أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-2-2019
2761
التاريخ: 26-8-2017
879
التاريخ: 26-8-2017
762
التاريخ: 26-8-2017
939
|
في السنة التي قُتل فيها محمد الأمين (198ھ) ورد كتاب من المأمون بعد قتل أخيه بخلع القاسم بن هارون الرشيد، وفيها بُويع المأمون البيعة العامة في 15 المحرم (16 أيلول سنة 813)، والمأمون هو أعظم خليفة عباسي قام في بغداد، وإن تكن الشهرة لأبيه هارون، فقد قال السيوطي: كان أفضل من رجال بني العباس حزمًا وعزمًا، وحلمًا وعلمًا ورأيًا، ودهاءً وهيبةً وشجاعة، وسؤددًا وسماحة، وله محاسن وسيرة طويلة، أدَّبه اليزيدي، وجمع الفقهاء من الآفاق، وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس، ولما كبر عُني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فيها، فجرَّه ذلك إلى القول بخلق القرآن. ولم يلِ الخلافة من بني العباس أعلم منه، وكان فصيحًا مفوَّهًا، وكان يُقال لبني العباس فاتحة، وواسطة، وخاتمة، فالفاتحة: السفَّاح، والواسطة: المأمون، والخاتمة: المعتضد. وكان معروفًا بالتشيُّع، حتى إنه خلع أخاه المؤتمن من العهد، وجعل وليَّ العهد من بعده «علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق»، حمله على ذلك إفراطه في التشيُّع، حتى قيل إنه همَّ أن يخلع نفسه ويفوِّض الأمر إليه، وهو الذي لقبه الرضى، وضرب الدراهم باسمه، وزوَّجه ابنته، وكتب إلى الآفاق، وأمر بترك السواد ولبس الخضرة، فاشتدَّ ذلك على بني العباس وخرجوا عليه، وبايعوا إبراهيم بن المهدي، ولُقِّب المبارك، فجهَّز المأمون لقتاله، وجرت أمورٌ وحروب، وسار المأمون إلى نحو العراق فلم ينشب علي الرضى أن مات في سنة ثلاث ومائتين، وبلغ إبراهيم بن المهدي تسلُّل الناس من عهده، فاختفى في ذي الحجة، فكانت أيامه سنتين إلا أيامًا، وبقي في اختفائه مدة ثماني سنين، ووصل المأمون إلى بغداد في صفر سنة أربع، فكلَّمهُ العباسيون وغيرهم في العود إلى لبس السواد وترك الخُضرة، فتوقَّف ثم أجاب إلى ذلك. ا.ھ. وقال صاحب كتاب «خلاصة الذهب المسبوك»: «كان المأمون شهمًا أبيَّ النفس، أخذ من جميع العلوم بقسط، وضرب فيها بسهم، واستخرج كثيرًا من كُتب الطب وتُرجمت له، واستخرج إقليدس وتُرجم له، وعقد المجالس للمناظرة بين أهل العلم في الأديان والمقالات، وغزا الروم، وفتح فتوحات كثيرة، وكان جوَّادًا موصوفًا بالحلم، وعفوه عن إبراهيم بن المهدي — عمه — وقد نازعه رداء الملك بعد أن بُويع له بالخلافة مشهور، وعفوه عن الفضل بن الربيع الذي جلب الحرب بينه وبين أخيه الأمين معلوم، وعن الحسين بن الضحَّاك، وقد بالغ في هجائه وأطنب في تقبيح ذكره تعصُّبًا لأخيه الأمين مفهوم«. وقال القاضي صاعد بن أحمد الأندلسي: «إن العرب في صدر الإسلام لم تُعْنَ بشيءٍ من العلوم إلا بلغتها ومعرفة أحكام شريعتها، حاشا صناعة الطب، فإنها كانت موجودة عند أفراد منهم، غير منكورة عند جماهيرهم، لحاجة الناس طرًّا إليها، فهذه كانت حالة العرب في الدولة الأموية، فلما أدال الله تعالى للهاشمية وصرف الملك إليهم، ثَابَت الهمم من غفلتها، وهبَّت الفِطَن من مِيتتها. وكان أول من عُنِي منهم بالعلوم الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور، وكان مع براعته في الفقه كَلِفًا في علم الفلسفة، وخاصة في علم النجوم. ثم لمَّا أفضَت الخلافة فيهم إلى الخليفة السابع عبد الله المأمون بن هارون الرشيد تمَّم ما بدأ به جده المنصور، فأقبل على طلب العلم في مواضعه، وداخل ملوك الروم، وسألهم صلته بما لديهم من كتب الفلسفة، فبعثوا إليه منها ما حضرهم، فاستجاد لها مَهَرة الترجمة، وكلَّفهم إحكام ترجمتها، وتُرجمت له على غاية ما أمكن، ثم حرَّض الناس على قراءتها، ورغَّبَهم في تعليمها، فكان يخلو بالحُكماء، ويأنس بمناظراتهم، ويلتذُّ بمذاكراتهم؛ علمًا منه بأن أهل العلم هُم صفوة الله من خلقه، ونُخبته من عباده؛ لأنهم صرفوا عنايتهم إلى نَيْل فضائل النفس الناطقة، وزهدوا فيما يرغب فيه الصين والترك ومن نزع منزعهم من التنافس في دقة الصنائع العملية، والتباهي بأخلاق النفس الغضبيَّة، والتفاخر بالقوى الشهوانية؛ إذ علموا أن البهائم تشركهم فيها وتَفْضُلهم في كثيرٍ منها. فمن المُنَجِّمِين في أيام المأمون: حبش الحاسب، المروزي الأصل البغدادي الدار، وله ثلاثة أزياج، وأحمد بن كثير الفرغاني، صاحب المدخل إلى علم هيئة الأفلاك، وعبد الله بن سهل بن نوبخت، كبير القدْر في علم النجوم، ومحمد بن موسى الخوارزمي، وما شاء الله اليهودي، ويحيى بن أبي المنصور، ولمَّا عزم المأمون على رصد الكواكب تقدَّم إليه وإلى جماعة من العلماء بالرصد وإصلاح آلاته، ففعلوا ذلك بالشماسية ببغداد، وجبل قاسيون بدمشق. ومن الحكماء: يوحنا بن البطريق الترجمان، مولى المأمون، كان أمينًا على ترجمة الكتب الحكمية، حسن التأدية للمعاني، ألكن اللسان في العربية، وكانت الفلسفة أغلب عليه من الطب. ومن الأطباء: سهل بن سابور، ويُعرف بالكوسج، ويوحنا بن ماسويه، وجيورجيس بن بختيشوع، وعيسى بن الحكم، وزكريا الطيفوري، وجبريل الكحَّال؛ وغيرهم وهم كثيرون «. تُوفي المأمون يوم الخميس عاشر شهر رجب 218ھ (2 آب 833) بالقُرب من طرسوس، فحمله ابنه العباس وأخوه المعتصم إليها، فدفناه في دار خاقان، خادم الرشيد، وكان ذاهبًا يُريد غزو بلاد الروم، وكان عمره سبعًا وأربعين سنة وستَّة أشهر وعشرة أيام، وخلافته عشرين سنة، ولا عقب له في الخلافة، والخلفاء من ولد أخيه المعتصم.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|