أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2020
994
التاريخ: 1-6-2022
1429
التاريخ: 2024-11-07
263
التاريخ: 8-11-2020
1266
|
للوطن العربي تاريخ حضاري يمتد في عمق التاريخ إلى آلاف السنين، ففي العصر الجليدي الرابع 120 ألف سنة - 10 آلاف سنة قبل الميلاد انحدر من شبه الجزيرة العربية أقوام عربية، استوطنوا في الألف التاسعة قبل الميلاد اثر الجفاف الذي حل ببلادهم وانحدروا بعد ذلك إلى جنوب العراق في الألف الخامسة قبل الميلاد. حيث أسسوا أقدم وأعظم الإمبراطوريات في تلك الفترة، لذلك فالعالم مدين لهم بتأسيسهم أقدم حضارة نهرية تعتمد على الزراعة والري على وجه البسيطة، وأن تاريخ وادي الرافدين أن هو إلا تاريخ العالم بأسره. وكانت تلك الحضارات متمثلة بحضارة الاكديين والبابليين والاشوريين والاراميين والكنعانيين. كما كانت ابرز الحضارات العربية التي ازدهرت على نهر الفرات حضارة ( تل حلف ) في منابع نهري البليخ والخابور، ثم حضارة العموريين في (ماري) وفي منطقة بالغوز، والتي ترجع إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد ثم حضارة حمدة نصر في العراق إلى سنة 3200 ق.م، وكانت لها اتصالات واسعة امتدت من جهة إلى وادي النيل ومن وجهة أخرى إلى وادي السند.
وكانت كلا من اليمن وعدن مأهولتين بالسكان منذ العصر الحجري الحديث 7-5 آلاف سنة ق.م، وقد هاجر قسم منهم إلى عمان والخليج العربي وهاجر قسم آخر عن طريق باب المندب إلى الصومال وهاجر فريق آخر عن طريق مارب ونجران إلى شبه جزيرة سيناء وفلسطين والأردن، مما يثبت تواصل العرب وحضارتهم على امتداد الوطن العربي منذ آلاف السنين. وليس مبتدئا منذ الفتوحات الإسلامية كما يشير بعض الكتاب.
ويستمد الوطن العربي أهميته التاريخية من ظهور الزراعة في أرجائه الأول مرة في تاريخ البشرية، ففيه زرع القمح وصنع الخبز عماد غذاء الإنسان ولأول مرة كذلك. وقد أدى ابتكار زراعة الغلال في الوطن العربي إلى الاستقرار والذي أدى إلى ايجاد استيطان حضري مستقر لأول مرة في العالم.
وقد علم العرب العالم الكتابة لأول مرة : إذ اهتدى العراقيون إلى اختراع الكتابة، ففي منتصف عصر الوركاء (3500-3200 ق.م) بدأت الكتابة في أول أمرها بسيطة مبدؤها تدوين الأشياء المادية المألوفة برسم صورها وهذا ما يدعى (بالكتابة الصورية) ثم تطورت الصور وصارت علامات مختصرة تنتهي بما يشبه المثلثات أو المسامير ولذلك سميت بالكتابة المسمارية وصارت تستعمل بهيئة مقاطع صوتية لكتابة الكلمات والجمل بعد تقطيعها إلى مقاطعها المسمارية. وقد اشتق عن الخط المسماري الخط الاكدي والبابلي والاشوري، ثم أخذ من الخط الأكدي الخط الحوري والحني في حدود الألف الثاني قبل الميلاد. وظل الخط المسماري معروفا في العراق حتى بداية التاريخ الميلادي وقد بدأ قبل هذا التاريخ بعدة قرون الخط الارامي المكتوب بحروف هجائية يحل محله لسهولة تعلمه وقلة الحروف الموجودة فيه ولانتشار اللغة الآرامية في التجارة والمراسلات. وقد حمل الآراميون فيما بعد الحروف الهجائية من سواحل البحر المتوسط شرقا إلى آسيا حتى الهند. وهكذا تغلبت الكتابة بالحروف الأبجدية على الكتابة بالمقاطع المسمارية.
وكانت حضارة وادي النيل جانب آخر تمثل في إبداعات العرب الحضارية حيث تمتد بداية القصة عن حضارة وادي النيل إلى فجر الحياة البشرية في هذه الكرة الأرضية. إذ بدأ الاستيطان الأول في وادي النيل منذ أقدم عصور ما قبل فجر التاريخ العصور الحجرية القديمة فازدهرت الحضارة منذ سبعة آلاف سنة في الجزء الأدنى من وادي النيل. وفي العصر الحجري المعدني (الذي سمي بعصر فجر الحضارة) تم توطيد الحياة المستقرة، واتساع الزراعة والري ومعرفة التعدين وصنع الأدوات ولا سيما من النحاس، وعرف صناعة السفن من البردي.
وأثبتت البحوث وجود صلات حضارية بين مصر والعراق في العهد الجزري وفي عهد السلالات الأولى، وأنهم رجحوا تأثر المصريين القدماء في الخط المسماري الصوري، الذي كان الحافز على إيجاد الخط الهيروغليفي. وهذا ما يعزز التواصل بين العرب على امتداد الوطن العربي.
وفي عصر الأهرام السلالة الثالثة وحتى السادسة 2780 ق.م 2270 (ق.م) حيث بنيت الأهرامات الضخمة التي بدأ بنائها في السلالة الرابعة، والتي استخدمت لاحتواء قبور الملوك والملكات وقد مثل عهدها ازدهار الحضارة المصرية وعنفوانها وعهد نضجها. حيث أبدعوا في الطريقة الهندسية التي استخدموها في تربيع قاعدة الهرم وجعلها مربعاً صحيحاً ذا زوايا قائمة مضبوطة و في قطع الحجارة والأدوات النحاسية المستخدمة في ذلك مثل الأزاميل والمناشير والأوتاد وضع البرونز تقوية النحاس بالقصدير وفي نقل الحجارة الكبيرة والكثيرة العدد. ومن المنجزات الحضارية للتاريخ المصري الأخرى المكاييل والموازين والمقاييس والهندسة المعمارية والصياغة والغزل والنسيج والمعرفة الحسابية واختراع التقويم.
واستكمالا للنضج الحضاري فأن اللغة العربية كانت لها شأن في حياة العرب حتى قبل الإسلام، فهي تملك ثروة من الكلمات أغنى وأوسع من حدود الحاجة العلمية والذي يتناول بالدراسة التركيب اللغوي والأصول الحدسية والاشتقاقات المنطقية للكلمات والمعاني يدرك حقا بأن الأمة العربية قد عبرت عن عبقريتها في لسانها خلال هذه المرحلة.
وعندما هبط الوحي على الرسول الكريم محمد (ص) وبشر بالإسلام، فأن هذا الدين حقق من خلال هذه الثورة الروحية المتمثلة به شخصية العرب وأعطى لثقافته العربية معنى الحضارة الإنسانية.
وفي هذه المرحلة الجديدة أصبح العالم كله لا بل الكون وكل مـا هـو منظور وغير منظور مسرحا لنشاط الإنسان العربي ولتطبيق القيم الجديدة التي ظهرت في الحياة العربية.
فالإسلام تجربة عميقة خلقت العرب خلقا جديدا، وفتحت عقولهم على مجاهل العالم فراودوا ميادينها المختلفة وحققوا مساهمات أصيلة في تطوير الفلسفة والعلوم والفن والتشريع والعمران. كما فتحت نفوسهم على قيم الحياة الروحية وعلى الشعور بالرسالة والارتفاع إلى مستوى تحقيقها.
لقد اكتمل تكوين الأمة العربية في نهاية القرن الهجري الأول في ظل العقيدة الإسلامية، فأصبح للعرب مقوم اللغة الواحدة، والوطن الواحد، ومفهوم التاريخ والواحد، ومقوم العقيدة الواحدة والمصالح والتوجهات الواحدة وعاشت الأمة العربية في كنف الدولة العربية الإسلامية. وقد حكمت مفاهيم هذه الدائرة المشاعر العربية والنزوع القومي العربي وحددت علاقاتها بالشعوب والأمم الأخرى.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|