أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-17
1027
التاريخ: 2024-09-16
213
التاريخ: 2023-06-18
1082
التاريخ: 2024-08-24
217
|
الحجة: هي البرهان، وقيل: الحجة الكلام المستقيم على الاطلاق، ويراد بها الدليل والبرهان، ثم إن البرهان قد يكون باللفظ ، وقد يكون بالعمل، والبرهان العملي ابلغ في إثبات الدعوى لأنه لا يحتمل الخطاء، ومن المعلوم أن أول الدلائل في مقام الحجة هو الوجدان، وهذا بخلاف البرهان اللفظي فإنه لا يتجاوز إلّا الادعاء على المدعى، ومن المعلوم أيضاً أن الأذواق والافهام مختلفة لجودة الدرك وعدمها في الأشخاص، فحينئذ لازمة طرّو الاشتباه في الدلالة اللفظية، ولذا يحتاج في قطعية الدلالة اللفظية إلى احتفافه بالقرائن اللفظية الأُخرى والحالية ونحوها وهذا بخلاف البرهان العملي، وقد علم مما سبق أن الامام الحسين (عليه السلام) كما في هذه الزيارة والأئمة الأطهار (عليهم السلام) براهين وحجج تامة لله تعالى في السرّ والعلانية على خلقه في عالم الوجود مطلقاً من عالم الدنيا والآخرة والاُولى وهي عالم الأرواح والذر، كما ورد في زيارة الجامعة « وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأُولى » فمعنى الأولى أي في عالم الذر وسوف نشير إلى بعض الروايات الواردة في هذا المقام، وأما قوله (عليه السلام) « عَلىٰ خَلْقِكَ »: فإن معنى الخلق: هو جميع ما سوى الله تعالى من المجردات والماديات والعقول والنفوس والحيوانات والنباتات... الخ، فجميع اصناف الخلق معنون بعنوان انه مخلق لله تعالى فهو خالق كل شيء، وعليه فالخليقة كالجنس يشمل جميع أنواع الموجودات، وإن شئت فقل ان الخلق مساوق للايجاد والوجود.
قال بعض الأعلام: قد يظن ان الخالق والباري والمصوّر الفاظ مترادفة بمعنى الخلق والاختراع كما قال تعالى: (هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) ولكن الأمر ليس كذلك فإن الله تعالى خالق من حيث هو مقدر وبارئ من حيث هو مخترع وموجد ومصور من حيث إنه رتب صور المخترعات على أحسن ترتيب، وبعبارة اُخرى، فإن كل ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقدير اوّلاً وإيجاده على وفق التقدير ثانياً وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثاً.
وقد يقال: ان الخالق هو الموجد للكون والباریء هو الموجد للعين والمصور هو الموجد للتقدير، وعلى أي حال فإن الله تعالى جعل الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل البيت (عليهم السلام) حججاً على خلقه والسر في ذلك لأنه تعالى خلقهم كاملين في العلم والمعارف، وحمّلهم علمه وأعطاهم حكمته وأتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين، وقد دلت على ذلك جملة من الروايات منها: عن بصائر الدرجات عن الإمام الحسن بن علي المجتبى (عليه السلام) قال: « إن لله مدينتين أحداهما بالمشرق والاُخرى بالمغرب عليهما سوران من حديد ، وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه وأنا أعرف جميع اللغات، وما فيها وما بينهما حجة غيري والحسين أخي »، وعن ابن أبي يعفور قال، قال لي الإمام الصادق (عليه السلام): يابن يعفور، إن الله تعالى واحد متوحد بالوحدانية متفرد بأمره فخلق خلقاً ففردهم لذلك الأمر فنحن هم، يابن أبي يعفور فنحن حجج الله على عباده وشهداؤه على خلقه واُمناؤه وخزانه على علمه والداعون إلى سبيله والقائمون بذلك فمن اطاعنا فقد اطاع الله، ففي الكافي عن الإمام الكاظم والرضا (عليهما السلام) قالا: « إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلّا بإمام حتى يعرف »، وعن الصادق (عليه السلام) قال: « ما زالت الأرض إلّا ولله فيها الحجّة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله »، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: « إن الله طهّرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا »، فظهر ممّا ذكر أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) كما أشارت إلى ذلك الزّيارة وكذلك الأئمة (عليهم السلام) لأنّهم نور واحد، وأنّهم حجج الله تعالى على جميع العوالم، أي انّهم الحجج على جميع من في الوجود مما دون العرش إلى ما تحت الثرى ثم إنهم حجج الله تعالى على الكل بجميع أقسام الحجية من القول المتضمّن للبرهان العقلي، والعمل الدال على صدق المدعى، فهم (عليهم السلام) حجج الله تعالى قولاً وفعلاً وصفة ، وأثبتوا كونهم حجة الله تعالى بالأُمور القطعية الدالة عليها وأهمها كون قولهم مطابقاً للعقل والبرهان والمعجزات الصادرة عنهم دالة على صدق دعواهم، والكتب مشحونة بمعجزاتهم بنحو تبهر منه العقول كما لا يخفى على المتتبع للآثار، والله الموفق إلى طاعته والعمل له.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|