أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-27
1322
التاريخ: 2024-09-25
214
التاريخ: 2024-07-13
560
التاريخ: 2024-01-31
993
|
تدل الآثار المكشوفة حتى الآن على أن عبادة الإله «آمون» رغم أنه الإله المحلي لمدينة «طيبة» منذ الأزل كما تقول النقوش الدينية لم يُذكر اسمه إلا في عهد الأسرة الحادية عشرة، وحتى هذا التاريخ لم يذكر إلا أربع أو خمس مرات؛ أولًا: يحتمل أن الأمير «واح عنخ أنتف عا» يشير في لوحته الرئيسية التي وجدت في قبره إلى تجهيز معبد «آمون» وإعداد سفنه المقدسة.
(Lange Und Schafer, “Grab und Denkstein”, 20512, II and 6), (Sethe, “Amun und die Acht Urgotter”, Par. 9, 54). ثانيًا: أمنمحات (آمون في مقدمة الآلهة)، وهو الذي أصبح فيما بعد أحد رجال بلاط «حور نخت نب تب نفر-أنتف» لا بد أنه كان قد ولد في عهد «واح عنخ» هذا نفسه، ولوحته في متحف متروبوليتان (14, 2, 6). ثالثًا: يحتمل وجود إشارة أخرى إلى معبد آمون على لوحة مهشمة في الجبانة التي دفن فيها «واح عنخ« (Pterie, “Qurneh” , P. 17, Pl. X; Sethe, “Amun”, Par. II). رابعًا: جاء ذكر اسم السيدة «أمونت» وقد سميت باسم الإلهة التي كانت تعتبر زوج الإله «آمون»، وهذه السيدة لا بد قد وُلدت وسميت بهذا الاسم في باكورة حكم الفرعون «نب حبت-رع»، فقد وجد على أكفانها السنة الخامسة والثلاثون من حكم هذا الملك، وكذلك في السنة الثامنة والثلاثين، ويحتمل الثانية والأربعين من حكمه أيضًا. وقد قال الدكتور «دري» الذي فحص جسمها فحصًا علميًّا إنها كانت امرأة في مقتبل العمر.
(A. J. S. L., Vol. 58, P. 158, Note 60). وقد ولد «أمنمحات الأول» الذي أصبح فرعونًا فيما بعد في نفس حكم هذا الفرعون، ولكن في نهايته، وقد عاش بعد الأسرة الحادية عشرة ليحكم البلاد لمدة 30 عامًا. وخلافا للقليل الذي ذكرناه عن «آمون» فإنا لا نعرف شيئًا عنه قط قبل الأسرة الثانية عشرة. أما الأستاذ «زيته» فيريد أن يقول إن الإله آمون رغم ذكره في متون الأهرام فإن عبادته قد أدخلت في «طيبة» على يد أميرها «حور واح عنخ-أنتف عا»؛ وذلك نتيجة لانتصاره على أهل «إهناسية المدينة». وقد فرض الأستاذ «زيته» عندما لم يجد شواهد معاصرة تدعم قوله أن الفتوح الطيبية قد امتدت شمالًا حتى «الأشمونين» التي كان يعبد فيها الإله «آمون» وهو أحد ثمانية آلهة كانت تعبد هناك، وتعتبر الآلهة المحلية لهذا الإقليم (مقاطعة الأرنب) (J. E. A., Vol. XVII, P. 151) ومهما يكن من زعم الأستاذ «زيته» في دخول الإله «آمون» في «طيبة» سواء أكان ذلك من جراء الانتصار في الحرب على الدلتا أم لا، فإنا قد وجدنا عبادة «آمون» كانت موجودة في أوائل الأسرة الحادية عشرة، غير أنها من المحقق أنها لم تكن عبادته هي الديانة الرسمية لملوك هذه الأسرة. وقد كان أول من جعلها ديانة الحكومة هو «أمنمحات الأول» فاتحة ملوك الأسرة الثانية عشرة، ويحتمل أن السبب في ذلك يرجع إلى أسباب أسرية. ومن ثم أخذت شهرته تنمو وتنتشر بخطًى واسعة، ولم يمضِ طويل زمن حتى وحده مع إله الشمس «رع» إله الدولة القديمة وأصبح يسمى «آمون رع». وقد ذكر «زيته» أمثلة لاسم الإله «آمون رع» ترجع إلى عهد «سنوسرت الأول» (Sethe, “Achung”, P. 236) ولقد كان من الطبعي أن يعمل الحاكم الجديد كل ما في وسعه لتقوية مركزه بازدياد نفوذ الإله معبوده هذا الذي يحميه. وتدل الشواهد على أنه كان في الشعائر الدينية الأولى الخاصة بعبادة «آمون» ما يشير إلى سياحة بالسفينة المقدسة، ويحتمل أن أقدم سياحة سنوية له كانت إلى «ابت الجنوبية» (الأقصر)، وقد نشر «فوكار» قطعة من نقش وجد في «الدير البحري»، ويعتقد أنه يظهر عليها مقدمة سفينة «آمون» في عهد الملك «نب حبت رع« (Foucart “B. I. F. A. O”, Vol. XXIV, Pl. IX; Naville, “XI Dyn Temple”, Vol. I, Pl. XIII). وربما كان ذلك مما سهَّل جدًّا لسميه العظيم «أمنمحات» أن يؤسس عيدًا جديدًا أطلق عليه السياحة إلى «وادي نب حبت رع»، وهو ذلك الفرعون الطيبي الذي وحَّد الأرضين، والواقع أن «وادي نب حبت رع» كان الاسم الشائع «للدير البحري» في عهد الأسرة الثانية عشرة، فقد كتب هكذا على لوحة «سنوسرت الثالث» التي وجدت في المعبد (Naville, Ibid, P. 59, Pl. XXIV. وقد أصبح «عيد الوادي» الذي ذكر هنا لأول مرة فيما بعد من أيام العطلة الدينية الهامة جدًّا في «طيبة» كما نعلم من عهد الأسرة الثامنة عشرة حتى العهد الإغريقي الروماني (1) وفي هذا اليوم كان يؤتى بتمثال هذا الإله من معبد الكرنك في سفينته المقدسة ويعبَر به في سفينة عظيمة إلى الشاطئ الآخر من النيل، ومن ثم يُحمل على أكتاف الكهنة من الجهة الغربية للنيل، ويسير في موكب حافل حتى الملك «نب حبت رع» وهناك يمضي الليل. لقد بقي اسم «عيد الوادي» يطلق على هذا العيد حتى بعد أن جاءت الأسر الأخرى وبنت معابد جديدة في «طيبة» الغربية وكان القوم يحجون إليها، رغم أنها كانت مقامة في السهل لا في الوادي. على أنه لم يخطر ببال الملك «نب حبت رع» أن القوم سيحجون إليه هذا الحج العظيم، وكذلك لم يفكر المهندسون الذين وضعوا تصميم معبده بهذه الكيفية أن هذا الحج سيحدث؛ لأن بناء المعبد لا يصلح لأي احتفالات يحمل فيها قارب الإله، ويسير بين طرقاته الضيقة الملتوية كما أشرنا إلى ذلك من قبل. وفي الحق أن سياحة القارب المقدس لم يسمع بها قط في كل ما وصل إلينا من النقوش حتى الآن في عهد الأسرة الحادية عشرة. أما في الأسرة الثانية عشرة فنعلم أنها كانت تقاوم سنويًّا ويتطلع إليها الأهلون في تلهف وشغف، وقد حدد لنا أحد الكهنة المسمى «نفرابد» تاريخ سياحة «آمون» إلى الوادي: «الكاهن المطهر «نفرابد» يقدم المديح إلى الإله «آمون» ويقبِّل الأرض أمام رب الآلهة في عيده في اليوم الأول من فصل «شمو» (الصيف) عندما يعبر في يوم السياحة إلى وادي الملك «نب حبت رع» كتبه كاهن «آمون» المطهر «نفرابد»»، فلا بد أن هذا العيد كان يقام في أيام «أمنمحات الأول» في اليوم الأول من أغسطس (Winlock, “Proceedings of the American Archaeological Society”, Vol. LXXXIII, (1946), P. 447). وهذا الفصل من السنة لم يكن له أهمية من الوجهة الزراعية؛ إذ فيه فصل الركود الزراعي؛ لأن الأراضي تكون مغمورة بمياه الفيضان حينئذ، وسنرى الدور الفريد الذي لعبه هذا الإله الذي كان مغمور الذكر في عهد الأسرة الحادية عشرة عندما امتدت الفتوح المصرية في كل بقاع العالم في عهد الأسرة الثامنة عشرة.
.................................................
1- وقد كان هذا القارب أو السفينة كما نعلم فيما بعد يرسو أولًا عند معبد وادي «الدير البحري» ثم في مقصورة في منتصف الطريق للمعبد، وأخيرًا في معبد حتشبسوت. وفي كل حالة من هذه الحالات كان يوجد في القارب تماثيل أوزيرية الشكل للملكة في أركان المقصورة.
(Annales du Musée Guimet) Vol. XXX (1902); Winlock M.M.A. (March 1932) Part II, PP. 14 ff.; Breasted, A. R. Vol. II, Par. 885, Vol. III, pp, 212, 215, 218, 515, 517, 522; Vol. IV, Par. 17; Foucart, B. I. F. A. O., Vol. XXIV: Kees, “Orientlische Literaturzeitung”, Vol. XXX, P. 242; Sethe, “Achtung”, Par. 8, Note Steindorff and Wolf, Thebaniche Graberwelt”, P. 27.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|