أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016
2867
التاريخ: 30-12-2015
7122
التاريخ: 27-1-2016
2902
التاريخ: 11-3-2016
11127
|
هو أبو حيّان عليّ بن محمد بن العبّاس التوحيديّ، قيل كان أبوه يبيع نوعا من التمر يسمّى التوحيد؛ أو لعلّ هذه النسبة جاءته من أنه كان من المعتزلة أهل العدل و التوحيد.
قضى التوحيديّ معظم حياته في بغداد فتلقّى فيها علوم زمانه على الفقيه أبي حامد المروذيّ (ت 362 ه) ، و المنطقيّ يحيى بن عديّ (ت 364 ه) ، و الفقيه أبي بكر محمد الشاشيّ (ت 365 ه) ، و النحوي أبي سعيد السيرافيّ (ت 367 ه) و اللّغوي عليّ بن عيسى الرمّانيّ (ت 384 ه) ، و المنطقي أبي سليمان السجستانيّ (ت 391 ه) .
اتّصل التّوحيديّ مدّة يسيرة بأبي الحسن المهلّبيّ الذي وزر في بغداد لأمير الأمراء معزّ الدولة بن بويه منذ 339 ه. و لمّا توفّي معزّ الدولة (352 ه) رحل التوحيديّ الى ابن العميد في الريّ؛ و بعد بضع سنوات ذهب إلى الريّ مرّة أخرى إلى الصاحب بن عبّاد؛ غير أنه لم ينل عندهما كليهما حظوة ما، فعاد الى بغداد (370 ه-980 م) و بقي فيها إلى نحو سنة 400 ه. ثم تنقّل فيما بعد في البلاد فأدركه الموت في شيراز (414 ه-1023 م)
أبو حيّان التوحيديّ أديب مفكّر ألمَّ بعدد من فنون المعرفة ثمّ صرّف جانبا كبيرا منها في كتبه. و كان التوحيديّ فقيها و معتزليّا على مذهب الجاحظ و ذا ميل إلى التصوّف، و كان يرمى بالزندقة. و أسلوب التوحيديّ سهل واضح متين السبك يجري على السليقة خاليا من التكلّف. و كان للتوحيديّ عناية بترتيب الأفكار و تخريج المعاني و عناية بالتراكيب مع اهتمام ظاهر بالمناقشة المنطقية و الجدال الفلسفيّ و الموازنة بين الآراء.
كتب أبي حيّان التوحيديّ كثيرة أشهرها: المقابسات (و هي مذكّرات كان يكتبها بعد الجلسات التي كان يعقدها مع الأدباء و المفكّرين و الأعيان، فهي من أجل ذلك مجموع من الموضوعات المختلفة في الأمور التي كان يهتمّ بها أهل عصره.) - الإمتاع و المؤانسة (و هو أيضا مجموع من الموضوعات التي كان البحث فيها ثائرا في أيامه) -رسالة في الصداقة و الصديق-رسالة في علم الكتابة-بصائر القدماء و سرائر الحكماء-الإشارات الالهية و الأنفاس الروحانية - رسالة في أخبار الصوفية-رياض العارفين-رسالة الإمامة-الهوامل و الشوامل - ثلب (أو مثالب، ذم الخ) الوزيرين (الصاحب بن عبّاد و ابن العميد) - تقريظ الجاحظ -الحنين الى الاوطان-النوادر.
مختارات من نثره:
- من مقدّمة المقابسات (ذمّ أهل الزمان) :
. . . فقد أصبحنا في هذه الدار و كأنما هي قاع أملس أو أثر أخرس لم يبقَ من يرضى هديه او يقتبس علمه. . . . او يعرف حدّه بأدب من الآداب عليه او يباشّ (1) بوجه من الوجوه إليه، و ما ذلك إلا لنغل القلوب و دخل الأعراق و خلوقة الدين و غلبة القحة و ارتفاع المراقبة و سقوط الهيبة و رفض السياسة و التبجّح بالفحشاء و المنكر (2).
و لعمري، ما زالت الدنيا على سجيّتها المعروفة و عاداتها المألوفة؛ و لكن اشتدّت مؤونتها و تضاعفت زينتها اليوم بفقد السائس الصارم و بعدم العابد العالم و بانقراض أهل الحياء و التكرّم و بتصالح الناس على التعادي و التظالم. و للّه -جلّ وجهه و تقدّس اسمه-في هذا الخلق غيب لا يعرف مآبه و لا يفتح بابه (3)، و لا يقع القياس عليه و لا يهتدي الإحساس إليه؛ و من أجله سقط الاعتراض و وجب التسليم (4) و الانقياد. و أدع هذا، فهو سلّم طويل و فضاء عريض.
- وصف الصاحب بن عبّاد:
قلت إن الرجل كثير المحفوظ: قد نتف من كلّ أدب خفيف أشياء، و أخذ من كلّ فنّ أطرافا. و الغالب عليه كلام المتكلّمين المعتزلة؛ و كتاباته مهجّنة بطرائقهم، و مناظرته مشوبة بعبارة الكتّاب. و هو شديد التعصّب على أهل الحكمة و الناظرين في أجزائها كالهندسة و الطب و التنجيم و الموسيقى و المنطق و العدد (الحساب) ، و ليس عنده بالجزء الالهيّ (علم ما وراء الطبيعة) خبر، و لا له فيه عين و لا أثر. و هو حسن القيام بالعروض و القوافي، و يقول الشعر و ليس بذاك!
ثم يعمل في أوقات كالعيد و الفصل (5) شعرا، و يدفعه الى أبي عيسى المنجّم و يقول: قد نحلتك هذه القصيدة امدحني بها في جملة الشعراء، و كن الثالث من الهمج المنشدين. فيفعل أبو عيسى، و هو بغداديّ محكّك قد شاخ على الخداع و تحكّك. و ينشد (أبو عيسى) فيقول (الصاحب بن عبّاد) عند سماعه شعره في نفسه. . . . : أعد، يا أبا عيسى، فانّك و اللّه مجيد. زه! يا أبا عيسى، و اللّه، قد صفا ذهنك و زادت قريحتك و تنقّحت قوافيك، (و لكن) ليس هذا من الطراز الأوّل حين أنشدتّنا في العيد الماضي. . . . ثم لا يصرفه عن مجلسه الا بجائزة سنيّة و عطيّة هنيّة، و يغيظ الجماعة من الشعراء و غيرهم أنّهم يعلمون أنّ أبا عيسى لا يقرض مصراعا و لا يزن بيتا و لا يذوق عروضا.
______________________
1) هذه الدار: الحياة الدنيا. الهدى (بالفتح) -الهدى (بالضم) : السلوك القويم، اتباع الحق، يباش (الصيغة غير موجودة في القاموس) : يقبل أحدنا عليه فرحا ضاحك الوجه.
2) نغل القلوب: فساد النية، تغير المودة. دخل الأعراق: فسادها (فساد الطبيعة البشرية بحيث لم يبق جنس من البشر على طبيعته البريئة الخيرة) . الخلوقة: التهري، البلى من أثر القدم. . خلوقة الدين: ذهاب الدين من القلوب. ارتفاع المراقبة: فقدان الوازع الذي يمنع الناس عن اتيان الشر جهرا. سقوط الهيبة: قلة مبالاة الناس بأوامر الدولة (أو الدين) و نواهيها. رفض السياسية: ترك المداراة، و حسن المعاملة. التبجح بالفحشاء و المنكر: التفاخر بإتيان الافعال القبيحة.
3) اشتدت مؤونتها: أصبحت مطالب الحياة كثيرة و ملحة. تضاعفت زينتها: ازداد جذبها لأبصار الناس و عظم اقبال الناس على التمتع بأسباب الحياة الهينة فيها. تصالح الناس على التعادي و التظالم: ألف الناس اعتداء القوي منهم على الضعيف. لا يعرف مآبه: غبه، نتيجته، آخرته. لا يفتح بابه: لا تعرف الحكمة منه.
4) سقط تساؤل المخلوق عن فعل الخالق في هذه الدنيا و وجب الرضا بما قدر اللّه.
5) مواسم الاعياد (الفطر، الاضحى) و الفصول (النيروز، المهرجان) الخ.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|