المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

السكان في الجغرافية السياسية (ديموغرافيا)
22-1-2016
تحطيم أمير المؤمنين للأصنام
8-5-2016
زيد بن الإمام موسى الكاظم
17-9-2017
التطبيقات الفعلية والمتوقعة لأنابيب الكاربون النانوية
2023-12-03
The chloralkali industry
16-1-2018
بعض الأمراض الشائعة في العجول
1-5-2016


عزل قيس عن مصر وتولية محمد بن أبي بكر  
  
3983   04:54 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص299-300
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

في صفر سنة 36 أرسل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قيس بن سعد بن عبادة من المدينة إلى مصر واليا عليها وكان ذا رأي وبأس وحزم ومن شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) ومناصحيه .

قال ابن الأثير وإبراهيم بن سعد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات فيما حكاه عنه ابن أبي الحديد : قال أمير المؤمنين لقيس ائتها اي مصر بجند فان ذلك ارعب لعدوك وأعز لوليك وأحسن إلى المحسن واشدد على المريب وارفق بالعامة فان الرفق يمن فقال اما الجند فادعه لك واما ما وصيتني به من الرفق والإحسان فالله تعالى هو المستعان على ذلك فدخلها في سبعة من أهله وذلك يدل على حزمه وشدة ثقته بنفسه فصعد المنبر وامر بكتاب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقرئ على أهل مصر بامارته ويامرهم بمبايعته ومساعدته على الحق ثم قام فخطب خطبة مختصرة جمعت فأوعت فقال : الحمد لله الذي جاء بالحق وأمات الباطل وكبت الظالمين أيها الناس انا قد بايعنا خير من نعلم بعد نبينا فقوموا فبايعوا على كتاب الله وسنة رسوله فان نحن لم نعمل لكم بذلك فلا بيعة لنا عليكم فبايعه الناس الا أهل قرية يقال لها خربتا كان أهلها عثمانية فهادنهم وجبى الخراج ليس أحد ينازعه وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الجمل ورجع وهو بمكانه فكان أثقل خلق الله على معاوية مخافة ان يقبل علي في أهل العراق وقيس في أهل مصر فيقع بينهما معاوية فكتب معاوية إلى قيس يلزمه بدم عثمان ويطلب منه مبايعته ويعده بسلطان العراق له وسلطان الحجاز لمن أحب من أهله فاجابه قيس مخادعا بأنه ينظر في ذلك فاجابه معاوية مصرحا وقال إنه ليس مثلي يصانع بالخداع ولا يخادع بالمكائد فاجابه قيس حينئذ جوابا صريحا وتهدده أيضا فايس منه معاوية وعمد إلى حيلة أخرى فاظهر لأهل الشام ان قيسا صار مواليا له مساعدا على الطلب بدم عثمان وزور كتابا عن قيس له بذلك وقرأه على أهل الشام فبلغ ذلك عليا من عيونه بالشام ومن محمد بن أبي بكر ومحمد بن جعفر بن أبي طالب فأعظمه واكبره وقال والله ما أصدق بهذا عنه .

فأشار عليه عبد الله بن جعفر بعزل قيس وجاء كتاب قيس يخبر بحال أهل خربتا وكفه عن قتالهم فقال ابن جعفر ما أخوفني أن يكون ذلك ممالأة منه فمره بقتالهم فامره به فاجابه قد عجبت لأمرك بقتال قوم كافين عنك مفرغيك لعدوك ومتى حاددناهم ساعدوا عليك عدوك فأطعني يا أمير المؤمنين واكفف عنهم فان الرأي تركهم فقال ابن جعفر يا أمير المؤمنين ابعث محمد بن أبي بكر على مصر واعزل قيسا فقد بلغني ان قيسا يقول إن سلطانا لا يستقيم الا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء وكان ابن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لأمه أمهما معا أسماء بنت عميس فولى محمدا مصر فغضب قيس وذهب إلى المدينة فشمت به حسان بن ثابت وكان عثمانيا فقال له قتلت عثمان وعزلك علي فبقي عليك الاثم ولم يحسن لك الشكر فقال له قيس يا أعمى القلب والبصر والله لولا أن القي بين قومي وقومك حربا لضربت عنقك اخرج عني ثم خرج قيس هو وسهل بن حنيف إلى علي فشهدا معه صفين وكتب أمير المؤمنين (عليه السلام) مع محمد كتابا إلى أهل مصر يخاطبهم فيه ويخاطب محمدا وهو كتاب طويل جدا جليل يشتمل على وصايا جليلة وآداب عظيمة قال إبراهيم فكان محمد ينظر في هذا الكتاب ويتأدب بآدابه فلما قتله عمرو بن العاص بعث به إلى معاوية ينظر فيه ويتعجب منه فقال له الوليد بن عقبة مر بهذه الأحاديث أن تحرق فقال لا ارى ذلك قال أ فمن الرأي ان يعرف الناس ان أحاديث أبي تراب عندك تتعلم منها قال ويحك أ تأمرني ان أحرق علما مثل هذا والله ما سمعت بعلم هو أجمع منه ولا احكم فقال إن كنت تعجب من علمه وقضائه فعلام تقاتله ثم قال لجلسائه انا لا نقول هذه من كتب علي بن أبي طالب بل من كتب أبي بكر كانت عند والده فلم تزل تلك الكتب في خزائن بني أمية حتى ولي عمر بن عبد العزيز فهو الذي أظهر انها من أحاديث علي بن أبي طالب وكلامه وبعث محمد بن أبي بكر إلى المعتزلين اما ان تدخلوا في طاعتنا او ان تخرجوا عنا فأجابوه لا نفعل وطلبوا المهلة فابى عليهم فامتنعوا وكانت وقعة صفين وهم هائبون لمحمد فلما رجع علي عن معاوية وصار الامر إلى التحكيم طمعوا في محمد فبعث إليهم محمد بن الحارث الجعفي فقاتلهم فقاتلوه وقتلوه فبعث إليهم آخر فقتلوه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.