المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

احمد بن محمد الحاسب
10-8-2016
تحليل التأثيرات البيئية
2023-09-05
عدد سكان المغرب
26-3-2018
القواعد الأصولية للتفسير
2024-09-08
عقيدة الإمامية الإثنا عشرية في النبوة
7-5-2018
جرين ، جورج
18-8-2016


الشاب والشخصية  
  
1146   08:27 صباحاً   التاريخ: 2023-07-13
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص100ــ102
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله تعالى في محكم كتابه : {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60، 61].     

الشاب وتوكيد الشخصية :

إن الرغبة في إثبات الوجود وتوكيد الشخصية هي حالة نفسية طبيعية يمر بها الفتيان والشبان بقضاء من الله سبحانه وتعالى وحكمه.

فالفتى الذي طوى مرحلة الطفولة والتطفل، يجد نفسه شاء أم أبى ملزماً بإيجاد مقومات حياة اجتماعية مستقلة ، واكتساب الصفات التي تضمن له تآلفه مع محيطه وإحراز شخصيته ، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق بسهولة.

فجيل الشباب ليس على استعداد لاتباع سلوك ومناهج من هم أكبر منهم سناً دون قيد أو شرط ، كما ان الشباب ليسوا مستعدين لمطابقة صفات شخصيتهم مع أفكار الكبار، والملاحظ ان هناك تضاداً بين جيل الشباب وجيل الكهول في سائر الأمم والشعوب ، وهذا التضاد يجر أحياناً إلى حصول شجارات ونزاعات تؤدي بالتالي إلى قيام حالة من التمرد والعصيان بين جيل الشباب.

الشباب والأحاسيس الحادة :

ومما لا شك فيه أن للأحاسيس الحادة التي تصحو بشكل طبيعي في اعماق الشباب إثر ظاهرة البلوغ دوراً مؤثراً في جعل الشباب يتمردون على الكبار ويعارضونهم ويعاندونهم.

العواطف العابرة:

«إن الوثوب غير الطبيعي لحساسية الشاب تجاه الأفراد أو الأشياء يبين ان مرحلة البلوغ بكل سنواتها ما هي إلا مرحلة خاصة بالأحاسيس. والانفعالات التي تؤثر على التركيبة الجسمانية للإنسان من شأنها أن تولد نوعاً من الاختلالات ، وتطول فترة ظهور هذه الإنفعالات نتيجة التصورات الذهنية التي تسيطر على الشاب. فمثلاً تدلل حركة واحدة على تعلق الشاب بشخص ما ، فتولد انفعالات وعواطف متعددة لا تلبث أن تزول ، ويبقى من كل ذلك الإطار الخارجي للحادثة أو القصة التي لا يبقى منها سوى شعور دائم وثابت بالحب»(1).

«إن الحساسية التي تولد في الإنسان خلال مرحلة البلوغ تمنحه نوعاً من الحيوية والنشاط والحماس ، وقد أشاد «روسو» في كتابه «اميل» ببلوغ سنوات الحيوية والنشاط ، كما أن «شاتوبريان» كان له نفس الرأي. ولكن ما المقصود من هذه الحيوية والنشاط ؟ المقصود هو حالة من الحساسية المفرطة والمعارضة التي تسيطر على ضمير الإنسان سيطرة كاملة ، فتمنحه مزيداً من الطاقة وتسوق سلوكه نحو اتجاه معين. وهذا ما يمكن لمسه من خلال طريقة الشاب في الحب والبغضاء»(2).

الشاب وتمرده على العادات والتقاليد القديمة:

وإلى جانب وثوب الأحاسيس العامة ، تظهر سلسلة من الميول والرغبات الخاصة لدى الفتى خلال فترة البلوغ ، ولكل من هذه الميول والرغبات دور في اندفاع الشاب نحو التمرد على العديد من الآداب والسنن التي ينتهجها الكبار ، كما أنها قد تدفع بالشاب إلى معارضة من يكبره سناً فيما يتعلق بانتخاب الصفات اللازمة لشخصيته. ولمزيد من التوضيح سنتطرق في بحثنا إلى العديد من هذه الميول والرغبات.

______________________________

(1 و2) ماذا اعرف؟، البلوغ  ص 51 و52. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.