سائر بصمه جي

ظاهرة المد والجزر في التراث العلمي العربي

رصد البابليون ظاهرة المد والجزر، ونظرًا لعظم تأثير هذه الظاهرة في حياتهم فقد خصَّصوا لها الآلهة عشتار لتكون مسؤولة عنها.⁹ وقد ذكر الباحث واليس بودج W. Budge في كتابه «الحياة والتاريخ عند البابليين»، أنه عُثر على لوح بابلي في عام 1883، فيه المنافسة سرد بين شيطان البحر العظيم تيامات Tiamat ومردوخ Merodach إله الحياة والنور، المفهوم الأسطوري، كما هو مذكور في النص للصراع بين النور والظلام، والذي يُعتقد أنه إشارة مبكرة إلى المد والجزر. إذْ جاء في النص: أنه «بينما كانت المعركة مستمرة، من الواضح أن تيامات منع المد والجزر من التدفّق ثم قام مردوخ بتصحيحه.» ¹⁰

وقد وصلنا عن سلوقوس الكلداني أو البابلي (توفي 283 ق.م) Seleucus Chaldean أنه اكتشف عدم تساوي المد واختلافه بين يوم ويومٍ آخر (المد الأعلى والمد الأدنى)، وذلك عندما كان يُراقب الخليج العربي ونسب ذلك كله إلى موقع القمر من منطقة البروج. ¹¹ وبشكل أكثر تحديدًا فإن سبب الظاهرة هو الهواء الكائن بين الأرض والقمر، حيث يتحول بعكس الاتجاه بسبب الدوران المضاد لجرمي العالم، فيصطدم بالمحيط ويؤدي إلى تلك الحركات. ¹²

____________________________________________________

هوامش

(9) سارتون جورج، تاريخ العلم، ترجمة: لفيف من العلماء، ج 1، ط 1، المركز القومي للترجمة، العدد 1638، القاهرة، 2010، ص270.

(10) Daly, Chas. P. On the History of Physical Geography, American Geographical Society, Vol. XXII, No. I, Annual Address, 1890, p. 54

(11) تارن، و.و، الحضارة الهلنستية، ترجمة: عبد العزيز توفيق جاويد المركز القومي للترجمة، العدد 1954، ط 1، القاهرة، 2015، ص322.

(12) سزكين، فؤاد، تاريخ التراث العربي (أحكام التنجيم والآثار العلوية، ط1، المجلد 7، ترجمة: عبد الله حجازي، جامعة الملك سعود، الرياض، 1999، ص368.

(13) سارتون جورج، تاريخ العلم، ج 5، ص150.

(14) Ekman, Martin, A concise history of the theories of tides, Surveys in Geophysics, 14 Kluwer Academic Publishers, Printed in the Netherlands, 1993 p. 585

(15) Harris, Rollin Arthur, Manual of tides, Part 1, Govt. Print. Off., Washington, 1898. P. 388