المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الحب سير ومواقف / الحر بن يزيد الرياحي  
  
883   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-05-13
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 55 ــ 58
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-3-2022 1799
التاريخ: 2023-09-09 1126
التاريخ: 29-4-2022 3107
التاريخ: 2023-05-06 1215

الحر الرياحي إرتكب ذنباً عظيماً، حيث أن مهمته حين خرج للحسين من الكوفة هي أن يأتي به إلى ابن زياد ليضع يد الحسين (عليه السلام) بيد بن مرجانة. ومهما كان هذا الذنب عظيماً إلا أن النظر في أدب الحر مع الحسين (عليه السلام) يجعل المسألة محيرة.

فرغم أن الحر كان قائداً لألف رجل مسلح، نراه يخضع أمامَ الحسين (عليه السلام) ويتواضع ويصلي خلفهم وهذا التأدب من الحر ينبئ عن حُسن ذاته، وأنه لم يكن خبيث السريرة وإن إرتكب عملاً قبيحاً.

ولما كان يوم العاشر من المحرم كان الحر أميراً على أربعة آلاف. لقد كان من شجعان زمانه، بل قيل إنه لم يكن في الكوفة أشجع منه.

ومع ذلك نراه يرتعد لما يرى من حق الحسين وباطل ابن سعد. فاتخذ القرار النهائي ولم يفضل على الجنة شيئاً.

فمال إلى معسكر الحسين (عليه السلام) ولكن في حياءٍ واعتذار وهو يستر وجهه بكفيه من الخجل ثم يرفع رأسه إلى السماء قائلاً: (اللهم إليك أنيب فتب علي فقد أرعبتُ قلوب أوليائك وأولادِ نبيك) (1) ونزل عن جواده وأقبل نحو الحسين (عليه السلام) وألقى بنفسه على قدميه. قائلاً: (والله يا مولاي ما علمت أن القوم يبلغون منك هذا، وقد جئتك تائباً مما كان مني ومواسيك بنفسي.. فهل ترى لي من توبة؟) (2)، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): (إن تبت تاب الله عليك) وقال: (ما اخطأت أمك إذ سمتك حُراً) لقد شعر الحر بالذنب الكبير فتاب على يد الحسين والأنين يملؤُ صدره.

يقول الحديث القدسي: (أنينُ المذنبين أحب إلي من تسبيح المسبحين) ولما تقدم هذا الأسد الشجاع نحو معسكر ابن سعد، رآى جنوده من قبل أن قائدهم قبل قليل أصبح حسينياً فدبّروا أنواع الحيل والمكائد ليسقطوه عن فرسه، فضربوا الفرس بالسيوف والنبال حتى سقط، فقاتلهم الحر راجلاً إلى أن خر صريعاً وهو يقول: (السلام عليك يا أبا عبد الله).

فذهب إليه الحسين (عليه السلام) ووضع رأسه في حجره يمسح عنه الدم وبكى عنده.

أخي الشاب أدعوك إلى المسارعة إلى التوبة إن كنت مذنباً مخطئاً عسى أن تشملك هذه الآية الكريمة ببركاتها: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]. وأنا هنا أنقل لك قضية حقيقية عن مقام الحر عند الله سبحانه:

عندما زار إسماعيل الصفوي كربلاء أدخل على قبر الحسين (عليه السلام) وقبور أصحابه عدة إصلاحات وإضافات، وقرر بعد ذلك أن يبني قبة على ضريح الحر (رضي الله عنه) فقال له بعض المتطفلين: ليس للحر ذلك المقام الرفيع حتى تبني له قبة.

وقال بعض آخر: إنه كان من أصحاب الحسين وقد استشهد محباً لله ولإمام زمانه فمن المناسب أن تبنى له قبة. فقال إسماعيل الصفوي أنا سأختبر الأمر وأحل المشكلة. فأمر بحفر قبر الحر حتى إذا وصلوا إلى الجسد الطاهر فوجدوه بعد قرابة ألف سنة طرياً جديداً. ونظروا فإذا رأسه الشريف معصب بعصابة هي نفس العصابة التي يذكر أهل المقاتل أن الحسين (عليه السلام) عصّبه بها ليقطع نزف الدم عنه.

وحين دفن الحر لم تفتح تلك العصابة. فقال إسماعيل إفتحوا هذه العصابة لأضعها في كفني تبركاً بها حيث إنها عصابة الحسين (عليه السلام)، ولكنهم بمجرد أن فتحوا هذه العصابة نزف الدم مرة أخرى فأمر إسماعيل باستبدال العصابة بعصابة من عنده، ولكن الدم جرى مرة ثانية فاتضح لهم أن هدية الحسين (عليه السلام) هي التي تقطع نزف الدم عنه، وأنه لابد أن يرد المحشر معصباً بهذا التاج الذي توجه به الإمام الحسين. فشدوها عليه مرة أخرى وواروه التراب.

ولا تزال تلك القبة إلى اليوم.

أخي الشاب:

ما تقول بعد أن عرفت عن الحر وتوبته وارتفاع مقامه إلى هذه الدرجة؟ وإذا كان جسد الحر لا يزال طرياً وهو القابل للتعفن والتلف فلابد أن روحه تسبح الان في عليين.

وهل علمت أن الحب الصادق يحلق بالإنسان إلى أعلى المراتب؟ إن من المؤسف اليوم حيث نرى أكثر العباد يعبدون الله خوفاً منه لا حباً له.

ولذلك نجد أن هذه العبادة ناقصة ليس فيها تعلق بالمحبوب الأكبر وهو رب العزة والجلالة.

اللهم أرزقني حبك وحب من يحبك، وحب كل عمل يوصلني الى قربك. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ شجرة طوبى، 2 / 436

2ـ كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، 438. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.