على الرغم من تعدد أهمية التربة في مجال الموارد الطبيعية إلا أن الجغرافيين يعطون اهتماماً كبيراً لأهمية التربة في مجال النشاط الزراعي، ويمكن إرجاع السبب في ذلك إلى الدور الكبير للتربة في النشاط الزراعي وما لذلك من علاقة في حياة السكان واستيطانهم وأنشطتهم الاقتصادية وغيرها من المجالات التي تهتم بها الدراسات الجغرافية المختلفة. إن مدى ملائمة التربة للنشاط الزراعي يحددها ما يطلق علية بخصوبة التربة. يمكن تعريف خصوبة التربة على أنها مقدار ما تحويه التربة من العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات وبتراكيب يسهل على الجذور امتصاصها ، وأن العناصر الغذائية تتحدد بشكل رئيس بمقدار تركيز الأملاح والمعادن والمواد العضوية في محلول التربة، أما سهولة امتصاص المواد الغذائية من جذور النباتات فيتحدد بشكل رئيس بنسيج التربة وتركيبها وعمقها فضلاً عن نوعية الأملاح السائدة في محلول التربة. ولذلك فان خصوبة التربة تتأثر بخصائص التربة الفيزيائية والكيميائية.

يمكن أن تفقد التربة خصوبتها مع استمرار الاستغلال الزراعي المتواصل وذلك بسبب استهلاك النباتات للعناصر الغذائية أو بسبب دور مياه الري الزراعي في إذابة المواد الغذائية ونفاذها في أعماق التربة أو بسبب تراكم الأملاح على سطح التربة. كما يمكن رفع درجة خصوبة التربة من خلال العمل على تحسين خصائص التربة بواسطة إضافة الأسمدة والمخصبات الكيميائية والعضوية إلى التربة أو من خلال الحراثة ومشاريع البزل.

ومن الأمور الواجب التأكيد عليها في هذا الصدد إن قابلية التربة على الإنتاج الزراعي لا تتوقف على درجة خصوبة التربة وحدها وإنما هناك مجموعة عوامل تؤثر في الإنتاج الزراعي ابرزها الظروف المناخية ونوعية مياه الري كما أن في العقود الأخيرة أصبحت درجة تقنية الوسائل والأساليب المعتمدة في النشاط الزراعي تعد من الأساسيات المعتمدة في تحديد حجم الإنتاج الزراعي. ولذلك إذا تباينت الظروف الطبيعية والبشرية فان حجم الإنتاج الزراعي في وحدة المساحة المزروعة وهو ما يطلق علية بمصطلح الغلة ليس معياراً حقيقياً لدرجة خصوبة التربة وإنما تكون الغلة مقياساً لدرجة خصوبة التربة في المناطق ذات الظروف المتشابهة.