التربة في الوطن العربي
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 54 ـ 57
2025-11-13
99
تتكون التربة من اختلاط المواد المعدنية و العضوية مع بعضها فضلا عن الماء والهواء وتعرف مكونات التربة المعدنية احيانا بالمواد اللاعضوية وهي من اهم مكونات التربة الاساسية اذ انها تمثل الجزء الأكبر من حجم التربة ووزنها وتكون هيكلها الرئيسي ، اما مكونات التربة العضوية فمصدرها بقايا مخلفات الكائنات الحية النباتية والحيوانية و تعرف هذه المكونات بعد تحليلها بالتربة بالدبال ، وهذه المكونات السابقة الذكر هي المصدر الرئيسي لنمو الاعلاف التي تعتمد عليها الثروات الحيوانية في توفير الغذاء الرئيسي لها من محاصيل الاعلاف أو الحشائش الطبيعية من خلال تفاعل بعض العوامل الطبيعية والبشرية الاخرى لنموها وتتباين تربة الوطن العربي من حيث مكوناتها ونسجتها وتركيبها ولونها وتوزيعها الجغرافي وغيرها من الصفات والخصائص الفيزيائية والكيميائية مما اثر هذا على تباين استيعابها لأنواع واعداد الثروات الحيوانية الامر الذي ادى الى تباين تأثير التربة على الإنتاج الحيواني كماً وكيفاً تنتشر في الوطن العربي مجموعة كبيرة من الترب التي تباينت انواعها واختلفت خصائصها حسب تأثرها بعامل المناخ والسطح والموارد المائية والغطاء النباتي وغيرها من المؤثرات البشرية ، وعلى أساس هذا يمكن تقسيم الترب في الوطن العربي الى المجموعات الآتية:-
أ - تربة البحر المتوسط : توجد على منحدرات جبال بلاد الشام والجبل الأخضر والمغرب والعراق ، وهي تربة جبلية لونها أحمر لغناها بأكسيد الحديد ويتحول هذا اللون الى الأسمر إذا ارتفعت فيه نسبة أكاسيد المنغنيز ، وهي خصبة مفككة وتعد من أجود انواع الترب تصلح لتربية الأغنام والماعز وحيوانات العمل وذلك لتأقلمها للظروف المناخية والتضاريسية السائدة فيها وتعد من أكثر الترب بعد السهول غنى بالثروة الحيوانية.
ب - تربة المناطق المعتدلة شبه الجافة (السهوب) : (Steppes soil)
تظهر في شمالي العراق وبلاد الشام وسواحل طرابلس في ليبيا وتمتد متصلة من جنوب شرق تونس حتى المحيط الأطلسي في المغرب العربي ، وهي تربة أصلية سمراء ترتفع فيه نسبة الطين والكلس ونقل نسبة المواد العضوية لفقرها بالغطاء النباتي وتصلح لتربية الأغنام والماعز والأبل وحيوانات النقل وهذه الحيوانات تأقلمت للعيش في هذه الظروف المناخية شبه الجافة ذات الامطار القليلة ج - تربة المنطقة الصحراوية (Desert soil) وتحتل أكبر مساحة من الوطن العربي تقرب من ( 80 ) وهي تربة نطاقية بأتم معنى الكلمة إذ يتماشى توزيعها والنطاق المناخي الجاف الذي تقل أمطاره عن 200 ملم في السنة ، وللمناخ الدور الأكبر في تشكيلها وخاصة الرياح ودرجة الحرارة التي تقوم بعلمية التهيئة للرواسب ذلك ان الفوارق الحرارية اليومية لهذه المناطق وما أدت اليه من انكماش وتمدد لمعادن الصخور المختلفة في تركيبها كان لها الأثر البالغ في تقشر هذه الصخور وتشققها إلى فتات دقيقة ، وهي ملائمة لتربية حيوانات الأغنام والأبل بالدرجة الأولى بالإضافة إلى تربية حيوانات الماعز والعمل بأعداد قليلة.
د التربة السوداء : (Black soil )
توجد في مناطق السافانا جنوبي السودان وجنوبه الغربي جاء لونه الأسود من غناها بالمواد العضوية (الدبال) ، هي تربة صلصاليه طينية تحول دقة مسامها دون تهويتها الجيدة ونفاذ الماء فيه ، وصالحة لتربية الماعز والاغنام وحيوانات العمل والركوب لتأقلمها للظروف الرطبة.
هـ - التربة المدارية الحمراء (Tropical Soil red )
تظهر في أقصى جنوب غرب السودان والصومال، وهي مغسولة لكثرة الأمطار، فقيرة بالمواد العضوية والمعدنية عدا أكاسيد الحديد التي أعطتها لونها الأحمر وتنتشر فيها تربية الابقار بصورة عامة بالإضافة إلى الأغنام.
و - التربة الفيضية : (Alluvial soil)
توجد في أودية الانهار والاتها (سهول) (دجلة والفرات والنيل) والمنخفضات الداخلية منقولة وغنية بالمواد المعدنية ترتفع فيه نسبة الأملاح في مجاري الانهار الدنيا بسبب التصريف السيء الاستواء سطحها ، وتربى فيها اعداد كثرة من الأغنام والابقار وحيوانات العمل وهي من أكثر أنواع الترب صلاحية لتربية الثروة الحيوانية لملائمة المناخ واستواء السطح وتوفر المياه والتربة الجيدة الملائمة الزراعة محاصيل العلف وتوفر النبات الطبيعي فيها كمراعي طبيعية وبعد الاطلاع خصائص وانواع ترب الوطن العربي نلاحظ بان معظم الترب ملائمة لزرعة محاصيل العلف الذي تحتاجه الثروة الحيوانية طازجاً وجافاً ، تصلح ترب ضفاف الأنهار وحافات مناطق الاهوار لزراعة لكثير من المحاصيل الزراعية ومنها محاصيل العلف خصوصاً المحاصيل التي تحتاج إلى ملوحة قليلة وتربة جيدة الصرف والتهوية مثل الجت وهو المحصول الرئيسي للثروة الحيوانية وهذه الترب تتميز بهذه الخصائص فضلاً عن توفر المياه لموقعها بالقرب من الأنهار الرئيسة والجداول والقنوات الأروائية.
اما ترب أحواض الأنهار فتحتوي على مجموعة من الأملاح المذابة المتمثلة بالكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم والكلور حيث تكون قيمها أكثر من قيمها في ترب ضفاف الأنهار وبذلك أصبحت هذه المناطق غير ملائمة لزراعة المحاصيل الزراعية ، إلا انه يمكن الاعتماد عليها في تطوير مشاريع تربية الحيوانات نظراً لأتساع مساحتها وملائمتها لزراعة محاصيل العلف خصوصاً الشعير والذي يمكن أن يستفاد منه في سد جزء كبير من احتياجات الحيوانات الغذائية سواء باستخدام حبوبه أو اعقابه في عملية التغذية أو استعماله كعلف اخضر فضلاً عن زراعة محاصيل العلف الأخرى التي تتحمل الملوحة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ- محمد ازهر سعيد السماك ، وزملاؤه - العراق ، دراسة إقليمية ، الجزء الأول – الموصل ، 1985 - ص 39-42.
ب- محمد ازهر سعيد السماك وزميله - جغرافية الوطن العربي - الموصل 1985 - ص ج كاظم عبادي حمادي الجاسم - جغرافية الوطن العربي الزراعية – الأردن -85-83 2016 - قيد النشر - ص 76- 78.
الاكثر قراءة في جغرافية التربة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة