أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-05
1190
التاريخ: 11-1-2023
1564
التاريخ: 11/10/2022
1464
التاريخ: 2023-08-14
1286
|
روى الشيخ الصدوق في الخصال بسنده عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ، قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): يَا أَبَا الْمِقْدَامِ إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِي (عليه السلام): الشَّاحِبُونَ، النَّاحِلُونَ الذَّابِلُونَ، ذَابِلَةٌ شِفَاهُهُمْ، خَمِيصَةٌ بُطُونُهُمْ، مُتَغَيِّرَةٌ أَلْوَانُهُمْ، مُصْفَرَّةٌ وُجُوهُهُمْ، إِذَا جَنَّهُمُ اللَّيْلُ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ فِرَاشِاً، وَاسْتَقْبَلُوا الْأَرْضَ بِجِبَاهِهِمْ؛ كَثِيرٌ سُجُودُهُمْ، كَثِيرَةٌ دُمُوعُهُمْ، كَثِيرٌ دُعَاؤُهُمْ، كَثِيرٌ بُكَاؤُهُمْ يَفْرَحُ النَّاسُ وَهُمْ (مَحْزُونُونَ) (1) .
فمن ينسب هؤلاء إلى المرض لما يراه من حالهم فلأنه لم يعرف حقيقتهم ولا مواصفاتهم التي ينبغي أن يكون عليها المتقون ومن يهمهم أمر الأمة.
(وَيَقُولُ قَدْ خُولِطوا): أي فسد عقلهم.
(وَلَقَدْ خَالَطَهُمْ): أي شوشهم.
(أَمْرٌ عَظِيمٌ): ذكر النار والجنة وخوف الله تعالى.
روي عَنْ فَضَالَةَ عَنِ السَّكُونِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ (عليهم السلام) قَالَ بَكَى أَبُو ذَر رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى اشْتَكَى بَصَرَهُ.
فَقِيلَ لَهُ يَا أَبَا ذَر لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ أَنْ يَشْفِيَ بَصَرَكَ.
فَقَالَ إِنِّي عَنْهُ لَمَشْغُولٌ وَمَا هُوَ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي.
قَالُوا: وَمَا يَشْغَلُكَ عَنْهُ.
قَالَ: (الْعَظِيمَتَانِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ) (2).
وقال الشيخ ميثم: وقوله: (ولقد خالطهم أمر عظيم). وهو اشتغال أسرارهم بملاحظة جلال الله ومطالعة أنوار الملأ الأعلى.
قوله (عليه السلام): (لا يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ، وَلَا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ):
كونهم لا يرضون القليل:
إلى قوله الكثير، وذلك لتصوّرهم شرف غايتهم المقصودة بأعمالهم.
فهم لأنفسهم متهمون مثل يوسف الصديق حيث حكى عنه القرآن الكريم: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53].
قال الشيخ ميثم: فتهمتهم لأنفسهم وخوفهم من أعمالهم يعود إلى شكهم فيما يحكم به أوهامهم من حسن عبادتهم، وكونها مقبولة أو واقعة على الوجه المطلوب الموصل إلى الله تعالى فإن هذا الوهم يكون مبدءاً للعجب بالعبادة والتقاصر عن الازدياد من العمل.
والتشكك في ذلك وتهمة النفس بانقيادها في ذلك الحكم للنفس الأمارة يستلزم خوفها أن تكون تلك الأعمال قاصرة عن الوجه المطلوب وغير واقعة عليه فيكون باعثاً على العمل وكاسراً للعجب به، وقد عرفت أن العجب من المهلكات كما قال (عليه السلام): ثلاث مهلكات: شحّ مطاع، وهوى متّبع، وإعجاب المرء بنفسه (3).
(ومن أعمالهم مشفقون) أي: حذرون لتعديه بمن. قال تعالى: {نَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون: 57، 61].
قوله (عليه السلام): (إِذَا زُكِّي أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا يُقَالُ لَهُ؛ فَيَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي، وَرَبِّي أَعْلَمُ بِي مِنِّي بِنفْسِي):
قال الشيخ ميثم: خوفهم من تزكية الناس لهم هو الدواء لما ينشأ عن تلك التزكية من الكبر والعجب بما يزكّون به. فيكون جواب أحدهم عند تزكيته: أنا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْ غَيْرِي.
وأثنى رجل على عارف، فقال: إن عبدك هذا تقرّب إلي بمقتك وأنا أشهدك على مقته.
وقال ابن أبي الحديد هذا مثل قوله (عليه السلام) لمن زكاه نفاقاً (أنا دون ما تقول وفوق ما في نفسك) وهو كما ترى فإن هذا في مقام وذاك في مقام (4).
وروي في حديث أن المقداد قال سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: (احثوا في وجوه المداحين التراب).
ثم ختم المقطع بقوله (عليه السلام): (اللَّهُمَّ لَا تَأْخُذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ).
قال ابن أبي الحديد: هذا مفرد مستقل بنفسه منقول عنه (عليه السلام) أنه قال لقوم مر عليهم، وهم مختلفون في أمره فمنهم الحامد له، ومنهم الذام، فقال: (اللهم لا تؤاخذني) - إلخ - ومعناه اللهم إن كان ما ينسبه الذامون إليَّ من الأفعال الموجبة للذم حقاً فلا تؤاخذني بذلك، واغفر لي ما لا يعلمونه من أفعالي، وإن كان ما يقوله الحامدون حقاً فاجعلني أفضل مما يظنون.
قال التستري: بل لا ريب أنه غير مستقل، وأنه جزء مقول المتقين كقولهم (أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم بي من نفسي) - وقد عرفت من أسانيد الخطبة أنه جزؤها (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة، ج 1، ص 91، رقم 214.
2ـ بحار الأنوار، ج 22، ص 431.
3ـ شرح نهج البلاغة (ابن میثم)، ج 3، ص 419.
4ـ بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 439.
5ـ المصدر السابق، صفحة 438.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|