بحلول شهر ذي القعدة من السنة العاشرة اعلن النبي ( ص ) عن عزمه على زيارة مكة لأداء فريضة الحج حسبما انزلها اللّه سبحانه عليه ، وما كاد نبأ هذه الرحلة ينتشر في المدينة وخارجها وفي جميع انحاء شبه الجزيرة حتى اقبل الناس على المدينة يهرعون إليها من المدن والقرى والصحارى ومن كل بقعة دخلها الإسلام وانضوى أهلها تحت لوائه ، وضربت الخيام لعشرات الألوف من الناس .
وفي الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة تحرك موكب الرسول تحيط به تلك الألوف التي يعددها بعض المؤرخين بتسعين ألفا والبعض الآخر بما يزيد على المائة الف يحدوهم الايمان وتملأ قلوبهم الغبطة الصادقة بهذا اللقاء الذي لم يشهد تاريخ العرب نظيرا له من قبل ، انه لقاء بين عرب الجزيرة من جهاتها الأربع تجمعهم راية واحدة وأهداف واحدة يرددون نفس الكلمات التي تؤدي معنى الرسالة التي دعاهم إليها محمد بن عبد اللّه وحارب من اجلها ، لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لك لبيك لبيك لا شريك لك لبيك .
وجاء في تاريخ ابن كثير ان حج النبي في ذلك العام يقال له حج البلاغ وحج الاسلام وحج الوداع ، لأنه لم يحج منذ هاجر من مكة الا تلك السنة وقبل هجرته حج مرتين أو ثلاثا واعتمر بعد هجرته مرتين الأولى في العام الذي تلا عام الحديبية ، والثانية في السنة التي فتح فيها مكة ، فقد رجع إليها معتمرا من الجعرانة بعد غزوة حنين وحصار الطائف .
وسميت حجة البلاغ لأنه بلغ فيها احكام الاسلام ما يتعلق بالحج وغيره ، وقال في خطاب ألقاه بمكة : ما من شيء يقربكم من اللّه الا وقد أمرتكم به وما من شيء يبعدكم عنه الا وقد نهيتكم عنه ، وسماها أكثر المحدثين بحجة الوداع لأنه لم يحج بعدها وقد ودع فيها الناس والمح إليهم بدنو اجله ، وكان مما قاله لهم : أيها الناس يوشك ان ادعى فأجيب .
قال الشيخ المفيد في ارشاده لما أراد رسول اللّه التوجه إلى مكة لأداء ما فرض اللّه تعالى عليه دعا الناس للخروج معه إلى مكة فتجهز الناس من جميع البلاد التي دخلها الاسلام للخروج معه فاجتمع في المدينة خلق كثير فخرج بهم يوم الخميس وقيل يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة ، وكان عدد من خرج معه يتراوح بين أربعين ألفا ومائة وعشرين ألفا على اختلاف الروايات في ذلك عدا من حج معه من أهالي مكة وضواحيها واليمن وغيرها ، واخرج معه نساءه التسع وابنته فاطمة الزهراء ( ع ) وأعد لكل واحدة منهن هودجا تختص به ، واستعمل على المدينة سماك بن خرشة الساعدي المعروف بأبي دجانة الأنصاري ، وقيل سباع بن عرفطة الغفاري ، وكان خروجه بعد ان صلى الظهر أربع ركعات ، وفي ذي الحليفة صلى العصر ركعتين وبات فيها .
وفي الارشاد ان النبي ( ص ) قبل خروجه إلى مكة بأيام كتب إلى علي ( ع ) وكان قد ارسله في جماعة إلى اليمن كما ذكرنا ليوافيه في مكة حاجا ، ولم يذكر له نوع الحج الذي عزم عليه وخرج ( ص ) قارنا للحج بسياق الهدي واحرم حن من الحليفة واحرم الناس معه ولبى من عند الميل الذي بالبيداء وانطلق الركب بعشرات ألوفه يقطع البيداء ما بين مدينة الرسول وبيت اللّه الحرام يرفعون أصواتهم بالتلبية حتى انتهى إلى كراع الغميم ، والناس معه ركبانا ومشاة فشق المسير على المشاة واجهدهم فشكوا ذلك إليه وطلبوا منه ما يحملهم عليه ، فأعلمهم انه لا يجد لهم ظهرا وامرهم ان يشدوا على أوساطهم ويخلطوا الرمل بالنسل ، اي يسرعوا تارة مع التقارب في خطاهم ، ويمشوا بخطا هي بين العدو والمشي تارة أخرى .
وجاء في السيرة الحلبية ان جمل عائشة كان قويا وسريع الخطا وحمله خفيف ، وجمل صفية كان بطيء السير وحمله كان ثقيلا مما دعا الركب ان يتأخر في سيره مجاراة لصفية ، فأمر النبي ( ص ) في بعض المنازل ان يضعوا حمل صفية على جمل عائشة وحمل عائشة على جمل صفية ، فقال النبي لعائشة يا أمّ عبد اللّه ان حملك خفيف وجملك سريع وحمل صفية ثقيل وجملها بطيء ، فأبطأ ذلك بالركب فنقلنا حملك على جملها وحملها على جملك ، فقالت له انك تزعم انك رسول اللّه فقال لها أفي ذلك شك عندك يا أمّ عبد اللّه فقالت له فما لك لا تعدل فسمعها أبوها أبو بكر فلطمها على وجهها فلامه رسول اللّه فقال أما سمعت ما قالت ، فقال دعها فإنها المرأة الغيراء لا تعرف أعلى الوادي من أسفله .
وفي الإرشاد ان عليا ( ع ) خرج من اليمن بمن معه من الجيش متجها إلى مكة ليحج مع النبي في عامه هذا ومعه الحلل التي استلمها من نجران فلما كان قريبا من مكة من جهة اليمن ترك من معه من الجيش واستعمل عليهم رجلا منهم واسرع ليلتقي بالنبي قبل دخول مكة فأدركه وقد اشرف على دخولها فسلم عليه وأخبره بما صنع وبما معه من الغنائم والحلل فسر رسول اللّه بذلك وابتهج بلقائه وقال له : بم أهللت ، فقال له يا رسول انك لم تكتب إلي باهلالك ولا عرفته فعقدت نيتي بنيتك ، وقلت اللهم اهلالا كإهلال نبيك وسقت معي من البدن أربعا وثلاثين بدنه ، فقال رسول اللّه : اللّه أكبر قد سقت انا ستا وستين وأنت شريكي في حجي ومناسكي وهديي فأقم على احرامك وعد إلى جيشك فعجل بهم حتى نجتمع بمكة .
ولكن رواية ابن هشام تنص على أن رسول اللّه قال له : هل معك من هدي فقال لا فأشركه في هديه وبقي على احرامه حتى فرغا من الحج ونحر رسول اللّه الهدي عنهما .
ولعل ذلك من جهة ان الهدي الذي ساقه معه من اليمن قد وصل حينما نحر رسول اللّه كما جمع بينهما الحلبي في سيرته بذلك .
ومهما يكن الحال فالروايات متفقة على أن عليا حج بحج رسول اللّه ، وبما ان حج القران لا يتعين الا إذا ساق معه الهدي فلا بد من أحد الأمرين ، إما ان يكون علي ( ع ) قد ساق معه الهدي كما جاء في الرواية الأولى أو يكون النبي قد أشركه معه في هديه ، وقد ذكرنا في الصفحات السابقة حديث الحلل التي وزعت على الجيش بعد ان فارقه علي ( ع ) ليلتقي بالنبي قبل دخوله مكة وكيف استرجعها علي من الجيش وشكايتهم ذلك إلى النبي وجواب النبي لهم .
ونص المحدثون والمؤلفون في السيرة ان النبي ( ص ) قبل دخوله مكة بأصحابه نادى مناديه في الناس من لم يسق منكم معه هديا فليحل من احرامه بعد الطواف والسعي والتقصير ويجعلها عمرة ، ثم يحرم للحج عند خروجه إلى عرفات ، ومن ساق معه الهدي يبقى على احرامه إلى تمام مناسك الحج ، وكانت قد نزلت عليه الآية وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ، فقال دخلت العمرة بالحج إلى يوم القيامة وشبك أصابع يديه على الأخرى ثم قال لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، اي لو كنت اعلم حين أحرمت ما علمته اليوم من أن من ساق الهدي ليس له ان يحج حج تمتع بل عليه ان يحج حج قران ما سقت الهدي ، بل كنت أحرمت بغير هدي ليكون حجي حج تمتع لأنه أفضل من حج القران .
وقد ذكر الفقهاء ثلاثة أقسام للحج افراد وقران وتمتع ، فالافراد والقران فرض أهل مكة والقريب منها والفرق بينهما ان الافراد هو الإحرام للحج المؤلف من الوقوف على عرفات والمزدلفة ومنى والنحر ورمي الجمار والطواف والسعي ، والقران هو ان يحرم الحاج للعمرة والحج في اشهر الحج فيأتي بالعمرة أولا ويبقى محرما لأعمال الحج بحيث يكون الحج والعمرة باحرام واحد وعليه مع ذلك ان يسوق معه الهدي للتمتع ، فإذا لم يكن قد ساق معه الهدي ، فله ان يحل من احرامه بعد الطواف والسعي والتقصير ، ثم يجدد الإحرام للحج حين ذهابه إلى عرفات ، وهذا هو الذي امر النبي به المسلمين ، فأطاع في ذلك بعضهم وخالف آخرون ، وقال جماعة من المسلمين : رسول اللّه أشعث اغبر ونحن نلبس الثياب ونقرب النساء ، وقال فريق منهم : ألا تستحون تخرجون ورءوسكم تقطر من النسل ورسول اللّه على احرامه ، فأنكر رسول اللّه على من خالف ، وقال لولا اني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة فمن لم يسق الهدي فليحل فرجع قوم وأقام آخرون على الخلاف .
وجاء عن النسائي في سننه عن البراء بن عازب أنه قال كنت مع علي بن أبي طالب حين امره رسول اللّه على اليمن ، فلما قدم على النبي ( ص ) قال قال لي رسول اللّه كيف صنعت قلت له أهللت باهلالك ، فقال إني سقت الهدي وقرنت ، وقال لأصحابه : لو استقبلت من أمري كما استدبرت لفعلت كما فعلتم ولكن سقت الهدي وقرنت .
وجاء في صحيح مسلم عن عائشة انها قالت قدم رسول اللّه مكة لأربع مضين من ذي الحجة فدخل علي وهو غضبان ، فقلت من أغضبك يا رسول اللّه ادخله اللّه النار ، قال أو شعرت اني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون لو اني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي معي حتى اشتريه وأحل كما أحلوا .
والتمتع في حج القران الذي امرهم النبي به لمن قرن في النية ولم يسق معه الهدي هذا التمتع الذي امر به رسول اللّه هو احدى المتعتين اللتين حرمهما عمر بن الخطاب وتوعد من فعلهما بالعقاب كما جاء في الحديث الشائع عنه ، متعتان كانتا على عهد رسول اللّه انا احرمهما وأعاقب عليهما وهما متعة الحج التي امر بها النبي لمن كان فرضه القران ومتعة النساء التي أباحها الاسلام واستمرت بين المسلمين بعد وفاة الرسول وقد نص على تشريعها القرآن ووردت بها أحاديث تكاد ان تبلغ حدود التواتر ، ولكنه على عادته كان يقف أحيانا ويتصلب برأيه إذا استحسن شيئا في مقابل النبي ونصوص القرآن ، وموقفه في الحديبية أكبر شاهد على ذلك .
وعلى اي الأحوال فلقد دخل النبي مكة في اليوم الخامس من ذي الحجة من كداء وضرب خيامه بالأبطح ومضى حتى انتهى إلى باب شيبة وهو المعروف بباب السلام فدخل المسجد وطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى خلف مقام إبراهيم وسعى بين الصفا والمروة بمن معه من المسلمين .
وجاء في رواية البداية والنهاية انه لما دنا من الصفا قرأ : إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ وبدأ السعي من الصفا ووقف في أعلاه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة ووحد اللّه وكبره وقال لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا اللّه انجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ، ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي فسعى إلى المروة فرقي عليها حتى نظر إلى البيت فوحد اللّه وكبره كما صنع على الصفا وهكذا كان يصنع والناس بين يديه ومن ورائه يتزاحمون حتى أتم السعي ومضى إلى بيته وهو على احرامه .
وقبل خروجه من مكة إلى عرفات خطب الناس في المسجد ووعظهم وبيّن لهم بعض الأحكام التي تتعلق بالحج وغيره ومضى في اليوم الثامن إلى عرفة ومر في طريقه إليها على منى فنزل فيها .
وقبيل الفجر من اليوم التاسع خرج منها إلى عرفات فنزل بها بقية يومه ، وقال كل عرفة موقف الا بطن عرنة ، فلما كان وقت الظهر امر بناقته القصواء فرحلت له وركبها ووقف في وسط تلك الجموع المحتشدة وخطب الناس ، وقال بعد ان حمد اللّه واثنى عليه نضر اللّه وجه عبد سمع مقالتي فوعاها وحفظها ثم بلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم اخلاص العمل للّه والنصيحة لأئمة الحق ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم محيطة من ورائهم ، ثم قال : أيها الناس اعلموا ان دماءكم وأموالكم واعراضكم حرام عليكم كحرمة شهركم هذا وبلدكم هذا ويومكم هذا .
ثم إنه بقي بعرفات حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة من ناحية المشرق عند ذلك ركب ناقته ومضى حتى اتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء باذان وإقامتين ، ولم يفصل بينهما وبات فيها ، فلما أصبح أفاض منها قبل طلوع الشمس ، فلما اجتاز الوادي نزل ومضى فرمى جمرة العقبة ونحر الهدي .
وجاء في السيرة الحلبية أنه قال : منى كلها منحر فنحر بيده ثلاثة وستين ونحر علي ( ع ) بيده سبعة وثلاثين تمام المائة ، وامر ان يقسم لحومها بين الناس ، كما امره ان يأخذ من كل بدنة قطعة ، فأخذ منها كلها ثم طبخت واكل منها هو ومن معه ، وحلق رأسه في ذلك اليوم ، ولما فرغ من اعمال ذلك اليوم ركب بمن معه من المسلمين إلى مكة فطاف بالبيت وقيل إنه صلى فيه الظهر ، ثم جاء إلى زمزم وبنو عبد المطلب يستقون من مائها فتناول دلوا وشرب منه وافرغ الباقي عليه .
وجاء في أكثر المؤلفات في السيرة انه خطب الناس يوم النحر خطابا جامعا قال فيه بعد ان حمد اللّه واثنى عليه بما هو أهله ، نعوذ باللّه من شرور أنفسنا وسيئات اعمالنا من يهد اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه وطاعته .
اما بعد أيها الناس اسمعوا مني ما أبين لكم فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا ، ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم وبلدكم هذا ، الا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى الذي ائتمنه عليها وان دماء الجاهلية موضوعة وأول دم ابدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب[1]، وان مآثر الجاهلية كلها موضوعة غير السدانة والسقاية ، وان في قتل العمد قود ، وفي شبه العمد قتيل العصا والحجر مائة من الإبل .
يا أيها الناس ان الشيطان قد يئس ان يعبد في أرضكم هذه ، ولكنه رضي ان يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من اعمالكم .
أيها الناس انما النسيء زيادة في الكفر يظل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم اللّه ، وان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات والأرض .
وجاء في تفسير هذه الفقرة عن السيرة الحلبية ان أهل الجاهلية كانوا يؤخرون الحج في كل عام أحد عشر يوما حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة ، فيعود بعد ذلك إلى وقته من الشطر الأول من ذي الحجة وقيل غير ذلك .
وقيل إنهم كانوا يقاتلون في محرم وينسئون تحريمه إلى صفر ، فإذا دخل صفر قاتلوا فيه وحرموا القتال مكانه في ربيع الأول وهكذا ، فلما جاء الإسلام ارجع الأمر إلى نصابه .
ومضى رسول اللّه ( ص ) في خطابه يقول : وان عدة الشهور عند اللّه اثنا عشر شهرا في كتاب اللّه منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر[2] « 1 » الذي بين جمادى وشعبان .
أيها الناس ان لنسائكم عليكم حقا وان لكم عليهن حقا ، لكم عليهن ان لا يوطئن فراشكم غيركم ، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم الا بإذنكم ، ولا يأتين بفاحشة فإن فعلن ذلك فإن اللّه قد اذن لكم ان تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح فإن انتهين واطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف انما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة اللّه واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه فاتقوا اللّه في النساء واستوصوا بهن خيرا .
أيها الناس إنما المؤمنون اخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه الا عن طيب نفسه فلا ترجعوا كفارا بعدي يضرب بعضكم أعناق بعض ، فاني قد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي .
أيها الناس ان ربكم واحد وأباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب ، ان أكرمكم عند اللّه اتقاكم ، ليس لعربي على عجمي فضل الا بالتقوى ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب .
أيها الناس ان اللّه قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، من ادعى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين لا يقبل اللّه منه صرفا ولا عدلا .
وجاء في تاريخ ابن كثير ان النبي كان يتكلم وعلي ( ع ) يذيع خطابه على الناس بصوت عال يسمعه الجميع وقيل غير ذلك .
ولما أتم النبي والمسلمون مناسكهم في منى خرجوا منها فنزلوا المحصب وباتوا ليلتهم فيه ، والمحصب كما في البداية والنهاية مكان كانت قريش قد تعاقدت مع كنانة على بني هاشم وبني المطلب فلم يبرم اللّه لقريش امرا وردهم خائبين واظهر دينه ونصر نبيه ورد اللّه الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا شيئا وعند السحر امر النبي ( ص ) بالرحيل فركب هو وأصحابه ودخل مكة فطاف طواف الوداع واتجه إلى المدينة .
[1] جاء في سيرة ابن هشام ان هذيلا كانت قد اعتدت عليه وقتلته .
[2] أضاف رجبا إلى مضر لأنهم كانوا يعظمونه أكثر من بقية الشهور .
الاكثر قراءة في شهادة النبي وآخر الأيام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة