المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

إعداد وتصميم مصفوفة الجدارات البشرية 2
7-8-2020
Amides, RCONH2
1-1-2022
الجرجير
17-12-2020
ماريوت ، الاب ادمه
30-11-2015
مـفهـوم التطويـر التـنظيمـي و إعادة التنظيم
18/11/2022
الحالة التي يجب تسليم المأجور عليها
10-5-2016


اختيار الزوجة  
  
2789   02:02 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص109-114
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2017 1783
التاريخ: 9-11-2021 1878
التاريخ: 14-1-2016 1825
التاريخ: 19-5-2017 2265

إن المرأة هي العمود الفقري في المجتمع، والعنصر المهم الذي يدور المجتمع مداره، ولقد اعتبرها علماء الاجتماع المحور الرئيسي، لأنها مركز الأسرة والثقل الاكبر، بل هي الاسرة بكاملها، والمصدر الوحيد للعطف والحنان والدفء وهي الرافد الاهم الذي يغذي الطفل والمجتمع بالحب والرأفة.

إن المرأة المدركة الواعية هي بحق مدرسة كاملة تؤدي دورها في الحياة اليومية وترفد مسيرتها بعناصر القوة والتطور، وتجاهد بكل ما اوتيت من قوة جهاداً تربويا وتعليميا واسريا جنبا إلى جنب الرجل وتشاطره المسؤولية في جميع ادوار حياته ، عندما تكون زوجة او اما او جدة ولكل دور من هذه الادوار سماته وعطاؤه الملائم له.

والمرأة هي الركيزة الاساسية في الاسرة واللبنة المتينة في بنائها فان احسن اختيارها ووضعها بشكل سليم كان البناء العام للأسرة مستقيما وقويا مهما ارتفع وتعاظم, وكذلك الجيل الصاعد، ولا غرو لأن المرأة في تركيبها الفسيولوجي هي مدرسة اصلاحية وتنظيمية، وقد احسن الشاعر عندما قال:

الأم مدرسة اذا أعددتها     أعددت شعباً طيب الأعراق

ويعتبر دور الامومة التي تمر به المرأة من اخطر الأدوار واهمها، لأنها تصبح بمثابة المعلمة الاولى التي تستطيع ان تؤدي وظيفة (مائة استاذ) من اساتذة المدارس، وهذا ما اكده التاريخ واثبته من خلال مسيرته الطويلة، حيث يروي لنا :

إن شخصيات مهمة فقدت آباءها في فترة طفولتهم وسني حياتهم المتقدمة، وقد شبّوا على قمة من الرصانة الخليقة وقوة الشخصية وازدهارها والفضل كله يعود بالدرجة الاولى إلى الام المثقفة الواعية، اذا لو لم تكن على جانب كبير من الحكمة والعقل والمعرفة والاقتدار، لما اصبحوا بتلك المكانة الرفيعة، والمرتبة السامية.

ولقد اثبت علماء الاجتماع والنفس والاخلاق ان المرأة الكريمة المهذبة هي المسؤولة عن تهيئة الجو النفسي والأخلاقي لنشأة الطفل نشأة سليمة ومتوازنة وهي التي تبني شخصيته واتجاهاته وعاداته واخلاقه وهي التي تسمو به نحو عالم الخير والكمال وصنع المستقبل.

المرأة وما ادراك ما المرأة، فإنها عظيمة وتحمل اكبر أمانة انسانية ومهمة تربوية واخلاقية وهي صاحبة العفة والشرف وغرس القيم الرفيعة والمثل العليا في نفس الطفل والجيل الصاعد، شريطة أن تكون (ذات دين) و(مهذبة كريمة) وإلا فالطفل والجيل يصاب حتما بالتحلل ويُمنى بكثير من المفاسد والانهيار.

وبناءً على كل ما تقدم اهتم الإسلام بموضوع : (اختيار الزوجة) وكذلك اختيار شريك الحياة لان كلاً منهما يكمل الآخر وان حياتهما عبارة عن شركة متوازنة بينهما لذا ينبغي ان يتم بناؤها بناء محكما من جميع الجهات فاشترط ان يتحلى كل منهما بالإيمان والعفاف، وكرم الاصل، وجمال الخلق والخُلق، والكمالات الروحية والانسانية الأخرى.

1ـ جاء في الكافي عن إبراهيم الكرخي، قال:

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ان صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة، وقد هممت ان اتزوج؟

فقال لي : انظر اين تضع نفسك ومن تشركه في مالك ، وتطلعه على دينك وسرك فان كنت لابد فاعلا فبكراً تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق، واعلم انهن كما قال الشاعر:

الا ان النساء خلقن شتى           فمنهن الغنيمةُ والغرامُ

ومنهن الهلالُ اذا تجلى            لصاحبه ومنهن الظلامُ

فمن يظفر بصلاحهن يسعد        ومن يغبن فليس له انتقام

وهنّ ثلاث :

فامرأة ولود ودود، تعين زوجها على دهره، لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير. وامرأة صخّابة ولاّجة همازة تستقل الكثير ولا تقبل اليسير(1).

2- جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال:

( انكح وعليك بذات الدين تربت يداك) (2).

3- وقال (صلى الله عليه واله)

(خير نسائكم العفيفة الغلمة)(3).

4- وقد جاء في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي بعثه إلى مالك الأشتر. (ثم ألصق بذوي الأحساب واهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة ثم اهل النجدة والشجاعة والسماحة، فأنهم جماع من الكرم وشعب من العرف)(4).

وفي الوقت ذاته حذر الإسلام بالاقتران بالمرأة الحمقاء، والمجنونة، وذات الخلق السيئ. حفاظاً على سلامة الأطفال والأجيال من توارث تلك الصفات الذميمة والمدمرة.

1ـ في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال:

( الا اخبركم بشرار نسائكم؟ : الذليلة في اهلها العزيزة مع بعلها العقيم الحقود التي لا تتورع من قبيح, المتبرجة اذا غاب عنها بعلها الحصان معه اذا حضر، لا تسمع قوله ولا تطيع امره واذا خلى بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً)(5).

2- وعن امير المؤمنين علي انه قال (عليه السلام):

(اياكم وتزوج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع)(6).

3- عن ابي جعفر (عليه السلام) انه قال ( وقد سأله بعض الأصحاب عن الرجل الذي تعجبه المرأة الحسناء فيصلح له ان يتزوجها وهي مجنونة قال - عليه السلام- :  لا )(7).

ولا بأس ان نذكر بعض الروايات الشريفة التي خصت شريك الحياة (الزوج) وقد اشترطت أن يكون ذا دين، وخلق حسن, وكفواً. لأنه وزوجته معاً ترجع اليهما سائر السمات النبيلة والمملكات الحسنة.

1ـ آثر عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله :

 (اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، الا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير)(8).

2ـ ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال:

( الكفوء أن يكون عفيفاً وعنده يسار)(9).

وحذرّ الإسلام ان يزوّج الرجل ابنته من شارب الخمر ، وسيء الأخلاق، وعاق الوالدين ، لأنّ في كل ذلك مردوداً سيئا في تكوين الطفل، وحياته وسلوكه.

3- قال الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه واله):

(شارب الخمر اذا خطب فلا تزوجوه)(10).

4- وفي فقه الرضا (عليه السلام) : (اياك ان تزوج شارب الخمر, فان زوجّتهُ فكأنما قدت إلى الزنا)(11).

5- عن الإمام الصادق (عليه السلام) إنه قال:

(شارب الخمر ان مرض فلا تعودوه، وان خطب اليكم فلا تزوّجوه فان من زوّج ابنته شارب الخمر فكأنما قادها إلى النار)(12).

6- وقال (عليه السلام) (مَن زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمه)(13).

7- وعن الإمام ابي جعفر (عليه السلام) انه قال : (حرّم الله الخمر لفعلها وفسادها)(14).

8- وقد ورد عن الحسين بن بشار الواسطي انه قال:

كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) ان لي قرابة قد خطب الي ابنتي وفي خلقه سوء ، قال (لا تزوجها ان كان سيء الخلق)(15).

9- وقد جاء عن النبي الأعظم (صلى الله عليه واله) قوله الشريف:

(ألا اخبركم بخيار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال : إن من خير رجالكم التقي ، النقي، السمح الكفين ، السليم الطرفين، البر بوالديه، ولا يلجأ عياله إلى غيره, ثم قال: الا اخبركم بشرار رجالكم ؟ فقلنا: بلى يا رسول الله، فقال : البهات ، البخيل ، الفاحش الآكل وحدة، المانع رفده الضارب اهله وعبده, الملجئ عياله إلى غيره، العاق بوالديه)(16).

أجل ، هكذا يريد الاسلام الحنيف ان يتحلى كل من الزوج والزوجة بأجمل الصفات, واحسن الاخلاق، واعمق الايمان, وانبل السلوك والافعال، والا فلا.

__________________

1- الكافي :ج5، ص.323

2- نفس المصدر السابق.

3- الكافي : ج5 ، ص324.

4- نهج البلاغة : شرح محمد عبده : ج3 ص105.

5- من لا يحضره الفقيه : ج3 ص247.

6- المقنعة : ض79.

7- التهذيب ج7 ص.406.

8- الوافي : ج12 ، ص18.

9- نفس المصدر السابق.

10- الكافي : ج6، ص397.

11- نفس المصدر السابق.

12- وسائل الشيعة : ج5، ص312.

13- التهذيب : ج7، ص398.

14- وسائل الشيعة:ج25،ص303.

15- من لا يحضره الفقيه:ج3،ص259.

16- وسائل الشيعة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.