المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الفطرة
2024-11-05
زكاة الغنم
2024-11-05
زكاة الغلات
2024-11-05
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05

معنى لفظة إذ‌
25-1-2016
واضع علم النحو
27-03-2015
Geometrical Isomers
6-7-2017
أوقات النوافل الراتبة
2024-10-29
{قالوا انؤمن كما آمن السفهاء }
2024-06-27
Exact Covering System
8-1-2020


التفسير الكبير : تفسير اجتهادي  
  
2262   02:51 صباحاً   التاريخ: 15-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 245-260.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير الإجتهادي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014 1628
التاريخ: 15-10-2014 2624
التاريخ: 6-05-2015 1582
التاريخ: 27-11-2014 2732

نبذة من حياة الرازي : هو الإمام أبو عبد الله محمد بن عمر بن حسين الطبرستاني الرازي ، المعروف بـ : فخر الدين الرازي ، وابن الخطيب ، وخطيب الري ، وإمام المشككين . ولد في شهر رمضان عام 544 هـ ، في مدينة الري قرب طهران ، عاصمة إيران ، وإليها نسبته الرازي .

أخذ العلم عن والده ضياء الدين عمر ، وهو من تلامذة البغوي ، وعن الكمال السمعاني والمجد الجيلي وغيرهم ، قام فخر الدين برحلات كثيرة الى خوارزم وبخارى وسمرقند وخجند وغيرها ، وأتقن علوماً كثيرة ، وبرز فيها ، وتقدم وسار ، وقصده الطلبة من سائر البلدان ، وكان له مجلس كبير للوعظ يحضره الخاص والعام (1).

وعلى الرغم من مناظراته للمعتزلة وغيرهم في هذه البلدان ، كان موضع الإحترام والإكبار ، مع وجود التحريض عليه من قبل بعض العلماء الذين كانوا يحاولون أن يهيجوا عليه العامة ، ولذلك ترك بخارى وعاد الى الري حتى أتصل بالسلطان الكبير خوارزم شاه واستقر عنده بخراسان ، وأقام بهرات ، حتى توفي فيها يوم عيد الفطر سنة 606 وقيل : إن الكرامية سقوه السم فمات .

علمه : يعد الرازي من العلماء البارزين في علوم كثيرة ، وصاحب رأي في حقول عديدة . أما الفقه ، فتراه حين مناقشته لآراء فقهاء الأحناف ، بمناسبة تفسير آيات الأحكام ، كيف يظهر علمه ويغلب خصمه . وأما علم الأصول ، فصار إماماً في هذا العلم ، فألف كتاب (المحصول) الذي يشتمل على خلاصة الكتب المهمة في علم الأصول . وأما في علم الكلام ، فاشتهاره في هذا العلم أكثر من اشتهاره بعلم الأصول والفقه . ولا عجب إذ نراه متكلماً في تفسيره وبيانه للمسائل الإسلامية في شتى العلوم . وفي علم الفلسفة ، صرف وقتاً كثيراً لمعرفة القواعد الفلسفية ، ومع أن قراءته للفلسفة لم تكن محض الفهم والعلم بها ، بل كان هدفه الأساسي الرد عليها ، ولكن بما أنه منصف في التعلم والتعليم والإقبال والإعراض ، نراه أفضل نموذج من بين العلماء المنكرين للفلسفة والفلاسفة ، فألف كتباً في هذا الفن مثل : شرح الإشارات ، لباب الإشارات ، والملخص في الفلسفة .

وكان عارفاً بالطب أيضاً ، وترجم للرازي في كتاب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) للقفطي 2 : 23 ، وقال فيه : جيد الفطرة ، حاد الذهن ، حسن العبارة ، كثير البراعة ، وقوي النظر في صناعة الطب ومباحثها .

وقال فيه تلميذه ، قاضي مرند : ثم اشتغل الرازي بعد ذلك لنفسه بالعلوم الحكمية ، وتميز حتى لم يوجد في زمانه أحد يضاهيه . وله كتاب (مسائل الطب) ، وآخر يسمى (الجامع الكبير في الطب) ، وثالث ( التشريح من الرأس الى الخلية) ، وكتاب في (النبض) . ويدل على مهارته في علم الطب ، تفسيره نرى فيه بحوثاً متعددة ، تناسب الآيات في مسائل الطب والعلوم المتعلقة بجسم الإنسان . وأما علمه بتفسير القرآن ، فله مجال واسع ومباحث خاصة ، وسوف نتكلم عليه مفصلاً (2).

منزلته عند العلماء : قال الداودي في وصفه :

المفسر ، المتكلم ، إمام وقته في العلوم العقلية ، وأحد الائمة في العلوم الشرعية ، صاحب المصنفات المشهورة ، والفضائل الغزيرة المذكورة ، وأحد المبعوثين على رأس المائة السادسة لتجديد الدين ، وكان إذا ركب يمشي حوله نحو ثلاثمائة تلميذ فقهاء وغيرهم ، وقيل : إنه كان يحفظ (الشامل) لإمام الحرمين في الكلام (3).

وجاء في طبقات السيوطي : قال ابن خلكان فيه : فريد عصره ، نسيج وحده ، شهرته تغني عن استقصاء فضائله ، وتصانيفه في علم الكلام والمعقولات سائرة (4).

وقال الأستاذ معرفة في وصف تفسيره : وتفسيره هذا من جلائل كتب التفسير ، وقد استوفى الكلام فيه ، بما وسعه من الاضطلاع بأنحاء المعارف وفنون العلوم ، ولم يدع براعته متجولة في مختلف مسائل الأصول والفلسفة والكلام ، وسائر المسائل الاجتهادية النظرية والعقلية ، وأسهب الكلام فيها بما ربما أخرجه عن حد الإعتدال ، وكثيراً ما يترك وراءه لمة من تشكيكات وإبهامات ، بما يعرقل سبيل الباحثين في التفسير ، ولكنه مع ذلك فتاح لكثير من مغالق المسائل في أبحاث إسلامية عريقة (5).

محبته الخاصة لأهل البيت عليهم السلام : حب أهل البيت اليس مخصوصاً بفرقة دون أخرى ، بل جميع الفرق والمذاهب الإسلامية تحب أهل بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، ولكن في كثير من الكتب لإخواننا من أهل السنة ، لا نرى أثراً واضحاً من هذا الحب ، مثل ما نرى في تفسير الرازي ، فإنه وإن لم يكن شيعياً إمامياً ، ولكنه مسلم معتقد بما يرى أنه من آثار الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، فيذكر أهل البيت بإجلال وإكبار ، مما يكشف عن ولاء متين منه للعترة الطاهرة ، الذين هم عدل القرآن العظيم ، حسب ما ورد في الحديث ، ونذكر هنا بعض كلماته الدالة على عنايته الخاصة بأهل البيت :

أ – حين البحث عن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، يقول : وأما أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية ، فقد ثبت بالتواتر ، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد أهتدى ، والدليل عليه قوله عليه السلام : " اللهم أدر الحق مع علي حيث دار " (6).

ب – ذيل جملة " المودة في القربى " يقول : نقل صاحب الكشاف عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال : " من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب محمد مات تائباً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ، ألا من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ، ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف الى الجنة كما تزف العروس الى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان الى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، الا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة " ، هذا هو الذي رواه صاحب الكشاف ، وأنا أقول آل محمد صلى الله عليه واله وسلم هم الذين يؤول أمرهم اليه ، فكل من كان أمرهم اليه اشد وأكمل هم الآل ، ولاشك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل (7).

ج – يعقب اسماء ائمة اهل البيت بـ ( السلام عليهم) أو (عليهم السلام) ، وليس هذا في الإمام علي عليه السلام والحسن والحسين فقط ، بل نجد دأبه هذا حين ذكر بقية الائمة ، ففي سورة التكوير يقول : وقال جعفر الصادق عليه السلام : " النعيم المعرفة والمشاهدة ، والجحيم ظلمات الشهوات " (8). فهو يذكر لفظة (عليه السلام ) بعد ذكر الإمام الصادق عليه السلام.

د – وأيضا في الأقوال التي ذكرها لتفسير (الكوثر) يقول : القول الثالث : الكوثر ، أولاده ، قالوا : لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على من عابه عليه السلام بعدم الأولاد ، فالمعنى : أنه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان ، فانظر كم قتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئ منهم ، ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ، ثم أنظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالهم (9).

قال الاستاذ معرفة : وأما ما نجده أحياناً من تحامله على الشيعة ، وربما لعنهم بعنوان الروافض ، فلعله من عمل النساخ ، إذ لا يليق بقلب كاتب أديب وعلامة أريب أن يهدر في سفه الهذر :

من يعن بالحمد لم ينطق بما سفه      ولم يجد عن سبيل الحلم والأدب (10).

التعريف بالتفسير : التفسير الكبير المسمى بـ : (تفسير مفاتيح الغيب) و(تفسير الرازي) تفسير شامل لجميع القرآن ، وهو من أشهر التفاسير ، ويشتمل على المباحث العقلية المتعلقة بالدين ، ومن جانب آخر فإن تفسير الرازي فريد بين التفاسير لا مثيل له من نوعه ، لتنوعه وشموله لجوانب مختلفة من المباحث والعلوم ، بحيث لا غنى للدارس عن الإطلاع عليه ودراسته والاستفادة منه في فهم كل ما يتعلق بالقرآن ، ويعد هذا التفسير تفسيراً اجتهادياً جامعاً ، لأنه تعرض لمباحث اللغة والإعراب والقراءة والبيان والكلام والأصول والفقه وغيرها ، فأشبع في كل واحد منها القول ، وعقد لكل موضوع يريد بحثه مسألة من المسائل المتعلقة بالآيات ، خصوصاً المسائل الكلامية ، وحاول إثبات مذهبه الأشعري في مقابل المعتزلة والقدرية والشيعة ، ويقع هذا التفسير الضخم في بعض طبعاته في اثنين وثلاثين مجلداً ، وطبع عديدة بأساليب مختلفة .

أستغرق الرازي في كتابة تفسيره عشر سنوات تقريباً ، ويعتبر التفسير موسوعة رائعة علمية إسلامية وقرآنية ، ويشتمل على كثير من البحوث الإسلامية والعلوم الدنيوية والأخروية .

قال الأستاذ معرفة : .... بل الظاهر أنه فسر القرآن كله حتى آخر سورة منه ؛ نظراً لوحدة الأسلوب والمنهج والقلم والبيان ، فضلاً عن الشواهد الموفورة على أن الرازي قد أكمل تفسيره حتى النهاية ، اللهم إلا بعض التعليق مما أضيف اليه بعد ذلك ، فألحق بالمتن في الاستنساخات المتأخرة ، ونذكر شاهداً على ذلك : أنه عند تفسير الآية رقم (22) من سورة الزمر (رقمها 39  ورقم سورة الأنبياء 21) في تفسير قوله تعالى {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر : 22] يقول : واعلم أنا بالغنا في تفسير سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام : 125] في تفسير شرح الصدر وفي تفسير الهداية (11).

وأمثال هذه العبارة كثير في القسم المتأخر من التفسير (12).

وعلى كل حال فتفسيره هذا يغلب عليه اللون الكلامي الفلسفي ؛ لاضطلاعه بهذين العلمين ، ومن ثم نجده يكثر الكلام في ذلك كلما أتيحت له الفرصة ، فيغتنمها ويسهب في الكلام في مسائل فلسفية بعيدة الأغوار ، بما ربما أخرجه عن حد تفسير القرآن الى مباحث جدلية كلامية ربما كانت فارغة (13).

أقول : روي عنه أنه قال " لقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية ، فلم أجدها تروي غليلاً ولا تشفي عليلاً ، ورأيت أصح الطرق طريقة القرآن " (14).

ولكن مع هذه كله ، صار تفسيره مجمعاً لآراء المتكلمين ، فهو قد اشتغل بالقرآن ظاهراً وبعلم الكلام مرة أخرى باطناً ، ولا ضير في ذلك لدى أهل التحقيق ؛ لأن كثيراً من أهل التدقيق يستفيدون من هذا التفسير ليعرفوا علاقة المسائل الكلامية بالتنزيل .

أسلوب التفسير : أولاً يذكر اسم السورة ، ومحل نزولها ، وعدد آياتها ، والأقوال التي قيلت فيها . ثم يذكر آية أو آيتين أو مجموعة من الآيات ويشرح الربط بين الآيات ، وبعده يذكر المسائل المتعلقة بالآية ، وقد تبلغ المسائل المطروحة حول الآية عشراً أو أكثر ، وقد يبين هذه المسائل بعناوين مثل : النحو والأصول وسبب النزول واختلاف أوجه القراءات وغيرها ، وهو من أحسن الأساليب التفسيرية ، إذ تتجزأ المسائل وتتركز الأبحاث مفصلة كلاً في محلها ، دون ان يختلط البحث أو تتشابك المطالب ، ومن لا يترك القارئ حائراً في أمره من البحث الذي ورد فيه (15).

مثلاً : في سورة الإخلاص يأتي بهذه المسائل على الترتيب التالي :

1- اسم السورة .

2- ذكر عدد آياتها .

3- ذكر فصول أربعة قبل تفسير الآيات : (الفصل الأول : ثواب القراءة ، الفصل الثاني : ذكر الوجوه المذكورة في سبب نزول السورة ، الفصل الثالث : في أساميها ، الفصل الرابع : في فضائل السورة ).

4- ذكر الآية الأولى مع ذكر ست مسائل حولها ، ثم ذكر الآيات الأخرى مع بعض المسائل حول كل آية .

5- ذكر تناسب الآيات من السورة ، وفوائد الترتيب الموجودة فيها .

6- ذكر تناسب سورة الإخلاص مع سورة الكوثر (16).

منهجه في التفسير : لكي نعرف منهجه في التفسير ، لابد من ذكر أمور كما هي العادة :

1- كان الرازي يعتقد أن الله كونين : كوناً منظوراً ، هو الوجود بما فيه من مظاهر عالم الجماد والحياة ، وكوناً مقروءاً ، هو القرآن الكريم .

وكلما تعمقنا في العالم الأول ازداد فهمنا للعالم الثاني ، ولذا طبق اعتقاده العلمي هذا في تفسيره ، وسخر جميع ما كان معروفاً في ذلك الزمان من حقائق علمية ، لتفسير آي القرآن الكريم (17).

2- إيراد المسائل القريبة والبعيدة من الآية في التفسير .

لم يكتفِ الرازي بما يتعلق بظاهر الآية فحسب ، بل ذكر كل ما خطر بباله أنه يتعلق بالآية تعلقاً ما ، فلأجل ذلك نرى أنه يذكر أموراً كثيرة ذيل آية واحدة يسيرة . فمثلاً يقول الرازي : إعلم أنه مر على لساني في بعض الأوقات أن هذه السورة – يريد سورة الفاتحة – الكريمة يمكن أن يستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسألة ، فاستبعدا هذا بعض الحساد ، وقوم من أهل الجهل والغي والعناد .

ثم أخذ يضرب الأمثلة فيقول : فثبت بهذا الطريق أن قولنا : أعوذ بالله (مشتمل على عشرة آلاف مسألة أو أزيد )(18).

ويقول ك الباء في بسم الله ، باء الإلصاق ، وهي متعلقة بفعل ، و التقدير باسم الله اشرع في أداء الطاعات ، وهذا المعنى لا يصير ملخصاً معلوماً إلا الوقوف على أقسام الطاعات ، وهي العقائد الحقة ، والأعمال الصافية مع الدلائل والبينات ، ومع الأجوبة عن الشبهات ، وهذا المجموع ربما زاد على عشرة آلاف مسألة .

3- يذكر كلمات المخالفين وأدلتهم بشكل واضح ومفصل ، مع رعاية الإنصاف ، يقول الحافظ بن حجر في لسان الميزان : وكان العرب يعاب بإيراد الشبهة الشديدة ويقصر في حلها ، حتى قال بعض المغاربة : يورد الشبهة نقداً ويحلها نسيئة .... ورأيت في (الإكسير في علم التفسير) للنجم الطوفي ما ملخصه : ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي ، ومن تفسير الإمام فخر الدين ، إلا أنه كثير العيوب ، فحدثني شرف الدين النصيبي ، عن شيخه سراج الدين السرمياحي المغربي ، أنه صنف كتاب المأخذ في مجلدين ، بين فيها ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج ، وكان ينقم عليه كثيراً ، ويقول : يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق ، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق ، على غاية من الوهاء ... قال الطوفي : ولعمري إن هذا دأبه في كتبه الكلامية والحكمية ، حتى اتهمه بعض الناس ، ولكنه خلاف ظاهر حاله ؛ لأنه لو كان اختار قولاً أو مذهباً ما كان عنده من يخالف منه حتى يستر عنه ، ولعل سببه أنه كان يستفرغ قواه في تقرير دليل الخصم ، فإذا انتهى الى تقرير دليل نفسه ، لا يبقى عنده شيء من القوى ، ولا شك ان القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية ، وقد صرح في مقدمة نهاية العقول : أنه مقرر مذهب خصمه تقريراً ، لو أراد خصمه تقريره ، لم يقدر على الزيادة على ذلك (19).

وأحياناً يذكر أموراً ذيل بعض الآيات لا دخل لها في تفسيرها ، فمثلاً يذكر أربعة فصول لتفسير آية : { وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون } : الفصل الأول : في ترتيب الأفلاك ، الفصل الثاني : في معرفة الأفلاك ، الفصل الثالث : في  مقادير الحركات ، الفصل الرابع : في كيفية الاستدلال بهذه الأحوال على الوجود (20) .

4 – الاهتمام ببيان المناسبات ، يمتاز تفسير الرازي بذكر المناسبات بين سورة وسورة وبين آية وآية ، وأحياناً يذكر المناسبة بين اول السورة وآخرها .

مثال الأول : ما ذكره في مناسبة قوله تعالى : {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 82] ، للآية التي قبلها وهي قوله تعالى : {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة : 81] ، ذكر المناسبة بين هاتين الآيتين فقال : إعلم أنه سبحانه وتعالى ما ذكر في القرآن آية في الوعيد إلا ذكر بجانبها آية في الوعد ؛ وذلك لفوائد منها :

أ- ليظهر بذلك عدله سبحانه وتعالى ، لأنه لما حكم بالعذاب الدائم على المصرين على الكفر ، وجب أن يحكم بالنعيم الدائم للمصرين على الإيمان .

ب – أن المؤمن لابد أن يعتدل خوفه ورجاؤه .

ج – أنه يظهر بوعده كمال رحمته ، وبوعيده كمال حكمته ، فيصير ذلك سبباً للعرفان (21).

ومثال الثاني وهو : تناسب أول السورة مع آخرها ، عند سورة النساء ، يقول : واعلم أن في هذه السورة لطيفة عجيبة ، وهي : أن أولها مشتمل على بيان كما قدره الله تعالى ، فإنه قال : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء : 1] وهذا دال سعة القدرة ، وآخرها مشتمل على بيان كمال العلم ، وهو تعالى : {والله بكل شيء عليم } [النساء : 176] ، وهذان الوصفان هما اللذان بهما تثبت الربوبية والألوهية والجلالة والعزة ، وبهما يجب على العبد ان يكون مطيعاً للأوامر والنواهي منقاداً لكل التكاليف (22) .

مصادره في التفسير

الأول : القرآن الكريم

يستفيد الرازي من القرآن الكريم ؛ ليفسر بعض الآيات ، وإن كان ينتفع بهذا المصدر قليلاً ، فنراه بعد ذكر آية : {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة : 128] يقول : المسألة الثانية قوله : " ربنا واجعلنا مسلمين لك " يفيد الحصر ، أي : نكون مسلمين لك لا لغيرك ، وهذا يدل على أن كمال سعادة العبد في أن يكون مسلماً لأحكام الله تعالى وقضائه وقدره ، وأن لا يكون ملتفت الخاطر الى شيء سواه ، وهذا هو المراد من قول ابراهيم عليه السلام في موضع آخر : {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ } [الشعراء : 77] (23).

وذيل الآية : {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [إبراهيم : 34] يقول : وقال في سورة النحل : {إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [النحل : 18] ، ولما تأملت فيه ، لاحت لي فيه دقيقة ، كأنه يقول : اذا حصلت النعم الكثيرة ، فأنت الذي أخذتها ، وأنا الذي أعطيتها ، فحصل لك من أخذه وصفان ، وهما : كونك ظلوماً كفاراً ، ولي وصفان عند إعطائها ، وهما : كوني غفوراً رحيماً ، والمقصود كأنه يقول : إن كنت ظلوماً فأنا غفور ، وإن كنت كفاراً فأنا رحيم ، اعلم عجزك وقصورك ، فلا أقابل تقصيرك إلا بالتوفير ، ولا أجازي جفاءك إلا بالوفاء (24).

الثاني : السنة الشريفة والآثار المروية
في سورة الكوثر حول جملة (وانحر) يقول : روى الأصبغ بن نباتة على علي عليه السلام قال : لما نزلت هذه السورة ، قال النبي صلى الله عليه واله وسلم لجبريل : " ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي ؟ قال : ليست بنحيرة ، ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذ كبرت ، وإذا ركعت ، وإذا رفعت رأسك من الركوع ، وإذا سجدت ، فإنه صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السماوات السبع ن وإن لكل شيء زينة ، وزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة " (25).

الثالث : القواعد الفلسفية والكلامية

في تفسير سورة الإخلاص يقول : نفي كونه تعالى والداً ، مستفاد من العلم بأنه تعالى ليس يجسم ولا متبعض ولا منقسم ، ونفي كونه تعالى مولوداً ، مستفاد من العلم بأنه تعالى قديم ، والعلم بكل واحد من هذين الأصلين متقدم على العلم بالنبوة والقرآن (26).

وفي تفسير آية الكرسي يقول : إنه تعالى حي قيوم ، وكل من كان حياً قيوماً يمتنع ان يكون له ولد ، وإنما قلنا : إنه حي قيوم ؛ لأنه واجب الوجود لذاته ، وكل ما سواه ، فإنه ممكن لذاته ، محدث حصل تكوينه وتخليقه وإيجاده ، على ما بينا كل ذلك في تفسير قوله تعالى : {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، واذا كان محدثاً مخلوقاً ، امتنع كون شيء منها ولداً له وإلهاً ، كما قال : {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} [مريم : 93] ، وأيضاً لما ثبت ان الإله يجب ان يكون حياً قيوماً ، وثبت أن عيسى ما كان حياً قيوماً ، لأنه ولد ، وكان يأكل ويشرب ويحدث ، والنصارى زعموا أنه قتل ، وما قدر على رفع القتل عن نفسه ، فثبت أنه ما كان حياً قيوماً ، وذلك يقتضي القطع والجزم بأنه ما كان إلهاً ، فهذه الكلمة وهي وقوله : " الحي القيوم" جامعة لجميع وجوه الدلائل على بطلان قول النصارى في التثليث (27).

الرابع : الشهود وقواعد العرفان
في سبب دعاء ابراهيم عليه السلام في الآية : {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } [إبراهيم : 35] يقول : إن الصوفية يقولون : إن الشرك نوعان : شرك جلي ، وهو الذي يقول به المشركون ، وشرك خفي ، وهو تعليق القلب بالوسائط وبالأسباب الظاهرة ، التوحيد المحض هو : أن ينقطع نظره عن الوسائط ، ولا يرى متصرفاً سوى الحق سبحانه وتعالى ، فيحتمل أن يكون قوله : {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } المراد منه : أن يعصمه عن هذا الشرك الخفي ، والله أعلم بمراده (28).

وكذلك نرى الفخر الرازي يفسر كل سورة والناس على لسان بعض العارفين في صفحين من تفسيره (29).

الخامس : العلم التجريبي

كان الفخر الرازي ماهراً في كثير من العلوم الأخروية والدنيوية ، وكان يستفيد من هذه العلوم في تفسير الآيات ، فهو يفسر الآيات بالعلوم التجريبية الموجودة آنذاك ، فمثلاً يفسر جملة :   {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [إبراهيم : 34] بذكر مصداق لذلك فيقول : إن الأطباء ذكروا أن الأعصاب قسمان : منها دماغية ، منها  نخاعية ، أما الدماغية فإنها سبعة ، ثم أتعبوا أنفسهم في معرفة الحكم الناشئة من كل واحد من تلك الأرواح السبعة ، ثم مما لاشك فيه أن كل واحد من الأرواح السبعة ينقسم الى شعب كثيرة ، وكل واحد من تلك الشعب ايضاً الى شعب دقيقة ادق من الشعرة ، ولكل واحد منها ممر الى الأعضاء ، ولو أن شعبة واحدة أختلت ، إما بسبب الكمية ، أو بسبب الكيفية ، أو بسبب الوضع ، لا ختلت مصالح البنية ، ثم إن تلك الشعب الدقيقة تكون كثيرة العدد جداً ، ولكل واحدة منها حكمة مخصوصة ، فإذا نظر الإنسان في هذا المعنى عرف أن الله تعالى يحسب كل شظية من تلك الشظايا العصبية على العبد نعمة عظيمة ، لو فاتت لعظم الضرر عليه ، وعرف قطعاً أنه لا سبيل له الى الوقوف عليها والاطلاع على أحوالها ، وعند هذا يقطع بصحة قوله تعالى : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } (30).

في هذا النوع من التفسير في الواقع ، ذكر مصداقاً بارزاً من العلوم التجريبية على عدم إمكان إحصاء نعم الله تعالى .

السادس : قول أهل اللغة

في ذيل الآية : {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ  ...} [البقرة : 219] يقول : من الدلائل على أن كل مسكر خمر ، التمسك بالاشتقاقات ، قال أهل اللغة : أصل هذه الحرف التغطية ، سمي الخمار خماراً ؛ لأنه يغطي رأس المرأة ، والخمر ما واراك من شجر وغيره ، من وهدة وأكمة ، وخمرت رأس خمراً ؛ لأنها تخامراً العقل ، أي : تخالطه ، يقال : خامره الداء ، إذا خالطه وأنشد لكثير :

هنيئاً مريئاً غير داء مخامر

ويقال : خامر السقام كبده ، وهذا الذي ذكره راجع الى الأول ؛ لأن الشيء إذا خالط الشيء صار بمنزلة الساتر له . فهذه الاشتقاقات دالة على أن الخمر ما يكون ساتراً للعقل ، كما سميت مسكراً ؛ لأنها تسكر العقل ، أي : تحجزه (31).

السابع : التاريخ

ذيل الآية : {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ...} [التوبة : 37] يقول : إن القوم علموا أنهم لو رتبوا حسابهم على السنة القمرية ، فإنه يقع حجهم تارة في الصيف وتارة في الشتاء ، وكان يشق عليهم الأسفار ، ولم ينتفعوا بها في المرابحات والتجارات ؛ لأن ساير الناس من سائر البلاد ما كانوا يحضرون إلا في الأوقات اللائقة الموافقة ، فعلموا أن بناء الأمر على رعاية السنة القمرية ، يخل بمصالح الدنيا ، فتركوا ذلك واعتبروا السنة الشمسية ، ولما كانت السنة الشمسية زائدة على السنة القمرية بمقدار معين ، احتاجوا الى الكبيسة وحصل لهم بسبب تلك الكبيسة أمران :

أحدهما : انهم يجعلون بعض السنين ثلاثة عشر شهراً ؛ بسبب اجتماع تلك الزيادات .

والثاني : أنه كان ينتقل الحج من بعض الشهور القمرية الى غيره ، فكان الحج يقع في بعض السنين في ذي الحجة ، وبعده في المحرم ، وبعده في صفر ، وهكذا في الدور ، حتى ينتهي بعد مدة مخصوصة مرة أخرى الى ذي حجة ، فحصل بسبب الكبيسة هذان الأمران : أحدهما الزيادة في عدة الشهور ، والثاني : تأخير الحرمة الحاصلة لشهر الى شهر آخر (32) .

فهذا التفسير للآية تفسير على حسب الأحداث التاريخية التي كانت تتعلق بما يفعله بعض في الجاهلية .
_____________________

1- راجع : طبقات المفسرين ، للداودي 2 : 216 ، حرف الميم .

2- راجع : مقدمة تفسيره .

3- طبقات المفسرين ، للداودي 2 : 216.

4- طبقات المفسرين ، للسيوطي : 100 ، حرف الميم ، رقم 119.

5- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 406.

6- التفسير الكبير 1 : 205 ، ذيل المسائل الفقهية المستنبطة من سورة الفاتحة .

7- التفسير الكبير 27 : 166 ، ذيل الآية 23 من سورة الشورى .

8- المصدر السابق 31 : 85 ، ذيل الآية 13 و 14 من سورة التكوير .

9- المصدر نفسه 32 : 124 ، ذيل الآية الأولى من سورة الكوثر .

10- التفسير والمفسرون 2 : 412.

11- راجع : التفسير الكبير 26 : 265 ، ذيل الآية 22 من سورة الزمر .

12- راجع التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 49.

13- راجع : المصدر السابق 2 : 408.

14- راجع : طبقات المفسرين ، للداودي 2 : 217.

15- راجع : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 406 ، والمفسرون وحياتهم ومنهجهم : 655 و 656.

16- راجع : التفسير الكبير 32 : 174 – 185 ، تفسير سورة الإخلاص .

17- راجع : المفسرون حياتهم ومنهجهم ، للأستاذ إيازي : 653.

18- التفسير الكبير 1 : 21و22 ، ذيل الآية بسم الله .

19- لسان الميزان 4 : 427و 428 ، وراجع التفسير والمفسرون ، للذهبي 1 : 294و 295.

20- التفسير الكبير 4 : 180 – 210 ، ذيل الآية 164 من سورة البقرة .

21- راجع : التفسير الكبير 3 : 162 ، ذيل الآية 82 من سورة البقرة .

22- التفسير الكبير 11 : 22 ، ذيل الآية 176 من سورة النساء .

23- التفسير الكبير 4 : 67 ، ذيل الآية 128 من سورة البقرة .

24- التفسير الكبير 19 : 130و 131.

25- راجع : المصدر السابق 32 : 129.

26- التفسير الكبير 32 : 183 و 184.

27- المصدر السابق 7 : 167.

28- التفسير الكبير 19 : 132.

29- المصدر السابق 32 : 186.

30- التفسير الكبير 19 : 129 ، ذيل الآية 34 من سورة ابراهيم .

31- التفسير الكبير 6 : 45 ، ذيل الآية 219 من سورة البقرة .

32- التفسير الكبير 16 : 56 ، ذيل الآية 37 من سورة التوبة .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .