المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

A VERB and TAKE A VERB construction
2023-04-29
الزخم الخطي (Linear Momentum)
18-2-2016
مثبطات نمو الحشرات المصنعة
2023-05-12
العهد الديلمي والخلافة العباسية.
2023-04-13
تفسير الاية(1-22) من سورة البروج
1-2-2018
الحرارة النوعية للماء
3-6-2017


الاسلام وتحريم الخمر  
  
671   08:34 صباحاً   التاريخ: 2024-03-06
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 292 ــ 293
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

كان شرب الخمر شائعاً في الجزيرة العربية. وكان الناس يشربون الخمر علناً في المجالس، وكان الكثير من العائلات تملك في منازلها أجهزة صناعة الخمر، حيث كانوا يصنعون منها ما يحتاجون سنوياً. وكان للخمر جانب اقتصادي، حيث كان البعض يرتزق من بيعها. وكان شرب الخمر مقبولاً في ذلك العهد من قبل الجميع حيث ينظر إليه على أنه ضمن العادات والتقاليد الاجتماعية المهمة.

والإسلام، بهدف ضمان سعادة الناس. كان لا بد أن يمنع هذا العمل الضار بالمصلحة العامة، وأن يحرم شرب الخمر، وينقذ المجتمع من المساوئ الناتجة عنه. ولكن هذا الأمر كان بحاجة لفرصة مناسبة وظروف مساعدة، ليصبح تحريم الخمر عملاً مؤثراً ويعطي نتيجة طيبة، وجاءت تلك الفرصة بالتدريج، حيث أصبح الإسلام أقوى شيئاً فشيئاً وانتشرت التعاليم الإلهية بين الناس، وتم بذلك التمهيد لتحريم شرب الخمر.

ذات يوم دعا سعد بن أبي وقاص أحد الأنصار، وكان قد تآخى معه. فتناولا الطعام والشراب وسكر الاثنان، وهما في حالةِ السكر يذكران مفاخر الجاهلية، وبالتدريج وصل الأمر بينهما إلى الشجار، فتناول الأنصاري عظام فك بعير كان على المائدة وضرب به وجه (سعد) فشج له أنفه، بعد هذه الحادثة نزلت آية منع الخمر (1).

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90 ـ 91].

مع نزول آية التحريم. زالت عادة شرب الخمر وصناعتها ورحب الناس بهذا الأمر الإلهي ترحيباً حاراً وأراقوا الخمور التي كانت في بيوتهم، وحطموا كوز الشراب. بحيث إن رائحة الخمر كانت تشتم في الطرقات لعدة أيام. عندما أعلن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أمر التحريم، كان هناك شاب فأسرع إلى المنزل ليخبر والديه بالخبر، وعندما وصل إلى المنزل وجد أباه مع عدد من الضيوف يتساقون الخمر، وكان الأب يقرب قدح الخمر من فمه، فصاح فيه الابن (لا تشرب يا أبي، لأن الله سبحانه قد حرم شرب الخمر) فأطاع الأب فوراً وجمع مائدة الشراب، وهكذا فعل بقية المسلمين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تفسير مجمع البيان، ج 3، ص 240 (بتصرف). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.