أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-04
1076
التاريخ: 2024-04-23
885
التاريخ: 2024-08-22
327
التاريخ: 2023-07-14
1266
|
وقد عُثر على عدة نسخ من لوحة زواج «رعمسيس الثاني» من ابنة ملك «خيتا»، وهي:
1- لوحة «بو سمبل»، وقد نُقشت على الجدار الخارجي للمعبد (1).
2- لوحة «إلفنتين» (2).
3- لوحة «الكرنك» (3).
وقد جمع الأثري «كونز» كل هذه النسخ التي يكمل بعضها بعضًا إلى حد ما، وكتب عنها، وهاك ما جاء في هذه الوثيقة:
في أعلى اللوحة يشاهد ملك «خيتا»، وكبرى بناته في حضرة الفرعون، وأمام ابنة ملك «خيتا» الكلمات التالية:
لقب أميرة «خيتا»: الزوجة الملكية العظيمة «مات نفرو رع» بنت رئيس «خيتا» العظيم.
خطاب رئيس «خيتا» العظيم: لقد أتيت إليك، وإني أعبد جمالك … وإنك حقًّا محبوب «ستخ»، وإنه قد جعل أرض «خيتا» من نصيبك، ولقد جُردت من كل أملاكي، وكبرى بناتي على رأسها لأقدمها لوجهك البهي، فهل تتعطف أن تظل عند موقف قدمك أبد الآبدين، وكذلك بلاد «خيتا» قاطبة؟ ومع ذلك فإنك تظهر على عرش «رع»، وكل الممالك تحت قدميك أبدًا.
تاريخ اللوحة ومديح الفرعون: السنة الرابعة والثلاثون في عهد جلالة الصقر، الثور القوي محبوب «ماعت»، سيد الأعياد الثلاثينية مثل والده «بتاح تاتنن»؛ المنسوب للإلهتين، حامي مصر، وقاهر البلاد الأجنبية، محبوب «رع»، والد الآلهة، ومؤسس القطرين، الصقر، قاهر «ست»، الغني بالسنين، العظيم الانتصارات، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، وسيد القطرين، المسمى «قوية عدالة رع»، والمنتخب من «رع» ابن الشمس، سيد الإشراق، محبوب «آمون»، وإن «رع» هو الذي خلقه (رعمسيس) معطي الحياة، وهو الذي فتح كل البلاد بشجاعته وقوته، ومن تذكر الأقطار القصوى انتصاراته، ومن خوفه في كل القلوب أبدًا، «رعمسيس» رب مصر وسيد الصحراء، عاهل الأرضين مثل «آتوم»، وسور من الظران حول مصر، وبطل مشاته، وحامي خيالته، وحمى البلاد، و«بعل مصر»، ومانحها النصر على كل البلاد الأخرى، جميل الوجه عندما يرتدي التاج الأزرق، فائق الوجه عندما يلبس تاجي الوجه القبلي والوجه البحري؛ لأنه جمع المملكتين في سلام مثل والده «حورتنن»، وقد أجلسه «رع» على عرشه ليحمي هذه المملكة على حسب رغبته، ومن اسمه عظيم، ومن ألقابه فاخرة، ولا يوجد إله مثله، ومن كلامه مختار، ومن أفكاره مستحبة، ومن قلبه يقظ، ومن يحكم الأرض بقراراته: «رعمسيس».
المديح الثاني: وهنا يبتدئ هذا الأثر الذي لا يفنى، والذي مآله هو تعظيم قوة رب الساعد، وتفخيم شجاعته، والافتخار بشدة بأسه، وهو الأثر الذي يذكر بالمعجزات العظيمة الخفية التي وقعت لرب الأرضين، وأنه «رع» في شخصه أكثر من كل الآلهة، وهو الذي على أثر وضعه في عالم الوجود كان من نصيبه الشجاعة: «رعمسيس». وهو ملك يقظ، وفرعون شجاع، ابن «ست»، ومحبوب «منتو»، ونجم الأرض، وقمر مصر، وشمس الدنيا، معطيهم النور، وقرص الشمس، المضيء للناس، ومن النظر إليه يجعلهم يحيون، ومن عدد سنيه مرتفعة، ومن حكمه عظيم، ومن أعياده الثلاثينية فخمة، وأعاجيبه عديدة، ومن خيره يفيض على الأرضين، وثروته تفيض على الصعيد والدلتا، فالمئونة في يديه، والخير العميم تحت قدميه، والمأكولات موضوعة تحت نعليه، ومن اسمه عزيز في قلوب الآلهة، ومن يحبه الناس حبًّا عميقًا، وإنهم يفرحون عندما يرونه كما يرون «رع» عندما يشرق في الأفق: «رعمسيس». ومن عرشه ثابت، ومن … مبجل، ومن حكمه … بسرور، ومن اسمه بارز، وإنه يصل إلى السماء مثل «رع» في أعماله الأولى، ومن قراراته كاملة، وتعليماته ثابتة … شجاع …: «رعمسيس»؛ وجلالته — له الحياة والفلاح والصحة — ملك الأقواس التسعة، السيد العظيم لكل الممالك، وإن السماء أغلقت، والأرض زلزلت عندما استولى على مملكة «رع»، وإنه استولى على تيجان «آتوم» مع صل سيد الكون على رأسه، واجتمع على شخصه رمز السيدين «حور»، و«وست»، وسلطانهما وملكهما في متناوله، وقد فتح الجنوب والشمال، والغرب والشرق يحنيان رأسيهما، وإنه البذرة المقدسة لكل إله، وأنه وُضع من كل إلهة، وقد نشأه الكبش سيد «منديس» في المأوى العظيم في «هليوبوليس»: (رعمسيس) … وثامن آلهة «الأشمونيين» عندما خلقوا (؟)، وأنه مثل «خبري» عندما يرتفع، ومثل «شو»، و«تفنوت» أمام «حورتنن» لأجل أن ينظم مصر كما يجب عليه، وعندما يمد الأرض بالمعابد: «رعمسيس». وإنه صورة «رع» الحية، ورمز من يسكن «هليوبوليس»، ومن لحمه من ذهب، وعظامه من فضة، وأعضاؤه من حديد، ابن «ست»، ومربي «عنتا»، والثور القوي مثل «ست» صاحب «أمبوس» «حور» المقدس (؟) محب الناس، والإله العظيم بين الآلهة، حامي مصر، والمدافع عن القطرين، ومن يجعل حدوده على حسب ما يريد، وكل البلاد في سكينة، وليس بجانبه خارجون، والماهر في غزواته، إذ يسير إليها، ويحرز النصر: (رعمسيس) … لمصر، والثمين للناس من الجنسين … ويأتون إليه … وكل فيضاناته تأتي بالخير …: «رعمسيس»، والمفيد في الصعيد، والمحبوب في الدلتا، ومن برؤيته تبتهج كل الأنام، ومن جماله لهم بمثابة الماء والهواء، وحبه كالطعام واللباس، وقرص الشمس لمصر قاطبة، والإله شو، للقطرين، والقطران متحدان معًا كرجل واحد، قائلين ﻟ «رع» عند شروقه: امنحه الأبدية في الملك حتى يسطع لنا كل يوم مثلك، واجعله يجدد لنا دائمًا مثل القمر، وأن ينعم كنجوم (؟) السماء، امنحه الأبدية كما منحتها ابنك «ست» الذي في قارب ملايين السنين: «رعمسيس». وإنه «رع» الحي والجميل من الذهب، وسام الآلهة، ومن يملأ الأرضين بانتصارات يمينه، والفخار في الأعمال التي يأتيها ساعده، وهو بكر «بتاح تنن» الذي أنجبه … «رعمسيس» … وهذا الإله الكامل هو «آتوم»، ووارث «رع»، والصورة المعظمة لمن في «عين شمس»، ومن يكون معه جسمًا واحدًا، ومن يشرق كل يوم في الأفق ليسمع التضرعات التي يوجهها إليه عندما يخاطبه كل شروق في الصباح: ماذا تريد؟ لأجل أن أفعله لك، وهو يتكلم على الأرض، ويسمع في السماء … على طريقة الإله نفسه بقلب منبسط مثل «رسي انيف»؛ أي الذي جنوبي جداره يقصد الإله بتاح، فإنه … مثل جلالة «تحوت»: «رعمسيس»، والذكي مثل … جاسًّا الأجسام مثل «رع» رب السماء، وإن خوفه هو الذي … الناس هذه البلاد في عيد لشجاعته عندما … كل البلاد بقوته: «رعمسيس».
الموضوع: تأمل! لقد كان رؤساء البلاد العظام يتعلمون تلك الأخلاق الهائلة التي فُطر عليها جلالته، فقد تقهقروا مذعورين؛ إذ كان الفزع من جلالته في قلوبهم، وكانوا يعبدون شهرته، مقدمين الخضوع لوجهه الكامل … وأطفالهم ورؤساء «رتنو» العظام، والبلاد التي لا يصل الإنسان إليها والمجهولة؛ لأجل أن يهدئوا قلب الثور القوي، ويطلبوا إليه السلام: «رعمسيس»، وإنه استولى على أملاكهم جزية تقدم كل سنة، وكان أولادهم على رأس هداياهم متعبدين منبطحين على الأرض … «رعمسيس»، وكل البلاد الأجنبية قد أحنت رؤوسها حتى الأقدام لهذا الإله الكامل، وقد عمل حدوده معهم … (24) … إلا … بلاد «خيتا» التي لم تكن منضمة إلى هؤلاء الرؤساء، وكما أنه حقًّا قال جلالته: إن والدي «رع» قد خصني أبدًا ملكًا على القطرين، وجعلني أشرق مثل قرص الشمس، وأرتفع مثل «رع»، وكما أن السماء ترتكز حقًّا على عمدها الأربع، فإني سأصل إلى نهاية حدود «خيتا» القصوى، وأجدلها تحت قدمي أبدًا، وإني أنا «رعمسيس» سأجعلهم يفرُّون، وهم يحاربون في ساحة القتال حتى يسكتوا عن وقاحتهم في بلادهم؛ وذلك لأني أعلم أن والدي «ستخ» قد جعل من نصيبي النصر على كل البلاد، وقد قوَّى يميني حتى جعله يصل إلى عنان السماء، وجعل سلطاني شاسعًا مثل الدنيا. وعلى ذلك جهز جلالته مشاته وخيالته، وانقض بهم على بلاد «خيتا» ففتحها منفردًا بنفسه … جميعًا، وقد اكتسب شهرة أبدية: «رعمسيس»، حتى إنهم حفظوا ذكرى انتصار ساعدي، أما الذين تركتهم يده فقد لعنهم، وكانت أرواحهم فيهم كأنها شعلة متقدة، ولم يترك الرؤساء على عروشهم …: «رعمسيس»، وقد أمضوا سنين في البؤس، و… من سنة لسنة تحت سلطان أرواح الإله العظيم الحي ملك الأرضين وسيد الأقواس التسعة: «رعمسيس»؛ ولكن ملك «خيتا» العظيم أرسل رسالة إلى جلالته معظمًا أرواحه ومفخمًا … قائلًا … غضبك … نفس الحياة … بلاد «خيتا» الضرائب، وسنحملها إلى قصرك الفاخر، وها نحن عند موطئ قدميك يأيها الملك القوي، فافعل بنا ما قد عزمت عليه يا «رعمسيس»، ولقد أرسل رئيس «خيتا» رسلًا لإرضاء جلالته السنة بعد السنة، و«رعمسيس» لم يعِرهم أذنًا صاغية مرة واحدة، ولكن لما رأوا بلادهم في هذا الموقف البائس تحت سلطان الأرواح العظيمة لسيد الأرضين «رعمسيس» عندئذ قال الرئيس «خيتا» العظيم لجيشه ولرؤسائه: ثم ماذا؟ إن بلادنا قد خربت، وسيدنا «ستخ» غاضب علينا، والسماء لا تمنحنا ماء أمامنا … فلنجرِّد أنفسنا من ملك متاعنا، وعلى رأسه كبرى بناتي، ولنحمل هدايا خضوعًا للإله الكامل ليمنحنا السلام، ولنعيش: «رعمسيس». وعلى ذلك أمر باستصحاب كبرى بناته مع الجزية الثمينة أمامها من ذهب وفضة وطرائف عدة وهامة، وخيول يخطئها العد، وثيران وغنم بعشرات الألوف، وكل محاصيل بلادهم قاطبة «رعمسيس»، وقد جاءت الأخبار لجلالته تقول: «تأمل! إن رئيس «خيتا» العظيم حقيقة قد جاء بكبرى بناته، وهدايا عديدة، وطرائف من كل صنف … بنت ملك «خيتا»، وابنته ملك «خيتا» والموكب، قد اجتازوا جبالًا وعرة، ومسالك شاقة يا «رعمسيس»، وسيصلون إلى تخوم جلالتك، فأرسل جنودًا ووجهاء ليستقبلوهم يا «رعمسيس».» وقد أخذ جلالته … والقصر كان في فرح عندما سمع بهذا الخبر الخطير، وهو ما لم يسمع بذكر مثله في مصر منذ الأبد، فأرسل الجيش مسرعًا، والعظماء ليتقدموا الوافدين: «رعمسيس»، وقد تناقش وفكَّر جلالته مع لبه فيما يخص هذا الجيش قائلًا: «ما حالتهم إذن، هؤلاء القوم الذين أرسلتهم، وهم الذين سيذهبون في بعثة نحو بلاد «سوريا» في أثناء تلك الأيام المطيرة، والمتساقطة الثلوج التي تنزل في الشتاء؟» وعندئذ قدم قربانًا عظيمًا لوالده «ستخ» ودعاء … بهذه العبارات: «إن السماء على يديك، والأرض تحت قدميك، وكل تخرجه بإرادتك، ليتك تجعل المطر وريح الشمال والثلوج تسكن إلى أن تحدث على يدي المعجزات التي وهبتنيها: «رعمسيس».» وقد حقق والده «ستخ» كل تضرعاته؛ فهدأت السماء، وهلت أيام الصيف … وجنوده، وكانوا سعداء كلهم، وارتاحت أجسامهم، وفرح قلبهم: «رعمسيس»، وبنت رئيس «خيتا» العظيم … سارت نحو مصر، وقد سار المشاة والعظماء والخيالة في ركابها، وكان مختلطًا بالجنود والخيَّالة وعظماء «خيتا»، والجنود المحاربين الأسيويين، وكذلك المشاة: «رعمسيس»، وكذلك خيالته، وكل أهل «خيتا»، وقد امتزجوا بأهل مصر، وأكلوا وشربوا سويًّا، وأصبحوا قلبًا واحدًا كالإخوان الذين لا … الواحد من الآخر، وقد ساد السلام بينهم مثل الإله نفسه، و«رعمسيس». وقد مر الرؤساء العظام من كل بلد … متقهقرين، وملتفتين برؤوسهم مشدوهين عند رؤية أهل «خيتا»، ممتزجين بجنود الملك «رعمسيس»، وهؤلاء الرؤساء كانوا يتحدثون فيما بينهم، فيقول الواحد للآخر: هل صحيح ما قاله جلالته … مثل ما أنهم عظماء، وهذه … الذين نراهم بأعيننا؛ وكل بلاد معه بمثابة خادم … فأصبحوا قلبًا واحدًا مع مصر … «رعمسيس».
… وبلاد «خيتا» له مثل مصر، وحتى السماء تحت خاتمه، ويعمل كل شيء كما يريد «رعمسيس». وحقًّا بعد … وصل في مقر «رعمسيس» … المظفر بالمدهشات العظام، وبالقوة والشجاعة في السنة الرابعة والثلاثين الشهر الثالث من الشتاء: «رعمسيس». وقد جيء ببنت رئيس «خيتا» العظيم، تتهادى نحو مصر أمام جلالته، وسارت خلفها هدايا هامة جدًّا، يخطئها العد … وحقًّا وجد جلالته أنها صبيحة الوجه … آلهة، وقد كان حادثًا عظيمًا غامضًا، بل أعجوبة ممتازة محيرة، ولم يدُر مثلها في أفواه الناس، ولم يُذكر مثلها في سجلات الأجداد، البنت … «رعمسيس»، وكانت محببة لقلب جلالته الذي أحبها أكثر من كل شيء، وذلك بالسعادة التي منحها إياه والده «بتاح تنن»: «رعمسيس»؛ وقد جعل اسمها الزوجة الملكية «مات نفرو رع» — لنعيش — بنت ملك «خيتا» … العظماء والمواطنون (؟) … وعندما يذهب رجل أو امرأة إلى بلاد «آسيا» في بعثة كانوا يصلون بلاد «خيتا» دون أي خوف في قلبهم بسبب انتصارات جلالته … وقد فهم الأستاذ «برستد» المعنى العام لهذا المتن؛ فهو — كما قال — يبحث في تحالف بين «رعمسيس الثاني» مع الأسرة الحاكمة في بلاد «خيتا»، وذلك بوساطة الأميرة «مات نفرو رع» (التي ترى جمال رع)، وقد قرن «برستد» بين اسم هذه الأميرة، وبين اسم آخر ساعة من ساعات الليل «مات نفرو رع»، وفي رواية أخرى «مات نفرو نبس»، أو «بترت نفرو نبس»؛ أي إن اسمها يمثل بنور الفجر. والواقع أن هذه القصة على ما يظهر يرجع تاريخها إلى عهد سحيق في القدم في تاريخ العلاقات بين مصر وبلاد «خيتا»؛ ولذلك يجب أن نحاول هنا أن نوفق بين ما يمكن استخلاصه من هذا المتن، وبين ما يُعرف من مصادر أخرى، غير ما ذكرناه من شرح مجمل سابقًا.
ففي المتن الذي بين أيدينا نستخلص إشارات للحوادث التالية:
(1) امتنعت بلاد «خيتا» أن تنضم إلى الرؤساء الأسيويين الذين كانوا يحملون جزيتهم إلى «رعمسيس الثاني» (24).
(2) وقد قام ملك مصر بدوره وأعلن الحرب عليهم، وخرب البلاد الخارجة (24–27).
(3) كانت بلاد «خيتا» مستعدة كل سنة لتحمِل للفرعون جزيتها، ولكن عرضها هذا كان يُرفض دائمًا (28–30).
(4) ولكن في إحدى السنوات انتقل ملك «خيتا» إلى دور العمل، ولأجل أن يجبر «رعمسيس» على العفو عنه أحضر إليه — فضلًا عن الهدايا الفاخرة التي جلبها — كبرى بناته (31–33).
(5) وعندما سمع «رعمسيس» هذا الخبر أمر بإرسال ركب على جناح السرعة لمقابلة الوفد (34-35).
(6) ولما كان ذلك في فصل الشتاء، وكانت أحوال الجو في آسيا رديئة، فقد أتى «رعمسيس» بمعجزة على يد الإله «ست»، فانقبلت الأحوال الجوية (36–38) الرديئة إلى جو معتدل لطيف.
(7) وقد وصل الركب الخيتي إلى مصر في رفقة مصريين، فوصل إلى أرض الكنانة في السنة الرابعة والثلاثين، الشهر الثالث من الشتاء في وسط أفراح عظيمة (38). وعند هذه النقطة أصبح المتن ممزقًا وناقصًا، ولكن يمكننا أن نخمن أن الأميرة أعجبت الفرعون، وصارت ملكة. ومن ثم أصبح ذلك الحادث بداية عهد علاقات ودية بين البلدين.
ونقط الاتصال المعروفة عن تاريخ العلاقات بين مصر وبلاد خيتا هي — كما ذكرنا من قبل — تتلخص في النقط الآتية:
(1) الحملة التي قام بها «رعمسيس الثاني» على «خيتا»، وانتهت بموقعة «قادش»، على الرغم من أنه كان على ود ومصافاة مع ملك خيتا في أول حكمه، كما سنشرح ذلك بعد.
(2) إعادة فتح «فلسطين»، و«سوريا» من السنة الخامسة حتى السنة الثامنة من حكمه، ثم المعاهدة مع ملك «خيتا» في السنة الواحدة والعشرين، ولكن كيف يمكن ربط هذه الحوادث بقصة اللوحة التي نحن بصددها؟ ففي استطاعتنا أن نقدر أن الحملة المظفرة التي جاء ذكرها في لوحتنا من (24–27) تتفق مع حملة موقعة «قادش» في السنة الخامسة، ولكن يتساءل المرء: لماذا مر متن اللوحة على معاهدة السنة الواحدة والعشرين دون الإشارة إليها من قريب أو بعيد؟ من أجل ذلك يجوز لنا أن ننظر إلى هذا العصيان، وإلى قمعه بأنهما وقعا بعد المعاهدة، وأن هذه اللوحة تحدثنا حينئذ عن الحوادث التي وقعت بين العام الحادي والعشرين والرابع والثلاثين. والتاريخ الأخير يعلم لنا المهادنة التي قامت بين «خيتا» و«مصر»، والزواج الذي عُقد بين «رعمسيس» والأميرة الخيتية، وعيده الثلاثيني الثاني. وتدل شواهد الأحوال على صحة هذه المحالفة الجديدة، وتاريخها بين البيتين الخيتي والمصري، فقد أكدتها النقوش، كما أظهر ذلك بحق «برستد» بالآثار التي نجد فيها ذكرها.
.....................................
1- راجع: L. D. III, p. 196; Rec. Trav. XVIII, p. 160–166.
2- راجع: A. S. XXV, p. 182.
3- راجع: Ibid. p. 183.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|