أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-6-2016
![]()
التاريخ: 19-7-2019
![]()
التاريخ: 3-7-2016
![]()
التاريخ: 30-6-2016
![]() |
العوامل المهيأة لحدوث الامراض النباتية
تختلف مسببات الأمراض النباتية في متطلباتها الى ظروف النمو وإحداث الإصابة. الظروف البيئية هي الاساس عادة في وبائية وعدم وبائية كثير من الامراض النباتية. لقد اعطى المهتمون بالأمراض النباتية منذ القدم اهمية خاصة للظروف البيئية في حدوث المرض فقد فسر العلماء سبب انتشار مرض اللفحة المتأخرة في ايرلندا نتيجة الجو البارد والرطب غير الاعتيادي والذي ادى الى تحطيم الانسجة وموتها والفطر كان ثانويا يتغذى على نسيج النبات ويتكاثر فيه ومن هنا تأتي اهمية العوامل لتهيئة العائل بحيث تجعله قابل للإصابة ومنها نذكر:
1- الرطوبة Humidity:
إن معظم المسببات المرضية تحتاج الى الرطوبة في نموها إلا ان كمية الماء ونوعه يختلف حسب نوع المسبب والعائل تحتاج بعض المسببات المرضية التي تعود الى الفطريات الواطئة Maxomycetes (الهلامية) وشبه الفطريات التابعة للمجموعة البيضة Oomycetes تحتاج الماء لإكمال دوره حياتها. فيكون الماء هنا ضروري جدا لان تلك المسببات تحتاج الى الماء كي يكون وسط تنتقل فيه الجراثيم السابحة Zoospores بالإضافة الى دخوله في تركيب خلاياها فوجود الماء هنا له علاقة بالكثافة العددية لوحدات الإصابة وبالتالي شدته فلو نأخذ مثال بسيط لتوضيح دور الماء في زيادة وحدات الإصابة المرضية ان شبه الفطر Pythium debaryanum يكون جراثيم سابحة في حالة توفر الماء في الوسط الموجود فيه وفي حال ظروف الجفاف فان الفطر لا يكون جراثيم سابحة حيث تنبت العلب الجرثومية Sporangiospore انبات مباشر بدون تكوين جراثيم سابحة. فلو فرضنا ان الفطر السابق كون 50 علبة جرثومية ففي هذه الحالة من توفر الرطوبة فان هذه العلبة الجرثومية تتكون بداخلها الجراثيم السابحة ولنفرض يتكون 60 جرثومة متحركة كمعدل للعلبة الجرثومية الواحدة فتكون عدد وحدات الإصابة (جراثيم سابحة) يساوي 300 جرثومة متحركة . اما في حالة الجفاف فان العلب الجرثومية تنبت انبات مباشر بدون تكوين جراثيم متحركة ، فيكون عدد وحدات الاصابة (علب جرثومية) يساوي 50. فنلاحظ الفرق واضحا في عدد وحدات الإصابة بين توفر الماء وعدم توفره فالنسبة في المثال السابق كانت 1:60. ان مسببات امراض البياض الزغبي كالفطر Pythium sp, Plasmopara sp, Bremia sp, Albugo candida وغيرها تحتاج الى غشاء مائي على النباتات الحساسة لإحداث الإصابة كما في البكتريا والنيماتودا ايضا وبصور عامة يمكن تقسيم مسببات الامراض حسب احتياجاتها للرطوبة الى مجموعتين :
المجموعة الأولى: المسببات المرضية التي تحتاج الى رطوبة عالية وتكون نسبتها بحدود 70-100% لكي تسبب امراض وبائية وتشمل هذه المجوعة مرض اللفحة المتأخرة على البطاطا والطماطة ومرض الشرى على الرز. وأمراض البياض الزغبي، كذلك هناك امراض مهمة في البيوت الزجاجية والبلاستيكية تحتاج الى رطوبة عالية كمرض تبقع اوراق الطماطة الكلادوسبوري واللفحة المبكرة على الطماطة وتعفن جذور القرعيات وثمارها، ان امراض الاصداء قد تكون وبائية في حاله توفر الرطوبة العالية.
المجموعة الثانية: في هذه المجموعة فأن المسببات المرضية تحتاج رطوبة اقل وعادة تكون بحدود 40-70% كما في حالة مسببات امراض البياض الدقيقي وجرب التفاح.
2- الحرارة Temperature:
تتأثر المسببات المرضية كأي كائنات حية اخرى بدرجات الحرارة المختلفة ولذلك نلاحظ ان بعض المسببات المرضية تنمو وتحدث اصابة في المناطق الحارة ومن الامراض التي تظهر في العراق بدرجات حرارة عالية 30-40 درجة مئوية هو ذبول السمسم السكلروشي. اما الفطريات .Aspergillus sp. Fusarium sp والبكتريا على سبيل المثال يلائمها مدى حراري 18- 28 درجة مأوية.
أن المسببات المرضية التي تحتاج الى درجات حرارة واطئة بين 12-15 درجة مئوية فهي مسببات امراض البياض الزغبي بصوره عامة ومسبب اللفحة المتأخرة على الطماطة والبطاطا والفطر Phoma betae الذي يسبب موت بادرات وتعفن جذور البنجر السكري. فلذلك تظهر أمراض المسببات المرضية السابقة في المناطق المعتدلة ذات الرطوبة العالية. اما في بعض الدول العربية فان مثل هذا الظروف تظهر في فترات محدودة من السنة. ولذلك تكون الامراض السابقة قليلة الاهمية.
هناك مجموعة اخرى من المسببات المرضية التي يلائمها مدى واسع من درجات الحرارة حيث تظهر الامراض التي تسببها في كافة فصول السنة تحت درجات حرارة مختلفة ومن اهم هذا المسببات هي انواع شبه الفطر .Pythium spp والبكتريا .Erwinia spp التي تسبب العفن الطري لثمار كثير من الفواكه والخضر.
3- الأس الهيدروجيني للتربة (potential Hydrogen):
إن بعض المسببات المرضية الموجودة في التربة تتأثر بشكل كبير بالأس الهيدروجيني للتربة. فالمسببات المرضية البكتيرية بصورة عامة تحتاج الى وسط قاعدي يميل الى التعادل ويكون مدى الأس الهيدروجيني (8.8-7 :pH) بينما الفطريات تحتاج بصور عامة الى وسط حامضي يتراوح بين (7-5.8). فمن الملاحظ ان بعض المسببات المرضية يتحدد تأثيرها بتفاعل الاس الهيدروجيني ، فهناك امثله على امراض تتأثر كثيراً بتفاعل الاس الهيدروجيني في التربة فجرب البطاطا المتسبب عن البكتريا Streptomyces cabies بالرغم من ان التربة ملائمة له حيث يحتاج هذا المسبب الى pH قاعدي يتراوح بين (7.5-8.4) ويرجع السبب ان المسبب المرضي لم يصل الى كثافة عالية في التربة نتيجة عدم التوسع بزراعة البطاطا وممكن ان يكون المرض مهم بالمستقبل.
اما المرض الذي يتأثر بتفاعل الاس الحامضي هو مرض الجذر الصولجاني في الصليبيات والمتسبب عن الفطر Plasmodiophora brassicae حيث يلائمه pH التربة بحدود (5.2-5.8).
إن السيطرة على درجة الحموضة تعتبر الطريقة المهمة في مقاومة المرضين السابقين. فجرب البطاطا ممكن مقاومته بتعديل التربة من القاعدية الى الحامضية المتعادلة على العكس من مرض الجذر الصولجاني على الصليبيات ، وجد نتيجة البحث ان الترب القاعدية تساعد على الاصابة بالفطر Thielaviopsis sp على الحمضيات ، والفطر Erysiphe polygoni على اللوبيا والفطر Erysiphe graminis على الحنطة. لكن لوحظ ان التربة الحامضية تساعد الفطر Fusarium sp على احداث الذبول على الطماطة والفطر Botrytis sp على البقوليات. وجد ايضا ان امراض الذبول على البنجر السكري المتسبب عن الفطر R. solani و Phoma beta ظهرت في مدى واسع من الأس الهيدروجيني من (3-8.1) وجد ان زيادة قاعدية التربة قللت من اصابة موت بادرات البنجر السكري، من المعروف ايضا ان بعض الامراض تتأثر بنوع التربة فالذبول الفيوزارمي على البزاليا يزداد كثيرا في التربة الرملية او الرملية المزيجية عنها في الترب الطينية وقد يكون السبب ان الشعيرات الجذرية اثناء انزلاقها بين حبيبات التربة تحدث بها جروح وبالتالي يدخل المسبب المرضي عن طريق هذه الجروح. على عكس مرض تعفن جذور البنجر السكري الذي يزداد في التربة الطينية الغدقة.
4- المواد المحفزة Promoting material :
ان بعض المواد الكيماوية والهرمونات التي تفرزها جذور كثير من النباتات لها دور كبير في استقطاب المسبب المرضي او تحفيزه للإنبات وإحداث الإصابة. فجذور السمسم مثلا تفرز بعض الهرمونات التي تؤدي الى انبات الاجسام الحجرية وإحداث مرض الذبول السكلروشي. كذلك وجد ان بيوض نيماتودا العقد الجذرية تفقس بسرعة وبنسبة أعلى عندما توجد بالقرب من جذور نباتات حساسة. كذلك ان هذه الظاهرة معروفه في المتطفلات الزهرية كالحامول والهالوك. ويمكن القول ان الهرمونات أو المواد الكيماوية المحفزة التي تفرزها جذور النباتات والتي تسمى Allelopathy وهي عملية تتضمن إفراز النباتات لمركبات أيضية ثانوية تعرف بالأليلوكيميائيات إلى الوسط المحيط لتثبيط نمو وتطور النباتات الأخرى، تقوم النباتات بهذا الإجراء للتخلص من نباتات تنافسها أو قد تنافسها على الغذاء والحيز والماء، هذه المواد يمكن تصنيعها واستعمالها في المكافحة حيث ممكن ان تعامل بها التربة الحاوية على بذور المتطفلات الزهرية او بيوض الديدان الثعبانية قبل الزراعة، فعند انبات او فقس هذه المسببات المرضية فإنها تموت لعدم وجود العائل.
5- تغذية النبات plant nutrition:
ان كل ما يجعل النبات قويا، يجعله أكثر قابلية لمقاومة المسبب المرضي وبالعكس. فالإفراط في التسميد النيتروجيني ( الازوتي ) يجعل النباتات حساسة لكثير من الامراض كالتبقعات والاصداء وأمراض موت البادرات وتعفن الجذور والأمراض الفيروسية وغيرها . اما استعمال سماد متوازن من NPK يجعل النبات مقاوما للأمراض السابقة. كذلك ان زيادة ونقص بعض العناصر يؤدي الى احداث كثير من الامراض الفسلجية. فزيادة التسميد النتروجيني في حقول الرز يؤدي الى ظهور مرض الرأس المنتصب ونقص عنصر البورون في حقول البنجر السكري يؤدي الى حدوث تعفن على الجذور اشبه بالتعفنات الناتجة عن المسببات الحية، وبالتالي تهاجم الجذور بالفطريات والبكتريا التي تحلل الجذور. كذلك يعتقد ان نقص عنصر الكالسيوم يؤدي الى تعفن الطرف الزهري في الطماطة والرقي.
وقد وجد ايضا ان العوامل الهامة التي تهيئ نبات القطن للإصابة بمرض الخناق هو ضعف النبات نتيجة لإصابته بحشرة التربس كما وجد ايضا ان اصابة البادرات ببعض الديدان الثعبانية التابعة لجنسي Aphelenchoides و Meloidogyne تهيئ نبات القطن للإصابة بمرض الخناق بدرجة كبيرة . كما أن نمو الادغال بكثافة عالية مع المحصول الاقتصادي تهيئ النبات للإصابة وعلى كافة اجزاءه وذلك لسببين اولهما منافسة العائل على المواد الأولية وثانيهما زيادة نسبة الرطوبة التي تساعد على ظهور كثير من الامراض كأمراض البياض الزغبي والتبقعات وغيرها.
6- الرياح Wind:
إن اضرار الرياح على العموم تكون بعدة اشكال من التأثيرات، فقسم من هذه الاضرار يشتبه بها وكأنها حالات مرضية. ولكن بصوره عامة يمكن تميز نوعين رئيسين من الاضرار.
أ- فقدان الماء (الجفاف) Water loss:
ان فقدان الماء يؤدي الى موت الاوراق والأفرع والأزهار وجفاف الثمار. وأحيانا يؤدي الى ضعف النبات وبذلك يكون عرضة للإصابة ببعض المسببات المرضية كما هو معروف في مرض موت أطراف الحمضيات الديبلودي. ويظهر نقص الماء احيانا اعراض تحرق لحواف الاوراق نتيجة فقدان الماء وتركيز الاملاح في تلك المناطق .
ب- ضرر ميكانيكي على الثمار والأفرع Mechanical damages :
عند هبوب الرياح ترتطم الثمار بالأفرع او الافرع مع بعضها مما يؤدي الى حدوث جرح وخاصة الاشجار ذات الاشواك فتدخل الفطريات الجراحية والبكتريا وتسبب حالات مرضية كدخول الفطر .Colletotrichum sp المسبب لمرض انثراكنوز الحمضيات أو يحدث تخشب في بعض المناطق من سطح الثمرة ويصبح مظهرها فليني نتيجة الاحتكاك او قد يتحول لونها الى اللون الاسود بسبب نمو الفطريات مثل Alternaria sp و .Cladosporium sp.
كذلك ان هبوب الرياح من المناطق الرملية الجافة يؤدي الى حمل ذرات الرمال وعند ارتطامها بالنموات الحديثة يؤدي الى حدوث الجروح فيها مما يسهل دخول كثير من المسببات المرضية. كذلك ان الرياح القوية المحملة بالأمطار تؤدي ايضا الى حدوث الجروح على النموات الحديثة ودخول كثير من المسببات الفيروسية والفطرية والبكتيرية كمرض اللفحة النارية على العرموط مثلا.
7- الجروح Wounds:
تدخل تحت عبارة احداث الجروح كثير من الأمور التي من شانها احداث الجروح كالرياح التي سبق ذكرها او الجروح الميكانيكية التي تحدث بواسطة العمال في المزارع او عن طريق الحشرات او عن طريق انجماد الانسجة النباتية الخ .... وكل هذه الامور تساعد طفيليات الجروح على احداث الإصابة.
ولكن في بعض الحالات لا تحدث اصابة بالرغم من توفر الجروح. فمثلا لا تحدث الإصابة في حالة الفطريات التي تصيب درنات البطاطا عن طريق الجروح التي قد تحدث في وقت الحصاد اذ يحاط النسيج المجروح بالكامبيوم الفليني وتكون عادة الظروف الرطبة الدافئة ملائمة للكائنات الممرضة إلا انها تكون أكثر ملائمة لتكوين نسيج فليني لتقليل الإصابة بحالة فعالة ولذلك ينصح بوضع البطاطا بعد الحصاد على درجة حرارة بين 28-32 درجة مئوية وبوجود رطوبة نسبية عالية لمدة 15 يوما وذلك للإسراع في تكوين نسيج فليني وتبعا لذلك تقل نسبة الإصابة بفطريات التعفن.
ان احداث الجروح يعتبر عامل مهيأ للفطريات مثل الفطر. .Fusarium sp على البطاطا والبزاليا والفطر Botrytis sp على العنب والفطر Colletotrichum sp على البزاليا وبعض الفطريات على الخضروات المحصودة والمجروحة.
ان لمس أوراق التبغ البري Nicotiana glutinosa باليد وتلويثها بفيروس موزائيك التبغ TMV كانت النتائج التي حصل عليها اعتيادية والإصابة اقل من التلويث بعد احداث الجروح ووجد بان الحقبة بعد احداث الجرح والتي يبقى فيها العائل حساس للإصابة بالفيروس المذكور هي 15 دقيقة وبعد هذه الحقبة لا يستطيع الفيروس ان يتكاثر بصورة فعلية ويحدث الأعراض . بعد احداث الجرح تكون حساسية العائل فيها قليلة ثم تزداد حتى الدقيقة الثامنة ثم تبدأ تقل حساسية العائل.
لقد وجد ان جرح البطاطا الحلوة بالضغط وبدون إزالة القشرة تصاب أكثر بالفطر .Rhizopus sp مما لو عمل جرح بسكين حاد.
ان إزالة الأجزاء النباتية تكون بحد ذاتها نوع من أنواع الجروح وكذلك التغيرات الفسلجية للنبات خصوصاً التغير في نسبة الكاربوهيدرات، ان الجروح وكذلك التغيرات الفسلجية للنبات خصوصاً التغير في نسبة الكاربوهيدرات ، ان الجروح والتغير في نسبة الكربوهيدرات يمكن اعتبارهما عاملان مستقلان في تهيأة العائل للإصابة فقد وجد ان إزالة أوراق العائل يكون بصورة ظاهرية تهيأة مكان لدخول المسبب المرضي وتليها حالات أخرى كالتغير في نسبة الكاربوهيدرات في النبات.
8- المواد الكيمياوية Chemical material:
من المعروف ان استعمال الكيمياويات على النباتات قبل التلويث بالمسبب المرضي يقلل الإصابة بمسببات الامراض وهذا ناشئ عن سمية هذه المواد للمسبب المرضى ، هذه الحالة تكون معروفة في مقاومة الفطريات التي تسبب الامراض النباتية منذ القدم ، ولكن تهيئ النبات للإصابة بالمسببات المرضية عن طريق استعمال الكيمياويات والمبيدات. هناك عدة حالات تقل او تزداد عندها الامراض النباتية بوجود المواد الكيمياوية وعملها غير معروف بصورة واضحة. إن تأثيرها على النبات يؤدي الى احداث ضعف او تنبيه او تحفيز المسبب المرضي بحيث تجعله قادراً على الإصابة والمثال على هذه الحالة هو زيادة العناصر في التربة والتي تؤدي الى التسمم والأمثلة بهذا المجال كثيرة ، فزيادة عنصر النحاس يزيد من مرض تعفن البطاطا في التربة والناتج من الفطر Penicillium sp و .Fusarium sp وكذلك يزيد من مرض موت اطراف الحمضيات الديبولدي ومرض موزائيك التبغ TMV على الباقلاء. هناك امثلة كثيرة أخرى لزيادة حساسية النبات للمسببات المرضية باستعمال الكيمياويات، فمرض الأركوت والصدأ على الحنطة يزيد باستعمال مبيد الادغال 2,4-D ومرض الذبول الفيوزامي على الطماطة يزيد من استعمال المواد الكيماوية العضوية بصورة عامة، وموزائيك التبغ TMV على البزاليا يزيد باستعمال مركبات الزنك. لقد وجد أيضا ان بعض الكيمياويات تعمل على كسر صفة المقاومة لبعض الأصناف فمقاومة بعض أصناف الطماطة للذبول الفيوزامي بوجود المواد dinitro phenol، Thiourea, 2,4،Sodium floride كذلك ان زيادة الأسمدة النيتروجينية تؤدي الى زيادة شدة بعض الامراض كالأمراض الفيروسية والتبقعات كاللفحة المبكرة على الطماطة والبطاطا والأصداء وغيرها.
9- حدوث إصابة إثر إصابة سابقة Previous infection :
ان الكائن المرضي يهيئ النسيج النباتي له ولمسببات مرضية او غير مرضية أخرى فالمتخصصون بعلم الامراض النباتية بينوا بأن بعض المسببات المرضية كالفطر .Monilinia sp المسبب لمرض العفن البني على أشجار الفواكه ذات النواة الحجرية تفرز انزيم Pection enzyme والذي يحلل الانسجة ويهيئها للإصابة بفطريات وبكتريا أخرى.
حالات أخرى معروفة عندما تحدث الإصابة بمسبب معين تهيئ الظروف للإصابة بمسببات مرضية أخرى فإصابة البصل بالفطر Peronospora sp يهيئ للإصابة بالفطرين Alternaria و Stemphylium. وإصابة العنب بالفطر .Uncinula sp يهيئ للإصابة بالفطر Botrytis sp. وغيرها من الأمثلة الكثيرة. اما النيماتودا .Meloidogyne sp تهيئ جذور البنجر السكري للإصابة بفطريات التعفن.
ان الإصابة الأولية احياناً تقلل الإصابة بالمسببات الاخرى ، فإصابة البطاطا بشبه الفطر Phytophthora sp. تقلل من اصابتها بفيروسات البطاطا X,Y. ان موزائيك القرعيات CMV يقلل من الإصابة بالفطر Erysiphe p . والفطر .Erysiphe sp يقلل من الإصابة بالفطر Tilletia sp على الحنطة، والفطر R. Solani. يقلل من بكتريا العقد الجذرية .Rhizobium sp على البقوليات.
10- الضوء Light:
ان الضوء يعتبر عامل مهم من العوامل المهيأة للأمراض النباتية. فالبادرات النامية في مناطق مظللة تكون أكثر عرضة للموت نتيجة ضعف هذه البادرات وطراوتها. كذلك بعض امراض التبقعات كالتبقع الالترناري.
إن أشجار الحمضيات المظللة كثيراً يهيئها للإصابة بمرض انثراكنوز الحمضيات والعفن السخامي. وهناك امثلة كثيرة للإمراض الفيروسية فالحلقات المتداخلة لفيروس موزائيك التبقع على التبغ Tobacco ring spot virus تفسر على أساس تتابع الليل مع النهار فعندما تكون الإضاءة قوية لا تتأثر الخلايا بالفيروس وتسمح له بالتكاثر والمرور من خلية الى أخرى وعند حلول الظلام تموت الخلايا التي مر فيها الفيروس وهكذا تتكون الحلقات.
كذلك ان زيادة الضوء تسبب ضعفاً في مظهر الموزائيك والتضليل عادة يزيد من شدة الإصابة كما هو معروف في فيروس X البطاطا. اما مظهر الإصابة بالفيروسات التي تسبب تجمع المواد الكربوهيدراتية في الأوراق مثل التفاف أوراق البطاطا. فهي عادة اشد ضراوة في أشهر الصيف عنها في أشهر الشتاء وربما يشترك الضوء مع الحرارة في اظهار اعراض الامراض الفيروسية وربما يؤثر الضوء على القابلية لإصابة حيث وجد ان وضع نبات التبغ البري Nicotiana glutinosa مدة في الظلام قبل تلويثه بفيروس موزائيك التبغ TMV يزيد من ظهور البقع الموضعية Local spots. لقد وجد Mckiniey ان مدة الإضاءة لها علاقة بمظهر الإصابة فموزائيك القمح ظهر على أشده في النهار القصير ذات 8 ساعات ضوء.
11- عمر النبات Growth of plant stage :
لقد أثبت الدراسات العلمية ان لعمر النبات تأثير كبير على ظهور او عدم ظهور كثير من الامراض او الاعراض المرضية فأعراض الامراض الفيروسية تكون واضحة على النباتات الصغيرة عنها على النباتات المتقدمة في السن وهناك كثير من الامراض تظهر على أجزاء معينة دون غيرها. فمرض اللفحة النارية على الكمثرى مثلا تظهر على النموات الحديثة كالبراعم الورقية والزهرية أكثر مما على النموات القديمة، ومرض اللفحة المتأخرة على البطاطا والطماطة يظهر على النموات الحديثة أكثر مما على النموات القديمة وهذا عكس مرض اللفحة المبكرة على الطماطة والبطاطا. ولقد وجد ايضاً ان مرض أنثراكنوز الحمضيات يصيب النموات القديمة أكثر مما يصيب النموات الحديثة وهذا عكس مرض أنثراكنوز النومي الحامض. كذلك وجد ان البادرات الصغيرة وجذور البنجر السكري الناضجة أكثر حساسية لمسببات موت بادرات وتعفن جذور البنجر السكري الناضجة أكثر حساسية لمسببات موت بادرات وتعفن جذور البنجر السكري. ان معرفة علاقة عمر النبات بحساسيته للمرض مهمة جدا حيث ممكن ان توضع خطة وقائية لحماية النبات في الحقبة التي يكون فيها حساس لمسبب مرضي معين وبذلك يكون الفقد في كمية ونوعية الحاصل قليلة.
12- طرائق أخرى Others:
هناك طرق أخرى تجعل النبات مهيئاً للإصابة بمرض معين. فيعتقد بأن الجزأين المطعمين او المركبين يحتفظ كل مهما بحساسيته او عدم حساسيته لبعض المسببات المرضية بعد التحامها في بعض الحالات قوة ونمو المقطع يقلل من التهيأة للإمراض النباتات . فقد وجد ان الكمثرى المطعم على أصل Quince root يقلل حساسيته للإصابة بالصدأ المتسبب على الفطر Gymnosporangium sp، وكذلك الطماطة المطعمة على جذور الداتورا Datura roots تقل حساسيتها للإصابة بالفطر Cladosporium ، ووجد ايضاً ان الحمضيات المطعمة على النارنج تقل حساسيتها لمرض تصمغ الحمضيات وغيرها. هناك عمليات زراعية أخرى لها علاقة كبيرة بتهيأة النبات للإصابة ببعض الامراض فعدم انتظام الري يؤدي الى تشقق ثمار الطماطة والتي تكون مهيأة للإصابة بفطريات وبكتريا التعفن، كذلك وجد ان عمق الزراعة له تأثير كبير على شدة الإصابة ببعض الامراض فزراعة بذور القطن بعمق في التربة يزيد من مرض خناق القطن. ووجد ايضاً ان عدم الاعتناء بتقليم الأشجار يجعلها أكثر حساسية للأمراض. كذلك عدم انتظام ري الأشجار او تعطيشها يجعلها قابلة للإصابة وهذا ما معروف عن مرض اسوداد ساق التفاح وغيرها.
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تتشح بالسواد في ذكرى شهادة الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|