المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحسين حبيب النبي (صلى الله عليه واله)
8-04-2015
المنظمات الدولية
21-1-2022
Rosenbrock Function
19-12-2021
قانون 180 درجة
5-11-2020
Douglas Rayner Hartree
17-8-2017
مخاوف الأرباح المحاسبية كمقياس للأداء ومشكلات حوافز خيار الأوراق المالية للمديرين
2023-07-11


سيطرة «خيتا» على سوريا.  
  
739   06:57 مساءً   التاريخ: 2024-06-09
المؤلف : سليم حسن.
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة.
الجزء والصفحة : ج5 ص 338 ــ 345.
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-21 311
التاريخ: 2024-03-23 986
التاريخ: 29-9-2016 2225
التاريخ: 2024-05-07 887

سقوط دولة «متني» وظهور الآشوريين: بعد أن تدخل الجيش المصري في قمع الثورات في فلسطين أرسل الفرعون القائد «خاني» إلى الأقاليم الشمالية لإعادة النظام والأمن فيها بعد أن اختل ميزانها. وفي الحق كان القائمون بالأمور في هذه البقاع أصحاب حزم وعزم (1)، يقبضون على مقاليد الأمور بيد قوية أكثر من أولئك الذين كانوا في فلسطين؛ ولذلك لم تكن مهمة «خاني» شن حرب، بل كان عمله ينفذ بالطرق السلمية، ومن أجل هذا لم يكن في هذه الجهات إلا قوة صغيرة من الجند، وكان أكبر مشاغب هناك «أزيرو» أمير بلاد «آمور»، وإن لم تصلنا معلومات وثيقة عن سلوكه وتصرفاته في هذه الآونة بعينها، ولكنا نجد أن الفرعون أرسل إليه أمره بإعادة بناء «سمييرا»، وكان عليه كذلك أن يقدِّم نفسه في الحال للبلاط الفرعوني ليبرر موقفه المشين في الحوادث الأخيرة. ولما أحس «أزيرو» حضور رسول الفرعون ذهب في الحال إلى «تونب» وآوى إليها حذرًا من مقابلته. وقد مكث «خاني» مدة طويلة في انتظار «أزيرو»، ولما سئم الانتظار عاد إلى مصر. ولا نعرف إلى أي مدى تدخل في الأمور هناك. ومن المدهش أن «أزيرو» لم يرد أن يحفل برسول الفرعون كما حفل بمبعوث ملك «خيتا»، ولكنه مع ذلك قدَّم اعتذاره للفرعون عن عمله هذا بحجة أنه لم يكن يعلم بوصول «خاني» رسول الفرعون إلا متأخرًا، وأنه لم يستطع الوصول لمقابلته قبل مغادرته بلاده، ومع ذلك فقد احتفل به أخوه وأكرم وفادته وأغدق له العطايا والهدايا الثمينة، ثم أخذ على نفسه بأنه سيراعي ذلك في المستقبل. أما عن إعادة بناء «سمييرا» المخربة فقد طلب إرجاء ذلك، إذ كان مضطرًّا؛ لأن ملك «نوخاشي» قد شن عليه حربًا عوانًا ولا بد له من الدفاع عن كيانه. وأما عن استيلائه على ببلوص (جبيل) فقد أوضح للفرعون في خطاب آخر أن ذلك لا يضر الفرعون في شيء، وليس فيه خسارة تلحق بالسيادة المصرية؛ إذ يقول: «إني خادمك مثل كل الأمراء الذين كانوا قبلي في المدينة (يقصد ريبادي)، وإني على استعداد أن أقدم للفرعون ما كان يقدمه هذا (أي ريبادي).» ولقد كانت الأحوال تضطر «أزيرو» ألا يعلن العصيان وقتئذٍ في وجه الفرعون؛ إذ كان في حاجة ماسة لمساعدة الجيش المصري إذا ما هاجمه ملك «خيتا» الذي كان يظهر له الغدر، وقدم «أزيرو» الأمر الذي أصدره ملك «نوخاشي» إلى وكيله «خاتب» ليفصل فيه. وفيه يأمره ملك «نوخاشي» أنه إذا لم ينضم إليه فإن بلاده ستُنتزع منه، ويغتصب منه معظم كنوزه المعدنية وتبقى في حيازته (2). وقد رجا «أزيرو» «خاني» أن يزوره مرة ثانية، وحينذاك سيكون على استعداد لتسليمه كل أعداء الملك. أما الفرعون «إخناتون» فقد أجاب على خطاب «أزيرو» برسالة حُفظت لنا في وثائق «تل العمارنة»، وهي الرسالة الوحيدة التي يمكن للمؤرخ أن يرى بين سطورها بصيصًا ضئيلًا عن أخلاق هذا الفرعون، وقد بسط فيها سلوك «أزيرو» المشين ضد «ريبادي»، فقد تحالف مع «أيتاكاما» أمير «قادش» (كنزا) الذي كان يحقد عليه الفرعون ويبغضه. هذا إلى أن اعتذاراته التي بعث بها إليه محض كذب وافتراء، وكل ما قاله بعيد عن الحقيقة كل البعد، وكذلك حذره بأنه إذا أصر على عناده فإنه سيقضي عليه وعلى جنسه بحد السيف، أما إذا رجع عن غَيِّه فإنه سيكتب له الحياة، ثم قال إنك تعلم أن الملك لما أظهر حيال كل بلاد كنعان الحقد والبغضاء قسا في معاملتها قسوة شديدة، وعلى ذلك يجب عليك أن تحضر في الحال إلى البلاط أو ترسل ابنك، وحينئذٍ ستشاهد الملك الذي تعيش كل الأراضي بنظرة منه. هذا إلى أن الملك قد أرسل مع «خاني» قائمة بأسماء المنشقين الذين يجب عليه أن يأتي بهم مكبلين في السلاسل والأغلال، ولم يسع «أزيرو» إلا الخضوع لكل طلبات الفرعون، وفي خلال تلك الفترة كان موقف «أزيرو» قد تحرج أكثر مما كان عليه من قبل؛ لأن «شوبيلوليوما» كان قد توغل بجيشه في «نوخاشي»، ولكن على الرغم من ذلك فإنه حزم رأيه على الذهاب إلى مصر مع «خاتب»؛ ثقةً منه بالضمانات التي فاه بها الفرعون، وسيده ووالده «دودو» الذي كان سنده العظيم بين رجال البلاط،(3) وقد انهال ملك «نوخاشي» باللوم على ابن «أزيرو» قائلًا إنه قد باع والده بالذهب في مصر، وإنه لن يعود قط، وإن البدو (سوتي) قد انقضوا على بلاده، وإنه قد أصبح آلة (4) في يد مصر، غير أن هذه المخاوف لم يتحقق منها شيء؛ إذ استُقبل «أزيرو» في مصر استقبالًا حسنًا، وعاد إلى بلاد الآمورين معافًى صحيحًا وهو ممتلئ أملًا بقدرته على صدِّ زحف «خيتا» عن بلاده. وقد كانت المصائب والويلات تحيق ببلاد «متني» وتزلزل كيان عرشها. والواقع أنه منذ زمن بعيد كان سقوط دولة «متني» على يد أمراء آشور يلوح في الجو حتى أصبح أمرًا منتظرًا، فمنذ عام 1390ق.م؛ أي في نفس الوقت الذي اعتلى فيه «دوشرتا» العرش جدَّد «أشور ناديناشي» ملك «آشور» علاقته الودية بمصر، فأهداه «أمنحتب الثالث» ثلاثين «تالنت» من الذهب (التالنت يُقدر ﺑ 213–253 جنيهًا)، وكذلك أعطى مثلها ملك «متني». وقد كتب خلفه الثاني وهو «أشورو بالليت« (5) إلى «إخناتون» يطلب إليه بطبيعة الحال مقدارًا عظيمًا من الذهب، وقد خاطبه على قدم المساواة بلفظة «أخ»، ولكن ملك «كردونياش» (عاهل بابل) لم يَرُقْ في نظره أن يخاطبه أحد الأمراء التابعين له كأنه نِدَّه؛ ولذلك كتب «بورنابورياش» (1390ق.م) إلى «أمنحتب الرابع» منوِّهًا له بالمسلك الودي الذي اتخذه والده «كوريجالزو» حياله عندما طلب الكنعانيون يد المساعد لمناهضة المصريين، ثم استمر قائلًا: «إن هذا الآشوري من رعيتي لم أرسله إليك فلماذا ذهب إليك وإلى أرضك من تلقاء نفسه؟ فإذا كنت تحرص على مودتي فلا تتعامل قط معه بل دعه يَعُدْ فارغ الأيدي« (6) . ولم يكن ملك «بابل» في حالة تمكنه من مهاجمة الآشوريين في تلك الفترة، ولكن على أثر زواجه (7) هو أو زواج أخيه من إحدى بنات «آشورو بالليت» — وقد كان لهذا الزواج أثره فيما بعد في الفصل في مصير دولة «بابل» — قد سنحت له الفرصة عندئذٍ لمهاجمة بلاد «متني«. انتهز «شوبيليوليوما» مهاجمة (8)  »دوشرتا» لبلاد «نوخاشي»، وانقضَّ على الأراضي الجبلية الواقعة على ضفتي نهر الفرات في شمال «متني»، وليس لدينا معلومات صريحة عن نتائج هذه الحرب، ولكن هذه التقارير التي كان يضعها ملك «خيتا» عن حروبه وجدناها في مقدمة المعاهدات التي كان يبرمها بينه وبين بلاد «متني» و«نوخاشي» و«كزوتنا»، وكانت كلها مكتوبة بصورة واحدة، وكانت طريقة إنشائها مشوهة، وقد كتبها هو أو مستشاره باللغة الأكادية، والظاهر أنه كان لا يجيدها، وقد كان يكتب في كل مرة جزءًا من الحوادث، أما الجزء الآخر فكان لا يُذكر قط أو يذكر باختصار. ولكن على الرغم من ذلك أمكننا أن نصل إلى صورة عامة عن سير الحروب؛ بربط الحوادث المنفردة بعضها ببعض. ولقد كان أول ما اهتم به «شوبيليوليوما» انهماكه في تثبيت سلطان «خيتا» في شرقي «آسيا» الصغرى، وفي الأراضي الجبلية الواقعة على نهر «الفرات» وفي «أسوا» وفي المقاطعات التي ضمها لملكه ثانية. وهذا يفسر لنا السبب الذي من أجله لم يكن لهجومه في «سوريا» الشمالية أثر باقٍ، فتوغل في «إسوا»، وطرد العناصر الأجنبية من بلاده، وضم إلى جانبه «سونا سورا» ملك «كزواتنا». وقد ذكر لنا هذا الملك الأخير أنه قد أصبح سعيدًا؛ إذ لم يعد بعد الآن خادم «متني»، بل صار ملكًا حرًّا طليقًا، ويُلاحظ أن المعاهدة تحتوي على مواد شديدة بالنسبة لأهل «متني»، وربطت بلاد «كزواتنا» وحاكمها بروابط وثيقة ثابتة مع مملكة «خيتا»، ونجد مظاهر هذه الروابط الدائمة بين البلدين في المعاهدات التي كانت تُبرم بين «خيتا» وأية أمة أخرى، فقد كان يذكر دائمًا في ذيل المعاهدة أسماء آلهة «خيتا» وآلهة «كزواتنا» جنبًا لجنب بوصفهم شهودًا. أما في بلاد «متني» نفسها فقد أبرم «شوبيليوليوما» معاهدة مع المطالب بعرش هذه البلاد، ويُدعى «أرتاتاما» اعترف فيها بأنه ملك بلاد «متني» الشرعي، وقام في نفس الوقت «أشورو بالليت» ملك «آشور» بهجوم على «متني». هذا إلى أن «شوبيليوليوما» بعد أن هزم «إسوا» هزيمة منكرة في حملة ثانية أصبح ما تبقى أمامه في ميدان القتال لعبة سهلة، وقد انضم إليه أمير «ألسي«  Alzi الذي كان يسيطر على أعالي نهر دجلة، وبذلك صار من السهل عليه الاستيلاء على «واسو-جاني» عاصمة مملكة «متني» ونهب كنوزها، ولم يكن في مقدور «دوشرتا» وقتئذٍ أن يدافع عن بلاده بأية حالٍ من الأحوال. بعد ذلك وَلَّى ملك «خيتا» وجهه شطر نهر الفرات متجهًا نحو الجنوب فاستولى على «حلب» وكذلك «تاكوا« Takuwa ملك «ني« Ni، وقد حاول أخوه «أكيتشوب«  Akitesub الذي كان يرأس جنود «المارياني» أن يقاوم ملك «خيتا» بمناصرة «أكيا«  Akià أمير «أراختي (إرَّخ)»، وساق الثوار أسرى في الأغلال، وكذلك ساءت الحال في «قطنا»؛ فقد تحققت المخاوف التي كان يعلنها على الملأ أميرها منذ سنين مضت. بعد ذلك سار «شوبيليوليوما» بجيشه نحو «نوخاشي»، واستولى على أسرة ملكها «ساروبسا«   Sarrupsa وأخذهم أسرى (9)، وكان قد وعد فيما مضى أن يحمي هذا الملك، والظاهر أنه قد قتله تخلصًا منه، وولَّى مكانه «تيتا» ملكًا على «نوخاشي» وكانت هذه الحوادث تجري في الوقت الذي كان قد أرسل فيه «أزيرو» من «تونب» إلى الفرعون يطلب إليه العون، ثم ذهب بنفسه إلى البلاط كما ذكرنا آنفًا. ولقد كان مَثَل المصريين في عدم القيام بأية مقاومة في هذه الحروب كمثل «دوشرتا» «ملك متني»؛ إذ إن الحاميات المصرية التي بقيت في يد المصريين في بعض الأماكن مثل «تونب» كانت ضعيفة خائرة القوى، ولذلك نُزعت منه من غير مقاومة تُذكر، ومن الغريب أن «شوبيليوليوما» ملك «خيتا» قد تجاهل في تقاريره الحربية ما استولى عليه من الأماكن التي كانت تدين لمصر بالطاعة والسلطان، ويرجع سبب ذلك إلى أنه كان يعد السلام ما زال قائمًا بين البلدين بصفة رسمية. أما «أزيرو» فإنه أخذ يتخذ العدة لنفسه ويتهيأ للموقف الجديد الذي حتمته الأحوال، فعلى أثر عودته من مصر قدم لملك «خيتا» فروض الطاعة ووضع نفسه تحت سلطانه، وبقي على هذه الحالة حتى وافاه الأجل المحتوم. وفي خلال ذلك الوقت كان «شوبيليوليوما» قد سيطر على كل أراضي «الأموريين» وفرض عليهم جزية يؤدونها تُقدر بمبلغ ثلاثمائة شكل من خالص الذهب (10). غير أن «أيتاكاما» ملك «قادش» قد قام من جهة أخرى يسعى للمحافظة على استقلاله، ولكنه غُلب على أمره وأُسِرَت أسرته وجنوده من قبائل «الماريانا»، وكذلك استولى على إقليم إمارة «أبينا» وإقليم «آبي» أو «أوبا» (الذي جاء ذكره في خطابات «تل العمارنة»)، وعلى سهول «دمشق» التابعة له، وقد رأى ملك «خيتا» أنه من الحكمة وحصافة الرأي أن يعفو عن «أيتاكاما» ويعيده على عرش ملكه، ولكنه قام فيما بعد بثورة على «مورسيل» ملك «خيتا» وانتصر عليه الأخير في السنة التاسعة من حكمه (11). ومما سبق نعلم أن «شوبيليوليوما» قد استولى من جديد في مدة عام على كل أراضي نهر الفرات حتى «لبنان». هذا في ميدان الحرب. أما في ميدان السياسة وبُعْد النظر في المحافظة على هذه الإمبراطورية المترامية الأطراف، فإنه قيد كل هذه الإمارات الصغيرة في تلك الجهات بمعاهدة عقدها مع «نوخاشي»، وبلاد آمور، ثم مع «تونب» فكان من واجب حكامها أن يهبوا في وجه أية ثورة أو قيام أي عدو يناهض مملكة «خيتا» داخل البلاد، أما ملك «خيتا» فكان عليه أن يمد يده لمساعدة هؤلاء الأمراء إذا أُعلنت الحرب على واحد منهم. هذا إلى أنه ولَّى ابنه «تليبينوس» ملكًا على «حلب» وابنه «بياسيل» ملكًا على «كركميش»، غير أنه لم يتمكن من إخضاع «كركميش» إلا بعد كفاح دام مدة طويلة. وفي خلال تلك المدة انقض «أرتاتاما» الذي اعترف به «شوبيليوليوما» ملكًا على بلاد «متني» على بلاد نهرين، ومعه ابنه «سوتارنا»، واستولى عليها، ونهب عاصمتها، بمساعدة ملكي «آشور» و«ألاشيا» (قبرص). وتدل الشواهد على أن «سوتارنا» هو الذي قبض على مقاليد الحكم في «متني»، فكان مما قام به هدم قصر «دوشرتا» في «وسوجاني» عاصمة الملك، ثم أعاد الباب المصنوع من الذهب إلى ملك «آشور»، وكان قد اغتصبه «سوساتار» ملك «متني» من بلاد «آشور» ثم اعترف باستقلال مملكة «آشور»، وكذلك أهدى إلى بلاد «ألاشيا» (قبرص) بعض الطرف من بلاده. وهكذا دفع «دوشرتا» ثمن بغيه وحنثه بالأيمان: «لقد ذهبت «متني» إلى الدمار التام»؛ فقد وقعت مذبحة عظيمة بين سكان بلادها وهُدمت بيوتهم، وشُتت بلدانهم، أما أشرافهم فقد سِيقوا إلى «آشور» و«ألاشيا» ليذوقوا أفظع ألوان العذاب. وأما «ماتيوزا» بن «دوشرتا» فقد حاول بادئ الأمر الهرب إلى «بابل»: وقد رغب ملك هذه البلاد في أن يحمي ذماره، وينقذ حياته، فبقي هناك آمنًا مطمئنًّا إلى أن فرَّ، ولكن ليطأه «شوبيليوليوما» بقدمه. غير أننا نرى من جهة أخرى أن تصرف «سوتارنا» في بلاد «متني» لم يَرُقْ في عين عاهل «خيتا»، وبخاصة عندما رأى أنه نزل عن الأراضي الواقعة على الضفة الثانية لنهر الفرات لملك «آشور»، وكان جوابه على ذلك أنه رغب عن طيب خاطر في إعادة «ماتيووازا» إلى عرش بلاد «متني»، فزوَّجه أولًا من ابنته، ثم أمر ابنه (بياسيل Byassil)  أن يعود من «كركميش» وزوَّده هو و«ماتيووازا» بجيش عظيم انقضَّا به على جحافل جيش «سوتارنا» غربي بلاد «نهرين» وانتصرا انتصارًا حاسمًا؛ فسقطت بلدة «حران»، ونكص «الآشوريون» على أعقابهم، واستسلمت «وسوجاتي» العاصمة. وعقد «شوبيليوليوما» مع «ماتيووازا» معاهدة أقسم فيها الأخير ورعاياه يمين الإخلاص أن يكونوا على أهبة الاستعداد للمساعدة. وقد سمح لملك «متني» «ماتيووازا» أن يتخذ لنفسه زوجات أُخَر، على أن تكون الأميرة الخيتية هي الملكة الشرعية على عرش البلاد. أما الحدود التي كانت تفصل بين البلدين فكان نهر الفرات الحد الفاصل لها، وعلى ذلك اعترفت بلاد «متني» بالتخلي عن «سوريا». أما الأراضي الواقعة على ضفة نهر الفرات حتى جنوبي مصب نهر «الخابور» إلى ما وراء «تيرقا«  Tirqa فيستولي (12) عليه «بياسيل» ملك «كركميش« (13)، هذا إلى أن يكون «ماتيووازا» موطدًا أواصر الصداقة والود معه، وأن تكون «متني» منفصلة عن «سوريا» تمام الانفصال. وفي خلال تلك المدة لا نعلم إلى أي مدى مدَّت مصر سلطانها ثانية في بلاد ساحل «فينقيا»، فقد ظلت «سمييرا» و«ببلوص» في قبضة «أزيرو»، ولقد عنفه الفرعون على زحفه، غير أنه لم يسعَ إلى رده على أعقابه، ولا نعلم كذلك إذا كان قد أخضع «صيدا» ثانية؛ إذ في ذلك شك عظيم. أما «صور» فإنه أراد المحافظة عليها، ومن المحتمل كذلك «بيروت» أيضًا. وخلافًا لذلك كانت الأراضي الواقعة بين سلسلتي جبال «لبنان» (عمق) تدين لسلطان «أزيرو»، وقد حاول بعد ذلك أن يضم إلى جانبه «قادش» في أثناء محاصرة «شوبيليوليوما» لبلدة «كركميش». ولما أحس ذلك «شوبيليوليوما» أرسل قائده «لوباكو» ومعه قائد آخر على جناح السرعة للقضاء على «أزيرو» فخربت بلاد «عمق» بعد حملتين. وبذلك انفصمت عرى الصداقة التي كان ملك «خيتا» يحافظ على دوامها بينه وبين مصر؛ فأصبح البلدان في حالة حرب علنية. وتُعَدُّ الرسالة التي وصلت إلى مصر معلنة خبر الغزو الذي قام به جيش ملك «خيتا» بإمرة «لوباكو» في «عمق» على المصريين؛ آخر خطاب وصل إلى «تل العمارنة». وقد لخص لنا «توت عنخ آمون» خلَف «إخناتون» نتائج حكم أخيه في «آسيا» في المنشور الذي أصدره عندما تولَّى عرش مصر في الكلمات التالية: وعندما أرسلت الجنود إلى بلاد فينقيا لأجل مد حدود البلاد المصرية لم يكن في استطاعتهم الوصول إلى النتيجة. وعلى أية حالٍ، فإنه على أثر مهاجمة «خيتا» للأملاك المصرية تحرجت الأحوال في مصر مما قلب سياستها في الداخل والخارج رأسًا على عقب.

...................................................
1- كان القائد هناك يُدعى «خاي» وكان «أوزيرو» يخاطبه بلفظة أخي (راجع 166، 167).

2- راجع الخطابات 157، 160، 161، 162 سطر 7 … إلخ.

3- راجع الخطابات التي أرسلها «أزيرو» إلى «دودو» (164، 165) وكذلك التي أرسلها «أزيرو» إلى «خاي» (166، 167)، وإلى الملك (168).

4- راجع الخطاب 169.

5- راجع الخطابين 15 و16.

6- راجع الخطاب رقم 9.

7- راجع:  Meyer, “Gesch”. II, 1, p. 154, note 3.

8- راجع: Ibid, p. 370. Note 4 .

9- راجع: Meyer, “Gesch”, II, 1, p. 375. Note 1 .

10- وقد جاء ذكر ذلك في المعاهدة التي عُقدت بين «خاتوسول» الثالث وبين «بسينا«  Bentesina أمير الأموريين. أما المعاهدة التي عُقدت بين «شوبيليوليوما» و«أزيرو» فقد ضاعت بدايتها (راجع Meyer, Ibid. p. 375, note 2).

11- راجع: Forrer, “Boghaz Koi-Texte in Umschrift”, p. 43.

12- راجع: Forrer, “Forechung” , II, p. 41ff .

13- راجع: Forrer, “Boghaz Koi-Texte in Umschrift” , No. 41, col  2, § 10.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).