أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
583
التاريخ: 2023-04-18
1276
التاريخ: 2024-07-16
599
التاريخ: 2024-08-15
536
|
شيطنة المنافقين المستهزئين
قال تعالى : {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [البقرة: 14، 15].
«شياطينهم»: إن كل موجود ماكر، ومتمرد، وشرير، ومنفلت من الحق فهو شيطان، وإن إطلاق كلمة الشيطان على إبليس هو من هذا المنطلق.
«مستهزءون»: تحقيق الآخرين وإهانتهم، سواء بالقول أو بالفعل، هو استهزاء، وبما ان نية المستهزئ هي تحقير الطرف المقابل، وان مبتغاه هو صيرورته حقير، وذلك من خلال القيام بما يدل على الاستخفاف به وإهانته، فقد جاء هنا بصيغة الاستفعال.
«يعمهون»: «العمه» هو الحيرة الشديدة، وتأتى -من حيث الرتبة - بعد الشك، والتردد، والتحير. و«العمه» هو الحيرة التي تعمي بصيرة الإنسان عن أي رأي صحيح، أو رؤية صائبة. من هنا يكون «العمه» بمعنى عمى عين القلب، وهو في مقابل «العمى» الذي يطلق على عمى عين البدن وعين الروح معاً.
كان المنافقون في صدر الإسلام صنفين: فصنف كانوا كافرين منذ البداية لكنهم كانوا يتظاهرون بالإيمان: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } [آل عمران: 167] ، وصنفا كانوا قد آمنوا بصدق في بداية الأمر، لكنهم عندما وجدوا أن الإسلام لا ينسجم مع مصالحهم وأغراضهم الدنيوية صاروا قلباً من الكفار، لكنهم أبقوا على إيمانهم الظاهري، وانبروا لمحاربة الإسلام وهم في ظله: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا} [المنافقون: 2، 3].
ولما كان الله سبحانه وتعالى مطلعاً على سر جميع الناس وعلنهم؛ حيث يقول: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } [البقرة: 77] ، ، فإنه يفضح نزوع المنافقين الباطني إلى الكفر في الآيتين مورد البحث وذلك من خلال اربعة تعابير:
1. فهو يعبر عن اجتماع المنافقين بالمؤمنين بقوله:( وإذا لقوا) للدلالة على أنهم لم يكونوا مصرين على اللقاء بالمؤمنين، فإن صادف يوماً أن التقوا بهم عرضاً، أظهروا الإيمان، لكنه يستعمل عبارة (اذا خلوا) للتعبير عن لقائهم بالكفار. فالمنافقون يتجهون برغبة إلى بيوت الكفار الآمنة، ويساهمون في مجالسهم الخاصة وهم في خلوة بعيدين عن الأنظار. وهذا التنوع في التعبير: (لقوا، خلوا) علامة على رغبتهم في الكفر، بحيث تحقق خلوتهم كفراً وتصور جلوتهم إيماناً.
2. عند لقائهم بالمؤمنين يظهر المنافقون الإيمان باستخدامهم للجملة الفعلية «آمناه التي تفيد الحدوث، لكنهم في خلوتهم مع الكفار يستخدمون الجملة الاسمية (إنا معكم) التي تفيد التأكيد والثبوت، والمصحوبة بحرف التأكيد «إن» وذلك للتعبير عن الوفاق والالفة معهم.
3. من خلال التقابل بين المنافقين، والمؤمنين، والشياطين يظهر أن المراد من الشياطين هم الكفار، كما ويفهم من إضافة الشياطين إلى الضمير «هم» العاند إلى المنافقين: (شياطينهم) أن المنافقين والكفار هم من سنخ واحد.
4. إنهم يصرحون بأنفسهم، على نحو الحصر، أننا لا نجتمع بالمؤمنين بلا من أجل الاستهزاء بهم: (إنما نحن مستهزءون) غير أن المنافقين في يوم الامتحان يعلنون عن ميلهم وقربهم إلى الكفار: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} [آل عمران: 167].
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|