذلك اللهم إلا إذا ذهب به مذهب من يجعل الكلمة أقساماً أربعة من المحدثين ويجعل الضمير هو القسم الرابع، ويدخل فيه العدد وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة، أنظر من أسرار العربية للدكتور أنيس / 196 .

(44) أقائم مبتدأ، وأخواك فاعل سد مسد الخبر.

(45) البراغيث هي الفاعل والواو في الفعل علامة تدل على الجمع .

(46) بإبراز الضمير.

(47) أي أن قاما يدل على التثنية وقاموا يدل على الجمع، وقمن، يدل على جماعة

الإناث .

(48) إلا أنه يختلف عنه بجواز إضافته إلى ما هو مرفوع نحو الورع محمود المقاصد اسم مفعول وزيد مكسو العبد ثوباً. ثم إن اسم الفاعل يبنى من اللازم كما يبنى من المتعدي كقائم وذاهب واسم المفعول إنما يبنى من فعل متعد لأنه جاز على «فعل» ما لم يسم فاعله، فكما أنه لا يبنى إلا من المتعدي كذلك اسم المفعول.

(49) أضفت كلمة «يجوز» لإيضاح المعنى.

(50) في «ب» إذا بدلا من «قد».

(51) في (ب) واستجازوا .

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+