وراثة مقاومة الماشية للأمراض والظروف البيئية المحيطة غير الملائمة |
234
12:46 صباحاً
التاريخ: 2024-10-17
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-03
133
التاريخ: 5-5-2016
9171
التاريخ: 2024-10-23
147
التاريخ: 17-1-2017
6412
|
وراثة مقاومة الماشية للأمراض والظروف البيئية المحيطة غير الملائمة
من المعروف من صفات البناء الجسماني للحيوانات أنه يشمل أيضًا القدرة على مقاومة الأمراض وخاصة الأمراض المعدية infective وقد أظهرت الإجراءات الفنية والعملية والبيطرية منذ زمن اختلافات كبيرة وذات أهمية بين الأجناس والأنواع المختلفة بالنسبة لمقاومة الإصابة بالمرض فمثلا لا تمرض الماشية بمرض الرعام أو حمى الخيل بينما تصاب به الخيل ويسيل لعابها.
ومن المعروف أن أنواع الماشية الأوروبية ضعيفة المقاومة بالنسبة للعدوى الشديدة والأمراض الطفيلية التي تحملها الحشرات في البلاد القارية وشبه القارية ولذلك فإن ماشية الزيبو غير قابلة للإصابة بهذه الأمراض.
والمناعة المكتسبة التي تظهر نتيجة إصابة الحيوانات بالمرض وتكوين الاجسام المضادة أو بعد حقن المصل المضاد في جسم الحيوان، وعلى أية حال يجب تمييز هذه المناعة المكتسبة عن المناعة الطبيعية التي تتحكم فيها الوراثة.
وتلاحظ الاختلافات الوراثية بالنسبة لمقاومة الحيوانات للأمراض المعدية بين الحيوانات من أنواع مختلفة. ومن الدراسات التي أجريت على الحيوانات الكبيرة بالنسبة لتكوين سلالة ذات مناعة وراثية اتضحت صعوبة ذلك بدرجة عالية، ولكن توجد حقيقة مؤكدة توضح الخصائص الوراثية لصور معينة من المقاومة، فمن المعروف أن الماشية لديها قابلية وراثية ومقاومة لمرض التهاب الضرع mastitis . ففي سنة 1944 تم اكتشاف إصابة قطيع من أبقار الجرسي نتيجة إجراء مسح بكترويولوجي خلال ستة سنوات ومنه اتضح أنه في عائلة واحدة (الأمهات والبنات والأحفاد) ظهرت الإصابة ببكتريا streptococcus خلال مدة 24٪ من الزمن الكلى لحلابة الأبقار والإصابة ببكتريا staphyloccus في خلال 39 %، وأيضًا ظهرت الإصابة فقط - في أبقار أخرى أكثر مقاومة لالتهاب الضرع في خلال 0.9 - 10.9 ٪ من الزمن الكلى لحلابة الأبقار (1944 Murly). وفى دراسة أخرى (1938 Ward) في دراسة لمرض التهاب الضرع أستخدم فيها قياس تركيز كرات الدم البيضاء في اللبن، واتضح من هذه الدراسة أنه من بين 89 بقرة حدثت إصابة للأمهات في خلال ثمانية أعوام بنسبة 27٪ من الحيوانات.
وقد أمكن الحصول على نتائج ذات أهمية نتيجة لإجراء الانتخاب لصفة مقاومة الأبقار لمرض التهاب الضرع باستخدام بيانات قطعان كبيرة في نيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية Hutt F. B. (1958) واتضح أنه في خلال جيل واحد باستخدام الانتخاب البسيط لصفة مقاومة الأبقار لالتهاب الضرع انخفضت أعداد الأفراد المريضة في البنات لأكثر من الثلث. لذلك يجب الاهتمام بإجراء الانتخاب للطلوقة التي لديها مناعة ضد هذا المرض عند استخدامها في التلقيح مع مزيد من الاهتمام بمقاومته بصفة خاصة نتيجة التأثير الكبير لهذا المرض على إنتاجية الأبقار المصابة.
كما تتوقف أيضًا مقاومة الماشية للإصابة بمرض السل Tuberculosis بدرجة ما على عوامل وراثية. ومع تشخيص هذا المرض عن طريق الحقن تحت الجلد لاختبار الإصابة بالسل بين حيوانات النوع Ancol اتضح أن 55٪ من الاختبارات إيجابي، وبين حيوانات النوع زيبو حوالي 0.6٪، وفى النهاية أجريت تجربة إحداث إصابة صناعية بمرض السل للعجلات وكانت النتيجة نفوق عجلة واحدة من بين ثمانية من عجلات الزيبو، ونفقت ثلاثة عجلات من النوع انكل وتبين من هذه الدراسة Hutt (1958) الاختلاف بين الأنواع في مقاومة الماشية لمرض السل الذى تتحكم في ظهوره عوامل وراثية أيضًا بجانب العوامل البيئية.
وتمتاز أنواع حيوانات الزيبو وحيوانات حدائق الحيوان بالمقاومة العالية جدا للإصابة بأمراض الدم الطفيلية anaplasmosis, piroplasmosis) blood parasites) والقراد المنتشر على أجسام الحيوانات في بعض البلاد، وأن انتقال الماشية المصابة إلى مناطق تربية الأنواع الأوروبية وإذا لم تراعى احتياطات خاصة للعزل فإنها تصاب بهذه الطفيليات وتبدأ في المرض وسريعًا ما تستبعد لعدم صلاحيتها للتربية.
وقد بدأ ميخائيل ايفانوف سنة 1932 في معهد اسكانيانوفا دراسة إمكانية (عمليا) استخدام المقاومة عن طريق العوامل الوراثية لماشية الزيبو وذلك بإجراء التزاوج بالخلط بين حيوانات الزيبو مع ماشية المراعي الحمراء، وفى سنة 1936 ، 1937 إعداد من الهجن للجيل الأول انتقلت إلى جمهورية أذربيجان وتربت في ظروف طبيعية وعدوى صناعية، وكانت نتائج هذه التجارب كما ذكر 1949 E. C. Jouravok أن صفة المقاومة لحيوان الزيبو ضد الإصابة بمرض الـ piroplasmosis انتقلت أيضًا إلى الهجن من النسل، ولكن المقاومة ضد الإصابة بهذا المرض للهجن والزيبو لم تكن متشابهة حيث لم تصاب حيوانات الزيبو بالمرض بينما أصيبت الهجن ومرضت ولكن لم تنفق ثم استمرت مجموعة من المراكز العلمية في بعض البلاد في دراسة إمكانية استخدام هذه الخاصية الهامة لماشية الزيبو في التزاوج بالخلط مع الأنواع الراقية من الماشية لأجل تكوين أنواع من الحيوانات عالية الإنتاج التي يمكن بنجاح استخدامها وتكاثرها في المناطق التي ينتشر فيها أمراض الدم الطفيلية، وتكون بصفة خاصة في مزرعة اسكانيانوفا سنة 1953 قطيع من الأبقار الهجن من التزاوج بالخلط بين الزيبو وماشية المراعي الحمراء حيث تعطى البقرة متوسط إدرار مقداره 3751 كجم بنسبة دهن 4% من اللبن (ماكييف 1953) وبالنسبة لمرض الحمى القلاعية foot and mouth disease تختلف الأبقار بالنسبة لصفة المقاومة والتعرض للإصابة بهذا المرض تبعًا للعوامل الوراثية المسئولة عن صفة مقاومة هذا المرض، ولاحظ بعض الأطباء البيطرين في المناطق المصابة بهذا المرض أنه في مجال الأنواع لوحظت اختلافات هامة بين الحيوانات في درجة التعبير عن المناعة الطبيعية والمكتسبة وأن هذه الصفات تسلك سلوكًا هاما في توارثها في النسل.
وبالنسبة للطبيعة الفسيولوجية لمقاومة الحيوانات الزراعية للإصابة بالأمراض فقد لاحظ .Grown J and Calhoum M (1943) أن درجة مقاومة الحيوانات تتوقف بدرجة عالية على عدد كرات الدم البيضاء وأن معامل الارتباط بين هاتين الصفتين يساوى 0.9، وفى تجارب أخرى اتضح أن كرات الدم البيضاء تقضى على البكتريا المسببة لضعف المقاومة.
ومع مقارنة نسل طلوقتين مختلفتين من النوع الفريزيان باستخدام حجم معين من الجلوتاتيون في دم بناتها بعد حقنها بفاكسين الغدة الجار درقية Parathyroid، اتضح أن الحجم المعين من الجلوتاتيون لبنات أحد الطلايق تفوق على حجم الجلوتاتيون لبنات طلوقة أخرى بمقدار 2-3 مرة. وقد تمت دراسة اختلافات فردية واضحة بدرجة كافية بالنسبة لرد الفعل للمناعة البيولوجية بعد إعطاء فاكسين المناعة، واتضح من التجربة التي أجريت على 12 من العجلات من النوع ليتوف ذو البقع السوداء والتي تمت ولادتها خلال شهر واحد وتربت في ظروف متشابهة، واتضح أن الاختلاف في المناعة البيولوجية مرتبط لحد ما بنوعية الكفاءة العالية لأداء الجهاز العصبي هذه الحيوانات.
وتقترب من مشكلة مقاومة الحيوانات للأمراض أيضًا مقاومة الحيوانات للظروف المناخية غير الملائمة، وقد تم إجراء دراسات في مجال الطبيعة المورفلوجية الفسيولوجية لمقاومة الحيوانات الزراعية لمختلف العوامل الطبيعية غير الملائمة المحيطة بالحيوانات.
وحقيقة هذا الموضوع تشترط قبل أي شيء أن الاعتماد على مقاومة الحيوانات للعوامل غير الملائمة للوسط يتطلب توفر جميع الصفات الإنتاجية المفيدة الهامة والخصوبة واستمرار الحياة وخلافه من الصفات U. O. Raychenpac & Jokova (1961) كما درس الباحثان أيضًا الطبيعة المورفلوجية والفسيولوجية لمقاومة الحيوانات للظروف المناخية الحارة والتعرض لأشعة الشمس بصورة مركزة، واتضح أن هذه المقاومة تتطلب أولا القدرة على التبادل الحراري لأجل مقاومة الحرارة وتوفر عدد كبير من الغدد العرقية وضعف نمو الغطاء الشعرى على الجسم والشعر اللامع والمسطح وزيادة الحبيبات الملونة بالجلد وتوارث هذه الصفات المورفلوجية والفسيولوجية من الآباء إلى النسل، واقترح U. O. Rayehna 1961) الدليل التالي لقياس قدرة الحيوانات الزراعية على مقاومة درجة الحرارة العالية للوسط المحيط بها.
دليل قدرة الحيوانات على مقاومة الحرارة العالية =
100 - 20 [T2 - T1] + 0.1 (40 - T2)]
حيث T1 درجة حرارة الجسم صباحا، درجة حرارة T2 درجة حرارة الجسم نهارًا
T2 درجة حرارة الجو نهارًا (درجة الجسم نهارًا لابد أن تقاس عندما تكون درجة الحرارة الجوية ليست أقل من + 27° م)
وعمليا ولأجل حساب دليل الثبات stability ومقاومة حرارة الجو يمكن استخدام المعادلة الأكثر سهولة وهي:
(10+ Td10 - t2) 2 = u
حيث t2 درجة الحرارة اليومية للهواء والتي أثناءها تم أخذ حرارة الجسم.
Td الاختلاف بين درجة حرارة الجسم صباحًا وأثناء النهار.
كما ذكر U. O. Raychenpac (1961) أن عامل المقاومة للحيوانات يعتمد بدرجة عالية على العوامل الوراثية التي تتحكم في هذه الصفة نظرًا لأنه أمكن من خلال توفر كمية كبيرة من البيانات إثبات وجود ارتباط بدرجة عالية بين هذه العوامل في الحيوانات التي بينها قرابة شديدة - وعلاوة على ذلك اتضح في ظروف الرعاية المتشابهة وجود امية وجود اختلاف واضح بين النسل من آباء مختلفة.
كما اتضح وجود علاقة كبيرة ومرغوبة بالنسبة لارتباط مقاومة هجن الماشية لارتفاع درجة الحرارة الجوية وتركيز أشعة الشمس مع قدرتها على التنظيم الحراري. ومع إجراء مقارنة لدراسات مورفلوجية وفسيولوجية الماشية التاي alti المحلية وحيوان الياك البدائي والهجين بينهما اتضح أن الدور الهام في قدرة ماشية التاي على التأقلم على ارتفاع الحرارة وأشعة الشمس الحارة نتيجة قدرة جسم هذه الماشية على القيام بالتبادل الحرارى والتبخر خلال التنفس وذلك بفضل الأداء الجيد لتنظيم عملية التنفس (حتى في حالة الأداء الضعيف جدا لتنظيم إخراج العرق)، وبالنسبة لحيوان الياك لا يوجد تنظيم عميق للتنفس في حالة الراحة، ولكن تتميز هذه الحيوانات بالتنظيم الجيد لإتمام عملية إخراج أو إفراز العرق (حيث يتضاعف عدد الغدد العرقية ويزداد حجمها كثيرًا بالمقارنة بالماشية العادية، كما تمتلك أيضًا ما يوازى عدة مرات مسطح جسم واسع لإخراج العرق). كما اتضح أن هجين الجيل الأول وردت صفة التنظيم الحراري من الماشية عن طريق التنفس العميق، ووردت من الياك القدرة على تنظيم إفراز العرق، ونتيجة للتركيز على تنظيم ميكانيكية المقاومة لهذه الظروف المحيطة بالحيوانات أصبحت الهجن ذات قدرة تحمل عالية لهذه الظروف بالمقارنة بالآباء من الحيوانات، ويمكن أن يعود ذلك إلى تأثير قوة الهجين.
ويعتبر نشاط الغدة الدرقية من العوامل الفسيولوجية التي تؤثر في مقاومة الماشية لدرجة الحرارة العالية (1962 Howes etal)، ومن وضع مقارنة بين كثافة امتصاص الغدد الدرقية للنشاط الإشعاعي من اليود لكل من صغار ماشية الهيرفورد والبراهما (الزيبو) فقد اتضح أن حيوانات البراهما تميزت بالقدرة العالية لمقاومة الحرارة بالمقارنة بحيوانات الهيرفورد التي أظهرت نشاطا أقل للغدد الدرقية.
وقد تم إجراء دراسات عن تحسين البناء الجسماني وتحسين الصفات الإنتاجية وتأثير ذلك على الحياة الإنتاجية للحيوانات. كما تم استبعاد أبقار من قطعان لإنتاج اللبن في الولايات المتحدة الأمريكية وقد أفاد جيلمور (1952) أن أهم أسباب الاستبعاد هي عدم المثابرة في الإدرار بنسبة 31% وضعف الإدرار بنسبة 26.4% وعيوب في الضرع 13.2٪، والعقم 6.8٪، وفى مجال الإصابة بالأمراض وكبر السن والإصابة بجروح يمثلها حالات قليلة.
وقد تمكن Rabe (1960) من ألمانيا من الحصول من قطيع أبقار الايست فريزيان ذات إدرار عالي فالبقرة Agnes في عمر 16 سنة في خلال ثلاثة أجيال ومعها اثنان من بناتها أمكن الحصول على 63 نسلًا، ووجهت إلى التربية، وكان متوسط الإنتاج للقطيع 5996 كجم لبن بنسبة دهن في اللبن 4.35 %.
وقد استخدم Plowman R. & Gaalaas (1961) بيانات عن 3881 زوج (أم وابنتها) من نوع أبقار الهوليستين، واتضح أن المكافئ الوراثي لصفة إطالة الحياة الإنتاجية للأبقار قيمته 0.15 وقد أثبت Lappa H (1962) أن معامل الارتباط بين استمرار الحياة الإنتاجية للأمهات وبناتها يساوى + 0.26 ± 0.09 ومعنوي إحصائيا. وعند حساب معاملات الارتباط بين استمرار الحياة للأمهات وبناتها في حدود النسل لكل طلوقة أمكن إثبات اختلافات كبيرة جدًا بين العائلات الأربعة للطلايق وكل هذا يوضح أن انتخاب الطلايق والأبقار على أساس استمرارية الحياة الإنتاجية يُعتبر من الوجهة الاقتصادية مجديًا.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|