المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



سمو التعاليم الاسلامية وسهولتها  
  
3399   04:16 مساءاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج1,ص323-324
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / قضايا عامة /

اكتفى من الناس بأن يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا شهر رمضان ويحجوا البيت ويلتزموا باحكام الاسلام .

وكان قول هاتين الكلمتين لا إله إلا الله محمد رسول الله موجبا أن يكون لقائلهما ما للمسلمين وعليه مما عليهم على أي حال كان ولو قالهما والسيف على رأسه .

بعث بالمساواة في الحقوق بين جميع الخلق وإن أحد خير من أحد إلا بالتقوى وبالأخوة بين جميع المؤمنين : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] وبالكفاءة بينهم : المؤمنون بعضهم اكفاء بعض . المؤمنون تتكافؤ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وبالعفو العام عمن دخل في الاسلام ؛ الاسلام يجب ما قبله .

وسن شريعة باهرة وقانونا عادلا تلقاه عن الله تعالى وتلقاه عنه المسلمون وحفظوه في صدورهم وفي كتبهم ولم يختلفوا في لبه وجوهره وأجمعوا واتفقوا عليه وإن اختلفوا في بعض تفارعيه مع كون كل منهم يرى أنه يرجع في رأيه إلى الأصل المسلم بينهم ويرد تلك التفاريع إليه فكان هذا

القانون جامعا لأحكام عباداتهم معاملاتهم وما يحتاجونه في معاشهم ومعادهم فكان عباديا  اجتماعيا سياسيا اخلاقيا لا يشذ عنه شئ مما يمكن وقوعه في الكون ويحتاج إليه بنو آدم فما من واقعة تقع ولا حادثة تحدث الا ولها في الشريعة الاسلامية أصل مسلم عند المسلمين ترجع إليه وهذا مما امتازت به الشريعة الاسلامية ذلك لأنها خاتمة الشرائع وباقية إلى انقراض عمر الدنيا . ففي العبادات الطهارة ، والصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحج . وفي المعاملات والاجتماعيات : البيع ، والإجارة ، والمزارعة ، والمساقاة ، والهبة . وفي احكام هذه المذكورات حفظ نظام الاجتماع .

وفيها النكاح لبقاء النسل وقطع مادة الفساد ، والميراث ، والوصية والوقف لئلا يحرم المرء من منفعة ماله بعد موته ، والقضاء لرفع الخصام على قاعدة العدل وفي الأخلاقيات العشرة والآداب ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي السياسيات الجهاد لحفظ بيضة الاسلام والدفاع عن الوطن ، والسبق والرماية لتعليم فنون الحرب والجندية ، والحدود والديات لحفظ النفوس والأموال وقمع الجرائم . على أن العبادات في الدين الإسلامي لا تتمحض لمجرد العبادة ففيها منافع بدنية واجتماعية وسياسية فالطهارة تفيد النظافة ، وفي الصلاة رياضة البدن ، وفي صلاة الجماعة والحج فوائد اجتماعية وسياسية ظاهرة وفي الصوم فوائد صحية لا تنكر والإحاطة بفوائد الأحكام الإسلامية الظاهرة فضلا عن الخفية تتعسر أو تتعذر ، ولما في هذا الدين من محاسن وموافقة أحكامه للعقول وسهولتها وسماحتها ورفع الحرج فيه والاكتفاء باظهار الشهادتين ولما في تعاليمه من السمو والحزم والجد دخل الناس فيه أفواجا وقضى أهله على أعظم ممالك الأرض مملكة الأكاسرة ومملكة الروم واخترق شرق الأرض وغربها ودخل جميع أقاليمها وأقطارها ودانت به الأمم على اختلاف عناصرها ولغاتها . ولم يمض زمن قليل حتى أصبح هذا الرجل الذي فر من مكة مستخفيا وأصحابه يعذبون ويستذلون ويفتنون عن دينهم يعتصمون تارة بالخروج إلى الحبشة مستخفين واخرى بالخروج إلى المدينة متسللين يدخل مكة بأصحابه هؤلاء في عمرة القضاء ظاهرا على رغم جبابرة قريش لا يستطيعون دفعه ولا منعه ولم تمض إلا مدة قليلة حتى دخل مكة فاتحا لها مالكا رقاب أهلها فدخلوا في الاسلام طوعا وكرها وتوافدت عليه رؤساء العرب مقدمة طاعتها وسمت نفسه إلى مكاتبة ملوك الأرض كسرى وقيصر ومن دونهما ودعاهما إلى الإسلام أو الجزية وغزا

بلاد قيصر مع بعد الشقة وظهر دينه على الدين كله كما وعده ربه وفتح اتباعه ممالك الدنيا ولم يقم هذا الدين بالسيف والقهر كما يصوره من يريد الوقيعة فيه بل كما أمر الله تعالى : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] ؛ {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } [البقرة: 256] ولم يحارب أهل مكة وسائر العرب حتى حاربوه وأرادوا قتله واخرجوه وأقر أهل الأديان التي نزلت بها الكتب السماوية على أديانهم ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام واجبر الوثنيين على ذلك ولم يغز بلاد قيصر ليجبر على الإسلام كما مر .

ولم يكن تأخر اتباع هذا الدين وضعفهم ناشئا إلا عن عدم تمسكهم بتعاليم دينهم . ولم يكن فتح بلادهم و ممالكهم إلا لتهاونهم بما أمرهم به ربهم على لسان نبيهم(صلى الله عليه وآله) بقوله: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، وعدم فهمهم مغزى قوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ } [الحديد: 25].

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.