المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

إدخال السرور على المؤمن والإحسان إليه
2-6-2022
كيف يحدث التلوث من المركبة الآلية
7-6-2016
تفسير آية (1-4) من سورة التوبة
6-8-2019
صلاة الوالد لولده
23-10-2016
متى تكلم الانسان بلغته؟
12-7-2016
نسيج البشرة
23-2-2017


حب الله  
  
182   09:39 صباحاً   التاريخ: 2024-09-28
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 31 ــ 34
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

حب الله تبارك وتعالى أساس كل حب نقي. وكل حب هو في الحقيقة مندرج تحت حب الله لدى المؤمن المحب. فمن أراد أن يكون محباً صادقاً فليحب الله حتى يحب ما يحبه الله، ويبغض ما يبغضه الله. وهنا يتضح لك أخي الشاب أن في البغض محبة. بمعنى أن الإنسان إذا أبغض شيئاً يبغضه الله فقد أحب الله ببغضه لذلك الشي.

وإذا أحب شيئاً يحبه الله فقد أحب الله بحبه لذلك الشي.

وبما إن الله تبارك وتعالى خالق الحب وهو المحب لعبادهِ المؤمنين به، العاملين بأمره، فهو صاحب كل حب وجمال وبهاء وجلال.

وقد ورد في دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة: (... عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيباً)، وقال في مورد آخر (... يا من أذاق أحباءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملقين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين).

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) لأبي حمزة الثمالي في دعائه:

(الحمد لله الذي تحبب إلي وهو غنيٌ عني) (1).

وقال: (يا حبيبَ من تحبّب إليك، ويا قُرة عينِ من لاذ بك وانقطع إليك) (2).

وقال: (ولئن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار بحبي إليك) (3).

إخواننا الشباب:

هنا نرى المحب يتعلق بمحبوبه الأكبر وهو الله تبارك وتعالى ويأتمر بأمره، ويقف عند حدوده التي شرعها. باعتباره هو الموجد والمكون والخالق لهذا الحب. وهو الذي تفضل بعنايته الكريمة وأعطاها لعباده المتحابين الذين عقدوا الولاء والحب الخالص له سبحانه، فأحبهم بحبهم له، وودهم بودهم له، حتى شفى صدورهم، وصقل نفوسهم على حبه.

لقد أراد الله سبحانه لعباده أن يتحابوا فيه وبتحابهم وتعلقهم به سيحب بعضهم بعضاً. وسيغدق عليهم من حبه، وهو الإيمان به، والتصديق بنبوة أنبيائه ورسله، وبكتابه المنزل، وبملائكته واليوم الآخر الذي تتفرع منه جوانب الحب الحقيقي.

إن حب الله عندما يظهر لدى الإنسان المحب، يظهر بصورة إلهية تستمد قوتها من حبه الكبير. وهي قوة يتقرب بها المحب إلى الله، فيحب الله في ذاته عن طريق السمع والبصر واللسان والجوارح، ويتحرك في حياته وفق محبة الله التي تحركه وترشده، مصداقاً للحديث الشريف (... حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به) (4).

فهذه قوة الحب الإلهية التي ترسم الطريق والخط المستقيم للحياة، فتدعوه إلى محبة كل ما يحبه الله، حتى يحيا في الله وبالله ومن أجل الله.

إن هذه محبة فائقة وكبيرة تهبط على الإنسان المحب دون أن يكون مستحقاً لها. ولو دققنا النظر لرأينا أن هذا الإنسان الذي هو موضع تلك المحبة يتلقاها كمجرد هبة إلهية دون مقابل. وما هي إلا بفضل توفيق الله الذي هو المحب الأكبر. ومن أفعاله التي تحل في نفسية هذا المحب الأصغر وهو الإنسان. فعندما يحب أخاه الإنسان يحبه بفعل تلك الهبة الإلهية. وهذه المحبة بالتالي تدعم كل أساس مشترك للتعايش السلمي في هذه الحياة.

لذلك نرى أن من يحب الله يحب منهجه ويسلك طريقه، ويطبق أوامره ويبتعد عن نواهيه. على العكس ممن حملوا شعار (الله محبة) وهم أعداء الله وأعداء رسوله يعادون البشر باسم المحبة والسلام.

فحب الله هو المحور الرئيس لتنظيف النفوس من أوساخ هذه الدنيا وهو الذي يصنع المواقف.

إن لحب الله شروطاً واجبة وجوباً شرعياً على المحب أن يتقيد بها ويتعبد بموجبها كي يكون حبه لله خالصاً مجرداً من التناقضات. أي أن لا يحمل قلب المحب ولاءين متنافرين. إستناداً إلى قوله تعالى: {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4].

ولقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن في طلب الدنيا إضراراً بالآخرة، وفي طلب الآخرة إضراراً بالدنيا، فأضروا بالدنيا فإنها أحق بالإضرار) (5).

إن الفطرة ومصدر التشريع الإلهي هو لب هذا الحب وأساسه الذي لا يطغى عليه ما عداه. وهذه مقتضيات حب العباد لله سبحانه. لذلك ورد في دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) قوله: (فوعزتك يا سيدي، لو نهرتني ما برحت من بابك، ولا كففت عن تملقك، لما انتهى إلي من المعرفة بجودك وكرمك) (6) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار: 94 / 143.

2ـ مصباح المجتهد، 585.

3ـ الشيعة في أحاديث الفريقين، 309.

4ـ المحاسن: 1 / 291.

5ـ نهج السعادة، 8 / 403.

6ـ مصباح المجتهد، 585.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.