المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



خروج النبي للصلاة بالناس وهو في أشد المرض  
  
3816   04:35 مساءاً   التاريخ: 5-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص160-161
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

قال المفيد : وثقل فجاء بلال عند صلاة الصبح فنادى الصلاة فأوذن رسول الله (صلى الله عليه واله) لندائه فقال يصلي بالناس بعضهم فاني مشغول بنفسي ، فقالت عائشة مروا أبا بكر ، وقالت حفصة مروا عمر ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين سمع كلامهما ورأى حرص كل واحدة منها على التنويه بابيها وافتتانهما بذلك ورسول الله حي : أكففن فإنكن  صويحبات يوسف ثم قام مبادرا لإزالة الشبهة وإنه لا يستقل على الأرض من الضعف فاخذ بيد علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فاعتمد عليهما ورجلاه تخطان الأرض من الضعف فوجد أبا بكر قد سبق إلى المحارب فاوما إليه بيده ان تأخر عنه فتأخر وقام (صلى الله عليه وآله) مقامه فكبر وابتدأ الصلاة التي كان قد ابتدأ بها أبو بكر ولم يبن على ما مضى من فعاله (اه) وروى ابن هشام في سيرته انه حين دعاه بلال إلى الصلاة قال مروا من يصلي بالناس فقال عبد الله بن زمعة لعمر صل بالناس وكان أبو بكر غائبا فلما كبر عمر سمع رسول الله (صلى لله عليه وآله) صوته فأرسل إلى أبي بكر فجاء بعد ان أتم عمر الصلاة فصلى بالناس .

وروى الطبري ونحوه ابن سعد عن عائشة إنه قال مروا أبا بكر ان يصلي بالناس فقالت عائشة انه رجل رقيق فأعاد فأعادت فغضب وقال إنكن صواحب يوسف فخرج يهادي بين رجلين وقدماه تخطان في الأرض فلما دنا من أبي بكر تأخر فأشار إليه ان قم في مقامك فقعد إلى جنب أبي بكر قالت فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي والناس بصلاة أبي بكر (اه) وفي رواية أخرى للطبري ان رسول الله (صلى الله عليه واله) قرأ من حيث انتهى أبو بكر .

ونحن إذا تأملنا في هذه الأخبار التي رواها ابن هشام وابن سعد والطبري ووجدنا اختلافها وتناقضها واشتمالها على ما لا يقبله العقل لم يمكنا الاعتماد على شئ منها فبعضها ينص على أنه لم يأمر أحدا بعينه أصلا وبعضها على أنه لم يأمر بذلك أول الأمر ثم أمر به بعد ما سمع تكبير عمر وإن الناس صلوا الصبح مرتين فإذا كان قال مروا من يصلي بالناس وامر ابن زمعة عمر فصلى بهم فقد تم ما أمر به ونفذ فما الذي دعاه إلى الإرسال خلف أبي بكر وإعادة الصلاة خلفه وهي كانت خلف عمر صحيحة مطابقة لما أمر به فان قالوا إنه قصد بذلك اظهار فضل أبي بكر وانه أحق بالإمامة الكبرى قلنا فما باله خرج وقد حصل ما يريد بعد إبتداء أبي بكر بالصلاة وهو لا يستقل من الضعف ورجلاه تخطان الأرض وأوقع الشبهة بخروجه بأنه لم يرض بامامة أبي بكر وبعضها يدل على أنه أمر أبا بكر من أول الأمر وخرج لما عارضته عائشة فصلى بأبي بكر وصلى أبو بكر بالناس وهو يناقض الرواية الناصة على أنه لم يأمر أحدا بعينه أول الأمر ؛ ثم إذا كان قال مروا أبا بكر أن يصلي بالناس فهل يمكن ان لا تسر عائشة وتبتهج بذلك وهل يمكن ان تعارضه في ذلك وتقول انه رجل رقيق ؛ وإذا فرض انها عارضته أولا فهل يمكن ان تعارضه ثانيا حتى تغضبه فيجيبها بما أجابها وهي تعلم وجوب إطاعته فلم تكن لتخالفه فيما ليس لها فيه حظ فكيف بما لها فيه الحظ الأوفر ؛ وذكاء عائشة لا ينكر فلم تكن لتخاف على أبيها الرقة إذا صلى في المحراب وأم الناس فهو لم يكن غرا صغير السن بل كان شيخا محنكا يعلم أن قيامه في ذلك المقام موجب للسرور والغبطة ، فما اشتملت

عليه هذه الرواية لا تقبله عقول صغار الأطفال ؛ وإذا فرض أنها خالفته وردت عليه مرتين حتى أغضبته فما الذي دعاه إلى أن يخرج وهو في أشد المرض لا يستقل على الأرض ولا يقدر على نقل قدميه بل يخط بهما الأرض ولا على الحركة لولا اعتماده على الرجلين ويصلي جالسا بل كان يكفيه إرسال من يعتمد عليه إلى الناس فيأمرهم بذلك ويؤكد عليهم وقد اتفق الرواة على أنه خرج بتلك الكيفية ؛ فما الذي اراده بخروجه أ هو تأييد أبي بكر فقد أيده بالامر بالصلاة خلفه وصلى الناس خلفه ، ولو لم يخرج لكان أشد تأييدا له لأنه بخروجه وقعت الشبهة بان خروجه لأنه لم يرض بتقدمه ؛ وائتمام أبي بكر به والناس بأبي بكر يوجب أن يكون أبو بكر إماما ومأموما في وقت واحد وهذا غير جائز في الشرع ولم يقع نظيره فيه ولم لم يتركه إماما إلى آخر الصلاة ويرجع فيعلم الناس حينئذ أنه أقره على الإمامة ويرفع عن نفسه المشقة الشديدة ثم إن كان قرأ من حيث انتهى أبو بكر كانت قراءته ناقصة فتبطل الصلاة ؛ كل ذلك يدلنا على أن ما اشتملت عليه هذه الروايات غير صحيح وإن الصواب ما ذكره المفيد .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.