أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-21
1008
التاريخ: 30-4-2019
6406
التاريخ: 8-1-2016
3223
التاريخ: 5-2-2016
1994
|
المكافحة الطبيعية والميكانيكية لحشرات الحبوب والمواد المخزونة
Physical and Mechanical Control
يقصد بهذا النوع من المكافحة استخدام عوامل فيزياوية في قتل الحشرات أو أبعادها ومنع وصولها وهذه العوامل هي الحرارة والطاقة الكهرومغناطيسية (كالإشعاع الذرى والصوت) والقرع percuston والخزن المحكم air tight storage والتفريغ الهوائي والمخازن المحكمة الابواب والشبابيك بأسلاك مشبكة وغيرها. وفيما يأتي شرح لهذه الطرق:
أ - الحرارة : Heat
تنشط الحشرات في حركتها وسرعة تكاثرها بارتفاع الحرارة وتصل ذروتها في درجة الحرارة المثلى Optimum temerature وحينما تستمر الحرارة بالارتفاع بعد الحرارة المثلى يقل نشاطها وسرعة تكاثرها حتى تصل الحرارة الى درجة يقف عندها هذا النشاط وتموت. وتختلف استجابة الحشرات وأطوارها للحرارة باختلاف الأنواع، ولكن معظم الأنواع تموت عند تعريضها لدرجة 60 م ولمدة 10 دقائق. ولا تؤثر هذه المعاملة على نسبة أنبات البذور ما لم تكن هذه الحبوب فاقدة لحيويتها أو ذات رطوبة عالية.
يعلل موت الحشرات بسبب ارتفاع الحرارة الى تخثر البروتينات داخل أنسجة جسمها والى توقف عدد من الأنزيمات عن العمل وبالتالي الى تبخر الماء من الجسم وجفافها.
هذا واستعملت الحرارة في مكافحة الحشرات منذ القديم فقد كانت الحبوب المصابة تعرض لأشعة الشمس كما مر ذكره فترتفع الحرارة وتقتل الحشرات فيها وربما كان هذا محفزاً لاستخدام الحرارة في المكافحة في الوقت الحاضر. لقد بين Cotton (1960) بأن الحرارة استخدمت في مكافحة الحشرات داخل المطاحن في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1901، ولكن لم يشع استعمالها حتى بعد عام 1911 وحينما ثبتت التجارب العلمية فوائدها وعرفت كلفتها. فقد وجد أنها بالإضافة الى قتلها للحشرات. طريقة أمينة بالنسبة للعمال لكونها خالية من مواد سامة وبعد نصب أجهزة الحرارة فأن كلفة تشغيلها ليست عالية.
وتتم المكافحة برفع درجة الحرارة داخل جميع أجزاء بناء المطحنة بين 50 م و 55 م وأدامتها لمدة 10 - 12 ساعة. ويجري ذلك عند أيقاف تشغيل الآلات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعند الشتاء في المناطق الباردة ينتخب الوقت الذي تكون فيه درجة الحرارة خارج البناء عالية نسبياً والرياح هادئة.
تنتج الحرارة في داخل المطاحن باستخدام بخار الماء الذي يمر في أنابيب الى المشععات ( وحدات اشعاع حراري ) Radiator التي توضع في أماكن معينة داخل بناية المطحنة، يعتمد عددها وأماكن وضعها على حجم البناء وشكلة ولتحريك الهواء تستعمل مراوح توضع قرب المشععات.
وهناك طريقة أخرى تستخدم فيها وحدات حرارية تحتوي على أنابيب ملتوية يمر فيها بخار الماء وتدفع مراوح قوية الهواء بين هذه الأنابيب الحارة حتى يسخن ويخرج بشدة من فتحات في أعلى الجهاز.
ولأجراء المكافحة بالطرق المذكورة أعلاه يتطلب تنظيف أرضية وجدران ومكائن الطحن تنظيفاً جيداً من بقايا الحبوب وازالة الأكياس وغيرها مع سد جميع الفتحات في البناء ووضع محارير في أماكن مختلفة لضبط درجات الحرارة.
شكل يبين وحدة تدفئة منصوبة في مطحنة
أن من مساوئ هذه الطريقة هو تأثير الحرارة على المكائن وخاصة الأجزاء الخشبية في مكائن الطحن التي تجف وتنحني أو تتشقق وتمدد الأحزمة وارتخائها وذوبان دهونات التزييت وسيلانها خارج أماكنها الى غير ذلك. ويمكن السيطرة على بعض هذه العيوب كمنع جفاف الأجزاء الخشبية وتشققها بتمرير كميات مناسبة من بخار الماء ووضع أواني تحت الأجزاء المشحمة لجمع الدهونات الذائبة.
الغرف الحرارية Heating rooms
تستعمل الغرف الحرارية لمكافحة الحشرات في الحبوب أو منتوجاتها أو لتعقيم الأكياس المستعملة بدلاً من التبخير اذ لا تستطيع أية حشرة مخزنيه مقاومة حرارة 60 م حينما تتعرض لها لمدة 5 دقائق أو أكثر وتبنى الغرف من الطابوق أو السمنت مراعاة العزل الحراري فيها. ولهذه الغرف أرضية مرفوعة فوق أرضيتها ورفوف توضع عليها أكياس الحبوب أو الطحين بحيث تترك مسافات بين أكداسها فيسهل عندئذٍ دوران الهواء حولها بواسطة مراوح كهربائية ورفع درجتها إلى الحد المطلوب. وتختلف الفترة اللازمة لرفع درجة الحرارة في مراكز أكياس الحبوب أو الطحين حسب أحجامها. ويبين الشكل التالي أعلى معدل انتقال الحرارة وارتفاعها داخل أكياس من أحجام مختلفة مملوءة بالطحين خلال ( 24 ) ساعة الحرارية في غرفة حرارية سعة 800 قدم3. واذا صممت عمليات التعقيم الحراري لكي تبقى الحرارة فوق الدرجة الحرارية المميتة أثناء التعقيم وبعده وأثناء التكييس فأنها تكون ناجحة جداً.
شكل يبين معدل تغلغل الحرارة في مراكز اكياس الطحين مختلفة الاحجام خلال 24 ساعة من التعريض في غرفة حرارية Heating vault
أن الحبوب أو منتجاتها التي عوملت بالحرارة لمكافحة حشراتها يتوجب تعليبها في الحال لمنع أصابتها بالحشرات مرة أخرى.
شكل يبين تغيير الحرارة اثناء التعقيم الحراري وعند التكييس لمنتجات الحبوب
ب- التبريد
يقل نشاط وسرعة تكاثر الحشرات بانخفاض درجة الحرارة دون الحرارة المثلى ويستمر هبوط النشاط وسرعة التكاثر مع انخفاض الحرارة حتى يقف النشاط والتكاثر ومن ثم الموت. وبصورة عامة تقف حركة الحشرات تحت درجة 10 م. ولهذا يمكن وقاية الحبوب ومنتجاتها من الإصابة بالحشرات بخزنها بدرجة 4.5 -10 م. وانخفاض رطوبة البذور مهم في هذا النوع من الخزن. فقد تتضرر الحبوب من قبل الحلم اذا كانت رطوبتها فوق ٪12 وتنمو عليها الفطريات حينما تبلغ رطوبتها 80 % حتى ولو كانت الحرارة أكثر انخفاضا. وبرطوبة %80 وحرارة 10 م تفقد بذور البصل والذرة الحلوة والكرفس والشجر والفلفل حيويتها عند خزنها لمدة 6 - 9 أشهر. ويجب الاحتراس عند استعمال التبريد في خزن الحبوب لأن اخراجها الى جو حار وهي برطوبة عالية يفقدها بعض صفاتها الجيدة خلال بضع أسابيع ولهذا ينصح باستعمالها حالاً أو بعد تجفيفها الى الرطوبة المناسبة.
أن استعمال التبريد في مكافحة الحشرات في المطاحن أو المخازن يقتصر على المناطق الباردة والتي تنخفض فيها الحرارة دون الصفر المئوي لفترات طويلة كافية لقتل الحشرات. وفي المناطق التي تنخفض فيها الحرارة الى بضع درجات فوق الصفر المئوي تستخدم أجهزة تعمل على سحب الهواء البارد من الخارج وأمراره بين الحبوب لتبريدها الى درجة تمنع نشاط الحشرات في التغذي والتكاثر وفي هذه المناطق يستغنى عن استخدام المبيدات في المكافحة عدا تعقيم المخازن قبل أستلام وجبات الحبوب.
اما في المناطق المعتدلة او الحارة كالعراق، يتطلب تبريد المخازن فيها الى اجهزة تبريد غالية الثمن ويكلف تشغيلها مبالغ كبيرة ايضاً. ولهذا يقتصر استعمال التبريد في مخازن حفظ الاطعمة كاللحوم والبطاطا والفواكه والخضار.
ج- الطاقة الكهرومغناطيسية Electromagnetic Energy
تشمل الطاقة الكهرومغناطيسية، الطاقة الكهربائية لموجات ذات اطوال مختلفة كالراديو والاشعة تحت الحمراء واشعة كاما والموجات الصوتية والحرارة. وتشمل ايضاً الطاقة الناتجة عن الالكترونات ( مثل الفا وبيتا وكاما وغيرها ).
التعريض لأشعة كاما Gamma irradiation
تخرج اشعة كاما من نظائر مشعة Isotopes مثل كوبالت 60-Cobalt وهذه الاشعة ذات قدرة عالية على التغلغل حتى تصل الى عمق 30 سم في الحديد·
تتكون ذرة كل عنصر من نواة تدور حولها الكترونات تحمل شحنات سالبة. أما النواة فتحتوي على بروتونات حاملة الشحنات موجبة ومن نيوترونات خالية الشحنة. ونوى العنصر الواحد تحتوي على نفس العدد من البروتونات والنيوترونات ولكن إذا احتوت نوى عنصر اعداداً مختلفة من النيوترونات فيكون هذا نظيراً Isotope لذلك العنصر.
تصنع النظائر المشعة في المفاعلات النووية. وتتصف هذه النظائر بكون نوى ذراتها غير مستقرة فتتحلل لتكون أكثر استقراراً، واثناء التحلل تقذف دقائق مشحونة. charged particles منها أشعة كاما، واكثر العناصر المستخدمة في البحوث الحياتية هو النظير المشع لعنصر الكوبالت 60- Cobalt الذي يحرر اشعة كاما.
أن مكافحة الحشرات بالإشعاع الذرى تتم على نوعين: الأول هو الأشعاع غير المباشر والثاني هو الأشعاع المباشر.
يتضمن الأشعاع غير المباشر تعريض الحشرات للإشعاع لإنتاج أفراد عقيمة تحرر فتطير وتتزاحم مع الافراد الطبيعية لتنتج معها تدريجيا سكانا عقيما لا يفقس بيضه أو لا تضع بيضا إذا أطلقت اناث عقيمة فيؤدي عندئذ الى القضاء على هذا النوع إذا أجرى ذلك في منطقة معزولة لا تنتقل اليها أفراد من أماكن مجاورة، والمثال النموذجي لهذا النوع من المكافحة هو القضاء على الذبابة التي تصيب الأبقار Callitroga hominivorax في جزيرة كاراكاو.
اما طريقة المكافحة بالإشعاع المباشر فتتضمن تعريض الحبوب أو الغذاء المصاب للإشعاع بجرع قاتلة للحشرات.
يوجد العديد من التجارب التي أجريت في أقطار مختلفة من العالم، استعملت فيها الطريقة المباشرة لقتل الآفات الحشرية على الحبوب والمواد المخزونة. ومن هذه التجارب تلك التي أجريت في مختبر الحشرات في قسم علوم الحياة والزراعة التابع لمركز البحوث النووية في بغداد. وقد لخص محمد سعيد هاشم ( 1980 ) ما قام به القسم المذكور من تجارب الأشعاع المباشر منذ عام 1967، لمكافحة أهم حشرات التمور المخزونة وهما عثة التين Ephestia cautella والخنفساء ذات الصدر المنشاري Oryzaephilus surinamensis وبين أن عثة التين كانت أكثر مقاومة من الخنفساء ذات الصدر المنشاري، ولكن المعاملة بجرعة شعاعية قدرها 20 كيلوراد أدت الى موت أكثر أطوارها. غير أن القتل المباشر للطور الأخير ليرقة عثة التين وكاملاتِ خنفساء ذات الصدر المنشاري تطلب جرعات من الأشعة عالية جداً تجعل تعقيم التمور بالأشعة غير عملي لأسباب عدة. ولهذا ينصح تطبيق المكافحات الأخرى.
يتفاءل البعض احياناً من نجاح الطريقة غير المباشرة في المكافحة بالإشعاع غير ان هذه الطريقة ليست عملية بالنسبة لحشرات الحبوب والمواد المخزونة. فقد ذكر Mumro ( 1966 ) عن قيام تجارب بتحرير ذكور عقيمة لعثة المطاحن Anagasta Kuhniella للتزاوج مع اناث طبيعية في المخزن . وبعد سنتين من التجارب استنتج الباحثان اللذان قاما بها بعدم صلاحية هذه الطريقة للأسباب الاتية:
1 - ان القضاء التام على الحشرات في المخازن غير ممكن لان الاصابة تحصل مرة أخرى عند خزن مواد جديدة أو عند اعادة اكياس مصابة.
2- ان تحرير ذكور عقيمة يزيد من سكانها داخل المخازن وبالتالي تصبح بقايا اجسامها مواد ملوثة للمواد الغذائية.
3- ان القضاء التام على الحشرات في المخازن يتطلب الاستمرار في تحرير افراد عقيمة ولعدة اجيال، لان يرقات الآفة المطلوب مكافحتها قد تبقى عدة أشهر تعيش على غذاء غير مناسب لتطورها الى مرحلة الحشرة الكاملة التي يستهدف تزاوجها مع افراد عقيمة، وهذا يعني الاستمرار في تحرير الكاملات العقيمة لمدة 2 - 3 سنة.
4- ان بعضاً من الحشرات تختبئ داخل مكائن الطحن ولا يمكن للحشرات العقيمة والمحررة الوصول اليها.
5- حتى ولو تم القضاء على النوع الذي تجري مكافحته مثل عثة المطاحن، فان هناك انواعاً أخرى موجودة في المخزن تتطلب المكافحة.
6- ان كلفة تربية الحشرة لأغراض التعقيم كبيرة جداً أضافة الى كلفة تعريضها للإشعاع هي أعلى بكثير من كلفة التبخير بالسموم الحشرية حتى ولو أجرى التعقيم مرة كل ثلاث سنوات. فبعد سنتين من البحث في المكافحة غير المباشرة وذلك بتحرير ذكور عقيمة من عثة Anagasta kuhniella للتزاوج من اناث سكانها الطبيعي استنتج الباحثان نقلا عن Munro ( 1966 ) عدم صلاحية هذه الطريقة.
د- الصوت Sound
بينت التجارب بان للموجات الصوتية تأثيراً قاتلاً على الحشرات. فوجد ان تعريض بيوض عثة الطحين الهندية Plodia interpunctella لمدة اربعة ايام لموجات صوتية مضخمة amplified sound سبب نسبة قتل تعادل 75% مقارنة بالبيض غير المعرض، وبالإضافة الى ذلك فان الحشرات الكاملة التي تطورت عن بيض سبق تعريضه كانت أقصر من الحشرات التي لم يعرض بيضها. اي ان استعمال الصوت لن يتعدى نطاق التجارب ويعيق نجاحه عدم نفاذ الموجات الصوتية معظم المواد التي تحيط بالحشرات.
هـ - القوة الطاردة عن المركز (Centrifugal force (Percussion
يسبب الصدام القوي (Percussion) للحبوب او الطحين مع سطوح صلبة الى قتل الحشرات وبيوضها، ولهذا فقد صممت مكائن ذات الطرد المركزي ترمي بدورانها السريع الحبوب او دقائق الطحين بقوة كبيرة مكونة حالة صدام مع اجزاء الماكنة كطريقة من طرق المكافحة وذلك قبل تكييس الطحين أو عند خزن الحبوب في البنزات.
تتألف الماكنة ذات الطرد المركزي Entoleter كما في ( الشكل التالي ) من زوج من الصفائح المعدنية الافقية، المسافة بينهما حوالي 15 / 16 أنجأ ( 2.4 سم ) تدور حول عمود وسطي داخل صندوق يحتويهما. وبين الصفيحتين اعمدة فولاذية صغيرة مدورة مرتبة بدائرتين حول مركز الصفيحتين. تدور الصفائح بسرعة تختلف حسب نوع المادة التي تمرر فيها. فتزداد سرعتها كلما نعمت دقائق هذه المواد. فعند تعقيم الطحين مثلاً تدور بسرعة 2900 دورة في الدقيقة، وعند تعقيم الحبوب أو جرشها تخفض سرعتها الى 1450 دورة في الدقيقة. وعند اشتغالها تدخلها الحبوب فتصطدم هي أو دقائقها مع الصفائح والاعمدة الفولاذية او جدران صندوقها بقوة كافية لقتل الحشرات والحلم وبيوضها في داخل او خارج الحبوب. ثم تجمع الحبوب او الطحين من فتحة في قاعدة الماكنة حيث يتم تكييسها وخزنها في مخازن خالية من الحشرات لمنع اصابتها مرة أخرى.
و - الخزن المغلق عن الهواء Air Tight Storage
هو الخزن في اوعية محكمة السد لا تسمح بمرور الهواء فيها فتموت الحشرات اختناقاً من جراء فقدان الاوكسجين.
يشير Munro ( 1966 ) الى ان هذه الطريقة من الخزن قديمة ويعد تاريخها الى عدة اجيال مضت وقت كان المصريون يخزنون حبوبهم في حفر مغلقة عن الهواء وساعدهم في ذلك جفاف الجو، والتفسير العلمي لهذا النوع من الخزن كان قد ذكر سنة 1920 من قبل Dendy and Elkington الا ان تقريرهما لم يثير اهتماماً حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، حينما ارتفع انتاج الحبوب وطال انتظار شحنها من امريكا الجنوبية وكندا واستراليا.
شكل يبين مجموعة من ماكنات ذات الطرد المركزي Entoleters في طاحونة
بدأ استخدام هذا النوع من الخزن وعلى نطاق واسع في امريكا الجنوبية خلال الحرب العالمية الثانية حينما سببت الغواصات الحربية اغراق سفن الشحن التجاري وانغلاق تجارة الحبوب. ولهذا بدأت الارجنتين بخزن حبوبها الفائضة وحمايتها من الاصابة بالحشرات وذلك في مخازن بنيت محكمة الغلق عن الهواء ثم انتشرت هذه الطريقة الى دول اخرى في العالم.
ان خلاصة ما نشره Dendy و Elkington حول هذا النوع من الخزن كما بينMunro 1966 هو الآتي:
1- ان حشرات الحبوب اذا ما اغلقت في اوعية تمنع دخول الهواء تموت سواء وجدت الحبوب ام كانت وحدها وذلك بسبب استهلاكها للأوكسجين وحلول غاز ثاني اوكسيد الكاربون محله.
2- ان الغازات المتوفرة في مثل هذه الاوعية هي الاوكسجين والنايتروجين وثاني اوكسيد الكاربون.
شكل يبين الخزن في حفر تحت سطح الارض مبطنة بالكونكريت والحفرة في هذا الشكل تعد للخزن.
3- ان كمية ثاني اوكسيد الكاربون المتحرر من حبوب الحنطة الحية في اوعية مغلقة عن الهواء يتغير مباشرة مع المحتوى الرطوبي والحرارة.
شكل يبين منظر عام لمخازن في حفر تحت سطح الأرض مملوءة بالحبوب ومغطات بأغطية من القار
شكل يبين تفريغ الحبوب في مخزن تحت سطح الارض
4- بالنسبة للمحتوى الرطوبي فتوجد نقطة حرجة يزداد عندها تحرير ثاني اوكسيد الكاربون فجأة زيادة كبيرة وتختلف النقطة الحرجة قليلا مع الحرارة. وهي بالنسبة للحنطة بين 13,25 - 16,95 %.
5- وفوق النقطة الحرجة للمحتوى الرطوبي، تصبح الحنطة المخزونة في اوعية مغلقة الهواء مقاومة في الحال لهجوم الحشرات، ودونها تستغرق وقتا طويلا نسبيا للإصابة بها.
6- ان كمية الاوكسجين الممتص من قبل الحنطة ذات المحتوى الرطوبي الواطئ اكثر من كمية ثاني اوكسيد الكاربون الذي تحرره.
7- وفي حوالي 30 م تحرر 100 حشرة من سوسة الرز . Sitophilus oryzae حوالي 29,5 ملغم ( وهو ما يعادل خمس وزنها ) من غاز ثاني اوكسيد الكاربون خلال 24 ساعة وفي 20 - 21 م حوالي 9,38 ملغم.
8- باعتبار الاوزان الجسمية فان ما تحرره سوسة الحبوب Sitophilus granarius من غاز ثاني اوكسيد الكاربون هو اقل مما تحرره سوسة الرز لكونها اقل نشاطا.
9- ان معامل التنفس Respiration quotient لسوسة الرز حوالي 0.773 ولسوسة الحبوب 0.815 ( معامل التنفس هو نسبة ثاني اوكسيد الكاربون المحررة الى كمية الاوكسجين المستهلك )
10- يكفي غياب الاوكسجين وحده لقتل هذه الحشرات بغض النظر عن وجود ثاني اوكسيد الكاربون ولكن بتوفر كمية قليلة من الاوكسجين فانهما يستطيعان البقاء احياء لفترة من الزمن.
11- ان مدى استفادة هذه الحشرات من الاوكسجين في اوعية مغلقة يعتمد على نسبته المئوية في البداية.
12- يؤثر ثاني اوكسيد الكاربون تأثيرا سميا على هذه الحشرات بغض النظر عن نقص الاوكسجين. ففي 30 - 31 م تموت سوسة الرز خلال 12 يوما في جو يحتوي من 14,08 - 22,56 ٪ من ثاني اوكسيد الكاربون ولو ان 13.8 ٪ من غاز الاوكسجين لا يزال باقيا.
13- ان غاز ثاني اوكسيد الكاربون النقي والمرطب يكون اقل سمية منه مع كمية قليلة من الاوكسجين.
14- يعمل غاز ثاني اوكسيد الكاربون النقي والمرطب كمخدر وتحت تأثيره تنعدم حركة الحشرات لفترة طويلة دون فقدان قدرتها على استعادة نشاطها.
للخلاصة اعلاه اهمية لسببين الاول اعطاء فكرة مهمة عن بيئة هاتين الحشرتين، والثاني وضع اساس علمي سليم لخزن الحبوب بمعزل عن الهواء. وقد لخصت مواد هذه الطريقة من الخزن في مكافحة الحشرات وغيرها بالآتي:
1- انها طريقة في تعقيم الحبوب بقتل الحشرات والآفات الاخرى الموجودة معها.
2- تمنع وبصورة تامة وصول الحشرات والآفات الاخرى.
3- تمنع الحبوب ذات الرطوبة العالية من التعفن.
4- تمنع الحبوب ذات الرطوبة العالية من التسخين ( ولكنها لا تمنع حصول الحموضة فيها ).
5- تمنع امتصاص الرطوبة من الجو ولهذا فان الحبوب المخزونة وهي جافة تبقى جافة.
6- توفر العمل وتكاليف الخزن لعدم الحاجة الى تقليب الحبوب أو نقلها من قسم لآخر في المخزن بهدف منع التسخين.
7- ويعزى لهذه الطريقة فوائد تصميم اجهزة قياس غاز ثاني اوكسيد الكاربون في عينات للحبوب لأن وجود هذا الغاز يشير الى حصول اصابة حشرية والى نسبتها التقريبية. وبالإضافة الى هذه الاجهزة فقد صممت اجهزة قياس درجات الحرارة في اي مكان داخل كتل الحبوب المخزونة.
لقد أنشئت مخازن كونكريتية تحت الارض في الارجنتين وأوروغواي في نهاية الحرب العالمية الثانية لخزن الحبوب تسع لحد 7500 طن. ووجد أن هذا النوع من الخزن يحافظ على الحبوب فترة طويلة. ففي حالة من الحالات وجد ان الحنطة التي مر على خزنها 10 سنوات كانت جاهزة للطحن لكن نسبة انباتها كان واطئاً. ووجد ان معظم نسبة الانخفاض يحصل في السنة أولى من الخزن.
ووجد في افريقيا ان الحبوب المخزونة في مخازن ارضية مغلقة الهواء وهي جافة تبقى بحالة جيدة لفترة طويلة ولكنها تصبح غير مستساغة بعد فترة قصيرة من الخزن إذا زادت رطوبتها على 16 - 17٪. وقد وجد أن الخزن برطوبة 24% وفي درجة 25 م يفقد الحبوب قدرتها على الانبات تماما. وبهذه النسبة من الرطوبة وبدرجة 15 م فقدت الحبوب قدرتها على الانبات في تسعة اسابيع من الخزن. ولكن إذا ما خزنت برطوبة 17٪ فأنها تبقى ذات حيوية لمدة ستة أشهر وحتى السنة ولكن تأثرت نسبة انباتها وفقدت صلاحيتها لمعامل البيرة malting.
أن تدهور جودة الحبوب المخزونة في مخازن مغلقة الهواء ناتج عن التخمر Fermentation الحاصل عن زيادة السكريات الأحادية reducing suger وعن تضرر الجلوتين glutin الذي يجعل الحبوب غير صالحة لمعامل البيرة malisters أو الطحين millers أو الخبز backers ومن جهة أخرى فان الحبوب الرطبة والمخزونة في بنزات محكمة الغلق عن الهواء تصلح كغذاء للحيوانات.
وبالرغم من الفوائد التي ذكرت في أعلاه بين Hall (1970) أن هذه الطريقة من الخزن غير ناجحة تماما في المناطق الاستوائية بسبب ارتفاع الرطوبة فيها وكون الدراسة حول هذا الموضوع من الخزن ليست كافية في اقطار عديدة من العالم. ومع ذلك فان فيها مجالات للتطور إذا اخذ بنظر الاعتبار طرق الانشاء بحيث يكون الغلق تاما لا يسمح بمرور الهواء او الغازات الى داخل المخازن.
ز - اوعية مانعة للحشرات Insect - Proof Containers
تصنع أغلب هذه الأوعية من البلاستك لحفظ منتجات الحبوب أو المواد الغذائية بعد تبخيرها لمنع أصابتها بالحشرات. وقد تطور هذا النوع من الخزن الى صناعة مواد تنشأ منها مخازن قابلة للتبخير ومانعة للحشرات. والمواد التي تصنع منها هي PVC أو النايلون المعامل بمواد بلاستيكية أخرى. ويصنع من هذه المواد أوعية تسع 1 - 15 طناً من الحبوب أو تبطين أو تشبيع الياف أكياس الخزن. ويفترض في هذا الخزن أن تكون المواد الغذائية جافة أو قليلة الرطوبة لمنع تضررها. وأشار علي عبد الحسين ( 1974 ) بأن أكياس البولي اثيلين من أحسن أنواع العلب لكبس التمور. فقد وجد أن الحشرات لن تستطيع النفوذ الى التمر المكبوس فيها لمدة ستة أشهر في مخزن غير معقم. ولكن الأكياس التي تحتوي على ثقوب صغيرة تصاب بالحشرات ولا سيما بخنفساء ذات الصدر المنشاري Oryzaephilus surinamensis كما وتفضل الجرذان التغذي على الأكياس.
ح - التفريغ الهوائي vacuum
أن خزن الحبوب في أوعية محكمة الغلق يسبب موت الحشرات فيها بسبب استهلاكها للأوكسجين وتجمع غاز ثاني أوكسيد الكاربون. ويحصل الموت بعد فترة من الزمن تعتمد على عوامل مختلفة كالحرارة ورطوبة الحبوب.
وأشار Cotton ( 1960 ) الى أن بعض الحشرات مثل خنفساء الطحين المشابهة Tribolium confusum تموت يرقاتها والطور الكامل بالتفريغ الهوائي بفترة قصيرة تطول بالنسبة للبيض.
يستعمل التفريغ الهوائي في حفظ بعض منتجات الحبوب والفواكه. فقد وجد أن وضع التمر في أكياس من البولي اثيلين ثم تفريغها من الهواء لحد 80 - 99 ٪ وغلقها ادى الى موت يرقات عثة التين Ephestia cautella ويرقات وكاملات خنفساء ذات الصدر المنشاري Oryzaephilus surinamensis بعد يومين من التفريغ. ( علي عبد الحسين 1974 ).
وجرب العزاوي وجماعته ( 1980 ) تأثير التفريغ الهوائي والحرارة المميتة على أطوار عثة التين . ووجدوا أن تأثيرهما سوية يؤدي الى قتل جميع الأطوار في فترات من الوقت تقل كثيراً عن تأثير الحرارة فقط كما مبين في الجدول التالي.
جدول يبين الوقت بالدقائق اللازم لقتل 100٪ من المراحل المختلفة من عثة التين Ephestia cautella تحت تأثير الحرارة أو التفريغ الهوائي والحرارة
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|