نزول اللبن من ضرع الابقار

عملية تكوين اللبن مرتبطة كثيراً بنزول اللبن من فراغات الضرع حيث أن اللبن في الضرع يتكون بصورة مستمرة، وبعد امتلاء حويصلات اللبن Alveoli وممرات اللبن يمر اللبن على فترات خلال أفرع متوسطة وكبيرة تؤدى إلى مجمع اللبن cistern، ومع إجراء الحليب أو امتصاص اللبن من حلمة الضرع تضعف صلابة العضلة العاصرة للحلمة sphincter وتفتح تحت تأثير ضغط نزول اللبن. وفى حالة رضاعة حلمة الضرع أو الحلب الآلي يقوم جهاز تكوين اللبن بتفريغ مسار الحلمات منه والتأثير على العضلة العاصرة. ويتجمع اللبن في الحويصلات Alveoli وهي فراغات صغيرة توجد في نهاية قنوات اللبن وتتكون من طبقة واحدة من الخلايا الطلائية، وتحيط بقاعدة الخلايا الطلائية شبكة من الخلايا الطلائية العضلية Myoepithelial وتتصل بها شبكة من الأوعية الدموية تمد الحويصلات بمكونات الدم الغذائية التي تتحول لتكوين اللبن. ويصل الدم إلى الخلايا الطلائية بواسطة الشريان الحرقفي المتفرع من الأورطي ثم شريان العانة الخارجي external pubic artery الذي يدخل الضرع عن طريق القناة الأربية، ويصل الدم أيضًا من الشريان الضرعي الذي يتفرع إلى فرعين وهما الشريان الضرعي الأمامي cranial mammary artery والشريان الضرعي الخلفي caudal mammary artery ويتفرع منهما فروع وشعيرات دقيقة تحيط بالحويصلات، ويتجمع الدم بعد تغذية حويصلات اللبن في أوردة تتصل ببعضها مكونة أوردة أكبر حجما تُعيد الدم إلى القلب لتنقيته مثل وريد العانة الخارجي External pubic vein الذي يصب في الوريد الأجوف السفلى posterior abdominal vien، كذلك يجمع الوريد البطني تحت الجلد أو الوريد اللبني milk vein الدم من جلد الضرع والسطح الخارجي للغدد والحلمات كما يوجد الوريد الشرجي perianal vein الذى يحمل الدم الوريدي من الجزء الخلفي الظهري للأرباع الخلفية.

ويتكون النظام الليمفاوي Lymphatic system للضرع من أوعية ليمفاوية وعقد ليمفاوية Lymph nodes حيث تحمل الأوعية الليمفاوية سوائل الأنسجة من أنسجة الضرع إلى العقد الليمفاوية ثم تنقلها عن طريق الوريد الأجوف الخلفي إلى القلب. وتوجد عقدة واحدة ليمفاوية لكل نصف ضرع ويطلق عليها العقدة الليمفاوية فوق الضرع وتقع خلف القناة الأربية مباشرة وقد توجد عقد ليمفاوية صغيرة في كل نصف ضرع وتقوم هذه العقد بتخليص الليمف من البكتريا والمواد الغريبة كما أنها تضيف كرات دم بيضاء لمفية Lymphocytes للسائل الليمفاوي.

ويُغذى الضرع نوعان من الأعصاب الأول حسي (sensory fibres (Afferent وهو يتكون من العصب القطني الأول والعصب القطني الثاني، وتنتشر الأعصاب على السطح الأمامي للضرع، وكذلك أفرع العصب القطني الثالث والرابع التي تكون العصب الأربي Inguinal nerve الذي يدخل في الضرع من القناة الأربية ثم تتفرع لإفراغ تصل للأنسجة الغدية والقنوات والحلمات والعقد الليمفاوية. وتدخل الأعصاب الشرجية perianal nerves المشتقة من العصب العصعصي الثاني والثالث والرابع sacral nerves مع الشريان والوريد الشرجي وتمول الجزء الخلفي للضرع بالأعصاب.

والنوع الثاني من الأعصاب هو الأعصاب المحركة (Motor fibres (Efferent وهي مقصورة على الأعصاب الأربية وتقوم بتنظيم التحويل الدموي للضرع، وتمد العضلات الناعمة المحيطة بقنوات جمع اللبن والعضلات القابضة للحلمات، وتسبب هذه الأعصاب انقباض الأوعية الدموية وتثبيط إفراز اللبن.

ويوجد بين نزول اللبن وإفرازه ارتباطًا قويًا فإذا أنزلنا اللبن من خلال القسطرة فإن هذه الكمية من اللبن التي تجمعت في حويصلات اللبن وبدون حلب الحيوان أو بمعنى آخر عدم تفريغ الحويصلات فإن إفراز اللبن ونسبة الدهن به تبدأ في الانخفاض بدرجة ملحوظة. ولذلك حلب البقرة وتفريغ حويصلات الضرع له أهمية بالنسبة لتكوين اللبن. كما يلاحظ أنه بعد حلب الضرع جيدا دائما يبقى أكثر من 30٪ من دهن اللبن (بالنسبة للكمية الكلية في الحلبة)، وكمية من اللبن (حوالي واحد لتر وأكثر) التي يطلق عليها بقايا اللبن. وهذا اللبن لا يُفرز كله في الحلبة التالية ولكن يُفرز خلال اليوم ولذلك لتحديد كمية الحلبة فهي تتكون من اللبن المتجمع في الفترة بين الحلبتين وكذلك بعض كميات قليلة من اللبن المتبقي من الحلبة السابقة لها.