المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نبوخذ نصر الثاني Nebuchadnezzar
31-10-2016
انشاء بستان العنب وغرس الأشجار والعناية بها
2023-12-17
شموليّة الحقوق الإسلاميّة
13-02-2015
المبيدات الفطرية (مبيدات أيبوكسي كونازول Epoxiconazole 12.5%SC)
4-10-2016
عوامل (شرح الصدر) و (قسوة القلب)
5-4-2016
معنى كلمة ويل
29/11/2022


خلاصة كتاب الإمام محمد الجواد "ع"  
  
528   05:23 مساءً   التاريخ: 2024-12-07
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : الإمام محمد الجواد "ع" شبيه عيسى ويحيى وسليمان "ع"
الجزء والصفحة : ص384-395
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / قضايا عامة /

بحثنا في الفصل الأول : ظاهرة صِغَر السن في ثلاثة من الأنبياء هم سليمان وعيسى ويحيى ( عليهم السلام ) ، وثلاثة من الأئمة هم الجواد والهادي والمهدي ( عليهم السلام ) . وبَيَّنا أن صغر السن في قدرة الله تعالى لا يمنع من إعطاء النبوة والإمامة .

ثم أوردنا النصوص في تمهيد الأئمة ( عليهم السلام ) لتقبل إمامة صغير السن .

وعرضنا في الفصل الثاني : كيف خشع المؤمنون لله تعالى ، عندما رأوا الإمام الجواد ( عليه السلام ) وما أعطاه الله تعالى ، فقبلوا إمامته ، ولم يجرؤ خصومهم أن ينتقدوهم بعد أن أحضره المأمون وأمر كبار العلماء أن يسألوه ويمتحنوه فأفحمهم الإمام !

فقال لهم المأمون كما في مناقب آل أبي طالب ( 3 / 488 ) : ( ويحكم إني أعرف به منكم ، وإن أهل هذا البيت علمهم من الله ومواده وإلهامه فإن شئتم فامتحنوه ) !

( ويحكم ، إن أهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل ، وإن صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال . أما علمتم أن رسول الله افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين ، وقبل منه الإسلام وحكم له به ، ولم يَدْعُ أحداً في سنه غيره . وبايع الحسن والحسين وهما دون الست سنين ولم يبايع صبياً غيرهما ، أفلا تعلمون الآن ما اختص الله به هؤلاء القوم ، وأنهم ذرية بعضها من بعض ، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم ) . ( الإرشاد : 2 / 287 ) .

وقد انتشر ذلك في البلاد ، فتحدث الناس عن الجواد ( عليه السلام ) وافتخر بإمامته الفقهاء ، وأنشد فيه الشعراء ، وتوافد اليه الناس إلى مدينة جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

وبحثنا في الفصل الثالث : إعجاب المأمون بالإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وكيف عقد زواجه على ابنته أم الفضل ، بعد أن اعترف العباسيون بتميزه ، وأقام حفلاً تاريخياً لذلك ، ووزع الجوائز على رجال الدولة ، ونثرها على الحاضرين .

لكن الإمام الجواد ( عليه السلام ) لم يكن يحب حياة القصور ، فعاد إلى المدينة وعاش فيها ، وكان يحضر إلى بغداد لمناسبة واجبة ، أو إذا أحضره المأمون .

وبقي الإمام في المدينة وكبر وتزوج ورزق بأولاد ، ولم يزف زوجته بنت المأمون حتى صار عمره أكثر من عشرين سنة ! فأحضره المأمون وأمره أن يدخل بزوجته ، وهيؤوا له قصراً وزفوه فيه ، لكن لم يثبت عندنا أنه دخل بها !

قال الطبري ( 7 / 189 ) : ( ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائتين . . شَخَص المأمون من مدينة السلام لغزو الروم . . فلما صار المأمون بتكريت قدم عليه محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، من المدينة في صفر ليلة الجمعة من هذه السنة ولقيه بها ، فأجازه وأمره أن يدخل بابنته أم الفضل وكان زَوَّجَهَا منه ، فأدخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي على شاطئ دجلة . . ) .

وروى التاريخ محاولة ثانية لزفاف الإمام الجواد ( عليه السلام ) إلى عروسه أم الفضل قامت بها زبيدة سيدة القصور ! ولعلها كانت بعد الزفاف الرسمي بأمر المأمون ، وحتى لو كانت قبلها فهي تدل على أن الإمام ( عليه السلام ) كان يتعذر من الزواج ، ولا بد أن وضع بنت المأمون لايعجبه ، وقد تكون مريضة من صغرها بالمرض الذي عرف عنها في كبرها ، وهو ناصور في موضع حساس !

لكن الإمام الجواد ( عليه السلام ) كان يداري المأمون ، ليبقي علاقته جيدة معه ، ويشجعه على مواصلة إعلانه حقانية التشيع لعلي ( عليه السلام ) .

وكان المأمون يناظر الفقهاء والعلماء في ذلك ، وقد عقد أكبر مناظراته وأهمها مع أكثر من أربعين فقيهاً ومحدثاً ، وناظرهم من الصبح إلى الظهر ، وأفحمهم !

كان المأمون يريد بذلك إخضاع العباسيين وإثبات أنه أعلم من فقهاء الدولة ، ليقبلوا ابنه ولي عهده ويقبلوا التغييرات التي يريدها في مذهب الدولة الرسمي !

وخضع له العباسيون له في الظاهر ، وقبلوا منه ابنه العباس ولي عهد مع أنه كان ضعيفاً ، لكن ما إن مات المأمون حتى اتفق أخوه المعتصم مع قادة الجيش وخلع ابن أخيه وجلس مكانه ، ثم اتهمه بمحاولة قتله فحبسه ، وأمر بلعنه ، ثم قتله !

كما بينا في هذا الفصل الوجه الآخر للمأمون ، وأنه كان مستغرقاً في الشهوات ، وكان يبذر أموال المسلمين على اللهو .

ثم عقدنا الفصل الرابع : لحياة الإمام الجواد ( عليه السلام ) في عهد المعتصم ، فذكرنا ما عرف به المعتصم من الغيرة على المسلمين ، ثم كشفنا حقيقة شخصيته بشهادة المؤرخين ، وأنه كان مفرطاً في الشراب ، مفرطاً في سفك دماء المسلمين ، وأنه كان يغضب فلا يبالي ما فعل ولا من قتل !

وكان المعتصم معجباً بالإمام الجواد ( عليه السلام ) كأخيه المأمون ، وكان في خلافته يستشيره في القضايا الفقهية ويأخذ برأيه ، ويصدر الأمر إلى قضاة المسلمين بالعمل به . حتى عبأه قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد ضد الإمام ( عليه السلام ) وحذره بأنك إن عممت على الدولة الأخذ بفتواه وشطر من الأمة يقولون بإمامته ، فستزداد شعبيته ، وقد يثور عليك في أي لحظة !

فقرر المعتصم أن يقتل الإمام ( عليه السلام ) فأحضره من المدينة ، ودبر شهادات زور ضده بأنه يهيئ للثورة عليه ، فظهرت للإمام ( عليه السلام ) معجزة ، وفشلت محاولة المعتصم .

ثم حاول المعتصم سم الإمام ( عليه السلام ) مرات ، حتى قتله ، صلوات الله عليه .

وفي الفصل الخامس : فصلنا أحداث شهادة الإمام ( عليه السلام ) ، وسبب حسد ابن أبي دؤاد له ، ودفعه المعتصم إلى قتله ، ومحاولات المعتصم المتكررة لسمه .

وذكرنا أن بنت المأمون كانت كالمجبرة على الزواج من الإمام ( عليه السلام ) وكانت تدعو على أبيها لأنه زوجها ( ساحراً ) يعرف عنها كل شئ حسب تعبيرها !

فاستجابت لتحريك أخيها جعفر ، ووعود عمها المعتصم ، وقامت بسم زوجها ( عليه السلام ) ! لكنها سرعان ما ندمت وكانت تبكي وتصيح توبيخاً لنفسها !

وبحثنا الأماكن التي سكن فيها الإمام ( عليه السلام ) في بغداد ، وأنه لم يعش في قصور الخلافة في زمن المعتصم ، بل كان له بيت قرب قنطرة البردان ، في أول رحبة أسوار بن ميمون ، وأنه تمرض مدة قبل موته وتوفي في منزله ، وصلى عليه قرب منزله الواثق بن المعتصم وولي عهده ، وقد شُيِّعَ ودفن عند جده الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) .

كما أوردنا نصوص وصية الإمام الجواد لابنه الإمام الهادي ( عليهما السلام ) ، وأن الشيعة اجتمعوا على إمامةالهادي وعمره سبع سنوات كما اجتمعوا على إمامة أبيه ( عليهما السلام ) .

وقام المعتصم بفرض الإقامة الجبرية على الإمام الهادي ( عليه السلام ) في المدينة وهو في سن السابعة ، وعين له معلماً ليقول بذلك للناس إنه طفل يجب تعليمه .

روى المسعودي في دلائل الإمامة / 230 ، عن محمد بن سعيد ، قال : ( قدم عمر بن الفرج الرخجي المدينة حاجاً بعد مضي أبي جعفر الجواد ( عليه السلام ) ، فأحضر جماعة من أهل المدينة والمخالفين المعادين لأهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لهم : أُبْغُوا لي رجلاً من أهل الأدب والقرآن والعلم ، لا يوالي أهل هذا البيت ، لأضمه إلى هذا الغلام وأُوكله بتعليمه ، وأتقدم إليه بأن يمنع منه الرافضة الذين يقصدونه .

فأسموا له رجلاً من أهل الأدب يكنَّى أبا عبد الله ويعرف بالجنيدي ، وكان متقدماً عند أهل المدينة في الأدب والفهم ، ظاهر الغضب والعداوة ( لأهل البيت ) !

فأحضره عمر بن الفرج ، وأسنى له الجاري من مال السلطان ، وتقدم إليه بما أراد ، وعرفه أن السلطان ( المعتصم ) أمره باختيار مثله ، وتوكيله بهذا الغلام .

قال : فكان الجنيدي يلزم أبا الحسن ( عليه السلام ) في القصر بصرياً ( أي في البيت في مزرعة صريا بضاحية المدينة ) فإذا كان الليل أغلق الباب وأقفله ، وأخذ المفاتيح إليه !

فمكث على هذا مدة وانقطعت الشيعة عنه وعن الاستماع منه ، والقراءة عليه .

ثم إني لقيته في يوم جمعة فسلمت عليه وقلت له : ما حال هذا الغلام الهاشمي الذي تؤدبه ؟ فقال منكراً عليَّ : تقول الغلام ، ولا تقول الشيخ الهاشمي ! أُنشدك الله هل تعلم بالمدينة أعلم مني ؟ قلت : لا . قال : فإني والله أذكر له الحزب من الأدب ، أظن أني قد بالغت فيه ، فيملي عليَّ بما فيه أستفيده منه ، ويظن الناس أني أُعلمه وأنا والله أتعلم منه ! قال : فتجاوزت عن كلامه هذا كأني ما سمعته منه ، ثم لقيته بعد ذلك فسلمت عليه وسألته عن خبره وحاله ، ثم قلت : ما حال الفتى الهاشمي ؟ فقال لي : دع هذا القول عنك ، هذا والله خير أهل الأرض ، وأفضل من خلق الله تعالى ، وإنه لربما همَّ بالدخول فأقول له : تنظر حتى تقرأ عشرك فيقول لي : أي السور تحب أن أقرأها ؟ وأنا أذكر له من السور الطوال ما لم يبلغ إليه ، فيهذُّهَا بقراءة لم أسمع أصح منها من أحد قط ، بأطيب من مزامير داود النبي ( عليه السلام ) التي بها من قراءته يضرب المثل .

قال ثم قال : هذا مات أبوه بالعراق وهو صغير بالمدينة ، ونشأ بين هذه الجواري السود ، فمن أين علم هذا ؟ قال : ثم ما مرت به الأيام والليالي حتى لقيته فوجدته قد قال بإمامته وعرف الحق وقال به ) !

أما الفصل السادس المختصر : فعقدناه لتاريخ الخليفة الواثق ، الذي صلى على الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وسميناه الخليفة الذي طبخ نفسه في التنور ، وهو كلام حقيقي لأنه كان مفرطاً في الأكل والخمر والجنس ، وأصيب بمرض استسقاء المعدة ، فوصفوا له تنشيف بدنه بالتنور ، فجلس فيه وأحبه ، فخرجت في بدنه فقاعات كبيرة ، وأمرهم أن يردوه اليه : ( فأجلسه الأطباء ، فلما وجد روح الهواء اشتد به الوجع والألم ، وأقبل يصيح ويخور خَوَرَان الثور ويقول : رُدُّوني إلى التنور فإني إن لم أُرَدَّ مُتُّ ! فاجتمع نساؤه وخواصه لما رأوا ما به من شدة الألم والوجع وكثرة الصياح ، فرجوا أن يكون فرجه في أن يرد إلى التنور ، فردُّوه إلى التنور ، فلما وجد مس النار سكن صياحه ، وتقطرت النفاخات التي كانت خرجت ببدنه وخمدت ، وبرد في جوف التنور فأخرج من التنور وقد احترق وصار أسود كالفحم ، فلم تمض ساعة حتى قضى ) ! ( المنتظم لابن الجوزي : 11 / 187 ) .

وعقدنا الفصل السابع : لترجمة الشخصيات الحكومية التي عاصرت الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، لأن الضد يُظهر حسنه الضد ، ولأن ذلك يعطي القارئ صورة عن عصره ( عليه السلام ) ، وعن جهاز الخلافة وأجواء الخليفة ، الذي أحاطه الرواة والعوام بهالة كاذبة من القيم الإسلامية والفضائل ، مع أن واقعه أنه أقل مستوىً من ملوك الحكم المعاصرين ، وشيوخه الفاسدين !

وقد ترجمنا لاثنين توليا منصب قاضي القضاة ، وهو أكبر منصب ديني في الخلافة وهما يحيى بن أكثم وأحمد بن أبي دؤاد . ثم ترجمنا لزبيدة سيدة قصور الخلافة التي قتل المأمون ابنها ، فهنأته بالخلافة وقالت له خسرت ولداً وربحت ولداً ، فأبقاها على مكانتها ومخصصاتها ، وقد حسب بعضهم أن أم جعفر التي ورد ذكرها في سيرة الجواد ( عليه السلام ) هي أخت المأمون ، ورجحنا أنها أم جعفر زبيدة .

وترجمنا لعمر بن الفرج الرخجي وزير المعتصم والواثق والمتوكل ، وهو مبغض لأهل البيت ( عليهم السلام ) . ثم لأخيه المؤمن الثقة محمد بن الفرج الرخجي رضي الله عنه .

وكان الفصل الثامن : لإلقاء أضواء على إدارة الإمام الجواد ( عليه السلام ) لشيعته في البلاد الإسلامية ، مباشرة وبواسطة وكلائه ، ومراسلاته ، وبواسطة علماء المناطق . وأوردنا نماذج من ذلك ، ومن توجيهاته للشيعة .

وفي الفصل التاسع : أوردنا نماذج من علم الإمام الجواد ( عليه السلام ) في توحيد الله تعالى ، والنبوة والإمامة ، وفضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وأحاديثه الطبية ، وقصار كلماته ( عليه السلام ) .

وترجمنا في الفصل العاشر : لبعض كبار تلاميذ الإمام الجواد ( عليه السلام ) وأصحابه كعثمان بن سعيد العمري ، واللغوي النابغة ابن السكيت ، والشاعر أبي تمام الطائي ، وأبي الصلت الهروي ، وداود بن القاسم الجعفري ، وعبد الهظيم الحسني ، والفضل بن شاذان ، ومحمد بن خالد البرقي . رضوان الله عليهم .

وعقدنا الفصل الحادي عشر : لبيان عقيدة المعصوم ( عليه السلام ) بربه عز وجل ، وكيفية عبوديته له ، وبرنامجه العبادي اليومي ، وذكرنا نماذج من أدعية الجواد ( عليه السلام ) .

وأوردنا في الفصل الثاني عشر : بعض معجزات الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وختمنا بذكر مشهد الجوادين ، أو الكاظمين ( عليهما السلام ) . وبخلاصة للكتاب . .

 

قصيدة باب المراد في مدح الإمام الجواد ( عليه السلام )

هو الجوادُ بالوجود الساري * وجودُه مظهرُ جودِ الباري

وبابُ أبوابِ المراد بابُهُ * والحرزُ من كلِّ البَلا حِجابهُ

كهفُ الورى وغوثُ كل ملتجِي * في الضيق والشدةِ بابُ الفرجِ

عينُ الرضا لا بد منها فيهِ * فهو إذاً سرُّ الرضا أبيهِ

بل هوَ كالكاظمِ في مراتبهْ * فإن كظمَ الغيظِ جودُ صاحبهْ

يُمثِّلُ الصادقَ فيما وعدا * إذْ صادقُ الوعد جوادٌ أبدا

يمثِّلُ الباقرَ في المكارم * فإن نشرَ العلم جودُ العالمِ

يُمَثِّلُ السجادُ في فضائلِهْ * فإنَّ بذلَ الجهدِ جودُ باذلِهْ

قضى شهيداً فهو في شبابهِ * دُسِّ إليه السمَّ في شرابهِ

قضى بعيد الدار عن بلادهِ * وعن عيالهِ وعن أولادهِ

تبكي على غربته الأملاكُ * تنوح في صريرها الأفلاكُ

تبكيه حزناً أعين النجومِ * تلعنُ قاتليهِ بالرجومِ

تعساً وبؤساً لابنة المأمونِ * من غدرها لحقدها المكنونِ

فإنها سرُّ أبيها الغادرْ * مشتقةٌ من أسوإِ المصادرْ

قد نال منها من عظائم المحنْ * ما ليس يُنسى ذكره مدى الزمنْ

حتى إذا تمَّ لها الشقاءُ * أتت بما اسْوَدَّ به الفضاءُ

سمتهُ غيلةً بأمر المعتصمْ * والحقدُ داءٌ هو يُعمي ويُصِمْ

ويلٌ لها مما جنت يداها * وفي شقاها اتبعت أباها

بل هي أشقى منه إذ ما عرفت * حقَّ وليِّهَا ولا به وَفَتْ

ولا تحنَّنَتْ على شبابهْ * ولا تعطفت على اغترابهْ

تبَّتْ يداها ويدا أبيها * مصيبةٌ جلَّ العزاءُ فيها

( مقتطف من الأنوار القدسية لآية الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني ( قدس سره ) / 102 )

على باب الجواد أنختُ ركبي

سموتَ وأنت سرٌّ في اعتقادي * بمنزلة الشغاف من الفؤاد

تجلى نورُك الألقُ اتِّقاداً * فغطَّى كل نور واتِّقادِ

تؤُمُّ ضريحك الأرجَ المندى * وفودُ الله من حَضَرٍ وَبَادِ

فيعمرُ بالصلاة وبالتَّناجي * ويزهرُ بالدعاء وبالسُّهاد

كأنَّ المسكَ ضَمَّخَ جانبيهِ * بأشذاءِ الروائح والغوادي

أبا الهادي سلام الله يسري * على تاريخك النَّضِرِ المُعاد

فأنت العروة الوثقى بحقٍّ * وحِصْنُ الله في الكُرَب الشِّدَاد

وبابٌ للحوائج جئتُ أسعى * اليه فطابُ لي نيلُ المراد

على باب الجواد أنختُ ركبي * فإن الفتحُ في باب الجواد

ولا عجب فقد قالوا قديماً * وفدت على الكريم بغير زاد

شبيه يحيى وعيسى في إمامتهً

فتى الرضا . . لا حُرمنا منك مكتسباً * وأنت في الله ما أعطى وما وهبا

زوروا الجواد وأُمُّوا قدسَ ساحته * فكل فخرٍ إلى أمجاده انتسبا

شبيهُ يحيى وعيسى في إمامته * من يقرأ الذكرَ يقرأْ آيَهُ عَجَبا

ويانزيلاً على بغداد محتضناً * في الكاظمية جداً خاشعاً رهِبَا

موسى بن جعفرِ من جلَّت مواقفُه * ومن تحدى من الطغيان مؤتَشِبا

شربتُ حبكمُ طفلاً وخامرني * فتى . . وذا الشيبُ في رأسي قد التهبا

فأنتم الآيةُ العظمى التي نطقت * بالمعجزات . . وكلُّ الكائناتِ هبا

الواقفونَ على الأعرافِ تكرمةً * والحاملون لواءَ الحمد منتصِبا

غداً شفاعتُكم تُرجى . . ورحمتُكم * تجري لتنقذ هذا المذنب الثَّرِبا

واليومَ يأمل أن يُشْفَى على يدكم * ومن أتى البحرَ حازَ اللؤلؤَ الرَّطِبا ) .

( من قصيدتين للدكتور محمد حسين الصغير / الإمام محمد الجواد ( عليه السلام ) / 270 ).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.