أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2015
2251
التاريخ: 11-5-2022
1593
التاريخ: 26-10-2015
2517
التاريخ: 7-12-2017
3098
|
من خلال تعريفات الدعاية الانتخابية المتعددة ومنها نشر الافكار ووجهات النظر والمواقف المرغوب في ان يتبناها الجمهور وهي بذلك كالإعلان تستخدم احدث وسائل الاعلام وطرق الاتصال بالأخرين من صحف وبث اذاعي وتلفزيون ومنشورات وكذلك احدث فنون ووسائل الايحاء الذاتي المبنية على أسس علم النفس الاجتماعي وعلم النفس الفردي وعلى الرغم من فوائد الدعاية بشكل عام فان فيها اخطار شديدة على المجتمع منها انها قد تميل إلى تسهل وتبسيط الامور والموضوعات وبيان المحاسن والمميزات واخفاء العيوب والسلبيات مما قد يقلل القدرة على النقد البناء والحكم الموضوعي المتعقل إضافة إلى ذلك خطر وقوع الدعاية الاعلامية تحت سيطرة فئة محددة من موظفي الدولة أو كبار الرأسماليين والمنتفعين (1)، وكونها عملية إقناع تنقض على العقل كما الحرب عنف منظم تهاجم الجسد فان الدعاية تستخدم وسائل الاتصال المختلفة للتأثير في الافكار والسلوك الإنساني في مجتمع ودولة معينة وفي وقت معلوم ولغرض محدد أيضاً وهي بذلك اداة للإقناع السياسي الايديولوجي والنفسي، تعمل في ظروف تاريخية واجتماعية وسياسية وثقافية معينة وهي تكون بذلك حسب الرسالة التي تحملها والغاية التي تسعى اليها (2).
ومما مر عليا أثناء البحث، يتضح لنا مجموعة من الخصائص للدعاية الانتخابية السياسية، خاصة وهي تعرف على انها مجموعة من الانشطة والوسائل المشروعة، أو توصف على انها حملة اعلامية محددة من حيث الزمان والمكان، تسهم في صناعة الرأي العام والتأثير عليه، وتوجيه مساره في اتجاه قضايا سياسية وانتخابية تخدم شرائح واسعة من الجمهور الانتخابي، متناغمة مع ما يحتاج اليه ومحاولة إقناعه برؤى وافكار يتبناها المرشحون أو الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية، وبهدف حسم التصويت لصالحهم في يوم الاقتراع، وقد اخذ تأثير الدعاية يتزايد في المجتمعات المتقدمة مقارنة بالمجتمعات النامية التي لا تعرف معظمها الحملات الانتخابية أو الدعاية، فهي أكثر فعالية وكثافة في المجتمعات الراسخة في الديمقراطية (3)، ومما تقدم يتضح ان من خصائص الدعاية الانتخابية ما يأتي:
اولاً: إنَّ الدعاية الانتخابية جوهر الحركة السياسية، لكونها تسهم في زيادة النشاط السياسي في اجواء من المنافسة السياسية المشروعة والقدرة على إقناع الرأي العام بما لدى الأحزاب والمرشحين من برامج وخطط مستقبلية تسهم في تغيير الواقع المعاش (4).
ثانياً: إنَّ الدعاية الانتخابية وبوصفها وسيلة اعلامية بيد المرشح أو الحزب والكيان السياسي فأنها تستخدم مجموعة كثيرة من الانشطة والوسائل الاعلامية الاخرى مثل الاعلان والملصقات والرسائل القصيرة من الهاتف الجوال والبرامج الحوارية والمناقشات التلفزيونية والاذاعية وما سواها من وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة التي اثرت على العلاقة بين المرشح والأحزاب السياسية من ناحية، وبين الناخبين من ناحية أخرى، فقد احدثت التطورات التقنية قفزة نوعية في نوعية وفعالية الاتصال بين الاطراف المختلفة وذلك بسبب سرعة بث وانتشار الدعاية الانتخابية من خلال مختلف المنصات الاعلامية (5).
ثالثاً: إنَّ الدعاية الانتخابية وبوصفها من وسائل الاعلام الجماهيري، فأنها تسهم في زيادة دور الرأي العام في مختلف الممارسات الاجتماعية والسياسية بفعل فتح نوافذ للمعرفة والمعلومات الهادفة وفتح حدود العالم من خلال التواصل بعضها ببعض (6).
رابعاً: إن الدعاية الانتخابية محددة بزمان ووقت معلوم ينص عليه في التشريعات الانتخابية أو الأنظمة والتعليمات المنظمة للعملية الانتخابية الموضوعة من قبل الجهات المختصة بذلك قانونياً ويجب الالتزام بهذه المدة اثناء تنفيذ الدعاية أو الحملة الاعلامية وكذلك لها أماكن مخصصة تحكمها ضوابط قانونية يترتب على مخالفتها ارتكاب ما يعرف بجرائم الدعاية الانتخابية وهي أفعال يعاقب عليها القانون(7).
خامساً: لم تعد الدعاية الانتخابية نشاطاً شخصياً للمرشح فحسب، بل أصبحت مهارة وفناً يمكن ان يقوم بها فريق يعرف بفريق الحملة الانتخابية نيابة عن المرشح نفسه وبالتنسيق معه، ويمكن أن تقوم بها مؤسسات اعلامية جماهيرية ومراكز متخصصة نيابة عن المرشح أو الحزب السياسي(8) وتسهم الدولة في الدعاية الانتخابية، ودور العبادة من خلال الحث، وتشجيع المشاركة الوطنية الواسعة في الانتخابات بوصفها الوسيلة الشرعية الوحيدة للتداول السلمي للسلطة.
سادساً: تفاوت الوسائل المستخدمة في الدعاية، التي يملكها المرشحون والأحزاب السياسية (9) يستدعي خضوعها للرقابة ومتابعة مدى تطبيق مبدأ المساواة أمام القانون وتكافؤ الفرص الممنوحة للجميع والمبادئ الأخرى التي تحكم الدعاية الانتخابية؛ وذلك لخطورة دورها على المجتمع في حال استغلالها بشكل غير مشروع وغير قانوني، مما يخل بمبدأ الامن القانوني الذي يسهم في تحديد ما هو مسموح وما يحظر أو يمنع القانون العمل به مما يعني أعمال مبدا سيادة القانون(10)، خاصة مع يفرزه الواقع العملي من عدم تطبيق الأسس والمبادئ اثناء الدعاية الانتخابية ومن ثم وقوع العديد من جرائم الدعاية الانتخابية التي تشكل انتهاكا لمبادئ الاعلان العالمي لحقوق الإنسان ومنها الحق في المعاملة بروح الاخاء وكذلك الحق في الحياة والحرية والسلامة الشخصية وكون الناس سواسية أمام القانون (11).
سابعاً: لما كانت أهداف الدعاية أو الحملة الانتخابية تتمحور في الاغلب في كسب نسبة كبيرة من اصوات الناخبين والظفر بها ، فأنها ليس بالضرورة أو دائما تسعى إلى الفوز الانتخابي فقد يكون لها أهداف اخرى منها إرسال رسائل معينة لهيئة الناخبين مثل نشر الآراء والأفكار، أو تقديم معلومة والرد عليها (12).
______________
1- د. عبد الوهاب الكيالي واخرون، الموسوعة السياسية، ط 1 ، الناشر مطبعة المتوسط ،لبنان، 1974م، ص 266
2- د. ناظم عبد الواحد الجاسور، موسوعة المصطلحات السياسية والفلسفية والدولية، ط 1، الناشر دار النهضة العربية، لبنان، 2008م، ص 307 - ص 308.
3- د. صفوت العالم الدعاية الانتخابية، ط 1 ، الناشر نهضة مصر، 2007م، ص 10.
4- د. كريم مشط الموسوي، الاعلان السياسي والدعاية الانتخابية، ط 1 ، الناشر دار ومكتبة البصائر، لبنان، 2011م ، ص 142.
5- تمارا خزوز واخرون دلیل اعداد الحملات الانتخابية بدون طبعة الناشر وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية، الاردن، ص 30
6- د. کامل خورشید مراد، مدخل إلى الرأي العام، ط1، الناشر دار المسيرة للنشر، الأردن، 2011م ، ص 182.
7- تمارا خزوز واخرون دلیل اعداد الحملات الانتخابية، مصدر سابق، ص 24.
8- د. كريم مشط الموسوي، الاعلان السياسي والدعاية الانتخابية، مصدر سابق، ص 141.
9- د داود الباز ، حق المشاركة في الحياة السياسية، (دراسة تحليلية ) بدون طبعة الناشر دار الفكر الجامعي الاسكندرية 2006 ، ص 534.
10- د. مازن ليلو ،راضي، حماية الامن القانوني في النظم القانونية المعاصرة، ط1، الناشر المركز العربي مصر 2020 م، ص 39
11- وليد محمد الشبيبي، حقوق الإنسان في ظل الاعلانات والقوانين والعهود والمواثيق والاتفاقيات الدولية، بدون طبعة الناشر مكتبة صباح ،العراق، 2015م، ص 10.
12- تمارا خزوز واخرون، دليل أعداد الحملات الانتخابية، مصدر سابق، ص 19.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|