المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

حكم من أوقع النيّة عند أول جزء من غسل الوجه
28-12-2015
Symmetric Polynomial
23-2-2019
قضايا التصميم ذات الأهمية الخاصة للصحف الإلكترونية على الويب
28-2-2022
أسماء الكيوي بلغات مختلفة
2023-10-31
Supersingular Prime
31-8-2020
سبب النزول‏ عند الشيخ محمد علي التسخيري
24-04-2015


البيت هو الأصل وخارجه الاستثناء  
  
158   08:36 صباحاً   التاريخ: 2024-09-25
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص233ــ234
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2018 1659
التاريخ: 28-11-2019 2334
التاريخ: 19-8-2017 2848
التاريخ: 2023-03-06 879

الزوج السعيد هو الذي يجعل الأصل في مكوثه وسكنه البيت الزوجي، والاستثناء هو خارج البيت الزوجي.

فالبيت الزوجي هو الذي يلزم أن يكون محور قلب الزوج وكذا محور سكنه وسكينته ومكوثه، أما أن يقضي أكثر أوقاته خارج البيت فيجعل مكوثه خارج البيت هو الأصل، والمكث في البيت هو الاستثناء؛ فإن هذا مغاير لوظيفة الزوج وطموحه في الاستقلال مغايرة تامة.

إنّ فكرة أن البيت الزوجي هو فقط للراحة، والطعام والشراب، والنكاح فقط هي فكرة خاطئة، لأن للبيت وظيفة أخرى أكثر سمواً ورقياً وهي وظيفة المشاركة وصناعة الحياة.

ومن المؤسف حقاً أن يقوم الزوج قبل تزوجه من زوجته الفعلية بصرف كل أوقاته ليراها ويتحدث معها، فلا ينام ليلاً ولا يعمل نهاراً من أجل فرصة رؤيتها والحديث معها، ومن ثم لا يصرف معها أي مقدار من الوقت حينما تصبح زوجته ويعيش وإياها سوياً تحت سقف بيت واحد، فهذا من الإجحاف الكبير بحق الزوجة.

ومن هنا ندرك خطورة بعض القائلين بأن الزوج كما يحتاج إلى زوجته في البيت يحتاج إلى صديقة في الخارج، فالزوجة في البيت هي للنفخ والطبخ والإطعام، وسد الحاجات والصديقة للضحك، والمرح، والتناغم الفكري، والإنسجام العاطفي، إن هذا خطير وخطير جداً لأنه يكرس مفهوم عدم نجاح الحياة الزوجية، وبالتالي فإن الزواج يعجز عن خلق مناخ السعادة. ونحن نعلم بأن هذا غير صحيح البتة غاية الأمر أن الزوج هنا يعيش حياة زوجية فاشلة إما بسببه هو حيث يقصر في إنتاج السعادة من مصنع الحياة الزوجية وإما بسبب آخر.

إن الزوج الذي يقضي أوقاته خارج البيت الزوجي أكثر مما يقضيها في بيته من دون سبب وجيه كالعمل أو ممارسة بعض المسؤوليات العامة هو زوج يتهرب من المسؤولية أو تغطية لفشله، ومن هنا ورد في الروايات استحباب مكث الزوج داخل بيته الزوجي، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ((جلوس المرء عند عياله أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف في مسجدي هذا))(1) أي مسجد المدينة المنورة.

________________________________

(1) ميزان الحكمة، ج4، ص 287. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.