أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2015
684
التاريخ: 1-12-2015
630
التاريخ: 1-12-2015
742
التاريخ: 1-12-2015
610
|
سجدة الشكر، وهي مستحبة عقيب الفرائض، وعند تجدد النعم، ودفع النقم عند علمائنا أجمع - وبه قال الشافعي، وأحمد(1) - لان رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا جاءه شيء يسره خر ساجدا(2).
وقال عبدالرحمن بن عوف: سجد رسول الله صلى الله عليه وآله فأطال فسألناه فقال: (أتاني جبرئيل فقال: من صلى عليك مرة صلى الله تعالى عليه عشرا فخررت شكرا لله)(3).وسجد علي عليه السلام شكرا يوم النهروان لما وجدوا ذا الثدية(4) وسجد أبوبكر لما بلغه فتح اليمامة، وقتل مسيلمة(5).
ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام: " سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك، وترضي بها ربك، وتعجب الملائكة منك، وأن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين الملائكة وبين العبد "(6).
وقال مالك: إنه مكروه(7).
وقال الطحاوي: و أبو حنيفة لا يرى سجود الشكر شيئا(8)، وروى محمد عن أبي حنيفة الكراهة(9)، ومحمد لا يكرهه(10).
واحتجوا بأن النبي صلى الله عليه وآله قد كانت في أيامه الفتوح واستسقى على المنبر وسقي ولم ينقل أنه سجد(11).وتركه أحيانا لا ينفي الاستحباب.
فروع
أ - يستحب عقيب الصلوات على ما بينا - خلافا للجمهور(12) - لأنها مظنة التعبد، وموضع الخضوع، والشكر على التوفيق لاداء العبادة، وحديث الصادق عليه السلام(13) يدل عليه.
ب - يستحب فيها التعفير عند علمائنا - ولم يعتبره الجمهور - لأنها وضعت للتذلل والخضوع بين يدي الرب، والتعفير أبلغ في الخضوع والذل، وقال إسحاق بن عمار: سمعت الصادق عليه السلام يقول: " كان موسى بن عمران عليه السلام إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الايمن بالارض، وخده الايسر بالارض " قال إسحاق: رأيت من يصنع ذلك، قال محمد بن سنان: يعني موسى بن جعفر عليهما السلام، في الحجر في جوف الليل(14).
ج - يستحب الدعاء بما روي، أو بما يتخيره الانسان من الادعية، ويستحب أن يقول: شكرا شكرا مائة مرة، وإن قال: عفوا عفوا جاز.
د - روى هارون بن خارجة عن الصادق عليه السلام قال: " إذا أنعم الله عزوجل عليك بنعمة فصل ركعتين تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، وتقرأ في الثانية بفاتحة الكتاب، وقل يا أيها الكافرون، وتقول في الركعة الاولى في ركوعك وسجودك: الحمد لله شكرا شكرا وحمدا، وتقول في الركعة الثانية في ركوعك وسجودك: الحمد لله الذي استجاب دعائي، وأعطاني مسألتي "(15).
ه - الاقرب استحباب السجدة عند تذكر (النعمة) وإن لم تكن متحددة - خلافا للجمهور(16) - لان دوام النعمة نعمة، وعن إسحاق بن عمار قال: " إذا ذكرت نعمة الله عليك وكنت في موضع لا يراك أحد فألصق خدك بالارض، وإذا كنت في ملء من الناس فضع يدك على أسفل بطنك، وأحن ظهرك، وليكن تواضعا لله، فان ذلك أحب "(17).
و - يستحب السجود إذا رأى مبتلى ببلية أو فاسقا شكرا لله وستره عن المبتلى لئلا يتأذى به، ويظهره للفاسق ليرجع عن فسقه.
ز - ليس في سجود الشكر تكبير الافتتاح، ولا تكبير السجود، ولا تشهد، ولا تسليم.
وقال في المبسوط: يستحب التكبير لرفع رأسه من السجود(18).
وقال الشافعي: إنه كسجود التلاوة(19). والمعتمد ما قلناه للامتثال بإيقاعه كيف كان.
ح - هل يجب وضع الاعضاء السبعة في السجود الواجب في التلاوة، ويستحب في مندوبها، والشكر؟ إشكال ينشأ من أصالة البراءة وصرف السجود إلى وضع الجبهة، ومن صرف السجود في الصلاة إلى ما وضع فيه الاعضاء.
ط - يجوز أن يؤدي هذا السجود، وسجود التلاوة أيضا على الراحلة عندنا - خلافا للشافعي(20) - لحصول المسمى.
ي - لو تجددت عليه نعمة وهو في الصلاة فإنه لا يسجد فيها، لان سبب السجدة ليس منها، وبه قال الشافعي(21).
لكن لو قرأ صلى الله عليه وآله فإن سجدتها عنده للشكر فهل يسجد؟ وجهان: السجود، لان سببه وجد في الصلاة، والعدم، لأنها سجدة شكر، وليست متعلقة بالتلاوة(22).
_____________
(1) المجموع 4: 68 و 70، الوجيز 1: 53، المهذب للشيرازي 1: 93، الميزان 1: 167، المغني 1: 690، الشرح الكبير 1: 828.
(2)سنن ابي داود3: 89 / 2774،سنن ابن ماجة1: 446 / 1394،سنن الترمذي 4، 141 / 1578.
(3) مسند أحمد 1: 191، سنن البيهقي 2: 370 - 371 باختصار.
وانظر أيضا: التلخيص الحبير بهامش المجموع4: 204،والضعفاءالكبير - للعقيلي - 3: 468 / 1523.
(4)مصنف ابن أبي شيبة2: 483 و 484،مصنف عبدالرزاق3: 358 / 5962،سنن البيهقي2: 371.
(5) مصنف ابن أبي شيبة 2: 483، مصنف عبدالرزاق 3: 358 / 5963، سنن البيهقي 2: 371.
(6) الفقيه 1: 220 / 978، التهذيب 2: 110 / 415.
(7) بلغة السالك 1: 151، الشرح الصغير 1: 151، المدونة الكبرى 1: 108، المجموع 4: 70، فتح العزيز 4: 203، الميزان 1: 187، المغني 1: 690، الشرح الكبير 1: 828.
(8) حلية العلماء 2: 126، الميزان للشعراني 1: 167.
(9) الميزان 1: 167، حلية العلماء 2: 126.
(10) حلية العلماء 2: 126.
(11) المغني 1: 690، الشرح الكبير 1: 828.
(12) انظر على سبيل المثال المجموع 4: 68، المغني 1: 690، الشرح الكبير 1: 828.
(13) الفقيه 1: 220 / 978، التهذيب 2: 110 / 415.
(14) روى الصدوق صدر الرواية في الفقيه 1: 219 / 973، واوردها الشيخ في التهذيب 2: 109 / 414 وذيلها بقوله: قال: وقال اسحاق: رأيت من آبائي من يصنع ذلك.
قال محمد بن سنان: يعني موسي في الحجر في جوف الليل. انتهى وفي الخلاف 1: 437 مسألة 183 حيث أوردها كما في المتن. وقد وقع الخلاف بين الاعلام في ذلك: فمن ذاهب إلى أن موسى في آخر الحديث هو الامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، وعليه فإسحاق يكون ولده وقد اتقى في عدم ذكر نسبه، ومن ذاهب إلى أنه الساباطي، وعليه فالتحية في غير موردها. للتوسعة انظر: الوافي للفيض الكاشاني 2: 123، وملاذ الاخيار 3: 621 - 622، وتنقيح المقال 1: 118 وغيرها.
(15) الكافي 3: 481 / 1، التهذيب 3: 184 / 418.
(16) المجموع 4: 68، فتح العزيز 4: 205، المغني 1: 690، الشرح الكبير 1: 828، الانصاف 2: 200، الميزان 1: 167.
(17) التهذيب 2: 112 / 421.
(18) المبسوط للطوسي 1: 114.
(19) المجموع 4: 68، فتح العزيز 4: 205 - 206.
(20) الوجيز 1: 53، المجموع 4: 68، فتح العزيز 4: 206.
(21) المجموع 4: 68، فتح الوهاب 1: 56، فتح العزيز 4: 206.
(22) المجموع 4: 61، فتح العزيز 4: 186 - 187.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|