المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13859 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

صدق الرواة واصطناع الأشعار
22-03-2015
اسباب زوال الحكم الاموي
16-11-2016
من عظم صغار المصائب
12-3-2021
صب الماء على القبر من جوانبه الأربع.
21-1-2016
معامل امتصاص الغاز absorption coefficient, gas
16-9-2017
المواقد Burners
6-10-2016


دهن لبن الأبقار  
  
141   11:04 صباحاً   التاريخ: 2024-10-24
المؤلف : د. محمد خيري محمد ابراهيم
الكتاب أو المصدر : تربية وتغذية ورعاية الماشية لإنتاج (اللبن – لبن ولحم – اللحم)
الجزء والصفحة : ج 1 ص 661-671
القسم : الزراعة / الانتاج الحيواني / الابقار والجاموس / الابقار /

دهن لبن الأبقار

تمدنا الأبقار المتخصصة في دهن اللبن بنسبة محددة من الدهن، وهذه الصفة تورث من الآباء إلى الأبناء، ومن الأنواع الهامة في هذا الإنتاج الجرسي والجرنسي. وقد ذكر E.Petric (1964) من دراسة لعدد 3000 بقرة من أبقار الفريزيان ووجدان أن زيادة الإدرار لكل 100 كجم لبن يؤدى إلى انخفاض في نسبة الدهن بمقدار 0.1٪، ولكن يوجد بين مختلف أنواع الأبقار كثير من الحيوانات التي تدر إدرارا عاليا مع نسبة دهن جيدة، وبعض هذه الحيوانات تعتبر قياسية بالنسبة لحجم الإدرار وكذلك نسبة الدهن ويمكن أن نلاحظ هذه الحالة بين أبقار النوع جرسي والنوع جرنسي.

ومع ارتفاع كمية الدهن في اللبن يزداد محتواه من العناصر الأخرى مثل البروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات، وأن ارتفاع نسبة الدهن في لبن الماشية علاوة أنها صفة وراثية توارثتها البقرة من آبائها فإن للتغذية والرعاية دورًا في إبراز هذه الصفة وارتفاع النسبة. وقد ثبت نجاح استخدام أسلوب التربية من حيث الانتخاب والتزاوج باستخدام تربية الأقارب والخلط بين الأنواع عالية نسبة الدهن في اللبن.

تأثير تغذية ورعاية الأبقار على نسبة الدهن في اللبن:

تؤدى عدم كفاية التغذية للأبقار أو تعرضها للجوع إلى انخفاض إدرارها من اللبن وفي أغلب الحالات انخفاض نسبة الدهن أيضًا.. وقد اتضح أن أبقار الايست فريزيان التي تتعرض لفترة تغذية غير كافية يحدث لها انخفاض واضح في كمية اللبن وتقل كمية الدهن في اللبن بنسبة تصل إلى 1.5-2٪، وقد استعادت الأبقار درجة امتلاء الجسم بعد تحسين التغذية وارتفعت كمية اللبن بما يوازى من 4 - 5 لتر إلى 18-20 لترا، وتزداد نسبة الدهن بالمعدل المعروف لنسبة الدهن لهذا النوع. وقد لوحظ على أبقار الايست فريزيان عند تعرضها لنقص في التغذية كان متوسط الإدرار لهذه الأبقار في أول موسم 1461 كجم لبن بنسبة دهن 3.22 %، وبعد 4-5 سنوات في ظل التغذية العادية كان متوسط الإدرار 4984 كجم لبن بنسبة دهن 3.39 % هذا مع العلم أن جميع الأبقار غير متساوية في تأثير نقص التغذية على إدرارها ونسبة الدهن في اللبن.

وقد أثبتت أبحاث كثير من الدارسين في هذا المجال أن التغذية الكاملة وذات القيمة الغذائية العالية في خلال مواسم الإدرار، وكذلك التغذية الجيدة قبل الولادة ترفع من نسبة الدهن، وأن النقص في التغذية يؤدى إلى خفض هذه النسبة، وفي حالة النقص في التغذية لفترة قصيرة ارتفعت نسبة الدهن في حالات معينة.

ومن التجارب التي أجريت لدراسة تأثير مواد غذائية معينة مثل البروتينات والدهون والكربوايدرات والأملاح المعدنية والفيتامينات على نسبة الدهن في اللبن أوضحت أن زيادة البروتين في العليقة إلى حد معين له تأثير إيجابي على نسبة الدهن بينما نقص البروتين يؤدى إلى خفض هذه النسبة، وعلاوة على ذلك اتضح أن الزيادة المرتفعة في التغذية على البروتينات لم تفسر عن نتائج، وأنه من الضروري توفر كمية من البروتين في عليقة الأبقار أو إدخال الكسب في عليقة الأبقار أو استبعاده منها يؤثر بصورة ملحوظة على نسبة الدهن في اللبن واتضح أنه مع زيادة البروتين بكميات زائدة في العليقة وعدم كفاية العليقة في الكربوايدرات كما يحدث هذا في الربيع عند رعى الحيوانات في المرعى يلاحظ انخفاض نسبة الدهن في اللبن، ويمكن تجنب هذا النقص في المكونات الغذائية بتقديم عليقة إضافية غنية في الكربوايدرات والألياف.

وإن انخفاض كمية الدريس واستبدالها بأغذية المركزات كما ذكر D. Baltcha, C. Bartelet (19541) أدى إلى الانخفاض الكبير في نسبة الدهن، وأصبح من الطبيعي القول ان الدهن الموجود في العلايق لابد أن ينتقل إلى دهن اللبن أو يستخدم كمادة أساسية لأجل تكوينه. وقد أجريت تجربة بهذا الخصوص وأوضحت أنه إذا احتوت العليقة على كمية قليلة من الدهن فإن هذا لا يؤثر تأثيرًا واضحا على مكونات اللبن. وفى هذه الحالات عندما تحتوي العليقة على كثير من الدهن أو إذا أضيف الدهن إلى العليقة يؤدى هذا إلى خلل في الهضم وينخفض إنتاج اللبن.

وحيث أن الأغذية الخشنة والغضة تعتبر أساسية والأكثر ملائمة لأجل الماشية فإن دراستها تعتبر ذات أهمية عملية حيث أن الكتلة الأساسية للمواد الغذائية للعلايق الخشنة والغضة تتكون من الكربوايدرات أي السكر والنشا والألياف التي اتضح من الدراسات الأخيرة الفسيولوجية والكيميائية الحيوية أنها تعتبر مصدرًا أساسيا لتكوين دهن اللبن. وأن العليقة الكربوايدراتية في الجسم تحت تأثير الانزيمات تتحول إلى الصورة البسيطة للكربوايدرات التي منها في البداية تتكون الأحماض الدهنية (حامض الخليك واللاكتيك والبروبيونيك) ثم من هذه الأحماض يتكون دهن اللبن. وإن تمثيل الحامض يتم بطريق غير مباشر في الضرع كما تم في القناة الهضمية. وقد ذكرت A. D. Sinechinkova (1957) أن إدخال خلات البوتاسيوم الحامضية في أمعاء البقرة من خلال فستيولا أدى إلى ارتفاع كمية الدهن في اللبن، ولذلك بعض العلايق التي تحتوي على كمية كبيرة من الكربوايدرات سهلة الهضم يمكن إدخالها ضمن المواد التي تؤدى إلى زيادة الدهن في اللبن وينتمي إلى هذه العلايق بنجر السكر الذي يقدم للأبقار بمعدل 2 كجم لكل واحد كجم لبن (الزيادة من 0.4 - 0.5) لزيادة نسبة الدهن. كذلك تستخدم أغذية أخرى كربوايدراتية مثل البطاطا وبنجر العلف وهذه الأغذية تزيد من كمية الدهن في اللبن ولكن تأثيرها ضعيف، وقد أظهرت الحشائش الخضراء الصغيرة العمر تأثيرها المجدي على كمية دهن اللبن وخاصة إذا احتوت هذه الحشائش الخضراء على كثير من النباتات البقولية، ولكن وجود كمية كبيرة من الكربوايدرات في العليقة سهلة الهضم يؤدى إلى زيادة نسبة الدهن في اللبن كما يؤدى إلى خفض نسبة الدهن احتواء العليقة على البروتين والأملاح المعدنية والسيلاج عالي الحموضة. ولذلك إذا كانت حموضة السيلاج عالية جدا لابد معادلته بالطباشير المجروش قبل 8 - 12 ساعة من موعد التغذية وتضاف إلى كل كيلو جرام سيلاج وتبعا لحالة الحموضة من 3 - 10 جرام طباشير. كما يؤدى إلى انخفاض نسبة الدهن احتواء العليقة الجافة غير الكافية على أغذية رطبة مثل كرنب العلف ولفت العلف.

وقد أجريت عديد من التجارب في الماضي بهدف إيجاد المواد التي تساعد على تمثيل الغذاء والتي تدخل في جسم الأبقار وتزيد من دهن اللبن، ومن هذه المواد الأوكسي توكسين Oxytoxin (هرمون الفص الخلفي للغدة النخامية) والثيروكسين Thyroxine (هرمون الغدة الدرقية)، وكذلك اليود في صورة يوديد بوتاسيوم أو الكازين.

ومن دراسات لكثير من الباحثين مثل بارتيليت ورولاند 1948، ثورن وريختير 1948، وتوماس ومور 1953 ، وماينارد 1952 ، وكاي 1954 وغيرهم اتضح تأثير التحضيرات السابقة على زيادة دهن اللبن لبعض الوقت وأحيانًا يكون تأثيرها قوى ولكن في نفس الوقت زادت إلى تقوية وظيفة التمثيل الغذائي في الجسم وخفضت من درجة امتلاء الجسم وهذا يدل على عدم إمكانية إطالة استخدام هذه التحضيرات.

وتؤدى عدم كفاية المواد المعدنية مثل الكالسيوم والفوسفور والمواد الأخرى مثل العناصر المعدنية الدقيقة (الكوبلت واليود والنحاس وخلافه) إلى تحطيم الحياة الطبيعية للفرد وكذلك تخفيض نسبة الدهن (A.C. Sabolar 1957).

ويؤثر نظام رعاية الأبقار الحلابة من حيث درجة الحرارة الجوية ورطوبة الهواء وعدد مرات الإدرار اليومية وبعض العوامل الأخرى على كمية الدهن في اللبن. وقد ثبتت أهمية ممارسة رياضة المشي المنتظمة لمدة طويلة وتأثيرها على نسبة الدهن في اللبن وكذلك الرعي في المرعى عند تحسن الظروف المناخية لأن ارتفاع درجة حرارة الهواء يخفض نسبة دهن اللبن ولكن الجو البارد يزيد من نسبته.

وقد أمكن دراسة تأثير درجة الحرارة الجوية على 43 ألف بقرة هولندية وأبقار الايرشير والجرسي والجرنسي واتضح أن أقل نسبة دهن في اللبن تلاحظ في الأشهر الحارة من السنة مايو ويونيه ويوليه وأغسطس - وأكبر نسبة دهن في اللبن في الشتاء البارد في ديسمبر ويناير. وقد أثبتت تجربة صممت لأجل دراسة هذا الموضوع واتضح أن أعلى نسبة دهن في اللبن لوحظت عندما تكون درجة الحرارة الجوية في حدود من 10 - 16 م وأن زيادة عدد مرات الحليب وإثارة الضرع في وقت الحليب عن طريق المساج للضرع بماء دافئ أو بارد أثناء تنظيفه يؤدى إلى إتمام حلابة الضرع وزيادة نسبة الدهن في اللبن، وأن النجاح في استخدام نوعية من الأغذية ونظام التغذية والرعاية يمكن أن يؤدى إلى المحافظة على دهن اللبن في مستوى عالي.

وقد أجرى Zelner (1963) تجارب لتغذية الحيوانات عن طريق فستيولا ولاحظ تأثير إضافة خلات أمونيوم Amonium acetate 300-200 جرام على نشاط عمليات الهضم وخاصة الزيادة الواضحة في هضم البروتين والدهن الخام وامتصاص الكالسيوم والفوسفور. وقد أجرى تجارب عمل فستيولا على 15 بقرة، 15 بقرة للمقارنة بدون عمل فستيولا، ووضعت الحيوانات تحت الملاحظة لمدة شهر واتضح أنه مع إضافة 215 جم من خلات أمونيوم يوميا إلى العليقة لعمل اتزان في هضم البروتين زاد الإدرار اليومي بنسبة 12 %، وزادت نسبة الدهن من 3.25 إلى 3.97٪، كما زاد الصافي الكلى لدهن اللبن في اليوم من 345 إلى 444 جم، بينما إدرار مجموعة المقارنة زاد فقط بنسبة 2.7٪ ونسبة الدهن في اللبن من 3.49 إلى 3.59٪، وزاد التصافي الكلي لدهن اللبن في اليوم من 384 إلى 405 جم ويبدو أن هذه العليقة المضافة تعتبر وسيلة مؤثرة لزيادة كفاءة التمثيل الغذائي ليس فقط في نشاط عمليات الهضم ولكن أيضًا في زيادة الإدرار ودهن اللبن وقد ذكرت ايفانوفا (1957) عن تأثير درجة الحرارة الجوية على نسبة الدهن في اللبن وأجرت دراسة على 76 من الأبقار ربيت في جو حظيرة بارد وكانت نسبة الدهن في اللبن 3.89 ٪، وفى المقابل وضعت 87 من الأبقار المعاصرة لها في الظروف الجوية العادية للمقارنة وكانت نسبة الدهن في لبن هذه الأبقار 3.68 %. ويمكن القول ان انخفاض درجة الحرارة الجوية في تربية الأبقار وبقاء الأبقار الحلابة والرعي اليومي للحيوانات في هذه الدرجة من الحرارة كان عاملاً قويًا في ارتفاع نسبة الدهن في اللبن.

وتوجد دراسة تستحق الاهتمام في تجربة حقن 127 بقرة بهرمون PMS أي مصل دم أنثى الخيل الحامل وأمكن اكتشاف 48 بقرة (بنسبة 38 %) كانت عديدة التبويض وبقرة واحدة بقيت مدة طويلة عقيمة وبإدخال الهرمون المنبه للحويصلات المبيضية (FSH وهو هرمون يفرز من الفص الأمامي للغدة النخامية وينشط نمو وتطور الحويصلات المبيضية في الإناث وينشطها لإفراز هرمون الاستروجين، كما ينبه إنتاج (تكوين) الحيوانات المنوية في الذكور) من الـ PMS أدى إلى حدوث حمل البقرة بأربعة أجنة بصورة طبيعية (1971 Uray). وقد نشر هذا الباحث معلومة هامة في مجلة تربية الحيوان سنة 1963 عن بقرة تم تلقيحها خلال ستة أيام بعد حقنها بمقدار 20 مللتر من هرمون PMS وحملت البقرة بسبعة أجنة ولكن للأسف حدث إجهاض نتيجة حدوث اصطدام في اليوم 205 من الحمل.

ويعتبر العمر من العوامل الهامة في تغير الصفات الموروثة مثل التغير في أبعاد الجسم ولون جلد الماشية الذي يتغير مع تقدم الحيوان في العمر. كما يعتبر العمر أحد العوامل الهامة في تحديد كثير من الصفات الأخرى فمثلا يزداد إدرار البقرة مع تقدم عمرها في البداية إلى عمر 6 - 8 سنوات ثم يبدأ في الانخفاض (كوشنر 1964).

وتؤثر الحالة الفسيولوجية للأبقار في التعبير عن صفات وراثية عديدة فمثلا تعطى بقرة واحدة مستوى من اللبن يختلف كثيرًا من حيث الكمية والتكوين تبعا لمرحلة الإدرار حيث ينخفض بشكل ظاهر إنتاج اللبن في وقت الشبق (الرغبة في التلقيح) والاقتراب من نهاية الحمل، والعكس بالنسبة لنسبة الدهن والبروتين في اللبن حيث تميل إلى الارتفاع مع الاقتراب من موعد الولادة.

ومع دراسة وراثة وتغير جينات الحيوانات يجب دراسة تأثير الازدواج الجنسي sexual dimorphism أي ظهور عديد من الصفات المختلفة في الذكور ولا تظهر في الإناث والعكس فمثلا لون ذكور الجرسي أكثر سوادًا بالمقارنة بلون أبقار الجرسي. كذلك معروف جيدا الاختلاف الكبير بين صغار العجول والعجلات بالنسبة لطاقة النمو والزيادة اليومية في وزن الجسم حيث تنمو الذكور بمعدل أسرع من الإناث. ومن الظواهر التي تدعو للاهتمام تأثير عامل موسم السنة على وراثة درجة نمو الغطاء الشعرى لجسم الأبقار ففي استراليا (1961 Hayman, Nay) أجريت دراسة على عديد من الماشية الأوروبية (الجرسي وإيست فريزيان والايرشير) لوحظ في فصل الشتاء أن ألياف الغطاء الشعرى على الجسم أكثر استطالة بالمقارنة بطول الألياف في الصيف حيث تكون الألياف قصيرة جدا في الطول مثل طول الغطاء الشعرى لأبقار الزيبو.

ويؤثر التبكير في تلقيح العجلات والولادة حتى عمر سنتين سلبيا على تكوين الضرع والإدرار في المستقبل ونسبة الدهن في اللبن ويؤثر بدرجة كبيرة على نمو ونشاط الضرع وتكوين اللبن عمل مساج لضرع الأبقار الحامل في أول موسم ثلاث مرات في اليوم خلال 2 - 3 شهرًا قبل موعد الولادة مع توقف عمل المساج خلال 10-15 يوما قبل الولادة ( Macau 1953) وتوضح عديد من الأمثلة في مجال تأثير عوامل الظروف المحيطة والعمر والحالة الفسيولوجية للجسم وتكوين الصفات الوراثية أن الأساس الوراثي دائما ينمو ويتكون للصفات الإنتاجية والمظهرية للحيوان تام النمو مرتبطًا بظروف الحياة المحيطة به ولذلك نلاحظ أن الحيوانات ذات التراكيب الوراثية المتشابهة (مثلا توائم متطابقة) عند تكوينها في ظروف مختلفة من التغذية والرعاية تنمو نموا مختلفًا وتعطى أيضًا إنتاجًا مختلفًا، وبالعكس الأبقار التي لها تراكيب وراثية مختلفة إذا وضعت في ظروف سيئة جدا من التغذية والرعاية في أغلب الأحوال تظهر تشابه في إدرارها المنخفض. لذلك جميع التجارب في مجال الوراثة عند دراسة توارث الصفات وخاصة الكمية، وكذلك حساب القيمة التربوية للطلايق عن طريق اختبار النسل لابد من الأخذ في الاعتبار الظروف الخارجية حول الحيوانات وكذلك الحالة الفسيولوجية والعمرية للحيوانات.

أسباب تغير نسبة الدهن في اللبن:

نسبة الدهن في اللبن كصفة مميزة لنوع الحيوانات قليلة التغير بالمقارنة بالتغير في حجم الإدرار ويلاحظ التغير القليل النسبي لهذه الصفة في جميع أنواع ماشية اللبن، وقد حدث تغير خلال عشرين سنة لإدرار قطيع من النوع كوستمور Costmor من 1940 إلى 6404 كجم لبن ومتوسط دهن اللبن تغير من 3.7 إلى 3.9 ٪، وإدرار قطيع من ماشية الفريزيان في منطقة الأورال في آسيا خلال 18 سنة تغير في حدود 3022 إلى 5300 كجم بينما نسبة الدهن في اللبن تغيرت من 3.9 إلى 4.12٪. وتلك البيانات توضح أنه تحت تأثير ظروف التغذية والرعاية يمكن للإدرار أن يرتفع بينها نسبة الدهن في اللبن بالكاد تزيد بمقدار 0.1. وكثير من الأبحاث أثبتت أن الأبقار صغيرة السن نسبة الدهن في لبن هذه الأبقار أكبر من نسبتها في الأبقار كبيرة السن وهذا الانخفاض في نسبة الدهن يمكن أن يعود إلى كبر الأبقار في السن. كما أثبتت أبحاث أخرى أن تغير نسبة الدهن في الأبقار الهولندية يوضح أنه من الموسم الأول حتى الموسم الثالث لوحظ ارتفاع قليل في نسبة الدهن ثم مع تقدم العمر انخفضت النسبة بالتدريج، وإن تغير نسبة الدهن مع تقدم العمر أقل كثيرًا بالمقارنة بالتغير الذي يحدث نتيجة لتأثير عامل التغذية.

تقييم وانتخاب الأبقار على أساس نسبة الدهن :

تعتبر الحيوانات التي تحافظ على ارتفاع نسبة الدهن مع ارتفاع إدرار الأبقار ذات قيمة اقتصادية عالية، وأنه يمكن عن طريق استخدام أسلوب الانتخاب المنظم بالنسبة النسبة الدهن زيادة نسبته في اللبن فقد ذكر Akselson (1956) أن نسبة الدهن في اللبن لأبقار الفريزيان السويدية خلال ثلاثون سنة ارتفعت من 3.41 لي 3.68 مع نمو الإدرار من 2900 كجم إلى 3600 كجم. وقد ذكر Barker (1952) أن نسبة الدهن لأبقار الفريزيان في انجلترا خلال 15 سنة ارتفعت من 3.3 إلى 3.5٪ خلال السنوات 1936 إلى 1951 . وقد نالت الدراسة الهامة على الماشية الدنمركية الحمراء التي ذكرها A.G. Larson. (1957) خلال 26 سنة باستخدام الانتخاب وذكور مختبرة وارتفع ادرار 120 بقرة من 2740 إلى 6236 كجم مع ارتفاع دهن اللبن من 3.44 إلى 4.42٪، وعن طريق الانتخاب لنسبة الدهن في اللبن من الأهمية معرفة النسبة العالية للدهن في لبن الآباء التي ورثتها للأبناء، وقد أثبتت الدراسة في هذا المجال (Lush 1942، دافيدوف 1936 وآخرون) أن وراثة نسبة الدهن وسط بين الأبوين وتتوقف على الأب والأم بمعدل واحد. وكلما كانت الأجداد أعلى إنتاجا كلما أدى هذا إلى زيادة الإنتاج في النسل، ويختلف الانحدار في وراثة صفة نسبة الدهن لأنواع مختلفة ولقطعان مختلفة فمثلا في قطيع مزرعة لإنتاج اللبن من أبقار جلمور ومع ارتفاع نسبة دهن اللبن لأبقار بنسبة 1% أعلى من متوسط النوع لوحظت زيادة نسبة الدهن في لبن أبقار البنات بنسبة 0.5%. والأجداد القريبة مثل الأب والأم لها تأثير كبير على النسل ولذلك في دراسة موضوع ارتفاع نسبة الدهن في اللبن لقطيع ما من الأهمية اختيار عجلات التربية من أحسن أمهات الأبقار والطلايق المختبرة باختبار النسل وكذلك الأخذ في الاعتبار الأجداد السابقة مثل أم الأم وأم الأب.. وهكذا، ويصبح الانتخاب أكثر تأثيرا عندما يتم الانتخاب للماشية على أساس خطين من الأجداد.

وقد ثبت أن أكبر تأثير في تحسين نسبة الدهن في اللبن يمكن تحقيقه بالاستخدام المنظم للطلايق المختبرة باختبار النسل حيث يمكن لطلايق معينة أن تزيد من نسبة الدهن لكل النسل بنسبة تصل إلى 0.2 - 0.3 % وقد ذكر A. E. Pong (1956) أن استخدام الطلايق المختبرة في تربية أبقار استونيا المبقعة باللون الأسود خلال 4-5 أجيال أدى إلى ارتفاع نسبة الدهن في لبن الأمهات من 3.2 إلى 4.3٪، ولابد من انتخاب أحسن الأبقار للتلقيح بذكور ذات قيمة تربوية عالية تعبر عن الإنتاج العالي للبن ونسبة الدهن ونحصل من هذا التزاوج على صغار الحيوانات للتربية.

التزاوج بالخلط كصفة لزيادة نسبة الدهن في اللبن:

إن زيادة نسبة الدهن عن طريق الانتخاب ثم إجراء التربية الداخلية يعتبر أسلوبًا بطيئًا، ولأجل زيادة نسبة الدهن للقطيع عن طريق هذا الأسلوب نسبته 0.2 - 0.3 % وتحتاج الزيادة هذه إلى مدة تتراوح من 8 - 10 سنوات، وحيث أن النتائج التي نحصل عليها لها ضرورة وأهمية لأن الحيوانات الناتجة من التربية الداخلية صفاتها الوراثية ثابتة ولا تتغير.

وفى المزارع التجارية (في غير مجال التربية) بجانب استخدام التربية الداخلية ولأجل زيادة نسبة الدهن يمكن استخدام الخلط للحصول على الجيل الأول. كما يستخدم الخلط الخارجي out crossing في مجال التربية وللإسراع في تحسين نسبة الدهن تستخدم طلايق متخصصة في إنتاج دهن اللبن، وقد استخدمت طلايق من النوع ايست فريزيان مع الأبقار الحمراء ذات السنام وأبقار ياروسلاف وأبقار الايرشير وأبقار خلموجور والسمنتال وأعطت نتائج إيجابية.

وأمكن أيضًا الحصول على نتائج هامة في تحسين نسبة الدهن عند استخدام أنواع متخصصة في نسبة الدهن ففي تجارب من خلط الطلايق الفريزيان والأبقار الدنمركية الحمراء مع أبقار الجرسي أجريت في ألمانيا أمكن الحصول على نتائج جيدة حيث كان إدرار الخلطان في مستوى إدرار أبقار الفريزيان وارتفعت نسبة الدهن بنسبة 1 -1.5٪، وكان متوسط نسبة الدهن في خلطان الفريزيان مع الجرسي من 4.2-4.5٪، وخلطان الماشية الدنمركية الحمراء مع الجرسي كانت أعلى من 5 %. وكان وزن الجسم أقل من وزن جسم النوع الفريزيان والدنمركية.

وبالنسبة لتجارب أجريت عن خلط ذكور الفريزيان والسمنتال مع أبقار الجرسي أمكن الحصول على خلطان في الجيل الأول ارتفعت لها نسبة الدهن في اللبن بنسبة 0.5 - 0.8 %، وقد اتضح أن التزاوج بالخلط مع الجرسي والأنواع الأخرى المتخصصة في نسبة الدهن العالية في ظل اتباع الانتخاب وتوفير ظروف غذائية ورعاية جيدة يمكن تحسين إنتاجية اللبن من الأبقار، ويلاقى هذا التزاوج بالخلط الإقبال في مناطق المزارع التجارية لأجل تجار المسلى حيث الإدرار الكلى ليس له الأولوية في الإنتاج مثل إنتاج الدهن من اللبن. وقد أثبتت التجارب أن استخدام الأنواع المتخصصة في إنتاج دهن اللبن تستهلك لإنتاج واحد كيلو جرام دهن لبن أقل كمية من العليقة نسبياً بالمقارنة بالأنواع عالية إنتاج اللبن والدهن ومعروف أن مثل هذا الأسلوب في الخلط به صعوبة من حيث نجاح نظام التزاوج بين الأنواع وإجراء الانتخاب بين النسل، وعلاوة على ذلك إن استخدام بعض الأنواع يتطلب عددًا كبيرًا من السنوات لأجل الحصول على أول نتائج من هذا الخلط المعقد.

وأحد الأساليب لارتفاع نسبة الدهن في اللبن هي استخدام التهجين وإن خلط أبقار المراعي الحمراء وايست فریزبان مع ذكور الزيبو التي أجريت في معهد تربية الحيوان لمناطق الرعي في أوكرانيا (ماكييف 1957) وفى معهد اوزبكستان لتربية الحيوانات أعطت نتائج جيدة وارتفعت نسبة الدهن في لبن الخلطان إلى 4.2 - 4.5٪.

إن التجارب العلمية في مجال تحسين إنتاج اللبن لا يمكن أن تنجح بدون استخدام نظام تسجيل البيانات ونتائج التجارب وخاصة نسب وإنتاجية الحيوانات من اللبن، وفى الوقت الحالي تنظم كثير من البلاد المهتمة بإنتاج اللبن ونسبة الدهن به محطات حكومية وخاصة في مجال التربية على أسس علمية سليمة واستخدام التلقيح الصناعي الذي يؤدى إلى تكوين طلايق ذات تركيبات وراثية تعبر عن الإنتاج العالي للبن والدهن وإن الاستخدام الواسع لهذه الطلايق في التلقيح الصناعي له أهمية في زيادة إنتاجية الحيوانات نتيجة تحسين صفات الماشية.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.