أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
228
التاريخ: 20-3-2022
1249
التاريخ: 2-1-2016
3176
التاريخ: 20-4-2018
2297
|
بالنظر إلى خريطة توزيع التيارات البحرية فى المحيطات المختلفة نلاحظ ظاهرتين مهمتين هما :
1ـ في نطاق الرياح التجارية (على وجه الاجمال ) توجد تيارات باردة بجوار السواحل الغربية للقارات بينما توجد تيارات دافئة أو حارة بجوار سواحلها الشرقية .
2ـ في نطاق الرياح العكسية الغربية تنقلب الآية ، فبينما تتأثر السواحل الغربية للقارات ببعض التيارات الدافئة فإن سواحلها الشرقية تتأثر . بعض التيارات الباردة ، وينطبق هذا بصفة خاصة على نصف الكرة الشمالي بسبب اتساع اليابس وعظم امتداده فى العروض العليا.
ولما كانت التيارات الدافئة تعمل دائما على تدفئة السواحل التي تمر بها بينما تعمل التيارات الباردة على برودتها ، فقد ترتب على الظاهرتين السابقتين أن اختلفت درجة حرارة السواحل الشرقية للقارات عن درجة حرارة سواحلها الغربية التي تقع في نفس العروض ، ويظهر هذا بوضوح عند مقارنة السواحل المتقابلة في القارة الواحدة أو السواحل المشرفة على محيط واحد في القارات المختلفة.
فاذا قارنا مثلا بين أثر التيارات البحرية على حرارة السواحل الشرقية للمحيط الأطلسي وأثرها على حرارة السواحل الغربية لنفس المحيط تلاحظ ما يأتي :
أولا ـ أن السواحل الغربية لإفريقيا وشبه جزيرة أيبيريا أقل حرارة من السواحل المقابلة لها فى شرق الأمريكتين ، وذلك لمرور تيارى الكناريا وبنجويلا الباردين أمام السواحل الأولى، وتيارى الخليج والبرازيل الدافئين ، أمام السواحل الثانية ، فبينما يبلغ المعدل السنوى لدرجة الحرارة في داكار Dakar على ساحل السنغال حوالى 24م نجد انه في فيراكروز Vera Cruz على الساحل الشرق للمكسيك حوالى 25,3، وذلك على الرغم من أن الثانية . أبعد من الأولى عن خط الاستواء بحوالى 4 درجات عرضية ، وكذلك في بنانا Banana الواقعة عند مصب نهر الكونغو يبلغ المعدل السنوى 20 م مقابل 206 في برنامبوكو Pernambuco على الساحل الشرق للبرازيل . وتبدو هذه الاختلافات أوضح ماتكون في فصل الشتاء ، ففى شهر يناير مثلا يكون معدل الحرارة في داكار 20م مقابل 22 في فيراكروز ، أما في بنانا فيكون 022,4 مقابل 24 في برنامبكو.
وتعمل الرياح التجارية التي تهب على سواحل إفريقية الغربية من الشمال الشرق أو الجنوب الشرقي بطريقة أخرى على خفض درجة حرارة المياه المجاورة لهذه السواحل ، لأنها تزيح باستمرار الطبقة السطحية من هذه المياه بعيدا عن الساحل : ، فتكشف بذلك المياه التي تحتها وهى أشد برودة منها . وعلى الرغم من وجود التيار الاستوائى الراجع الحار الذي يعرف باسم تيار غانة فإن أثره في تدفئة الساحل الإفريقي ضعيف جدا ، ويرجع ذلك إلى ضعفه من جهة ، وإلى ازاحة الرياح التجارية للطبقة السطحية من مياهه من جهة أخرى . ويلاحظ أن الفرق بين الساحلين الشرقى والغربي للمحيط الأطلسي يتناقص تدريجيا كلما ابتعدنا عن خط الاستواء نحو الشمال حتى يختفى تقريبا حوالى خط عرض 30 شمالا ، وهنا نجد أن خطوط الحرارة المتساوية تقطع الساحلين عند خطوط عرض متقاربة جدا .
ثانيا - إلى الشمال من خط عرض 45 تنعكس الحالة تماما ، حيث نجد أن السواحل الغربية لأوروبا أدفا بكثير من السواحل الشرقية لكندا والولايات المتحدة ، ويرجع ذلك إلى تأثير تيار الخليج الدافىء وفروعه على السواحل الأولى ، وتأثير تيار لبرادور البارد على السواحل الثانية ، وهذا هو السر في أن خطوط الحرارة المتساوية تتجه في هذه العروض ( على شمال المحيط الأطلسي ) ما بين الشمال الشرق والجنوب الغربي ، ويبدأ الفرق بين الساحلين في الظهور إلى الشمال من خط عرض 30 الذي يتشابه عنده الساحلان تقريبا كما سبق أن ذكرنا، ومن ثم يبدأ في التزايد تدريجيا كلما اتجهنا شمالا ، ويكون هذا الفرق كبيرا بصفة خاصة في فصل الشتاء ، الذي يبين معدلات درجات الحرارة لشهر يناير والمعدلات السنوية في بعض البلاد التي تقع على جانبي المحيط ، وتتفق في خط العرض تقريبا . معدل درجة حرارة شهر يناير . والمعدل السنوى في بعض البلاد المتقابلة على الساحلين الشرق والغربي لشمال المحيط الأطلسي.
وقد ترتب على دفء الجانب الشرقي من المحيط الأطلسي الشمالي عدة نتائج ، أهمها أن المياه أمام الساحل الشمالى الغربى لأوروبا لا تتجمد في أي شهر من شهور السنة فى أى مكان إلى الجنوب من خط عرض 75 ، بينما تتجمد مياه الساحل الشمالي الشرق لأمريكا في فصل الشتاء حتى خط شمالا ، وتتجمد معها مياه نهر سانت لورانس ، مما يؤدى إلى توقف الملاحة تماما في هذا الفصل ، بخلاف الحال أمام الساحل النرويجي الذي يظل مفتوحا للملاحة طول السنة ، وفضلا عن ذلك فإن جبال الجليد الطافية قد تستمر في تحركها جنوبا بالقرب من الساحل الشرقى لأمريكا حتى خط عرض 40 شمالا ، بينما يندر أن تشاهد بالقرب من الساحل الشمالى الغربى لأوروبا خط إلى الجنوب من عرض 70 وكذلك فيما يختص بخط الثلج الدائم ، نلاحظ أنه يقع دائما إلى الشمال من خط عرض 80 شمالا أمام الساحل الشمالي الغربي لأوروبا ، فى حين أنه يصل إلى خط عرض 69 أمام الساحل الشمالي الشرقى لأمريكا الشمالية .
ثانيا - نظرا لأن السواحل الشرقية للمحيط الأطلسي ( إلى الشمال من خط الاستواء ) تتأثر بالتيارات الباردة في المنطقة الحارة ، وبالتيارات الدافئة في العروض الباردة ، فقد ترتب على ذلك أن أصبح تدرج الحرارة على امتداد هذه السواحل بطيئا جدا ، أما السواحل الغربية فيختلف الحال عليها عن ذلك تماما ، لأنها تتأثر بالتيارات الدافئة في المنطقة الحارة وبالتيارات الباردة في العروض الباردة . ولهذا السبب نجد أن مناخها أكثر تطرفا من مناخ السواحل الشرقية ، كما أن التدرج الحراري على امتدادها يكون شديد الانحدار جدا بمعنى أن الانتقال من المناخ الحار إلى المناخ البارد يأتي في مسافة قصيرة ، وقد كان لذلك نتائج اقتصادية هامة ، لأنه أدى إلى تعدد الأنواع المناخية التي تساعد على زراعة غلات متباينة فى مسافة قصيرة نسبيا ، فعلى طول الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية مثلا ، نجد أن الحياة النباتية تتدرج في مسافة لاتزيد على 4600 كيلومتر من غلات الأقاليم الحارة في فلوريدا إلى غلات الأقاليم الباردة في لبرادور ، وشدة تدرج الحرارة على طول الساحل الأمريكي بهذا الشكل هو السبب الرئيسى فى كثرة حدوث التقلبات الفجائية في درجة حرارة البلاد الواقعة عليه ، لأن مجرد هبوب الرياح من الجنوب أو الشمال كفيل بأن ينقل الحرارة أو البرودة من المناطق المجاورة ومثل هذا التدرج السريع يوجد كذلك في شرق آسيا ، ولكنه أقل وضوحا منه في شرق أمريكا الشمالية لأن تيار اليابان الدافىء (كوروسيفو) أضعف أثرا من تيار الخليج، كما أن أثر تيار كمتشتكا البارد أضعف من أثر تيار لبرادور .
اما أثر الارتفاع على درجة الحرارة : عند الكلام على توزيع الحرارة بصفة عامة على سطح الكرة الأرضية أو على إحدى القارات فإن المعتاد هو إغفال أثر التضاريس ، ولهذا فإن خطوط الحرارة المتساوية التي ترسم على مستوى العالم ومستوى القارات لاتمثل عادة التوزيع الحقيقي للحرارة على سطح اليابس، ولكن عندما يكون الأمر متعلقاً بالكلام على توزيع الحرارة فى أى منطقة من المناطق ، وخصوصا إذا كانت منطقة صغيرة فلا بد أن يؤخذ عامل التضاريس بعين الاعتبار حتى يكون التوزيع مطابقا للواقع بقدر الامكان ، حيث أن هذا التوزيع هو الذي يؤثر فعلا في توزيع كل مافى هذه المنطقة من مظاهر بشرية وغير بشرية .
ويمكن توضيح توزيع الحرارة في هذه الحالة بواسطة خطوط الحرارة المتساوية المرسومة على أساس المعدلات الواقعية ، وليس على أساس المعدلات بعد تعديلها تتمثل الحالة عند سطح البحر، وهو ما يتبع في رسم خطوط الحرارة المتساوية على مستوى العالم أو القارات ، ونظرا لأن درجة الحرارة تتناقص بالارتفاع فإن خرائط خطوط الحرارة المتساوية الفعلية تكون متشابهة إلى حد كبير مع خرائط الخطوط الكنتورية .
وكما أن المعدلات الحرارية تتناقص أفقيا عبر الدوائر العرضية من خط الاستواء نحو القطبين فإنها تناقص رأسيا على الجبال عبر الخطوط الكنتورية حتى تنخفض إلى درجة التجمد على القمم العالية في العروض المختلفة بما في ذلك العروض المدارية حيث فتتغطى هذه القمم بالجليد حيثما يسمح ارتفاعها بذلك، ويظهر عليها مناخ شبيه بمناخ المناطق القطبية. والمعتاد هو أن تتناقص درجة الحرارة بالارتفاع بمعدل يطلق عليه تعبير ه التناقص الرأسي المعتاد لدرجة الحرارة Normal lapse rate ، ومقداره درجة مئوية واحدة لكل 100 مترا ، إلا أن هذا المعدل يتأثر بعوامل مختلفة أهمها رطوبة الهواء وكمية السحب . قفى الجو الرطب يكون معدل التناقص أبطأ منه في الجو الجاف لأن بخار الماء يمتص الحرارة ويساعد على بقائها في الطبقات السفلى من الجو كما أن السحب تساعد على خفض معدل التناقص الحراري الرأسي لأنها تكون بمثابة غطاء يقلل من سرعة انتقال الحرارة من طبقة الجو التي تحتها إلى الطبقات التي فوقها .
ويرجع التناقص الرأسي لدرجة الحرارة عموما إلى ثلاثة عوامل رئيسية هي :
1 - تناقص كثافة الهواء وتخلخله مما يؤدى إلى برودته ذاتيا.
2 ـ تناقص المواد العالقة به وهي الغبار وبخار الماء وتناقص ثاني أوكسيد الكربون، وهى المواد التي تساعد الهواء على امتصاص الحرارة من أشعة الشمس .
3 - الابتعاد عن الإشعاع الأرضى الذى ينطلق من سطح الأرض في موجات طويلة يمكن أن يمتصها الهواء ، ويعتبر هذا الإشعاع عاملا رئيسيا في تسخين الهواء يستطيع أن يمتص موجاته الطويلة بينما لا يستطيع امتصاص الموجات القصيرة للأشعة المباشرة ، وخصوصا إذا كان نقيا.
وعند دراسة الحرارة في المناطق الجبلية لابد من ملاحظة اختلاف نصيب المنحدرات المختلفة من الاشعاع الشمسي مما يؤدى إلى عدم امتداد خطوط الحرارة المتساوية عليها في مستويات واحدة ، ففى نصف الكرة الشمالي تكون المنحدرات الجنوبية للجبال أدفاً بكثير من المنحدرات الشمالية في فصل ، ويحدث العكس بالنسبة لجبال نصف الكرة الجنوبى ، ولهذا السبب فإن خطوط الحرارة المتساوية لشهر يوليو مثلا تكون أعلى على المنحدرات الجنوبية لجبال نصف الكرة الشمالى منها على منحدراتها الشمالية ، وينعكس تأثير ذلك على نطاقات الحياة النباتية على هذه المنحدرات.
وبالنسبة للجبال العالية فإن التناقص الحرارى يمكن أن يؤدى إلى تغطية قممها أو منحدراتها بالثلوج في فصل البرودة أو طول السنة على حسب الفترة التي تنخفض أثناءها متوسطات الحرارة إلى درجة التجمد ، ويطلق تعبير خط الثلج Snow line على الخط الذي يتمشى مع الحد الأسفل للثلج المتراكم على المنطقة في أي فترة من السنة . ومن الواضح أن ارتفاع هذا الخط على الجبال يتغير بتغير درجة الحرارة حتى أنه قد يختفى تماما في فصل الصيف . وحيثما تبقى الثلوج طول السنة فإن الخط الذي يحدد مناطق بقائها يعرف باسم خط الثلج الدائم . ويختلف ارتفاع هذا الخط من منطقة إلى أخرى على حسب درجة حرارة الجو ورطوبته ، ففى الأقاليم الحارة يكون هذا الخط أعلى بالنسبة لسطح البحر منه في الأقاليم المعتدلة والباردة ، ويتناقص ارتفاعه كلما اقتربنا من القطبين حتى يصل إلى مستوى سطح البحر فتتغطى الأرض كلها بالثلج الذي تتغطى به كذلك معظم المناطق البحرية . ولكن يلاحظ أن تراكم الثلوج في اى منطقة لا يتوقف على انخفاض درجة حرارة الجو إلى أقل من درجة التجمد فقط بل يجب أن يكون الجو محملا ببخار الماء اللازم لتكوين الثلوج التي تكفى لتغطية الأرض . ويلاحظ في نصف الكرة الشمالي أن خط الثلج الدائم يكون غالبا أعلى على المنحدرات الجنوبية للجبال منه على منحدراتها الشمالية بسبب ارتفاع نصيبها نسبيا من أشعة الشمس ، ويحدث عكس ذلك في نصف الكرة الجنوبي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)خطا عرض داكار وفيراكروز هما 39 14 و 11 19 شمالا على الترتيب ، أما خطا عرض بنانا وبيرنمبوكو فهما 6 و 8 جنوبا على الترتيب .
Austin Miller, A, «< Climatology », 4 ed. 1944 P. 48. (T)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|