المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الزواج والجانب الاقتصادي  
  
1154   09:45 صباحاً   التاريخ: 2023-12-03
المؤلف : سهيل أحمد بركات العاملي
الكتاب أو المصدر : آداب المعاشرة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 30 ــ 32
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

خلق الله المخلوقات وهو متكفل برزقهم وهذا الأمر من البديهيات لدى أي عاقل ومفكر، فالذي يطعم الحوت في أعماق البحار ويؤمن غذاءه بأطنان من الأسماك، والذي يطعم النملة في الأوكار الخفية والدودة في ظلمات الأرض، ألا يكون متكفلا بذلك المخلوق الأعظم وهو الإنسان. وكلنا نعلم أنه عندما نؤمن بعدالة الله وكماله ووحدانيته لا بد لنا أن نؤمن برازقيته وإلا نسلبه إحدى صفاته المقدسة، قال تعالى: {رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [الإسراء: 66]، وهناك في القرآن الكريم آيات كثيرة تتحدث عن رازقية الله ومنها قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الروم: 37]، من هنا فالذي يخاف الزواج ويهابه لضعف المادة وقلتها فقد أساء الظن بالله تعالى، لأنه عندما جعل الله الزواج من أركان بناء الكون وسبباً في استمراره وتواصل الحياة فيه كان منه تعالى أن يؤمن متطلبات وحاجيات هذا الأمر العظيم، لكن، ليس أن يجلس العبد ويدعو الله أن يرزقه بل لا بد من الجد والعناء والمثابرة وبالتالي يحصد الإنسان ما زرع والله يقيناً يرزقه قدر حاجته، ويقيناً فإن الفقير إذا عزم على الزواج أغناه الله من فضله كما قال تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [النور: 32]، وقد يظن البعض أن الأزمات الاقتصادية في مجتمعاتنا المعاصرة تمنع أو لربما تؤخر الزواج لأنه يحتاج إلى نفقات عالية وأموال كثيرة ليكون الزواج موفقاً وسعيداً، لكن هذا الأمر ليس بصحيح فإذا نظرنا إلى السلف الصالح نجد أنهم كانوا يتعرضون للأذى وسلب الأموال من قبل السلطان عدا عن المجاعات وغيرها لكنهم كانوا يتزوجون ويحيون السنة الصالحة التي أقرها النبي (صلى الله عليه وآله) وعمل بها لأنهم توكلوا على الله وأخلصوا له النية، وأما نحن فإننا بتنا في عصور متطورة، ويمكننا الإنتاج والتحصيل المادي بالكثير من الطرق الشرعية وإن واجهتنا بعض العوائق ولكن إذا أخلصنا نوايانا نجد أن الله يرزقنا من حيث نحتسب ومن حيث لا نحتسب، وعندما يعمل الإنسان وفق طاعة الله فإنه يعطيه ما يريد كما ورد في الحديث القدسي: (عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون).

وعلى الجانب الآخر فإن العازب لا يهمه العمل والتحصيل والكد والمثابرة، وهذا ما نراه في العدد الغالب من شبابنا اليوم وبالتالي فالبطالة تزداد باستمرار مما ينعكس على الوضع الاقتصادي والمعيشي. بينما نجد المتزوج مضطراً للعمل والكد لتحصيل معيشته ونفقة عياله وهذا الأمر يسهم في تفعيل حركة اليد العاملة وتحريك العملية الاقتصادية. وإذا نظرنا إلى الجانب الصحي للعازب نراه غالباً ما يشكو من أمراض في المسالك البولية والكلى وقد يصاب بالاحتقان والأمراض في البروستات عوضاً عن حالته النفسية المتدهورة باستمرار، وإذا تزوج فيما بعد قد يكون مصاباً بأمراض معدية خاصة إذا كان يتواجد في أماكن الرذيلة والفحشاء، وبالتالي ينتقل الوباء لزوجته ولربما أطفاله وإذا تمعنا في تكاليف العلاج نراها باهظة جداً، وعليه أيهما أفضل وأوفر الزواج أم الأمراض المعدية ونتائجها الوخيمة؟! 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.