(1) طبيعة وأنواع الصناعات الحرفية : يطلق عديد من الكتاب على منتجات الصناعات الحرفية الجاذبة للسائحين مصطلح المنتجات الحرفية السياحية أو الفنون التشكيلية السياحية ويعرفها البعض بأنها الفنون Ethnic art والمنتجات الحرفية المنتجة لأجل مشترين من الخارج.

ويمكن بناء على ذلك تعريف هذه الصناعات بأنها تلك المنتجة السلع حرفية أو فنون تشكيلية معبرة عن التراث الحضاري أو الثقافي أو عن الفنون والحياة الاجتماعية المرتبطة بالأعراف المختلفة مما يجذب السائحين الدوليين إلى طلبها لأجل اقتنائها، ومن هنا تختلف وتتنوع منتجات الصناعات الحرفية المرتبطة بالنشاط السياحي من بلد لآخر ويصبح لكل بلد سياحي ميزة مطلقة فيما ينتجه فلا تستطيع البلدان الأخرى منافسته فيه على وجه الخصوص.

وأغلب الصناعات الحرفية التي يقبل السالحون الأجانب على شراء منتجاتها تعتمد على خامات محلية مستخلصة من الموارد الطبيعية المتاحة. وبالنسبة للعمل فإنه يتميز مادة بمهارة عالية وموهبة فنية أصلية أو موروثة ليس من اليسر اكتسابها في بعض الحالات إلا بتدريب يمتد لعدد من السنين. وكثيراً ما تجد أصحاب المشروعات في هذه الصناعات الحرفية يعملون بأيهم مع بقية العمال وأنهم أكثر مهارة في الصنعة بالوراثة وأنهم يتولون بأنفسه عمليات البيع للمنتجات والمساومة مع السائحين الأجانب اعتماً على معرفتهم بدرجة أو بأخرى بلغتهم أو ببعض مفاداتها واعتمادا على ذكا الأجانب بالإشارة. التفاهم مع وباستعراض أنواع الصناعات الحرفية المرتبطة بالسياحة الدولية في بلدان العالم المختلفة سوف يظهر لنا الكثير من الخصائص السياحية المميزة لهذه البلدان .

ــ في مصر: نجد صناعة أوراق البردي المصورة التي تعبر عن الحضارة الفرعونية القديمة وكذلك صناعة التماثيل التي تحمل أشكالاً مختلفة للفراعنة ولأهم الآثار مثل الأهرامات وأبو الهول وصناعات الحلى الذهبية وغيرها التي تتشكل على أشكال أو رموز فرعونية. وهنا أيضاً صناعات الأواني والطباق الفضية أو النحاسية والتي ظهرت عليها نقوشاً تعكس فترة الحضارة الإسلامية، وكذلك الصناعات الصدفية التي تعكس ثقافة وفناً شعبياً ممثلة في العلب ومساند المصاحف والشطرنج وبعض التابلوهات هذا بالإضافة إلى صناعة الأكمة والسجاد اليدوي والملابس ذات الطابع المصري أو الشرقي البحث. كذلك هناك الصناعات الفخارية من أهمها أواني الطهي المصنوعة من الفخار والتي تشتهر بها محافظات الوجه القبلى.

ــ وفي المغرب: صناعات العباءات والجلابيب المغربية المميزة بأشكالها وألوانها وصناعات الأواني والأشكال الفخارية الملونة بزخارف تعبر عن تراث إسلامي قديم ممتزج بفنون شعبية.

ــ وفي كينيا: الصناعات الجلدية التي تعتمد على جلود وحيوانات طبيعية من البيشة المحلية وكذلك صناعات التماثيل والخشبية التي تطور اشكالاً الحيوانات وطيور البيئة المحلية وكذلك المحاربين من أبناء القبائل بأقنعتهم وأشكالهم المختلفة.

ــ وفي اليمن صناعة العقيق الطبيعي وهو متاح محلياً وتشكيلة في حلي ذات أشكال مختلفة كالعقود والأقراط وغير ذلك وصناعة الخناجر اليمنية والتي تعبر عن سمات الشخصية التاريخية للرجل اليمني.

ــ وفي جدة: صناعة الحلى الذهبية كالأساور والسلاسل ذات الطابع البدوي وصناعة زخرفة الأخشاب وصناعة السبح وخاصة المرجان الأسود التي تجمع ما بين تراث قديم وفنون شعبية حديثة.

وفي باكستان: الصناعات الخشبية حيث نجد المقاعد والموائد والمسائد المصنوعة مباشرة من كتل خشبية طبيعية متعددة الأنواع والأوان والمطمعة بالنحاس أو الفضة بأشكال دقيقة معبرة عن تراث إسلامي قديم وفنون شعبية مازالت سائدة.

ــ وفي إيران: صناعة السجاد اليدوي التي تمتد عبر التاريخ لأكثر من سبعة عشر قرناً وتعكس فنوناً قديمة من قبل عصر الإسلام وبعده .

فهذه المنتجات بمثابة إعلان صادق ودعاية حقيقة لتراثها الحضاري وحياتها الاجتماعية وثقافتها وفنونها الشعبية التشكيلة لذلك نجد أن هناك تطورات هامة والتي ينبغي تشكيلها في هذا المجال. وبالتالي نمو الطلب السياحي الدولي على المنتجات الحرفية السياحية خلال القرن العشرين :

أولاً- ظهور أنواع جديدة من المنتجات الحرفية السياحية التي لم تكن موجودة من قبل وهذه المنتجات الجديدة ظهرت استجابة لعدة عوامل من الرغبة دخل إضافي بالعملات الأجنبية من السائحين ومن أمثلة على ذلك الزهور الصناعية والتماثيل الزجاجية الصغيرة وأشكال الحيوانات المصنوعة من الخيوط السميكة في تايلاند. وهناك أمثلة أخرى المشغولات مطرزة وأشكال من الملابس القومية ونماذج مصغرة بلاستيكية أو من الجبس لأشكال المباني القديمة في البلدان المختلفة.

ثانياً - أدى ظهور سلع حرفية جديدة على النحو المذكور إلى تطور في حجم الإنتاج ثم حجم المشروع القائم في الصناعات القائمة. فظهرت صناعات متوسطة الحجم منتجة بتقنيات أقل تكثيفاً للعمل وتعمل على ترويج منتجاتها عن طريق وسطاء تجاريين .

ثالثاً- أدى ظهور مصنوعات حرفية غير مرتبطة بالضرورة بالثقافات العرقية أو بالتراث الحضاري للبلدان السياحية المضيفة من جهة، ودخول وسطاء تجاريين في عملية الترويج إلى قيام بعض البلدان بإنتاج هذه المنتجات السياحية على نطاق كبير والترويج لها على المستوى الدولي، ومثال ذلك ما تفعله الصين بإنتاج فوانيس رمضانية ذات تصميمات مبتكرة وسجاجيد للصلاة للمسلمين والثياب واغطية الرأس العربية وتسويقها وترويجها في أسواق البلدان الإسلامية والعربية.

هناك عدة عوامل تعمل معاً في تحديد إنفاق السائحين الأجانب على المنتجات الحرفية في البلدان المضيفة، وبالرغم من تعقد هذه العوامل وتشابكها إلا أنها يمكن تصنيعها في جانبين:

اولاً ـ عوامل جذب من جهة العرض الخاص بالمنتجات الحرفية السياحية وهذه العوامل هي التي تضفى على المنتجات الحرفية خصائص معينة تجعلها محل انظار السائحين واهتمامهم.

ثانياً - عوامل سلوكية من جهة السائحين الأجانب وهذه تختلف باختلاف الدوافع النفسية لدى هؤلاء السائحين وتحديد طبيعة ومدى قوة طلبهم على المنتجات الحرفية السياحية وتجتمع هذه العوامل من الجانبين لتحديد هيكل الطلب وحجمه وفوته من جهة السائحين الجانب على منتجات الصناعات الحرفية في البلدان النامية المضيفة ومن ثم حجم إنفاقهم على هذه المنتجات.