المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التفسير البلاغي - البياني
19-02-2015
تعريفات النظام
30-1-2022
التطفير الموجه Site – directed Mutagenesis
7-2-2020
اثبات مصدر الحق
21-6-2016
زراعة الانسجة النباتية
21-11-2017
البيئة الجغرافية لعصور ما قبل التاريخ
23-10-2017


أبو العباس الأعمى المكّي  
  
7282   11:01 صباحاً   التاريخ: 26-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص735-737
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 1914
التاريخ: 12-08-2015 4909
التاريخ: 27-09-2015 6201
التاريخ: 24-7-2016 4086

هو أبو العبّاس الأعمى، و اسمه السائب بن فرّوخ مولى بني جذيمة ابن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة من بني عبد شمس؛ أصله من آذربيجان، و مولده و منشأه في المدينة. ثم انّه انتقل إلى مكّة فكان لا يفارقها حتّى نفاه عبد اللّه بن الزبير إلى الطائف.

و كان أبو العبّاس الاعمى من شعراء بني أميّة شديد التعصّب لهم منحرفا عن حبّ آل البيت انحرافا قبيحا و خصيما لآل الزبير غير مصعب لأنّ مصعبا كان يحسن إليه، و لمّا مات مصعب، سنة 72 ه‍(691 م) ، رثاه أبو العبّاس الأعمى.

و كان بنو أميّة يرسلون جوائزهم و عطاياهم إلى أبي العبّاس الأعمى في مكّة، و كذلك كان سائر القرشيين يبرّونه بالعطايا خوفا من لسانه. و لم يدخل أبو العبّاس الأعمى في الهجاء القبلي الذي كان مستطيلا في أيّامه، و لكنّه هجا البعيث هجاء شخصيا لأن البعيث كان سؤولا ملحفا قبيح الاقتضاء (قليل الذوق في طلب العطاء) . و قد هجا أيضا عمر بن أبي ربيعة لأنّ عمر كان يحاول الوصول إلى جارية له.

و أبو العبّاس الأعمى من أهل الحديث روى عن نفر من الصّحابة منهم عبد اللّه بن عمرو بن العاص (معجم الأدباء 11:179) و منهم عبد اللّه بن عمر (1) بن الخطّاب، كما روى عنه جماعة. ثم روى له أصحاب الصحاح الستّة (2).

و أدرك أبو العبّاس الأعمى خلافة المنصور العبّاسيّ (3)، و لعلّ وفاته كانت قبيل 140 ه‍(757 م) .

أبو العبّاس الأعمى المكّيّ شاعر سهل الشعر عذب القول و على شعره ديباجة محدثة. و أكثر شعره المديح و الرثاء، و له هجاء كثير في آل الزبير خاصّة، و في عمرو بن الزبير بن العوّام على الأخصّ، و لم يهج مصعب ابن الزبير. و الوصف في شعره قليل.

المختار من شعره:

- قال أبو العبّاس الاعمى يصف منافقا (البيان و التبيين 1:218) :

إذا وصف الاسلام أحسن وصفه... بفيه، و يأبى قلبه و يهاجره (4)

و إن قام قال الحقّ ما دام قائما... تقيّ اللسان كافر، بعد، سائره (5)

- و قال في مدح بني أميّة، في أيام مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويّين (الاغاني-طبعة الساسي-15:57) :

ليت شعري أفاح رائحة الم‍ـ...ـسك؟ و ما إن إخال بالخيف نفسي (6)

حين غابت بنو أميّة عنه... و البهاليل من بني عبد شمس (7)

خطباء على المنابر فرسا... ن عليها، و قالة غير خرس (8)

لا يعابون صامتين؛ و ان قا... لوا أصابوا و لم يقولوا بلبس (9)

بحلوم إذا الحلوم تقضّت... و وجوه مثل الدنانير ملس (10)

- و قال يهجو آل الزبير:

بني أسد، لا تذكروا الفخر، إنكم... متى تذكروه تكذبوا و تحمّقوا

متى تسألوا فضلا تضنّوا و تبخلوا... و نيرانكم بالشّرّ فيها تحرّق (11)

إذا استبقت يوما قريش خرجتم... بني أسد، سكتا و ذو المجد يسبق (12)

تجيئون خلف القوم سودا وجوهكم... إذا ما قريش للأضاميم أصفقوا (13)

و ما ذاك إلاّ أنّ للّؤم طابعا... يلوح عليكم وسمه ليس يخلق (14)

___________________

1) غ (طبعة الساسي)15:57، السطر 16.

2) أصحاب كتب الحديث الستة (و هي الكتب الصحاح الستة) هم: البخاري و مسلم و الترمذي (بكسر التاء و الميم) و ابو داود و النسائي (بفتح النون) و ابن ماجة. و من كتب الحديث الموثوقة أيضا موطأ الإمام مالك بن أنس.

3) راجع غ 15:57، السطرين الخامس و السادس من أسفل.

4) يهاجره: يهجره، يبتعد عنه (يقول فيه قولا قبيحا) .

5) ما دام قائما (على المنبر) ؛ ما دام بين الناس. . . ثم هو يداري المسلمين بلسانه، و كل شيء فيه بعد ذلك (كل أعماله) دال على الكفر.

6) . . . المعنى الملموح: كيف تفوح رائحة المسك (كيف يكون للملك أبهة) و أنا لست في الخيف من منى (أحد مناسك الحج) .

7) . . . . و كذلك ليس المالكين في الحجاز بنو أمية. البهلول: السيد الجامع لكل خير.

8) قالة جمع قائل و قؤول: اللسن الحسن القول.

9) اللبس: الغموض.

10) إذا الحلوم (العقول) تقضت: فقدت من الناس. وجه أملس: ناضر.

11) نيرانكم (حميتكم) تتحرق (تتقد) بالشر فقط لا بالخير.

12) استبق القوم: خرجوا يتسابقون. السكت هي الخيل التي تأتي في آخر الحلبة.

13) الاضاميم: جماعات الخيل التي تخرج للسباق. أصفقوا: أطبقوا. -إذا جاء قريش كلهم سابقين أمام جميع الخيل.

14) الوسم: العلامة. يخلق: يمحي، يتقادم عهده.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.