صفات الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي تَوَحُّدِهِ ودَنَا فِي تَفَرُّدِهِ وجَلَّ فِي سُلْطَانِهِ وعَظُمَ فِي أَرْكَانِهِ وأَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وهُوَ فِي مَكَانِهِ، وقَهَرَ جَمِيعَ الْخَلْقِ بِقُدْرَتِهِ وبُرْهَانِهِ، مَجِيداً لَمْ يَزَلْ مَحْمُوداً لَا يَزَالُ، بَارِئَ الْمَسْمُوكَاتِ ودَاحِيَ الْمَدْحُوَّاتِ وجَبَّارَ الْأَرَضِينَ والسَّمَاوَاتِ، قُدُّوسٌ سُبُّوحٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ والرُّوحِ، مُتَفَضِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ بَرَأَهُ، مُتَطَوِّلٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ أَنْشَأَهُ، يَلْحَظُ كُلَّ عَيْنٍ والْعُيُونُ لَا تَرَاهُ، كَرِيمٌ حَلِيمٌ ذُو أَنَاةٍ، قَدْ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ ومَنَّ عَلَيْهِمْ بِنِعْمَتِهِ، لَا يُعَجِّلُ بِانْتِقَامِهِ ولَا يُبَادِرُ إِلَيْهِمْ بِمَا اسْتَحَقُّوا مِنْ عَذَابِهِ، قَدْ فَهِمَ السَّرَائِر وعَلِمَ الضَّمَائِرَ ولَمْ تَخْفَ عَلَيْهِ الْمَكْنُونَاتُ ولَا اشْتَبَهَتْ عَلَيْهِ الْخَفِيَّاتُ، لَهُ الْإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَيْءٍ والْغَلَبَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ والْقُوَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ والْقُدْرَةُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، ولَيْسَ مِثْلَهُ شَيْءٌ وهُوَ مُنْشِئُ الشَّيْءِ حِينَ لَا شَيْءَ، دَائِمٌ قَائِمٌ بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، جَلَّ عَنْ أَنْ تُدْرِكَهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، لَا يَلْحَقُ أَحَدٌ وَصْفَهُ مِنْ مُعَايَنَةٍ ولَا يَجِدُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ مِنْ سِرٍّ وعَلَانِيَةٍ إِلَّا بِمَا دَلَّ عَزَّ وجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ، وأَشْهَدُ أَنَّهُ اللَّهُ الَّذِي مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ والَّذِي يُغَشِّي الْأَبَدَ نُورُهُ والَّذِي يُنْفِذُ أَمْرَهُ بِلَا مُشَاوَرَةِ مُشِيرٍ- ولَا مَعَهُ شَرِيكٌ فِي تَقْدِيرٍ ولَا تَفَاوُتٌ فِي تَدْبِيرٍ، صَوَّرَ مَا أَبْدَعَ عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ وخَلَقَ مَا خَلَقَ بِلَا مَعُونَةٍ مِنْ أَحَدٍ ولَا تَكَلُّفٍ ولَا احْتِيَالٍ، أَنْشَأَهَا فَكَانَتْ وبَرَأَهَا فَبَانَتْ فَهُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ، الْمُتْقِنُ الصَّنْعَةِ الْحَسَنُ الصَّنِيعَةِ الْعَدْلُ الَّذِي لَا يَجُورُ والْأَكْرَمُ الَّذِي تَرْجِعُ إِلَيْهِ الْأُمُورُ، وأَشْهَدُ أَنَّهُ الَّذِي تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ وخَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِهَيْبَتِهِ، مَلِكُ الْأَمْلَاكِ ومُفْلِكُ الْأَفْلَاكِ ومُسَخِّرُ الشَّمْسِ والْقَمَرِ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ ويُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً، قَاصِمُ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ومُهْلِكُ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، لَمْ يَكُنْ مَعَهُ ضِدٌّ ولَا نِدٌّ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، إِلَهٌ وَاحِدٌ ورَبٌّ مَاجِدٌ يَشَاءُ فَيُمْضِي ويُرِيدُ فَيَقْضِي ويَعْلَمُ فَيُحْصِي ويُمِيتُ ويُحْيِي ويُفْقِرُ ويُغْنِي ويُضْحِكُ ويُبْكِي ويَمْنَعُ ويُعْطِي، لَهُ الْمُلْكُ ولَهُ الْحَمْدُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ* لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، مُجِيبُ الدُّعَاءِ ومُجْزِلُ الْعَطَاءِ مُحْصِي الْأَنْفَاسِ ورَبُّ الْجِنَّةِ والنَّاسِ، لَا يُشْكِلُ عَلَيْهِ شَيْءٌ ولَا يُضْجِرُهُ صُرَاخُ الْمُسْتَصْرِخِينَ ولَا يُبْرِمُهُ إِلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ الْعَاصِمُ لِلصَّالِحِينَ والْمُوَفِّقُ لِلْمُفْلِحِينَ ومَوْلَى الْعَالَمِينَ الَّذِي اسْتَحَقَّ مِنْ كُلِّ مَنْ خَلَقَ أَنْ يَشْكُرَهُ ويَحْمَدَه...»[1].
تنزيه الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «مَا عَرَفَ اللَّهَ تَعَالَى مَنْ شَبَّهَهُ بِخَلْقِهِ، ولَا عَدَّلَهُ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذُنُوبَ عِبَادِهِ»[2].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ زَعَمَ أنّ اللَّه يَأمرُ بالسوءِ والفَحْشَاءِ؛ فَقَد كَذَب على اللَّه. ومَنْ زَعَمَ أنّ الخيرَ والشّرَ بغيْرِ مَشِيئةِ اللَّه؛ فَقَد أَخَرَجَ اللَّه مِنْ سُلطَانِهِ. ومَنْ زَعَمَ أنَّ المعَاصي بِغَيْرِ قُوّةِ اللَّه، فَقَدْ كَذَب عَلَى اللَّه، ومَنْ كَذَب عَلَى اللَّه؛ أدْخَلَهُ اللَّه النَارَ»[3].
تعظيم أسماء الله تعالى
روي عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
- «مَا مِنْ كِتَابٍ يُلْقَى بِمَضِيعَةٍ مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَحُفُّونَهُ بِأَجْنِحَتِهِمْ ويُقَدِّسُونَهُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَلِيّاً مِنْ أَوْلِيَائِهِ فَيَرْفَعَهُ مِنَ الْأَرْضِ، ومَنْ رَفَعَ كِتَاباً مِنَ الْأَرْضِ فِيهِ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ رَفَعَ اللَّهُ تَعَالَى اسْمَهُ فِي عِلِّيِّينَ وخَفَّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ وإِنْ كَانَا كَافِرَيْن»[4].
عفو الله تعالى وكرمه
روي أنّه قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) :
- «ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، وسَوْفَ أُفَسِّرُهَا لَكَ يَا عَلِيُّ؛ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مَرَضٍ أَوْ عُقُوبَةٍ أَوْ بَلَاءٍ فِي الدُّنْيَافَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، واللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثنِّي عَلَيْهِمْ الْعُقُوبَةَ فِي الْآخِرَةِ، ومَا عَفَا عَنْهُ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى أَحْلَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي عَفْوِه»[5].
وروي عنه (صلى الله عليه وآله) -أيضاً أنّه قال:
- «مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَى عَمَلٍ ثَوَاباً فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، ومَنْ أَوْعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَاباً فَهُوَ فِيهِ بِالْخِيَار»[6].
[1] الاحتجاج، ج1، ص133، ح32؛ روضة الواعظين، ص89؛ اليقين، ص343، ح127.
[2] دعائم الإسلام، ج1، ص96؛ تحف العقول، ص37؛ الأمالي (المفيد)، ص20، ح1؛ كنز الفوائد، ج2، ص108.
[3] الكافي، ج1، ص158، ح6؛ التوحيد، ص359، ح2؛ الجامع الصغير، جلال الدين السيوطي، ج1، ص 514 (قريب منه).
[4] تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورّام)، ج2، ص78؛ المعجم الصغير، ج1، ص144(قريب منه).
[6] المحاسن، ج1، ص382، ح845؛ التوحيد، ص406، ح3؛ تحف العقول، ص48؛ كنز العمال، ج4، ص255.