أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-31
1149
التاريخ: 2023-10-21
899
التاريخ: 2023-08-01
2492
التاريخ: 2023-11-27
1208
|
لقد مهدنا في المبحث الأول عن العلاقة بين ظاهرتين مترادفتين هما (الأشباه)، (الاشتراك) وبناءً على أن لكل علم مصطلحاته الخاصة به فإننا وصلنا إلى أن المصطلحين يعطيان نفس المعنى، ثم عرضنا أن الظروف والملابسات التي انتجت الاشتراك اللفظي هي نفسها التي أنتجت الاشتراك المعنوي (الترادف) وتحت نفس التأثير برزت عندنا ظاهرة التضاد.
وبما أن القرآن لسانه عربي فقد جاء بأساليب اللغة العربية مفجراً لطاقاتها مبرمجاً لاستعمالاتها. فما نجده من ظواهر في النصوص الأدبية نجده في النصوص القرآنية وعلى هذا فإن كلا النوعين من النصوص يخضع إلى القوانين ذاتها وهذه القوانين هي التي تنتج الدلالة في هذه الحدود.
وقد يتشوق رواد العلم لمعرفة مساهمات الأوائل في هذا المجال لذا: فإن موضوع (الأشباه والنظائر) هو المشروع المعرفي الذي يبرز معالم القرآن ومعانيه إلا إن المؤلفات فيه قليلة([1]) واعتمد الذين ألفوا فيه على (مقاتل بن سليمان) حتى قال الشافعي الناس عيال على مقاتل في التفسير، ولم يحاولوا معرفة السر الكامن في هذا العلم ولم يحاولوا تحليل النماذج التي أتى بها فإذا قمنا بتحليل هذا العلم سوف نحصل على فتح علمي جدير بالاهتمام، وما سنقوم به هو خطوة على هذا الطريق عسى أن نوفق لذلك.
فإذا كانت قناعات أهل العربية باستعمال أهل القبائل للغة كبيرة فلابد أن، تكون قناعاتهم بالاستعمالات القرآنية أكبر إن القرآن الكريم قد فجَّر بحق طاقات اللغة الكامنة فيها لكنها لم تستثمر بعد، فقد نجد به الاشتراك والترادف والتضاد والحقيقية، والمجاز، والعام والخاص..... الخ).
بيد إننا نطمح أن نكتشف سر إنتاج الدلالة، وأظن إننا نظرنا لها في المبحث الثاني الذي عنوناه بـ(الآلية المستخدمة في الأشباه والنظائر) والتي تتكون من آليتين مهمتين هما: (سلطة السياق واستقراء التماثل):
وعرفنا أهمية السياق في علوم اللغة كافة كالنحو والبلاغة ولا سيما أهمية السياق في إنتاج المعاني المعجمية. وقد تتبع اللغويون السياق في النصوص الأدبية والمأثورات العربية وحريٌ بنا أن نتتبع السياقات القرآنية.
ويكون هذا التتبع بواسطة استقراء التماثل، إذ باستقرائنا للمفردة القرآنية عن طريق اتباع التماثل في جذر الكلمة متتبعين لسياقاتها لنستنبط معانيها وبالتالي فقد حصلنا على الآلية المنتجة للدلالة والدلالة نفسها.
ولابد أن نقوم ما نظن أن له مدخليه في فهم ما نقوم به وهو أشبه بالمبادئ والأسس التي يستند عليه عملنا فمنها: لابد أن نقرر أن الاستعمال القرآني حجة، ولابد أن نكتشف سر العلاقة بين الدال والمدلول منطقياً وبلاغياً ولابد من معرفة الأدلة (العلامات) (النجوم) الموصلة لفهم الدلالات ومعرفة المعنى المركزي والمدارات التي تدور عليه، لرد شبهة التعسف الدلالي الذي أتهم به أصحاب الأشباه والنظائر.
[1] ذكر د. نجف عرشي في مقدمة (وجوه القرآن) لإسماعيل الحيري: إن ثلاث وعشرين مصنفاً ألف في الأشباه والنظائر من عصر ابن عباس إلى السيوطي 911 هـ كتاب (وجوه القرآن)، إسماعيل الحيري ص35 – 39.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|