المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



الانسان والعقل  
  
1150   07:56 صباحاً   التاريخ: 2024-01-04
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص340ــ341
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-02 232
التاريخ: 2023-10-10 1250
التاريخ: 25/9/2022 1549
التاريخ: 2024-09-29 264

قال الله تعالى في محكم كتابه : {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].

مثل الإنسان كمثل سائر الموجودات الحية ظاهرة أوجدها الله سبحانه وتعالى بحكمته وإرادته في الطبيعة ، وما يمتاز به الإنسان عن غيره من الكائنات الحية ويجعله يوسّع من نطاق نشاطه ويرفع مستواه المعيشي عن غيره من المخلوقات، هو قوة العقل وعامل الذكاء.

فكل المخلوقات على وجه الكرة الأرضية تعيش كالإنسان في ظل السنن الإلهية الثابتة وقوانين نظام التكوين الراسخة، مستفيدة من أجل استمراريتها في الحياة من الثروات الطبيعية التي أنعم بها الله سبحانه وتعالى علينا ، مع فارق انعدام الحساب العقلي في تطابق النبات والحيوان مع قوانين الخلقة ، فليس للنبات والحيوان أية حرية أو وعي في كل ما يصدر عنهما خلال مسيرتهما الحياتية ، وما يقوم به النبات او الحيوان إنما هو ناجم عن إلهام فطري وهداية الله سبحانه وتعالى التكوينية، وقدر لهما ان يعيشا على الدوافع الطبيعية والميول الغريزية، كذلك استخدام هذين الكائنين للثروات الطبيعية يتم ايضاً على أساس الهداية التكوينية ضمن حدود معينة.

الحرية في ظل العقل:

أما الإنسان الذي يمتاز بعقله وذكائه عن سائر المخلوقات فله حرية العمل في ميدان الحياة الواسع ، فهو قادر على تكييف نفسه مع قوانين الخلقة وتطوير حياته نحو الرقي والكمال من خلال الاستفادة من الثروات الطبيعية الهائلة، وذلك في ظل العقل الذي يعتبر أعظم ما وهبه الله سبحانه وتعالى للإنسان ، وكل ما وهبه عظيم . بمعنى أن النبات والحيوان مسخران للطبيعة، ولا يستطيعان تجاوز حدود حياتهما المحدودة، أما الإنسان فوضعه يختلف تماماً عن سائر المخلوقات ، حيث سخر له الله جل وعلا الطبيعة بكاملها ، وجعله سيداً على الماء والتراب والنبات والحيوان وما إلى ذلك من كائنات حية ودعاه إلى استغلال عقله وفكره في السعي لاستثمار الثروات الطبيعية للأرض وإعمار الأرض وتوفير مقومات حياة أفضل عليها.

قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ} [الحج: 65]




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.