أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-8-2021
![]()
التاريخ: 2025-03-19
![]()
التاريخ: 11-10-2021
![]()
التاريخ: 6-10-2021
![]() |
الدّراية ببعض خصوصيّات اللغة من الصحفيين
نعرف بأن الصحافي في أصل تكوينه لم تثر لغته بتلك الخصوصيات اللغوية للغة التي تكون بها. وهذه الخصوصيات موجودة في كل اللغات، وكما يقال "لكل" قاعدة "استثناء" فهذه الاستثناءات في العادة تأتي اعتباطية؛ وهي مقبولة، ولكن ليست جارية على ألسنة الناس. ولهذا يحتاج الصحافي وبخاصة المحرّر أن يكون على دراية بها، من مثل:
- جمع بعض الكلمات مخالفة للمفرد:
- معرفة مجازات اللغة، من مثل: يقال للمريض السليم - للمعافى من المرض للنار العافية للأعمى البصير - للمخطئ المصيب - للمتكسّر المنجبر - للفاشل الناجح - للمتفوق ما شاء الله، للقبيح الوسيم...
- ما لا يصح في قواعد اللغة للمؤنث: مارضة + حازنة + طالقة + فارحة + ساعدة + حارقة... رغم أن قاعدة اسم الفاعل تبيح بذلك شكلياً، ولكن الاستعمال يرفضها.
- التاء في بعض الأسماء ليست علامة التأنيث: علامة + فقامة + نسابة + بحاثة + نابغة + راسيّة + ساميّة + واهبة + ظالمة + كاشفة + داهية + واعيّة + ناصبة خالدة... فالتاء هنا تفيد التأكيد، ويمكن أن تلحق الاسم المؤنّث ولكنّها علامة التأكيد والأهمية.
- لا فرق بين المذكر والمؤنث في بعض الصيغ من مثل: العالم العالية + العالمة العالية + الشمعة + الدُّربة + السَّخرة + القدوة + الندرة + المشيخة....
- أغلب الصفات والمناصب تأتي بصيغة التذكير، فلم نسمع: القُطبة للمؤنث أو العقيدة لرتبة العقيد، وقس على ذلك: الطيّارة النجارة ...
ومن هنا، يجب العلم بأنّ القاعدة اللغوية في أصلها توضع لعموم الكلام المتداول (ما يجري) وهناك ما لا يجري من الكلام، وهو صحيح؛ ولماذا كل هذا؟ لأن اللغة وليدة اجتماع، ففيها ما هو من الخصوصية الثابتة، وفيها مـا هـو مـن المتحول واللغة تحمل مدارك ثقافيّة تعود إلى الاعتباط في بعض المقامات، والدليل أنّ ذات الشيء مذكّر في لغة من مثل كلمة (الباب) ومؤنّث في لغات أخـــرى مــــن مثل في المازيغيّة (ثابورث) وفي الفرنسية (La porte).
وهذه الاستعمالات الخصوصية تحيلنا إلى مدى تسلح الكاتب الصحافي بخصوصيات اللغة العربيّة في بعض أبعادها، وليس المطلوب أن يكون فقيهاً لغوياً من الطراز العالي ولكن يمكن ذلك إذا كان الصحافي على اطلاع بأمات الكتب العربية القديمة. وهذا فنّ من الفنون التي يختص بها المطلع والمستعمل بكثرة للغة العربية.
فمن منا على دراية بأمثال كتب ابن قتيبة وغيرها من الكتب التي تحمل اللغوي الرصين؟ بكل أسف مضى ذلك الزمان، ولم نعد نهتم بالأصول، ونصنفها من الكتب الصقراء التي لا تتماشى والعصر، أو هي من الكتب الصعبة الفهم. ويقول (ابن خلدون) تــ 808هـ وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفنّ أركانه أربعة دواوين، وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي على القالي، وما سوى هذه الأربعة فتوابع لها وفروع عنها (المقدمة 551). وإليكم نموذجاً من كتاب (ابن قتيبة) في باب ما جَمْعه سواء "الفلك + الطَّاغوت + غلام يفِعَة - غلمان يفعة جمل عبر أسفار - جمــــال عبر أسفار + الطّرفاء الحلفاء البهمى + رجل جنب قوم جنب + ماء غـــور - مياه غور + الرجل كرم - نساء كرم رجل فر- نساء فر+ هو قريب منك - هم قريب منك + هو أمم - هم أمم + هو رضي- هم رضي + رجل عدل - رجال عدل... وهكذا نقول: إنّ العربيّة لها مواصفات تُدرك بالقراءة وكثرة الاستعمال، فما تكرر ترسّخ وللعربية الحكمة وفصلُ الخطاب. ولكن هيهات في وقتنا أن يجري كلامنا مجرى لغـــة السابقين، فالأمور تغيّرت، واللغة العربيّة المعجزة لم نلحق آلياتها، وقد كان يشـتكي (ابن قتيبة) تـ 213هـ / 828م من ذلك التردّي مما يسمعه من لغة الكتاب الزمان "... فإنّي رأيت كثيراً من كتاب أهل زماننا كسائر أهله قد استطابوا الدعـــة واستوطؤوا مركب العجز، وأعفوا أنفسهم من كدّ النظر وقلوبهم من تعب التفكر؛ حين نالوا الدرك بغير سبب، وبلغوا البغية بغير آلة، ولعمري كان ذلك، فأين همـة النفس؟ وأين الأنفة من مجالسة البهائم؟ وأي موقف أخزى لصاحبه من موقف رجل من الكتاب اصطفاه بعض الخلفاء لنفسه وارتضاه لسرّه، فقرأ عليه يوماً كتاباً، وفي الكتاب ومطرنا مطراً كثر عنه الكلا"؟ فقال له الخليفة ممتحناً وما الكلا؟ فترتد في الجواب وتعثّر لسانه، ثمّ قال: لا أدري.
|
|
دراسة: خطر يتعرض له الملايين يفاقم خطر الإصابة بالباركنسون
|
|
|
|
|
الأمم المتحدة: ذوبان الجليد يهدد إمدادات الغذاء والماء لملياري شخص حول العالم
|
|
|
|
|
برنامج "يامعزّ المؤمنين" الرمضاني يختتم فعالياته في قضاء الدجيل
|
|
|