أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2016
3001
التاريخ: 5-2-2016
5723
التاريخ: 4-2-2016
3110
التاريخ: 2024-01-17
906
|
القوارض واضرارها على الحبوب والمواد المخزونة
استطاعت القوارض التكيف للمعيشة في بيئات مختلفة، ولتكاثرها السريع ومنافستها الأنسان في غذائه، أصبحت من الآفات المهمة التي يسعى لدراستها وايجاد طرق للتقليل من أضرارها. والقوارض أنواع عديدة بعضها يعيش على النباتات في الحقول بينما يعيش البعض الآخر على المواد المخزونة في البيوت والمخازن والأماكن الأخرى المماثلة. والذي يهمنا منها نوعان من الجرذان، هما الجرذ الأسمر أو الجرذى النرويجي Rattus norwegicus والجرذ الأسود أو جرذ السقوف R. rattus ونوعان آخران هما فأر المنزل Mus musculus والجرد الهندي ( البانديكوث ) Nesokia indica والاخير غير مهم داخل الأبنية.
الأهمية الاقتصادية والوبائية:
تسبب الجرذان والفأر المنزلي أضراراً اقتصادية واسعة هي كالآتي:
الغذاء: أن شهية القوارض للغذاء واسعة، فهي تتغذى على مختلف أنواع الأغذية كالنباتات في الحقل وعلى الحبوب والثمار الجافة والمنتجات الحيوانية في المخازن. تنشأ الخسارة عما يستهلكه الحيوان الواحد من الغذاء وعن تلوث القسم الآخر منه. ففي اليوم الواحد يستهلك الجرذ الأسمر 25 ـ 37 غم (أو ما يعادل 12 ـ 18 كغم في السنة)، والجرذ الاسود 14 - 30 غم والفأر المنزلي 1,5 - 2,3 غم والجرذ الهندي 35 - 40 غم. وبما أن الضرر يعتمد على عدد الأفراد وأن تقديرات المختصين تشير الى كون عدد الجرذان في المدن يعادل عدد سكانها أو يزيد، فتكون الخسارة الناتجة في الحبوب المخزونة هائلة. وبالإضافة، الى ذلك فأن هناك خسائر أخرى تحصل نتيجة تغذى هذه الحيوانات في الحقول على النباتات كالرز وقصب السكر والذرة والحنطة والقطن وغيرها. وقدرت الخسائر على المحاصيل المختلفة بين 2 - 40% وقد ترتفع في بعض البلدان الى 90% حينما يكون سكان هذه الحيوانات عالياً.
وبالنسبة للأغذية المخزونة، فالحبوب أكثرها أصابه. ومنها الحنطة والشعير والرز والذرة وغيرها وكذلك منتجات الحبوب كالطحين والخبز والبسكت. وتصاب البذور الزيتية أيضاً كبذور القطن وعباد الشمس والكتان والسمسم وكذلك البقوليات والمحاصيل الجذرية كالبطاطة والبصل وأنواع أخرى كبذور الكاكاو والسكر والمنتجات الحيوانية كالحليب والجبن واللحوم. وتمتد أضرارها الى قرض الأوعية التي تحتوي المواد الغذائية كأكياس الجوت والقطن وغيرها.
جدول يبين:
نسب الخسارة المئوية في الحبوب المختلفة في بعض الاقطار ( عن Hopf وجماعته 1976 ) .
التلوث Contamination
أن الكثير من الخسائر التي تسببها الجرذان أضافة الى استهلاك الغذاء ناجمة عن تلويثها للمواد الغذائية ببرازها وبولها وشعرها، فتصبح غير ملائمة للاستهلاك البشري. ويصحب تلوث الغذاء أنتشار جراثيم تصيب الانسان مثل بكتريا السالمونيلا .Salmonella spp والبروتوزوا ( الطليعيات ) الطفيلية مثل أميبا الزحار Entamoeba histolytica و Giardia muris. وأكثر الجرذان تلويثاً للغذاء هو الجرذ الأسود Rattus rattus ثم الفأر المنزلي Mus musculus ثم الجرذ الأسمر Rattus norwegicus.
لقد وجد أنه حينما ترك 10 - 26 حيواناً من الجرذ الأسمر بحرية مع طن من الحنطة المكيسة لمدة 12 - 18 أسبوعاً فأنها لوثت ٪70 من الحبوب وسببت 4.4 % خسارة في وزنها والأهم من ذلك فأنها تلفت الأكياس. وبالنسبة للفأر المنزلي فأنه بالرغم من صغر حجمه يسبب خسائر كبيرة في المواد الغذائية في الأسواق والمخابز والمطاحن والمخازن ومخازن العلف وذلك لتغذيه هنا وهناك وافساده الغذاء بمقدار يزيد عما يأكله.
تخريب الأبنية Damage to structures
ينشأ تخريب الأبنية من عادة الجرذان في حفر ملاجئ لها لخزن الغذاء أو الاختباء أو لتربية الصغار. وقد يكون الحفر تحت الأسس والطرق العامة وسكك القطار وحواف السواقي والأنهار الصغيرة. واضافة لذلك فهي تنخر الأجزاء الصلبة من الاخشاب وصفائح الالمنيوم والجدران وغيرها.
اضرار الاسلاك الكهربائية واحداث الحرائق
Damage to cables and start fires
تقرض الجرذان الاسلاك الكهربائية والتلفونية والانابيب البلاستيكية والمعدنية. وبقرضها الاسلاك الكهربائية واتصال الاسلاك المعراة عن اغلفتها مع بعضها او مع اجسام اخرى يتسبب عنه تعطيل الاجهزة الالكترونية واحداث الحرائق. وقد تحدث الحرائق ايضا من قرض عيدان الثقاب التي تلتهب وتبدأ النار.
اضرار الدواجن Damage to poultry
تتغذى القوارض على الدواجن في المخازن او في غرف التربية. وبالإضافة الى ذلك فأنها تقتل الفراخ وتتغذى على البيض.
عض الأنسان Biting
تعض الجرذان الأيدي والوجوه بدرجات متفاوتة من الضرر وخاصة الأطفال.
نقل الأمراض Transmission of Diseases
تنقل الجرذان جراثيم أمراض عديدة كالطاعون والتولاريميا والتيفوس والباراتيفوئيد والحمى القلاعية وداء الكلب والديدان الطفيلية في الجهاز الهضمي والكوليرا والديزنتري والجمرة الخبيثة وحمى مالطة والالتهابات الجلدية وبالإضافة فأنها عائل مهم لطفيليات خارجية من الحشرات كالبراغيث.
تصنيف القوارض Rodents Classification
تعود الجرذان والفأر الى عائلة Muridae من رتبة القوارض Rodentia التابعة لصنف اللبائن Mammalla في شعبة الحبليات Chordata.
تتميز أنواع رتبة القوارض بصفة مميزة عن بقية الحيوانات هي أن أسنانها الأمامية أي القواطع متكيفة للقرض وعددها في كل من الفك العلوي والفك السفلي زوج واحد فقط أما القواطع الأخرى التي توجد عادة في بقية اللبائن فهي غير موجودة في القوارض ولهذا يبقى فراغ بين زوج القواطع المذكورة أعلاه وأسنان الضواحك premolar التي تقع خلفها على كل جانب من جوانب الفكوك. ولوجود هذين الفراغين، تستطيع الجرذان والفئران القرض والحفر دون دخول قطع الخشب والأوساخ داخل افواهها تنمو القواطع باستمرار، وعند القرض تزداد نهاياتها حدة.
شكل قواطع الجرذ النرويجي Rattus norvegicus والقواطع تستمر في النمو ولهذا يقرض الجرذ الأجسام الصلبة للحد من نموها. لاحظ الشعر الطويل الحساس Vibrissae
شكل قواطع الجرد حيث يجري فيها الحد الذاتي المستمر
تضم رتبة القوارض عدة عائلات. والذي يهمنا منها عائلة الجرذان والفئران Muridae. ووفقاً لـ ( عبد الحسين كاظم 1978 ) تشمل هذه العائلة في العراق أربعة أجناس وسبعة أنواع هي فأر الحقل كبير الأسنان Apodemus mystacinus وفار الحقل أصغر العنق A. flavicollis . وفأر الحقل A. sylvaticus والجرد الأسود Rattus rattus. والجرذ الأسمر R. norveg,cus وفأر المنزل Mus musculus والفأر الهندي Nesokia indica.
يهمنا من هذه الدراسة الجرذ الأسود والأسمر وفأر المنزل لكونها تعيش على مختلف المواد المخزونة وتسبب أضرارا اقتصادية سبق شرحها. أما الجرذ الهندي فهو حقلي المعيشة ويتغذى أحياناً على أكداس الحبوب في الحقل وقرب المنازل الريفية.
الصفات المميزة للأنواع المهمة:
يستعمل في تمييز الانواع الأربعة المهمة المذكورة في أعلاه صفاتاً تشريحية كشكل الجمجمة وأجزائها. ولكن هناك صفات أخرى تتعلق بالمظهر الخارجي يستفاد منها في التشخيص أيضاً. ومن هذه الصفات الحجم ووزن الجسم وطوله وطول الذيل وشكل الآذان وفرو الجسم.
الجرذ الأسمر أو الجرذ النرويجي Rattus norwegicus
Brown Rat Or Norway Rat
الانتشار:
أن أصل الجرذ النرويجي هو آسيا. وأنتشر المناطق المعتدلة الحرارة من العالم، ولكنه يكثر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية من آسيا وأوربا وشمال أمريكا. وقد أنتشر بهذه السعة نتيجة توسع المدن والنقل البحري للمواد التجارية الذي ساعد بدوره على انتشاره في مناطق جديدة من العالم.
شكل الجرذ الأسمر أو النرويجي Rattus norvegicus لاحظ الجسم المملوء والأنف غير الحاد وصيوان الاذن الصغير والذنب القصير الذي هو أقصر من طول الجسم.
العادات:
يقطن الجرذ الأسمر داخل وخارج الأبنية وفي المناطق المأهولة بالسكان. يعيش حول الأبنية وفي المنازل كالسراديب والمخازن المختلفة وأماكن ذبح الحيوانات والموانئ ومجاري المياه القذرة. وفي الحقول يفضل مخازن العلف والحبوب وبيوت الدواجن والإسطبلات والمزابل. وتشاهد حفره على طول جداول قنوات الري والمبازل والمستنقعات وفي بعض المناطق يعيش في حقول الرز والحقول الزراعية الأخرى ووديان الأنهر.
ومن عاداته الأخرى أنه يعيش بمجاميع أو مستعمرات يبلغ تعدادها عدة مئات من الأفراد. أما غذائه فمتنوع ولكنه يفضل الحبوب المختلفة كما ويتغذى على اللحوم والسمك والبيض والفاكهة. كما ويعيش على فضلات الأطعمة والمواد المخزونة وكذلك على فضلات الأنسان والأزبال. يستهلك 25 غم من الغذاء الجاف و 39 - 40 غم من الأزبال ويحتاج 15 - 30 سم 3 من الماء يومياً حينما يكون غذاؤه جافاً. من عاداته أيضاً مهاجمته للإنسان وعضه.
تاريخ الحياة:
يعد الجرذ الأسمر عشا من الحشائش أو من فضلات الأوراق والمواد الأخرى وذلك في حفر من التربة او تحت الابنية. تضع الأنثى صغارها التي تعتمد عليها بادئ الأمر ولمدة ثلاثة اسابيع. لون الصغار قرمزي عند الولادة والأذان والاعين مغلقة ولا تتحسس بغير اللمس والحرارة. تبلغ الأنثى بمدة 75 يوماً ومدة الحمل فيها 22 - 24 يوماً وتحمل بمعدل 8,8 جنيناً في المرة الواحدة وحوالي أكثر من 4 مرات في السنة منتجة ما يعادل 38 صغيراً في العام الواحد.
الجرذ الأسود أو جرذ السقف أو جرذ الباخرة Rattus rattus
Black Rat or Roof or Ship Rat
الانتشار:
أن الجرذ الأسود أكثر انتشارا من الجرذ الأسمر. أصله جنوب شرقي آسيا وجنوب الصين وبعض مناطق الهند وإندونيسيا والفلبين. أنتشر بصورة واسعة في شمال وجنوب الكرة الأرضية.
شكل الجرذ الأسود Rattus rattus لاحظ الجسم الأقل امتلاء من الجرذ النرويجي والأنف الحاد وصيوان الأذن البارز وطول الذنب
العادات:
يعيش الجرذ الأسود بمجاميع عائلية صغيرة في داخل وخارج البيوت. يتسلق الأشجار ويبني ويعيش أعشاشه عليها أو في قمم أشجار النخيل أو في حفر القوارض الأخرى. أيضاً في البساتين مسبباً أضراراً للحمضيات وأشجار النخيل والقصب السكري وغيرها. ويفضل الحبوب والجوز والثمار.
وفي داخل الأبنية يفضل مخازن الأغذية وبيوت الدواجن وإسطبلات الأبقار والأسواق والحوانيت والمطاعم والبيوت. ويوجد بكثرة في البواخر التي جاء منها أسم جرذ الباخرة. وهو لا يعاكس الأنسان ويعيش معه بوداعة خلاف الجرذ الأسمر الذي قد يهاجم الأنسان ويعضه.
تاريخ الحياة:
تنضج الأنثى جنسياً بفترة 68 يوماً ومدة الحمل فيها 20-22 يوماً ومعدل عدد الصغار في كل ولادة 6,2 وعدد مرات الحمل حوالي 5 مرات في السنة. حالة المولود الصغير عديم الشعر وقرمزي اللون وعيونه وآذانه مغلقة.
فأر المنزل Mus musculus
House Mouse
كان الفأر المنزلي منتشراً في حوض البحر المتوسط. في جنوب أوربا وشمال أفريقيا وفي المنطقة السهلية من آسيا وحتى اليابان. وعن طريق التجارة الدولية اتسعت رقعة انتشاره حتى غطت معظم مناطق العالم. ويعتبر انتشاره في الوقت الحاضر أكثر من أي حيوان لبون بعد الانسان. فهو يوجد في المناطق المعتدلة والسهلية والاستوائية وشبه الصحراوية.
شكل الفأر المنزلي Mus musclus لاحظ صغر الجسم وأرجله وذنبه الرهيفان
العادات:
يعيش الفأر المنزلي في أماكن متباينة كالبيوت والعمارات والمخازن وحقول الرز وقصب السكر والذرة، ويعيش أيضاً في الأهوار. ويوجد في مخازن الحبوب والمواد الغذائية الأخرى ويستطيع التسلق والمرور خلال الفتحات الصغيرة. وفي الحقول يحفر أنفاقاً صغيرة للاختباء وبناء الأعشاش.
يعيش فأر المنزل في مجاميع صغيرة في الحقول تتألف من ذكر سائد وعدة أناث مع صغارها. وحينما يبلغ الذكر يترك المجموعة. وللفأر القدرة على تحمل البيئات الجافة أكثر من الجرذ الأسمر، وهو يحتاج الى كمية قليلة من الماء تبلغ حوالي سنتمتر مكعب واحد ويمكن أن يحصل عليه من الغذاء الذي يتناوله.
تاريخ الحياة:
يبني الفأر المنزلي أعشاشه في أي مكان مناسب، في الجدران، في الدواليب والاثاث والمواد المخزونة. تنضج الأنثى جنسياً بعمر 42 يوماً. ومدة الحمل فيها 19 - 21 يوماً ومعدل عدد مرات الحمل في السنة 7,6 مرة ومعدل ما تضعه في المرة الواحدة 5,8 والمولود الصغير عديم الشعر، قرمزي اللون وعيونه واذانه مغلقة. تفتح عيونه بعمر 11 - 14 يوماً واذانه بعمر 3 - 4 أيام.
الجرذ الهندي Nesokia indica
Short Tailed Bandicoot
الانتشار: ينتشر الجرذ الهندي في المناطق الزراعية وشبه الجافة وبالقرب من الأنهر في آسيا، ويكثر في المنطقتين الوسطى والجنوبية من العراق.
العادات:
يعيش في المناطق الزراعية وبالقرب من الأنهار. وله القدرة على السباحة والغوص في الماء بمهارة. ويعمل أنفاقاً تحت الأرض تتميز بأكوام التراب بالقرب من فتحاتها. يبلغ ارتفاع الكومة بين 10 – 30 سم وبعرض 25 - 120 سم، وللنفق الواحد عدة فتحات على سطح الأرض يبلغ معدلها 4 ويغلقها عادة. يعيش بصورة مفردة في الأنفاق عدا وقت التزاوج ويتغذى على النباتات بالقرب من أنفاقه ولا يبتعد عنها كثيراً. لا يستطيع الركض بسرعة وليس له عادة خزن الطعام ولكنه يأخذ قسما من غذائه الى أنفاقه ويرمي فضلات الطعام والبراز الى الخارج.
تاريخ الحياة:
يتكاثر طوال السنة ويصل تكاثره أقصاه في تموز وأدناه في تشرين الأول والثاني.
مدة الحمل 26 - 28 يوماً وتلد الأنثى 1 - 8 صغير عار عن الشعر يفتح الواحد منهم عيونه بعد 17 - 21 يوماً ويبدأ ظهور الشعر بعد 3 أيام. يبلغ جنسياً بحوالي 12 يوماً وترعى الأمهات صغارها لمدة 30 يوماً.
تشخيص علامات وجود القوارض Identification of Rode Signs
من الضروري أجراء فحوصات وبحث لاكتشاف وجود الجرذان والفأر المنزلي واصاباتها. ومما يساعد على ذلك الآثار التي تتركها هذه الحيوانات نتيجة لفعالياتها المختلفة. وفيما يلي العلامات المختلفة للقوارض.
القوارض الحية أو الميتة Live or dead rodents
أن أهم علامة لوجود القوارض هي مشاهدة افراد منها حية أو ميتة. ولما كانت هذه الحيوانات ليلية النشاط وتهرب من الأنسان فيندر مشاهدة أفراد حية منها الا أذا كانت الإصابة عالية.
عند مشاهدة حيوان، ميت، فشكله يبين وقت موته ويدعو ذلك الى التساؤل عن سبب الموت الذي قد يكون استخدام المكافحة او الاصابة بأحد الأمراض.
الصوت Sound
تنتج القوارض أصواتاً مختلفة مسموعة تشير الى وجود محلها وكثرتها. ولا تنتج هذه الأصوات ما لم يسد المكان الهدوء التام. فعند الدخول الى مخزن مثلا تختفي الأصوات ولكنها تعود بعد برهة من الهدوء، والأصوات ناتجة أما عن قرض أو حك. وهي تسمع بوضوح عند وجود جدران أو سقوف خشبية ذات جدران مضاعفة. وتكون الأصوات قصيرة حادة أو أصوات خصام تسمع بفترات متقطعة ولعدة دقائق.
البراز Droppings
يعتبر وجود براز الجرذان والفئران أشاره واضحة لوجودها وحصول الإصابة بها وتبرز هذه الحيوانات بكثرة، ونظراً لاختلاف أشكال وحجوم البراز باختلاف الأنواع فيمكن بواسطته تشخيصها وتقدير كثرتها. فبراز الجرذ الاسمر أكبر من بقية الأنواع، أذ يبلغ طوله لحد 18 ملم وقطره 6 ملم، ويختلف شكله، فقسم منه ذو نهايات غير مدببة وقسم آخر ذو أشكال مغزليه. أما براز الجرذ الأسود فهو عادة أصغر، اذ يبلغ طوله 8 - 12 ملم وقطره 4 - 5 ملم ونهاياته حادة. أما براز فأر المنزل فهو أصغر من النوعين الآخرين اذ تتراوح أطواله 4 - 12 ملم ونهاياته مدبية، ويمكن تمييزه بسهولة عن براز الصرصر الأمريكي الذي قد يوجد معه بكون براز الأخير أصغر بكثير من براز الفأر المنزلي ونهاياته غير حادة وتقرب من الشكل الرباعي.
ومعرفة عمر البراز مهم لتقدير عمر الإصابة من حيث كونها حديثة او قديمة، ويقدر عمره من شكله ودرجة صلابته.. فالبراز الحديث لين الى درجة امكان ضغطه لتغيير شكله، وعلى سطحه لمعة ورطوبة. اما لونه فيختلف وفق نوع الغذاء المأكول، ولكنه عادة يكون اسود او غامق ويجف خلال بضعة ايام اعتماداً على الحرارة فيصبح سطحه غير لماع وبمرور الزمن يتغير الى رمادي مغبر وينكسر بسهولة عند الضغط عليه بعصا. ان كمية وحجم البراز في مكان ما يشير الى نوع وعدد القوارض الموجودة فيه. ويعني البراز الحديث وجود جرذ او فأر منزلي واحد على الاقل ولندرة وجود الجرذ الاسمر والاسود سوية بنفس المكان، فان البراز يشير الى وجود اي منهما، ولكن ظهور احجام مختلفة وحديثة يعني وجود جرذان عديدة وبأعمار مختلفة وان عملية التكاثر مستمرة.
يكثر البراز في طرق سير القوارض وبالقرب من ملاجئها وفي الزوايا المنعزلة وقرب الاطعمة، ويقل قرب الانفاق والاعشاش التي تكون عادة نظيفة وخالية منه اذ تقوم الجرذان والفأر المنزلي بتنظيف الاعشاش والانفاق من برازها.
ان عدد كتل براز القوارض التي تلاحظ في مكان ما يعتمد ليس فقط على عدد الحيوانات ونشاطها فحسب بل وعلى عدد مرات التنظيف وسرعة نقل البضاعة. ولا يعني عدم مشاهدة برازها عدم وجودها لأن البراز يكون موجوداً بصورة غير منتظمة في الاماكن المصابة وبمقادير كبيرة او قليلة.
المماشي وآثار الاقدام ولطخات الاجسام Runways, tracks and rub marks
تستعمل الجرذان والفئران طرقاً بعرض 5 - 7 سم تسلكها باستمرار وتظهر آثار مشيها في الاماكن المغطاة بالغبار كانطباعات للأقدام كما وتظهر عليها
آثار حركة ذيولها، وفي اماكن اخرى حيث تحتك اجسامها بها تظهر لطخات دهنية عن الدهون التي تخرج من اجسامها. وتظهر هذه اللطخات حول الثقوب المقروضة وعلى طول الانابيب وجسور السقوف وحافات السلالم والجدران واي مكان تمسه اجسامها باستمرار تتميز آثار اقدام الجرذان بكونها أكبر من آثار اقدام الفئران. وقد يصعب رؤية الاخيرة. ويساعد مصباح يدوي يوجه جانبياً وليس عمودياً على رؤيتها. وبتتبع آثار اقدامها يمكن اكتشاف مخابئها ومصادر غذائها ومائها واماكن دخولها للأبنية. وتساعد هذه المعلومات في اعمال المكافحة.
شكل اثار اقدام للجرذان على الغبار.
شكل يبين لطخات دهنية على جسر خشبي ناتجة عن تمرجح الجرنان اثناء انتقالها.
القرض Gnawing
تقضم الجرذان والفئران غذاءها كما وتقرض في الاجسام الصلبة الاخرى كالأخشاب. ومن جراء القرض تسقط قطعاً من الاجزاء المقروضة تشكل آثاراً لها دلائل معينة. فالقرض الحديث في الخشب يتميز عن القرض القديم من مظهر الاجزاء المقروضة والقطع الساقطة منها. فتظهر الاجزاء المقطوعة حديثاً فاتحة والقديمة غامقة بعد بضعة ايام من قضمها. والاجزاء المقطوعة في الخشب تكون حادة في بادئ الأمر ولكنها تزال بمرور الزمن لجعلها اقل حدة وتأثيراً على اجسامها.
ان مدى الضرر الحاصل في المواد المخزونة يشير الى درجة اصابتها بالجرذان، ويتوجب عندئذ تشخيص النوع او الانواع المسببة له. وقد يحصل خطأ بالتشخيص فالضرر الناتج عن الجرذان قد يعزي الى الفئران او العكس. وعلى أي حال فان خزن مواد غذائية جديدة وظهور اضرار عليها يشير بوضوح الى وجود اصابة حديثة ومداها والى اعداد الحيوانات الموجودة فيها.
الانفاق Burrows
يميل الجرذ الاسمر الى حفر إنفاق يعيش فيها ويليه الجرذ الاسود ثم الفأر المنزلي. ونادراً ما يحفر الاخير له انفاقاً او ملاجئ في الابنية ولكن الافراد التي تعيش في الحقول او الابنية الحقلية تحفر ملاجئ لها. وتتميز هذه الملاجئ بكونها أصغر من إنفاق الجرذان. وتبلغ اقطارها بحدود 2,4 سم في حين تبلغ اقطار إنفاق الجرذان حوالي 7 سم.
يعمل الجرذ الاسمر انفاقه في قواعد جدران الابنية من الخارج بينما يحفرها في الحقول في جوانب الانهر وفي قواعد الشجيرات وعند اكتشاف هذه الانفاق وعدم رؤية افراد منه فعندئذ يكون الجرذ الاسود مسؤولاً عنها يقدر عمر الانفاق من مقدار سوفانها من كثرة الاستعمال ومن وجود او عدم وجود الغبار فيها. فالفتحات الحديثة خالية من الغبار مع احتمال وجود أتربة حديثة بالقرب منها. اما الفتحات القديمة وغير المستعملة فيوجد عليها الغبار وربما نسيج العنكبوت.
الاعشاش Nests
تبني الجرذان والفئران اعشاشها بعيدة عن الانظار كأن تكون تحت الاعمدة واكوام صناديق المواد المخزونة وبين الجدران وتحت الارضيات وفي تجاويف الاشجار. ويبني الجرذ الاسود اعشاشه في الاشجار. وأحسن علامة لتقدير عمر العش هو احتوائه على الصغار او مشاهدة الكبار داخله اليه او خارجه منه. وفيما عدا ذلك يصعب معرفة عمره.
محطات التغذي وفضلات الطعام Feeding stations and food scraps
من عادات الجرذان والفئران سحب غذائها الى اماكن محمية تساعدنا الى معرفة وجود الاصابات فيها. وتقع محطات التغذية هذه تحت المواد المخزونة او ازبالها او خلف مواد تستند على الحيطان كالأخشاب وغيرها. ويمكن اكتشاف اماكن هذه المحطات من فضلات طعامها مثل قشور الحبوب او فضلات تغذيتها فيها او بالقرب منها، وتهدى هذه العلامات ايضاً الى مداخل الجرذان. ونظراً لصغر فتحات ملاجئ الجرذان فان قطع الطعام لا يمكن ادخالها فيها فتتغذى عليها خارج ملاجئها. ويساعد شكل وحالة فضلات الطعام الى حداثة التغذي.
علامات متنوعة Miscellaneous signs
هناك علامات اخرى تشير الى وجود القوارض وحصول الاصابة بها. ومن هذه العلامات بقع البول والشعر والرائحة الخاصة بها. وبالنسبة للبول فقد يصعب احيانا اكتشاف بقعه في الضوء الاعتيادي. ويستعان عندئذ بالضوء فوق البنفسجي الذي يصدر عن مصابيح خاصة. ونظراً لان بقعاً اخرى قد يشتبه بها على انها بول فيتوجب عندئذ البحث عن علامات اخرى تدل على وجود هذه الحيوانات. وشعر هذه الحيوانات علامة اخرى يستدل على وجودها. ويكثر الشعر عادة حول مداخل الحفر ومع برازها ومع الاغذية الملوثة. وثمة علامة اخرى تظهر عند حصول اصابة قوية هي انتشار رائحة خاصة في الاماكن قليلة التهوية. تبقى هذه الرائحة حتى بعد القضاء على هذه الحيوانات.
سكان القوارض
Rodent Population
يعرف السكان بأنه مجموعة من افراد تعود الى نوع واحد او انواع متقاربة من الكائنات الحية التي تشغل مكاناً معيناً. وللسكان صفات خاصة به يقابل قسم منها صفات الفرد. فللسكان بداية تكوين birth ونمو growth ونضوج maturity وموت death ويعبر عن هذه الصفات بالنسبة للسكان بالمعدلات rates. وبهذا فللسكان معدل ولادة birth rate ومعدل نمو growth rate ومعدل وفاة death rate. ودراسة السكان مهمة لعلاقة ذلك بالمكافحة.
هناك عوامل خاصة تؤثر على نمو السكان وحجمه وتدهوره، فحجمه يعتمد على معدل الولادة ومعدل الوفاة والهجرة. فمعدل الولادة natality قوة تؤثر على زيادة حجمه. ومعدل الوفاة mortality يؤثر على تقليصه والهجرة migration التي هي صفة من صفات القوارض والتي تؤدي عادة الى هلاك الكثير من افرادها وتؤثر هي الاخرى على حجم السكان. فأما ان تكون الهجرة الى السكان فتزيد من حجمه او الى خارجه فتقلل منه ان معدل الولادة للقوارض عال. فالأنثى تحمل باستمرار وعلى طول السنة، ومدة الحمل فيها قصيرة. وفي كل مرة تلد عدة افراد تنضج جنسياً بفترة قصيرة ايضاً. وهذه الصفات تعمل على زيادة السكان بسرعة. ومن الناحية الاخرى فان نسبة الوفيات عالية ايضاً فان 5٪ من الافراد او اقل تستطيع ان تعيش لعمر سنة. وهناك تقديرات تشير الى ان لكل جرد اسمر يبقى حياً في نهاية السنة يقابله موت 16 جرذاً او أكثر خلال هذه الفترة. ومن المعروف ان معدل عمر الاناث اطول من معدل عمر الذكور كما هو الحال في حيوانات اخرى. ويعود ذلك الى نشاط الذكور وعدائيتها.
ان التوازن النسبي بين هذه القوى التي تؤثر على حجم السكان والتي سبق ذكرها يحدد عما اذا كان السكان في تزايد او نقصان او في حالة توازن. وعلى المدى البعيد، فان السكان في مكان ما يميل الى حالة التوازن. فقد يزيد حجمه او ينخفض عن مستوى التوازن ولكنه يعود الى حالة التوازن السابقة.
ان مدى عيش ونشاط الجرذان والفأر المنزلي بالمكان محدود ومساحة هذا المكان تعتمد على توفر الغذاء والماء والمخباء. ففي حي سكني وجد أن مدى منطقة فعاليات الجرذ الاسمر تعادل 30 - 50م والجرذ الاسود حوالي 70م والفئران في منطقة قريبة حوالي 16 م وان 79 ٪ منها لا يجتاز مدى 10 م ، وفي دراسة لمكافحة الفئران وجد ان وضع الطعوم السامة على مسافات 10م ادت الى تقليص سكانها ولكنه عاد بعد فترة الى توازنه السابق بالرغم من بقاء الطعوم . وعلل الباحث ذلك الى ان حركة الافراد لن تتعدى المترين ولهذا فان نسبة قليلة من السكان كانت تقترب من السموم البعيدة.
بالإضافة لعوامل الولادة والوفاة والهجرة التي تؤثر على حجم السكان، فهناك عوامل اخرى تؤثر عليه مثل عوامل المحيط والافتراس والمرض والتزاحم والاجهاد stress. ويمكن ان يستغل الانسان بعضاً من هذه العوامل لصالحه حتى يقلل من اعدادها واضرارها.
يشمل عامل المحيط الغذاء والماء والسكن وتؤثر هذه العوامل تأثيراً مباشراً على سكان القوارض.
الغذاء Food
يتوفر القسم الاكبر من غذاء القوارض في المخازن والموانئ ويؤثر نوع الخزن واوعية الخزن ومدته على امكانية استفادة القوارض منه. فمثلا يؤدي الخزن في اكياس من القماش او الورق موضوعة على الارض لفترة طويلة الى اسناد سكان عال من القوارض. وهذا ما يحصل فعلا في الحقول والمخازن والموانئ. اما الغذاء المخزون في البيوت فهو غير مهم لأنه يسند عدداً قليلاً منها. وفيما عدا ذلك فان فضلات السكان في المدن من ازبال وغيرها تشكل مصادر هامة اخرى لإسناد سكان كبير منها في المناطق السكنية.
الماء Water
ان اهمية الماء للقوارض كبيرة ويصبح الماء عامل محدد في مخازن الحبوب والاغذية لخلوها منه. وعلى عكس الجرذان تستطيع الفئران الاستفادة من الماء الناتج عن الفعاليات الحيوية في اجسامها metabolic water. ولهذا تتمكن العيش في اماكن جافة كالبيوت والشقق والابنية.
الملجأ Harborage
تستعمل الجرذان والفئران اي مكان امين قريب من مصادر الغذاء والماء لكي تلجأ اليه. ومن الملاجئ الحفر الارضية واكوام الخشب والاحطاب والازبال والمواد الانشائية وكل ما يعد اماكن تختبئ فيها. وفي دراسة أجرى فيها سد الحفر وتنظيف كل ما يمكن ان تختبئ فيه الجرذان، تقلص عددها الى نصف ما كان عليه ولكنها عادت خلال خمسة أشهر الى مستوى سكانها الاصلي. وعلل ذلك الى اكتشافها ملاجئ جديدة لن تكن تستعملها سابقاً.
المناخ Climate
تتأثر الجرذان والفئران بالحرارة والرطوبة، فالجرذ الاسمر حيوان من حيوانات المناطق المعتدلة بينما الجرذ الاسود من حيوانات المناطق الاستوائية. ومع ذلك فان عوامل المناخ داخل المخازن والابنية معتدلة ومناسبة لتكاثرها ونشاطها.
الافتراس والتطفل Predation and Parasitism
الافتراس هو قيام حيوان هو المفترس بمسك حيوان آخر هو الفريسة والقضاء عليها. اما التطفل فهو اعتماد كائن حي هو الطفيلي في معيشته على كائن حي آخر هو العائل مسبباً له الضعف او الموت. واعداء القوارض عديدة. فالإنسان يقتلها بوسائل مختلفة بالضرب او بالمصائد او بالسموم وحيوانات اخرى تفترسها مثل القطط والكلاب والثعالب والصقور والبوم والحيات. وتشير المعلومات الى ان الافتراس يزداد مع زيادة سكان القوارض. فكلما زاد سكانها تمكنت المفترسات من القضاء على اعداد أكبر منها. ومع ذلك فلا توجد ادلة قاطعة تشير الى قيام المفترسات بالقضاء او بخفض سكان القوارض بنسبة كبيرة. ويعتقد ان القطط تؤثر في الحقول او الابنية بمنع القوارض من دخولها او جعلها تهرب منها.
اما جراثيم الطفيليات فهي عديدة وتسبب قتل القوارض. فبعض انواع البكتريا المرضية يسبب امراضاً او اوبئة تقلل من سكانها الا انها سرعان ما تعود الى توازنها الاصلي.
التزاحم Competition
يحصل التزاحم بين افراد النوع الواحد او الانواع المختلفة على الغذاء او الماء او الملجأ. وتتزاحم ذكور الجرذان والفئران على الاناث وقت التزاوج. ويزداد التزاحم كلما زادت كثافة سكانها. ومن مظاهر التزاحم الخصام الذي يؤدي الى ازعاج افراد السكان وزيادة الوفيات خاصة بين الصغار كما ويؤدي الى تخريب الاعشاش. ومعروف ان التزاحم قوي بين الجرذ الاسمر والاسود فلا يعيش كلاهما في مكان واحد، بينما يكون اقل بين الجرذان والفئران. لو وجد الجرذ الاسمر والفأر المنزلي في مخزن واحد، فعندئذ يلجأ الفأر الى الاجزاء السفلية من اكوام الحبوب في حين يشغل الجرذ الاسمر الاقسام العلوية منها، وكل منهما يكون سكاناً له.
ان محصلة ضغط عوامل التزاحم والدفاع الاقليمي Territoriality والكفاح من اجل الحصول على الغذاء هو الاخلال في الناحية الفسيولوجية في اجسام هذه الحيوانات وهذا الاخلال يقوم بدوره في تحفيز الافراد بتنظيم حجم السكان بما يلائم بقاءها فالإجهاد الفسيولوجي Physiological stress يؤثر على المجموع الهرموني الذي تفرزه الغدد النخامية والكظرية فينشأ عنه انخفاض سرعة التكاثر وزيادة الوفيات وبالتالي يتقلص حجم السكان الى المستوى المثالي الذي يتوازن مع هذه العوامل.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|