المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تقبل النقد ورفضه  
  
889   08:58 صباحاً   التاريخ: 2024-03-05
المؤلف : إيهاب كمال
الكتاب أو المصدر : كيف تكون مديراً ناجحاً
الجزء والصفحة : ص115ــ117
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022 1274
التاريخ: 2024-06-16 693
التاريخ: 2024-04-20 622
التاريخ: 26-3-2022 1802

لماذا يقبل البعض النقد - ولماذا يرفضه البعض الآخر وهم كثرة؟

من البداهة بمكان أن الانسان إذا أخطأ أو أصيب بعيب أو نقص ما لا يحب أن يطلع على خطأه وعيبه ونقصه أحد.

إنه يريده مستورا حتى لا يظهر في اعين الناس أدنى أو أصغر مما عرفوه.. تلك طبيعة الإنسان ونفسيته.

ولأجل تفادي هذه الحالة يتخذ الإنسان أحد طريقتين: إما أن يحاول التستر على العيوب والأخطاء والنقائص ما أمكن وإما أن يربى ويروض نفسه على تقليص الأخطاء ما أمكن وهو الأفضل ففي الحالة الأولى كما يقول الشاعر:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة           وإن خالها تخفى عن الناس تُعلم

واما الثانية فالذي ليس لديه في السر ما يخافه في العلن هو في حالة امن وسلام نفسي مستتبة.

التهرب من النقد - والحال هذه - لا يمكن أن يطول فهل يعقل أن لا ترى وجهك في المرآة لعدة أيام وحتى لو أجلت النظر فيها فإن ذلك سوف لن يلغى أو يعطل وظيفتها في الكشف عن محاسنك او مساؤك وقد يستغنى الانسان - ذات يوم - عن اشياء كثيرة لكنه لن يستغنى عن المرآة فهي ليست صديقة المرأة فقط بل رفيقة الرجل أيضا.

إن نظرة الآخرين الينا هي محط إعتبارنا وموضع اهتمامنا لأننا كثيرا ما نستمد نظرتنا إلى أنفسنا من خلال نظرة الآخرين إلينا وهذا هو السبب في الطلب منهم أن يعطونا رأيهم فيما نعمل وننتج ونكتب ونمارس من نشاطات ونقيم من علاقات.

ونحن إذ نطالب بالنقد نريد المنصف المتوازن منه أي ما بين الإيجابي ويكشف السلبي في الوقت ذاته لأنه ذو أهمية بالغة في بناء شخصيتنا وتطوير أدائنا فإذا تغيرت النظرة الى النقد على أنه (علاقة حب) وإرادة خير وتغيرت النظرة الى الناقد على أنه (محب مخلص) مريد للإصلاح وليس معنفا أو مؤنبا أو طالب ثار أو متسقطا للعثرات أو هاويا للملاحظات عندها نتقبل النقد ونقبل عليه بل هناك من يستفيد من نقد الناقد حتى ولو لم يكن قاصدا الإصلاح لأنه لا يبرئ نفسه من العيب ولعل في ذلك النقد ما يهديه الى الصواب وسواء السبيل.

ليستحضر كل منا الحالات التي انتقد فيها بحب وإخلاص ويرى مدى تأثيرها فيما تلا ذلك النقد من محاولات وإبداعات ومواقف هذا على صعيد التقبل الذاتي للنقد. أما على صعيد الآخر الذي انتقد فهناك أربع أسئلة يمكن أن أطرحها على نفسي قبل أن انتقده:

1- هل أنا عار عن الخطأ الذى أنتقده عليه أم إنني ملتبس به ؟

2- لماذا أنتقده؟ لشفاء غيظ والحط من شأنه ام للإصلاح والتقويم؟

3- كيف يمكنني أن أساعده على تغيير ما هو فيه أو عليه؟

4ـ بأي أسلوب أقدم له نقدي وعلى أي طبق؟

فعلى مدى الصدق في الإجابة عن هذه الأسئلة الأربع يمكن تحديد إستجابة الآخر للنقد يقول (إبراهام لنكولن): (الشخص الوحيد الذي يحق له أن ينتقد وهو الشخص الذي لديه قلب للمساعدة) فهو لا يشخص (المرض) بل يصف (الدواء) أيضا.

وبالتالي فإنك إذا اعتبرت أن من حقك أن تنقد الآخر فلم لا تعطيه الحق نفسه أو مثله لتحقق المعادل الموضوعي وتحدث التوازن النقدي المطلوب؟

إن إعترافي وإقراري أن نفسي ليست مقدسة ولا معصومة ولا بريئة ولا نزيهة ولا مزكاة لا يخلق لي المبرر في إرتكاب الأخطاء بل يجعلني حريصا على عدم الوقوع في الخطأ ما استطعت وعلي تفاديه وعليّ الإفادة من اخطائي السابقة بل وتقبل ما يسدى ويهدى إلي من نقد لأن ذلك هو طريقي للارتقاء بنفسي ونقلها نقلة نوعية وليكون غدي وما بعده أفضل من ساعتي ويومي. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.