المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الوقاية خير من العلاج  
  
1624   10:20 صباحاً   التاريخ: 25-1-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص9-10
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-13 1143
التاريخ: 2024-10-07 110
التاريخ: 25-1-2016 2224
التاريخ: 15-4-2016 1767

ـ بلا طبيب :

يستطيع الإنسان في غالب الأحيان تفادي المرض وأثره وذلك بالابتعاد عن أسبابه وموجباته، لأن أكثر الأمراض تنتج عن تقصير في الطعام والشراب أو الحركة أو العمل الغير المناسب لوضع الجسم أو المكان المضر بالأعضاء، فأكثر أمراض المعدة ناتج عن أنواع الأطعمة والأشربة غير المناسبة أو غير المتناسبة، والتي منها ينتقل الجسم ليقع في أمراض أخرى، إذ المعدة بيت الداء والدواء.

فالابتعاد عن المواد الكيمياوية أو الحافظة في المعلبات يحفظ سلامة الجسم.

والحفاظ على حركة الجسد أثناء المشي أو النوم أو العمل يقلل من أمراض العظم والمفاصل والدسك. والمحافظة على مزاج الطبع وعدم التأثر بكل شيء مزعج أو مفزع يحافظ على الأعصاب.

والابتعاد عن شاشة التلفزة والألعاب الكهربائية المباشرة يحفظ النظر.

وتناول الاطعمة المفيدة للنظر أو المفاصل أو المعدة يحافظ على كثير من الأعضاء وسلامتها ويعطيها القوة على مقاومة الأمراض.

ولا بأس في هذا المجال من استشارة الأطباء المختصين في كيفية الاستفادة من الأطعمة.

والفوائد التي يحتاجها الجسم، أو الحركات المفيدة له للمحافظة على رشاقته، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : توقّوا البرد في أوّله وتلقّوه في آخره، فانّه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار، أوّله يحرق وآخره يورق(1).

وتقدم قوله (عليه السلام) للحسن ابنه (سلام الله عليه): يا بني ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟

فقال: بلى يا أمير المؤمنين.

قال (عليه السلام) لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ ،وإذا نمت فأعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا استغنيت عن الطب(2).

________________

1ـ شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد:18/319.

2ـ الخصال : 229/67.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.