المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حب المدح.
2024-02-24
علي وشيعته السابقون الى الجنة
30-01-2015
لماذا يرث الرّجل ضعف المرأة ؟
13-10-2014
مــوسى الهادي
26-7-2017
التبعيض في الاحتياط
10-9-2016
المنهج الأصولي في الجغرافيا السياحية
5-4-2022


الترفيه بعد تأمين المعاش  
  
1364   08:36 صباحاً   التاريخ: 2023-09-25
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص374ــ375
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

«يحظى الترفيه بأهمية خاصة ويستأثر بكامل الإهتمام عندما يبلغ المجتمع درجة التكامل المطلوبة ، ولا يعود هناك استمرارية للصراع من أجل البقاء ، ويستطيع الإنسان الإنصراف إلى الترفيه والتسلية في أوقات معينة . وكلما نجح الإنسان في تأمين احتياجاته الأساسية للحياة ، برزت في أعماقه الرغبة في الترفيه وأحرزت مكانة مهمة لديه. وتشير التقارير العائدة للثقافات الغابرة إلى وجود علاقة كبيرة بين الزمان الذي يخصص للترفيه ومستوى وسائل الترفيه والتسلية وتطورها وبين رفاهية المجتمع على الصعيد المادي»(1).

وتجدر الإشارة إلى أن ساعات الفراغ قد ازدادت بشكل ملحوظ لدى الإنسان نتيجة الثورة الصناعية وانتشار الصناعة الآلية ، وباتت مسألة الترفيه والتسلية مسألة عامة وشاملة .

مرحلة الصناعات اليدوية:

خلال المرحلة الزراعية والمراحل التي سبقت الثورة الصناعية حيث كانت الأعمال تنجز إما باليد أو بواسطة آلات بدائية، كان الجزء الأكبر من وقت الفرد وقواه يستهلك في طريق تأمين لقمة العيش ومتطلبات الحياة ، فعندما كان ينهي عمله لم يكن يمتلك قوة إضافية ليصرفها في الترفيه والتسلية ، إذ كان يستلقي في فراشه ويخلد إلى الراحة ليزيل عنه تعب اليوم ويستعيد نشاطه لعمل الغد . ولم يذق طعم الترفيه غير المترفين والأغنياء الذين لا حاجة لهم للكد من أجل لقمة العيش .

الآلة محل اليد العاملة:

لقد حلت الآلة في عالم الصناعة اليوم محل اليد العاملة، وباتت تنجز كل الأعمال التي كانت تنجز بالأمس باليد العاملة وقوة سواعدها وطاقاتها، وأخذ الإنتاج يزداد ويتضاعف بشكل كبير وبوقت أقل وجهد أيسر.

فالحائك كان بالأمس يعمل إثنتي عشرة ساعة يومياً مستخدماً فيها يديه وقدميه وعينيه وفكره وسائر قواه الجسمية، لينتج عدة أمتار من القماش ذي الجودة المتوسطة ، يؤمن له بيعها دخلا محدوداً يستعين به على أموره الحياتية ، ولا يكاد ينهي عمله اليومي إلا وهو متعب خائر القوى لا رغبة له في الترفيه ولا قدرة عليه.

وفي عصرنا الحاضر حيث حلت الماكنات الآلية المتطورة محل الآلات البدائية والأيدي العاملة في صناعة النسيج ، فقد تغيرت أوضاع عمال هذه الصناعة كلياً ، فمن جهة حلت الطاقة الكهربائية والقدرة الآلية محل الأيدي العاملة التي أصبح عملها يقتصر على الإشراف على عمل الماكنات والقيام ببعض الأعمال الخفيفة أحياناً ، ومن جهة أخرى ساهمت سرعة عمل الماكنات وقدرتها الإنتاجية في تقليص ساعات العمل ، بمعنى أن عامل النسيج عندما ينتهي من عمله يكون لديه متسع من الوقت واحتياطي كبير من الطاقة يدفعانه على عجل إلى الإستفادة من وقت فراغه وصرف باقي طاقته في الترفيه والإستمتاع.

_____________________

(1) علم الإجتماع، ص 286. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.