المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

أعمال الذرية
24-10-2018
Magnetic units
5-4-2021
François-Félix Tisserand
22-1-2017
تطور الكيمياء  في القرن التاسع عشر
23-2-2016
سـياسة الخصخصـة في الهـند بعد عـام 2004
27-7-2021
وفاة الهــادي
26-7-2017


ترسيخ الإيمان والعقيدة بالدين / تعليم الأطفال الأحكام عمليّاً  
  
369   04:41 مساءً   التاريخ: 2024-09-12
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص123ــ124
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 1677
التاريخ: 12-1-2016 2023
التاريخ: 2024-07-28 450
التاريخ: 2024-02-18 1043

إنّه وبعد تعليم الطفل خلاصةً ونبذةً عن المعارف الإسلامية بلغة مبسطة، ينبغي تربيتهم عملياً على العمل بالأحكام والمسائل الشرعية، بمعنى تعليمهم طريقة وأسلوب العمل بالأحكام بشكل ملموس؛ لئلاً يبتلوا في سبيل تعليم الأحكام بالشك والشبهة، ونحن نشير إلى نموذج من ذلك وهو الوضوء، فإنّه لابد أولاً: من تعليم الطفل الطريقة الصحيحة للوضوء، ثمّ تطبيق ذلك عمليّاً، ثمّ متابعة ذلك من الطفل بدقة، ومن ثم الإشراف على إسباغ الطفل للوضوء.

ومن البديهي أنّ اتباع منهج التعليم العملي أكثر تأثيراً من اتباع منهج الكلام. روى العلامة النوري عن فقه الرضا (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أمر ولده محمد بن الحنفية بماءٍ للوضوء، فأتاه، فضرب بيده في الماء، فقال: ((بسم الله، والحمد الله الذي جعل الماء طهوراً، ولم يجعله نجساً)) ثمّ تمضمض به وقال: ((اللهم لقني حجّتي يوم ألقاك، وأطلق لساني بذكرك)) ثمّ استنشق وقال: ((اللهم لا تحرمني رائحة الجنة، واجعَلني ممّن يشم ريحها وروحها وطيبها)) ثمّ غسل وجهه وقال حين صب الماء على وجهه: ((اللهم بيض وجهي يومَ تسودّ الوجوه)) ثم غسل يده اليمنى وقال: ((اللهم أعطني كتابي بيميني، والخُلد بشمالي))، ثمّ غسل يده اليسرى وقال: ((اللهم لا تعطني كتابي بشمالي، ولا تجعلها مغلولةٌ إلى عُنقي، وأعوذ بك من مقطعات النيران)) ثم مسح برأسه وقال: ((اللهم غَشني برحمتك وبركاتك وعفوك))، ثم مسح قدميه وقال: ((اللهم ثبت قدمي على الصراط يوم تَزِلُّ فيه الأقدامُ، وَاجعَل سعيي فيما يُرضيك عنّي)). ثم التفت إلى ابنه وقال: ((يا بني، فأيما عبد مؤمن توضأ بوضوئي هذا، وقال مثل ما قلت عند وضوئه إلّا خَلقَ الله من كلّ قطرةٍ ملكاً يُسبِّحُه ويُكبّره ويُهلله إلى يوم القيامة))(1).

______________________________

(1) مستدرك الوسائل، ج1، ص308؛ ثواب الأعمال، ص 16. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.